الفصل الرابع والعشرون

75 7 0
                                    

أخرسه كلاروس رئيس القضاة حينما قال، له اصمت فأنت الكاذب هنا ،انا أعلم عن مخططاتك كل شئ هه فأنت حينما تثمل تبوح بكل ما في صدرك لجارياتك وعاهراتك ولا تستطيع أن تسيطر علي لسانك ،ايها الملك المخادع الخائن ،لا أعلم كيف قبلت أن ترسل زوجتك بهكذا مهمة وبتلك الفكرة الشيطانية ،اعلم أنك تكرهها انت وولدك المستهتر هذا ،ولكن كان من الممكن أن تتركها بشكل أفضل من ذلك بكثير وليس بتلك الطريقة المشينة بالبداية ترسلها وترسم لها خطة قذرة ثم تشهر بها وتتهمها بالخيانة ليحكم عليها بالاعدام جلوسا علي الكرسي أليس كذلك ايها الملك اليسندروا أليس هذا ما كان يدور برأسك الألمعي ،،،،
تخشبا اليسندروا وولده بمكانهما لا يستطيعا حتي التنفس فهما لم يكونا علي استعداد لكل تلك المفاجئات أرادا التخلص من اريانا تلك الفاشلة كما يطلق عليها زوجها فهي من وجهة نظره حتي ارضاءه كزوج لها فاشلة به فماذا ستفيده إذا حتي أنها لم تحمل منه الي الان فعلي ماذا يبقيها فهو كان معجب بجمالها وأنوثتها وشعرها الاحمر الطويل المبهر وظن أنها ستتفوق علي جميع النساء اللاتي عاشرهن ولكنها ويالا الاسف كانت بريئة ساذجة لا تفقه شئ عن طرق اسعاد الرجال وكانت كلما ضعفت أمامه استمتع بذلك كثيرا الي أن مل من صرخاتها وتوسلاتها وتلك النظرة المشتتة التي كانت  ترمقه بها من عنفه معها أثناء المعاشرة ،اصبحت عنده منعدمة المنفعة أقل جارية عنده أفضل منها ،وولده الحبيب لا يحبها ويتمني أن تغادر الي بلد بعيد عنهم لأنها اخذت كل ما هو خاص بوالدته المتوفاة،وهذا يؤلم قلبه ،لذا قال أمامها أنه ينوي غزو بلاد المسلمين وأنه يحتاج لشخص يثق به وظل يعدد الشرف والمكانة التي سيحصل عليها ذلك البطل المغوار الذي سيضحي ويغامر ويسافر الي بلاد المسلمين ،ليشعل الفتنة بين أسرة الملك ،وكان يعلم تماما أن هذا ما تحتاجه أن تشعر أنها ذات قيمة ومكانة بعدما أصبحت بلا فائدة مثلها مثل قطع الأثاث وإن كانت قطع الاثاث لها فائدة عنها،وبالحقيقة تلك الساذجة لم تخيب ظنه فقد انطلت عليها حيلته وارسلها الي بلاد المسلمين وهو يعلم اي نوع من الرجال هم ويعلم أن أهل المملكة متحفظين جدا ولا يقبلون أن يروا امرأة متكشفة وحتي النساء كذلك فهن لا يظهرن إلا علي أزواجهن واولادهن واخواتهن واباءهن ،فتلك ليست مجرد عادات ولكنها عبادات أيضا عندهم وهذا ما يجعلهم مترابطين الي ذلك الحد القوي ،،،
أمر رئيس القضاة بأحضار الملكة اريانا الي الاجتماع الآن علي مرأي من اليسندروا والذي بات وجهه محمرا بالكامل من شدة الغضب فتلك الفاشلة انتصرت عليه واوقعته هو في المكيدة بدلا من أن يوقعها هو بها ،تلك الفتاة لقد تغيرت ،ام أنها خائفة من الموت ،لابد أن اوجد المخرج من تلك المسألة ،علي أن أجد طريق للانفراد بأريانا لعلي أقنعها أن تتراجع عن قولها وسأخلصها من الموت ولكن كيف وانا محاصر من قبل الجميع وفي حضرت رئيس القضاة وانا الذي أحضرته بنفسي ظنا مني أنني انتصرت عليها ،تلك الفاشلة الجميلة المستفزة ما كان عليها أن تكون بتلك البراءة ما كنا هنا الان،لو أنها فهمت ما اريد ونفذته ولكنها حمقاء صاحبة مبادئ مثل والدها فحتي الخمر لولا أنني كنت أجبرها علي تناوله لم تكن تتناوله أبدا ،لما عليها أن تكون بكل ذلك الجمال وكل ذلك الغباء بأن واحد ،،،،،،،،
طوال الطريق البعيد والذي يستغرق يومان وليلة ليصل لقصر المملكة ظل صفي الدين شاردا هائما في ذكرياته مع حبيبته ريحانته الصغيرة البريئة المحببة ،لقد كانت مختلفة بكل شئ حتي أن صوتها له وقع ساحر للاذان فهو كان يشعر بالغيرة أن وجه لها أحدا كلاما لتجيبه بصوتها الرقيق الساحر بالرغم من أنها محتشمة بالكامل فحتي وجهها غطته بالبرقع ولم يري أحدا منها انش واحد ،فبعدما تزوجا ومكثا مع والدها رستم ثلاثة أيام بثلاث ليال ،استأذنه صفي الدين أن يرحل لوالده فلديه زوجة أخري أيضا وأبناء وقد غاب عنهم فوق الثلاث شهور ،اذن لهم رستم الرحيل علي مضض فهو لا يقوي علي فراق ابنته والذي لم يعد له ووالدتها الاها ،وقد احب صفي حقا فهو شاب رائع ورجل موقف يعتمد عليه ،ودعهما بدموعه الحارة ،وحمالهما بالكثير من الهداية القيمة من ذهب وفضة وحتي الأحجار الكريمة وهي إرث عائلي تتناقله الأجيال من جيل الي أخر ،شرفا وفخرا لها ،كانت رحلتهما طويلة لكنهما لم يشعرا بها البته فكان الجلوس معها بالعربة أجمل ما كان يتمني فهي خفيفة الظل واسعة الفكر مطلعة علي الحضارات الأخري وقرأت العديد من الكتب والتي كي تكتمل سعادته قد قرأها أيضا ،فانسجما معا بشكل لا يصدق ،وصلا قصر المملكة وقد أرسل لوالده رسالة زف بها خبر انتصاره واسلام المملكة وزواجه من ابنة ملكها ،وبالطبع كان والده يشعر بالفخر فهو أنجب رجالا صادقين ومع أنه لم ينجب إلا ولدين لكن الله بارك له بهما وجعلهما صالحين بارين به وبوالدتهما ،لذا جهز لولده استقبالا يليق ببطل ويلق بزوجة ولده ابنة الملك رستم وما زاد سعادته أن الملك رستم وأسرته قد من الله عليهم ليدخلوا الاسلام بفضل من الله ورحمته علي يد ولده فكل ما فات سعادة وتلك سعادة أخري فالحمد لله
هكذا عبر عبد الله عن سعادته بما أنجزه ولده الغالي صفي الدين ،،،،وكان علي الجانب الآخر بركان يشتعل من الغيرة كلما رأت التجهزات لاستقبال العروس الجديد لقد سمعت عن جمالها وصغر سنها وبالطبع ستأخذ عقل زوجها ،جلست صفية في حسرة علي طرف الأريكة تمسك يدها امرأة ماهرة برسم الحناء ترسم يدها البيضاء بدقة وفن بحنة حمراء اللون وتمزجها برسومات بحناء سوداء اللون لتصبح يدها رائعة الجمال برسمة الحناء ،ارادت أن تبهر زوجها بشئ جديد عندما يأتي هي تحضر لذلك منذ ذهابه وكانت المرأة تنظر لها بشفقة علي حالها فهي تبدو مشتعلة الغضب وهي تعذرها فليس سهلا أن تتقبل امرأة أن يكون بحياة زوجها امرأة أخري فمهما كانت ستشعر بالغيرة تؤلم قلبها ،خاصة أنه من المعروف عن الأميرة ريحانة الجمال والذكاء والعلم والصوت الرائع ،،،،
أرادت صفية أن تبهر زوجها بجمالها وتغيرها فقد اشترت العديد من الملابس الجديدة والاغراض الجديدة لها ولجناحهم واهتمت أكثر باولاها الثلاثة الصغار كي يرضي عنها ويزداد حبها بقلبه ،لكنها حين علمت بزواجه إصابتها الحسرة والغيرة وشعرت أن ما تفعله له ضاع هباءا ،،،،،،
أتو من سفرهم الطويل بترحاب وتهليل استقبله والده وأخوه بحفاوة شديدة فهو البطل الذي اسلم علي يده مملكة كاملة ورجع بأبنة ملكها زوجة له فأي بطولة هذه وأي شرف هذا أستقبلوه بالورود والتهليل وكرموه تكريما عظيما ،كانت تشاهد كل ذلك من شرفتها ومعها طفلتها الصغيرة ورد صاحبة الستة أعوام والتي سألتها ،،من تلك المرأة يا أمي التي بجانب ابي ،ردت عليها في حسرة ،انها زوجة والدك يا ورد ،قالتها ولم تستطيع منع تلك الدمعة التي هربت عنوة عنها من عيونها السوداء الواسعة الجميلة دارتها بسرعة عن طفلتها قبل أن تراها ،لكنه رأها ،كان يتابعها من مكانه فهو قد اشتاق لها ولاولاده خاصة صغيرته ورد شاه فهي نسخة مصغرة عن والدتها الحسناء ،حزن لحزنها كثيرا ،فهو كان يعلم أنها ستكون حزينة  لزواجه من أخري وعليه تهدئتها وطمئنة قلبها الصغير ،،،
وصل الأمير صفي الدين أخيرا من ولايته التي يحكمها الي قصر المملكة وجد أخيه في انتظاره بتلك النظرة التي اشتاقها نظرة الحنين والمحبة والفخر ،دايما ما يراها بعيون أخيه الأكبر له دائما ما يشعره بالفخر الذي يكنه له ،والحب الكبير له ،احتضن أخيه في شوق بالغ ورحب به اخوه ترحيبا مليئا بالمحبة والسرور لرؤيته ،،،،،،
أتوها الحرس ينحنون احتراما لها وطلبوا منها أن تذهب معهم لجتماع الملك بناءا علي أمر من رئيس القضاة كلاروس ،توجست خيفة بالطبع فهي لا تعلم ما حدث الي الان وما فعل والدها لقد اطلعته علي خطة الملك منذ البداية هي فقط خبئت الجزء الخاص برغبتها الكاملة في الأمير وأنها ذهبت له بإرادتها قاصدة متعتها معه ولكنها استبدلت ذلك بأنها ادعت إرادتها اكمال الخطة مدعية البراءة أنها تريد الايقاع به وفضحه فقط ،وصدقها والدها ،لانه يعلم أنها بريئة وساذجة ،وهذا هو الوتر الذي لعبت عليه واتقنت لعبتها واحبكتها بأحتراف شديد،لكنها الآن لا تعلم ماحدث ولما طلبها كلاروس رئيس القضاة ايريد الحكم عليها الآن والزج بها علي تلك الآلة الرهيبة والتي بمجرد الجلوس عليها ستبدأ بنشر جسدها من أسفلها وصولا لرقبتها تشقها نصفين ،لا ،تتمني أن ينجح والدها في الدفاع عنها وإقناعهم أنها بريئة مظلومة وكل ذلك كان من تدبير زوجها البغيض ،،ذهبت معهم ورأسها ملئ بالمخاوف والأفكار السلبية الي أن دخلت قاعة الاجتماع ورأته جالس وكأن علي رأسه الطير هو وولده
أما أبيها ابتسم بخفة عندما رأها بوجهها المرهق المصفر لكنها مازالت بخير أمامه وهذا ما طمئن قلبه المنفطر عليها،،،،،،،
                                                         يتبع ❤️

مهرتي عربية أصيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن