أحكمت ياسمينا حجابها عليها وتأكدت من حسن مظهرها واحتشامها ،وظلت تردد الدعاء والاستغفار حتي يأتي موعد العشاء ،،،،،،،
طرق علي الباب أوقفها عن ادعيتها وأذنت للطارق بالدخول،وما كانت الا تلك الوصيفة البشوشة بتلك الابتسامة الرائعة
...،السلام عليك يا أميرة ياسمينا قد حان موعد العشاء
أبتسمت لها ياسمينا وهمت بالوقوف وهي تسألها :ما أسمك
الوصيفة :اسمي رمانة
أبتسمت لها ياسمينا وقالت لها :اسم يليق بك وببشاشتك سعدت بمعرفتك يا رمانة
وقعت تلك الكلمات البسيطة في نفس رمانة بالسعادة والمحبة لتلك الأميرة المتواضعة وقررت أن تخلص لها وتخدمها بمحبة وصدق ،،،،،،
رافقت رمانة الأميرة ياسمينا الي غرفة الطعام الكبيرة لتجد أن الأسرة قد أجتمعت فهاهم زوجات الملك الأربعة وزوجة الأمير ، ألقت ياسمينا عليهم السلام بأبتسامة مهذبة ردوا جميعا السلام ولاحظت رد زوجة الأمير فقد كانت ابتسامتها متكلفة ونظراتها لا تدل علي خير ولكن تغاضت ياسمينا عن هذا ولاحظت جمال زوجات الملك الأربعة وأنهن علي وفاق كبير كأنهن فراشات حقا هذا ما شعرت به في تلك الدقائق قبل دخول الأمير
دخل الأميرة الي قاعة الطعام بهيبته والقي عليهن السلام ردت جميعهن عليه السلام وقد لاحظها بينهن تغض بصرها عنه وقد راقه هذا وبدوره غض بصره عنها وجلس علي مقعده يمين كرسي الملك وزوجته جواره وبدأت زوجته الأميرة ورد شاه تثرثر كعادتها لتلفت لها الأنظار ولكنها اليوم كانت تبالغ، بالطبع يعلم السبب وراء هذه المبالغة، وهو وجود الأميرة ياسمينا
لاحظت الملكة زينب حنق ولدها الوحيد من تصرفات زوجته فحاولت إخراجه من هذا بسؤاله عن حاله ،
زينب :كيف حالك يا ولدي هل انت بخير
ابتسم الأمير :أحمد بن محمد بن عبد الله وهو الابن الثاني للملك، شقيقه الأكبر مات بأحد الغزوات بين مملكتهم وبين مملكة أخري كانت تريد الايقاع بالمملكة ونشر الفتن بين الناس حزنوا كثيرا ولكنهم احتسبوه عند الله ودعوا له أن يتقبله من الشهداء،
ولم تنجب باقي زوجات الملك اولاد آخرين ليس لديه الا شقيقة واحدة من زوجة والده المتوفاة ، متزوجة من ابن حاكم من حكام أحد الولايات، شاب طيب ،ديين ،حافظ كتاب الله وذكي وفارس محنك بالحروب كان مثال للشاب الرائع لذا رحب به بينهم
ليكون زوج أخته الوحيدة الغالية عليهم
فطن الأمير لمحاولة والدته بنجدته من ثرثرة زوجته التي لا داع لها واجاب عليها بابتسامة بشوشة من وجهه الوسيم :الحمد لله يا أمي بخير حال ادامك الله نعمة بحياتي
ابتسمت له زينب بدورها ثم نظرت لياسمينا وقالت هذه الأميرة ياسمينا بنت ابراهيم بن محمد الحاكم السابق للولاية رحمه الله وغفر له
ابتسم بدوره وهو يرحب بها :مرحبا بك يا أميرة لقد تشرفت بك
ردت عليه ياسمينا بهدوء حرج دون أن ترفع نظرها له :اهلا ومرحبا لقد ازدت شرفا بك
أعجب الأمير بدينها ولبقاتها كثيرا
أضافت والدته إليها:لقد سمعت أن الأميرة تدرس الطب هل ذلك صحيح
انتبه لها الجميع لأن مهنة الطب يعمل بها الرجال فقط بهذا العصر ولم تعرف إمرأة درست الطب من قبل لهذا انتبهن لها
ردت ياسمينا ولازالت غاضة بصرها عن الأمير :نعم ادرس الطب وهذه السنة الثانية لي في دراسته
أضافت عائشة الزوجة الثانية للملك ولكن دراسة الطب أمر صعب وشاق عليك يا ابنتي
كان صوت تلك المرأة حنونا للغاية وكانت كلمة ابنتي لها وقع في قلبها مريح جدا وكأنها كانت شديدة العطش وارتوت ،تلذذة بتلك الكلمة التي لم تسمعها منذ رحيل والدتها منذ ستة أعوام مضت وأجبرها ذلك الصوت الحنون لرفع نظرها لها وردت في ابتسامة :أعلم يا سيدتي أنه شاق ومتعب لكنه ومع هذا ممتع جدا ومفيد للناس جميعا فعدد الأطباء قليلون جدا وكلما زاد عدد الأطباء عم الخير وانقذت الكثير من الأرواح وشفي الكثير من المرضي ،،،،،
لقد انبهر بهذا الجمال ما كل تلك اللطافة والأدب وحتي ابتسامتها البسيطة الصادقة، يا إلهي ماذا أفعل! أستغفر الله تدارك الأمير نفسه وغض بصره عن الأميرة ولكن زوجته ورد شاه قد لاحظت نظرة الاعجاب في عينيه للأميرة وارادت أن تقلل منها أمام الجميع فوجهت لها حديث بأسلوب فج وساخر:ولكن يا أميرة اري ان مجهودك هذا سيذهب سدي لا أعتقد أن أحد سيسمح لامرأة أن تكشف علي جسده ولن يثق بها في وصف العلاج لأنها قد تخطئ وبعد أن كان يريد الشفاء يموت بسبب دواء خاطئ😒
لقد شعرالأمير بالحرج من فظاظة زوجته ولكنه تفاجئ من رد الأميرة الواثق :نعم أعلم أن تكون امرأة طبيبة شئ غير مألوف الان بمجتمعاتنا ولكن كما يوجد رجال مرضي لا يرغبون أن تكشف عليهم امرأة أيضا هناك الكثير من النساء يمرضن ويخجلن أن يكشف عليهن رجل والدراسة الجيدة ستمكنني بفضل الله من التشخيص السليم للمرض ثم وصف العلاج المناسب له وأضافت بصدق ، ولا تنسي أن هناك فقراء مرضي لا يستطيعون الوصول إلي طبيب لبعد المسافات الشديد وقلة الأطباء بيننا
قالت سارة الزوجة الثالثة للملك بأنبهار : كم هذا رائع يا عزيزتي أتمني أن يوفقك الله
ردت ياسمينا بسعادة :جزاك الله خير
قالت أمينة الزوجة الرابعة والأخيرة للملك :أعتقد أن الأميرة ياسمينا محقة تماما فيما تقول فقلة الأطباء تهدد المجتمع ويجب أن تدرس فنون الطب للكثير من الناس لإنقاذ المرضي فقد سمعت أن امرأة شابة ماتت عندما جاءها المخاض لانه لم يكن هناك قابلة قريبة من المكان الذي تعيش فيه فأضطر زوجها السفر لمدة أربع ساعات متواصلة ليأتي بقابلة لتولد زوجته واستغرق الرجوع لمكان بيته أربع ساعات أخري وعندما حضر لها ومعه القابلة وجدها قد فارقة الحياة بسبب النزيف الشديد الذي نزفته والاسوء أنها قد ولدت الطفل وتوفي معها بسبب الاختناق تلك قصة محزنة جدا وقد شعرت بالسوء عندما علمت هذا الأمر
قالت الأميرة ببعض التفاؤل حتي تخرج تلك السيدة الطيبة من هذه الذكري الحزينة :لقد قال لي معلمي الطبيب عبد الرحمن بن سعيد أن هناك ابحاث جديدة عن طرق الولادة المتعسرة حتي لا نفقد اي من الأم أو الطفل ووعدني أنه سيعلمني تلك الطرق ولقد وعدته أن اعلمها لأكبر عدد من النساء حتي يتمكن من إنقاذ السيدات المتعسرة ولادتهن
لقد أشرق وجه الملكة أمينة مع كل كلمة كانت تنطقها الأميرة ياسمينا لدرجة أنها لم تسيطر علي دموعها من فرحتها بهذا الكلام وقالت :بارك الله بك يا بنيتي ونفع بك لقد اسعدني كلامك حقا
السلام عليكم هكذا حضر الملك العشاء وقد تعمد التأخر بعض الوقت كي يفسح للأميرة المجال للتعرف علي نساء القصر الملكي والتي أصبحت منذ أن وطأت قدمها القصر واحدة منهن
رد عليه الجميع السلام ووقفوا احتراما له
جلس الملك بمقعده يترأس مأدبة الطعام وعلي وجهه ابتسامة لتلك الأميرة المختلفة فقد أيقن أنها ليست كباقي الاميرات تحلم فقط أن تتزوج امير وتنجب له وريثا للعرش ولكنها فتاة ذات طموح وقلب رحيم
الملك محمد:لقد سمعت ما قلته يا ابنتي عن تعلمك فنون الطب وهذا شي اسعدني أن اسمعه من شابة نبيلة مثلك
سعدت ياسمينا بهذا الثناء وردت عليه بأدب جم
شكرا لك جلالة الملك علي دعمك لي واتمني أن انال رضاك وحسن ظنك بي دائما
أعجب الملك بهذا الادب وقال:رحم الله أبراهيم بن محمد والدك لقد أحسن تربية ابنته حقا
ترحم عليه الجميع ،وقالت زينب :هيا لنأكل قبل أن يبرد الطعام وافقها الملك وشرعوا بعدها بالطعام
ولكن لم يخفي عليهم جميعا نظرات الحقد الموجهة مثل السهام من الأميرة ورد شاه الي الأميرة ياسمينا
وقال الأمير في نفسه أتمني أن لا أفقد صوابي بيوم علي زوجتي أعلم أنها لن تمرر ما حدث وسوف تثرثر الي أن أتمني الرحيل من العالم بأسره ،،،،،،،،
يتبع،،،،،،
أنت تقرأ
مهرتي عربية أصيلة
Ficción históricaادب نسائي ... التاريخية ... هي أميرة بريئة قوية ووحيده، لكنها سبقت الجميع بعقلها وطموحها ، ونسبها ورجاحة عقلها ، هو قوي جذاب وكان يظن أنه يعيش الحب ويعرفه جيدا ولكنه بعد أن وقع في حبها علم أنه لم يعيش الحب من قبل ،كانت مثل باقي النساء بنظره من قب...