مهرتي عربية أصيلة

تكملة الفصل الثالث والثلاثون (وأخيرا تحقق الحلم)

قرر التجول بالولاية ليتعرف أكثر عليها ويختلط بالناس أكثر ليعرف فيما يفكرون وما يشغلهم وما ينقصهم وأثناء تجوله بالسوق لفت انتباهه عجوزتان تتحدثان عن محاكمة الأميرة صفية ويقال انها من وراء تلك الشائعة التي مست الأمير أحمد والأميرة ياسمينا بنت الحاكم الراحل ابراهيم رحمه الله ،وقالت احداهن للأخري ، انا بالاصل لم اصدق تلك الشائعة علي الأميرة ياسمينا فهي فتاة صالحة ذات خلق ودين وعلم لا تفعل ذلك ، وافقتها السيدة الأخري علي الفور ودعتا لها بصلاح الحال ،، سره ما سمعه عنها وعن خلقها ، وسعد لسماعه خبر محاكمة الأميرة صفية ، واخير ستظهر الحقيقة للجميع ويرد الحق لأهله ، حمدا لله ، ولاحظ اقتراب موعد صلاة العصر لذا سأل أحد الرجال المارة عن مسجد قريب بالجوار ليذهب للصلاة فيه ، رحب الرجل علي الفور وقال بالطبع يا أخي هيا معي اني ذاهب أيضا للصلاة ، ابتسم الأمير له وذهب معه دون أن يفصح عن هويته ،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
شاردة تفكر فيه ولم تهتم للكتاب الكبير الذي بيدها فهي أن نظرت إليه لا تري الا صورته وان همت بقراءته ، يهيئ لها انها كلماته ، فلم تعد تهتم لشئ فقد سيطر علي تفكيرها تماما فهي حقا اغرمت به ، لم تكن تعلم أن الحب هكذا يستحوذ علي الشخص تماما ويجعله منساق وراء مشاعره ، لمحت أمامها عائشة تنظر إليها بحنان امومي خالص ،فتذكرت تلك المعضلة ، ماذا سيحدث لها إذا وافقت علي الزواج بأحمد هل سترجع معها للقصر اي ترجع تتزوج الملك ام سترفض وتظل هي وحيدة بذلك البيت الكبير وستحرم أيضا من وجودها معها ، دمعت عينيها علي الفور لذلك ، ورأتها عائشة التي أدمي قلبها من دموع ياسمينا فهرولت إليها تضمها بحنان الي صدرها وقالت ، لما البكاء يا حبيبتي ، ومسحت دموعها بانامها و اخذت تهددها كما الطفل الرضيع ، فزاد بكاء ياسمينا ونظرت لها وقالت من بين شهقات بكاءها ، لا اريد أن اتركك يا أمي لا استطيع ،، فطنت عائشة حيرة ياسمينا لأجلها فتبسمت وقالت لها ، تلك سنة الحياة يا طفلتي فالابناء يتركون اهلهم للزواج وتكوين أسرة وانا لست حزينة بل علي العكس أنا سعيدة لحب الأمير أحمد لك فأنا اعرفه جيدا وقد نشأ أمام عيني واعلم كم هو رجل حقيقي وفارس نبيل و رجل حكيم وقوي بالرغم من عمره الصغير هذا الا انه يتمتع برجاحة العقل والخلق الحميد ، وادعوا الله أن يجمع بينكما ،،، هدأت ياسمينا قليلا وسألتها ، وماذا عنك يا أمي هل ستأتي معي الي القصر ،، لا تدري لما تذكرت ملامحه الان علي أثر ذلك السؤال ، كان عليها تذكر الملك زوجها السابق ولكن تذكرت الحاكم اسماعيل ذو الملامح الهادئة ، أغمضت عينيها بشدة وانبت نفسها اتذكره مرة أخري وقالت لياسمينا ، اسمعيني جيدا يا ابنتي انا لا اريد الرجوع مرة أخري للملك لذا لا تحملي همي فأنا بخير طالما انت بخير صدقيني ،،ولم تنتهيا من الحديث بعد، إذ تفاجئتا باحدي الخادمات تستأذن دخول الحاكم اسماعيل ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ظلت تستمع له وهي غير مصدقة أنه مسلم كل تلك الفترة عشرون عاما يخدع الجميع ولم يشك به أحد ولو لمرة واحدة والغريب أنه أسلم بسبب كرهه للإسلام كيف ذلك،  سالته اريانا بعيون مفتوحة علي وسعها من الاندهاش فاجابها بابتسامة هادئة صاحبتها تنهيدة خفيفة اتبعها بسرد ذكرياته لها قبل عشرون عاما حين كان بالاربعين من عمره غارق بملذات الحياة يشرب الخمر ويعاشر الحسنوات ياكل اشهي الطعام ويلبس اجود الثياب و تحت امرته الكثير من الخدم والذين بانتظار اشارته ليلبوا له طلبه من قبل ان يطلبه حتي، ليصتدم ذات يوم بالتعرف علي الشريعة الاسلامية من خلال تلك الحسناء التي راها ووقع علي الفور ببحور جمالها وقرر شرائها فعلم انها حرة ليست جارية للبيع فقرر الزواج بها ولما لا اليس من الاسرة الحاكمة و يحق له الزواج حتي ولو بالخفاء فهو يعلم ان المال يصنع المعجزات ويفتح حتي اصعب الابواب المغلقة ولكن والد الفتاة قد رفضه رفض قطعي وقال له هذا لا يجوز فابنتنا مسلمة لا يمكن ان تتزوج من كافر ابدا بالطبع ذلك الامر لم يعجبه البته وقرر شن الحرب علي الاسلام سوف يثبت لتلك الفتاة واهلها بل وجميع المسلمون ومن يسلمون ان ذلك الدين ليس له اساس من الصحة وماهو الا بعض الخرافات ممزوجة مع بعض الاساطير وظل يبحث لمدة عام ويذهب لعلماء المسلمين ليجادلهم وياتي لهم باسئلة ظنها تعجيزية لهم ولكنهم كانوا يفاجئوه بالجواب وعلي شفاههم تلك الابتسامة البسيطة والتي كانت حينها تستفزه بشكل لا يصدق ثم باحد المرات اهداه احد العلماء كتابا وعلي وجهه تعبير ودود احبه وقال له ستجد ضالتك هنا فقط اقرا بعقلك وقلبك وكل جوارك فاخذه منه ولم يكن يعلم انه القرآن الا حينما قرأه ظل يقرأه ليومان قد تغير فيهم تغير دهرا كاملا وبعد ان انتهي ذهب لذلك العالم مستسلما  ومسلما لله رب العالمين ---