تكملة الفصل الثاني والثلاثون

84 8 0
                                    

قلب محتار ، وقلب مطمئن ، قلب مفطور ، وقلب يأن
ماذا عن تأنيب الضمير لسنوات ، ماذا عن الحزن الذي لا يبدل لسعادة ، ماذا عن الالم واليأس ، ماذا عن فقدان الامان ، ماذا عن الشعور الدائم بالضياع ،،،،
تلك المشاعر التي تضرب الإنسان فجأة أثر مروره بتجربة ما سيئة تركت في نفسه اثار قد تشوهها الي الممات ، ومن المصاحب لتلك الآثار تلك المشاعر السابقة ، والتي قد توصل الإنسان الي إنهاء حياته ، إن لم يسرع ويفر منها ليستنشق الهواء النقي وينظر الي ألوان الحياة الجميلة ويستمتع بها ،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جاءه القاضي عمر بن سعيد ، والذي و بالرغم من
صغر سنه لكنه فطن وعادل لذا وثق به الحاكم لينصبه قاضيا ليحكم بين الناس بما أمر الله سبحانه وتعالي ، وقد كان كفئا لها ، لذا استدعاه الملك وقص عليه ما حدث منذ سنوات الي تلك اللحظة ،تفاجئ القاضي مما سمعه ،وتفاجئ أكثر من موقف الملك وأخيه ، تلك المرأة قتلت ابرياء ،ومع ذلك سكتا عن أفعالها ، لم يداري القاضي غضبه ، وقال ، إذا ستحاكم أمام الجميع ، وستكون جلستها بداية الاسبوع المقبل ،اي بعد ثلاثة أيام ، وطلب من الملك أيضا أن يأمر حراسه لينشروا خبر محاكمتها بين الجميع حتي يعلم ويأتي أكبر عدد ممكن كي يرد الحق لأصحابه أخيرا أمام الجميع  وليعتبر اولي الابصار،اومأ الحاكم برأسه صامتا خجلا من موقفه ،ثم انصرف القاضي ،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
جالسة علي الارض الصلبة ، بعيون خلت من الحياة لا تري الا خطاياها الكثيرة ، أخبرتها أحدي الوصيفات بميعاد محاكمتها بأمر من الملك ، ظنا من الجميع أن تهمتها الوحيدة هي تلك الشائعة فقط ، ولكنها قررت الاعتراف بكل شئ أمام الجميع لتعاقب علي أخطائها لعل الله يرحمها ويغفر لها ، نعم لقد وعت أخيرا وعلمت أن كل ما أهدرته من عمرها كان هباءا منثورا ، تفاجأت بطرق خفيف علي الباب عقبه دخول ابنتها وردشاه ،والتي صدمت تماما من حالة والدتها المزرية ، لم تكن تتوقع أن يأتي يوم عليها وتكون بهكذا حال ، اين الجمال و الاهتمام والنضارة ، اين امها ، لقد أبدلها الحزن واذبلها ، ركدت لامها ونزلت لمستواها لتبكي بحرقة عليها ، ومازالت صفية ساكنة ، إلي أن هدأت ابنتها قليلا ، فأخذت رأسها بيديها وقالت ، تلك الدنيا لا تستحق كل ذلك العناء يا ورد ، لا تتمسكي بها ، ولا تفرحي لما تعطيه لك فهو مهما طال سيزول ، نظرت ورد قليلا لامها بعيون حمراء من شدة البكاء ثم نظرة لاسفل وأخذت يد امها من علي وجنتيها ووضعتها علي أسفل بطنها وقالت ، انا حامل يا أمي ، ارجوك لا تتركيني ، كوني قوية من أجلي ، نظرة صفية لورد بسعادة ام لابنتها وقالت مبارك عليك يا حبيبتي وتحررت دمعة سجينة بعينيها ، ثم قالت ياورد لقد حان دوري لاكفر عن خطايايا ، انا أذنبت ،وفعلت أشياء إخجل حتي من البوح بها ، وأريد أن أموت وقد تبت الي الله مما فعلت ، فلا تعلقي نفسك بي ، و لا تخطأي مثلما أخطأت ،،،،ازداد نحيب ورد مرة أخري ،وقالت لا يا أمي أرجوك لا تفعلي ذلك انا لا أستطيع خسارتك ،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بينما علي وهاشم يشعران بالحزن لأجل ما يحدث فقد أخبرهما والدهما بكل شئ حدث في الماضي من والدتهما ، بالطبع لم يكونا يتخيلا أن تفعل والدتهما ذلك ابدا ، من يصدق أن تلك المرأة تفعل كل ذلك وتكن متحجرة القلب هكذا ،لكنها ستظل والدتهما لذا ذهبا إليها ،وطرق ،، علي ،،علي الباب فاذنت ورد الطارق بالدخول فتفاجأت  بشقيقيها فهي لم تراهما منذ جاءا الي القصر ولم تكن تعلم حتي بوجودهما ، ركضت إليهما وفتحت ذراعيها لتعانقهما ، فستقبلاها بابتسامة ورتبا علي ظهرها بحنان ، لم تتمالك نفسها فبكت بشدة ،لما آلت إليه الأمور ، حاولا تهدئتها إلي أن هدأت أخيرا وأخذها هاشم بحضنه ، بينما نزل علي لمستوي أمه ليحملها ووضعها علي السرير ، وقبل يدها ، فبكت صفية وقالت ، انا لا استحق منكم ذلك ، انا مذنبة ، انا مجرمة ،ثم أجهشت بالبكاء ،،،،،،،

نزع لها حجابها وأمر الوصيفات والخادمات أن يقيدوا يديها وقدميها بالسلاسل وظل يجلدها علي ظهرها ورجليها ويديها وقص لها شعرها ، ثم قال لها ، ايتها الساقطة أخرجت من دينك ،سوف أقتلك إن لم تعودي الي رشدك وأكمل جلده لها ، وما صدمه أنها لم تشتكي فقط تبكي وتأن وتتمتم بكلمات بلغة غريبة عنه ، لكنه علم أنها العربية ، فأبنته تتحدثها بطلاقة بجانب لغتها الام ، فزاد تعذيبه لها
أيقن أنها أسلمت ، لذا أسرع بأرسال الرسالة ، لتصل إلي الملك محمد ليسرع بأنقاذ اريانا منهم قبل أن يقتلوها ،،،،،،،،،
أذن مؤذن الفجر فقام الجميع ليصلي ، وان كان أكثرهم لم يستطيع النوم ،،، صلت ياسمينا ركعتي السنة و ذهبت لتتفقد عائشة فهي قلقة عليها منذ أمس لم تراها ،،طرقت علي بابها ففتحت لها عائشة بابتسامة حزينة لم تستطع أن تداري حزنها وعيونها منتفخة حمراء من كثرة البكاء ، نظرة لها ياسمينا بقلق حقيقي واجتذبتها بحضنها ، وبكت لبكاءها ، فرتبت عليها عائشة بحنو وقالت لها ، اهدئي يا ياسمينتي انا بخير ، حاولت ياسمينا السيطرة علي بكاءها إلي أن هدأت تماما ، فسمعا إقامة الصلاة ، فأقمتا الصلاة ،وبعد أن أنتهين من تأديت الصلاة جلسن للتسبيح والدعاء ،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
رأها بحلمه تنظر له وتبتسم ،فدعا بصلاته كثيرا أن تكون له زوجة ، فهو لا يصدق أنه تعلق بها الي هذا الحد ، ما الذي يحدث له هل فقد عقله،،
أخذني جمال أمرأة
بداخل عينيها حنين
قلبت موازين قلبي
بحزن عينيها الدفين
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
سأل نفسه هل يمكن للمرء أن يتحكم بقلبه وعقله ويجعلهما يطيعانه طاعة عمياء ، بالطبع لا يمكن ،والدليل حاله ، نظر إلي نفسه الان وقال ، ألهذا الحد لم أعد قادر عن البعد عنها ، لقد وصل الأمر بي اني تركت كل شئ لأجلها ،فالجميع ورائي الا هي أمام عيني ، بقلبي ووجداني،تري ما حالها الان ، هل تفكر به مثلما يفكر بها ، هل يدق قلبها عند تذكره مثلما يدق قلبه ، هل ستاتيه البشري بموافقتها علي الزواج منه ، سيكون هذا اسعد خبر بحياته أن وافقت ،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
انتهي من الصلاة و التسبيح وأخذ يدعوا الله أن تستعيد وعيها ، يوم وليلة الي الان قد مروا علي فقدانها الوعي ولا زالت فاقدة الواعي ،بالرغم من تأكيد الطبيب لهم أنها بخير ، لا يوجد بها شئ البته،،
وعندما سأله لماذا هي فاقدة للوعي ، قال لعلها سمعت خبر ما أحزنها ،فكر في نفسه ما الذي أحزنها ، لقد كانت بخير بل وتشعر بالسعادة لقدومها الي بيت أهلها اذا لماذا ،بينما سمع صوتها يناديه ، تصلب بالبداية ولم يصدق ما سمعه ،،هذا صوتها صوت حبيبته تناديه ،،، أسد ، قام وهرول إليها ونظر لعيونها التي تجاهد لفتحها ، أخذ يديها بأحضانه ثم قبلها وابي النداء ،،، حكيمة انا هنا يا نبض قلبي ، هل تسمعني ، رفرفت بأهدابها الجميلة إلي أن فتحت عينيها ونظرة له ، كانت مشوشة قليلا فسألته ، ماذا حدث ،استنشق أسد الهواء ثم زفره علي مهلا وقال الحمد لله انك بخير لقد كاد قلبي ينخلع من مكانه لاجلك يا حكيمة ،،،ولاول مرة رأت الدموع بعينيه ،ايبكي لأجلها حقا ، الهذا القدر يحبها ويخاف عليها ، سعد قلبها لذلك ، ولكنها تذكرت ما سمعته من قتل والدتها ، لذا بدأت فجأة تبكي بشدة ، وزوجها لا يفهم ما الذي حدث الان أبكاها ، حاول تهدأتها إلي أن هدأت أخيرا،،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،يتبع

مهرتي عربية أصيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن