لا يعلم ما حدث لتؤول الأمور لذلك الوضع الراهن ،يشعر بالألم ينتشر من قلبه لسائر جسده ،فهي رحلت، حبيبته رحلت ،يتمزق قلبه لفراقها حقا ولا يزال غير مصدقا أنها لم تعد تتنفس نفس الهواء الذي يتنفسه وأنها من الآن ستنام بعيدا عنه .،كان سابقا يشعر بالاطمئنان لمجرد تواجدها معه تحت سقف بيت واحد يراها حتي لو قليلا يسمع صوتها يتابع تقدمها بدراستها للطب ويشعر بالفخر كلما سمع معلمها يمدح بها وبذكاءها وتقدمها السريع والملحوظ بالطب والاجمل أنها بدأت من قبل بتعليم تلك الوصيفة المهذبة رمانة فنون الطب ،كان يتابع كل ما تفعله دون أن تشعر هي بشئ ،والان كيف له أن يطمئن ويرتاح كيف لعينه أن تنعم بالنوم الهانئ وهي بعيدة عنه
يشعر بالتشتت وألم قلبه يزداد ، غرق بأفكاره ولم ينتبه لها ولبكاءها ،تشعر أنها خسرته تماما ،فهو لم يعد مثل السابق معها ،يتجاهلها ويبتعد عنها منذ ذلك اليوم ،وحتي الامل الذي تجدد بداخلها عندما رأته نائم بجوارها محتضنها كما السابق ، ذهب ادراج الرياح بعدما قرر أن لا ينام بجوارها مرة أخري فأصبح ينام علي الأريكة حتي يتجنبها تماما ،وها هو الآن يشعر بالحسرة علي فراق ياسمينا ،لقد علمت منذ أن رأيتها أنها ستوقعه بحبها فهي كاملة ،حتي من لا يري يقسم علي ذلك ،فهي جميلة ،ذكية ،مهذبة ،ونسبها كريم ،متعلمة ،فطنة ،من لا يريدها؟ ،من يقاوم كل تلك الصفات ولا يحبها ؟،ولكني لا أستطيع ان اتحمل ذلك ،لا أستطيع البته فهو زوجي أنا وحدي ،حبيبي وابن عمي ،وهي التي أتت لتأخذه مني ،ثم بكت ،بكت كثيرا ووصل صوت بكاءها لزوجها الأمير أحمد ،والذي بدوره التفت لها بوجه حزين يأس ،وقرر يتركها تبكي لعلها تتعلم من أخطاءها وتعرف أنها ارتكبت كبيرة من الكبائر لعلها تتوب لله سبحانه فهو التواب الرحيم ،ظل دقيقة يستمع لنحيبها المتزايد يحول بينه وبين قلبه الذي يأمره أن يهرول الي زوجته ويضمها بين أحضانه ويهدئها مثل طفلة صغيرة ،حتي تتوقف عن البكاء ،ولكنه لم يستطع منع نفسه أكثر من ذلك ،لم يتحمل بكاءها ،فأسرع في خطوته لها وضمها بحنان الي صدره حتي بدأ الهدوء يعرف طريقه لها واستكانت بين يديه تحسس دموعها بيديه ومسحها بابهامه ولازالت رأسها علي صدره ،ياله من رجل حنون هكذا قالت في نفسها فحتي وهو غاضب منها لا يقسو عليها ،ولكن كيف له أن يكون معي هكذا ويحب ياسمينا أيضا ،لا أتصور أنه يستطيع التفكير بي وبها أيضا ،و أن يهتم بي وبها ،هذا غير مجدي ولا اريد الحديث معه بهذا الآن اريد الاستمتاع بذلك الدفئ بأحضانه وأشعر بيديه القويتين السمراء تحيط بجسدي لتشعرني بالامان والحماية
،،،،،،،يعلم أنه كان عليه تركها تشعر بكبر حجم جرمها، ويبتعد عنها قدر المستطاع، ولكنه لم يستطيع تركها تبكي بتلك الطريقة الموجعة لقلبه ،ليتها تعلم كم يحبها ،يعلم أنها لا تستوعب الأمر وتشعر بالغيرة ،ولكنها تصرفت تصرف ارعن لا ينبغي لها ولا لاي أحد أن يفعله ،وعليها تحمل العاقبة وحدها من دون تدخله في الأمر بل إنه سيقسوا عليها أيضا حتي ولو بكلمة وهجرها بالفراش ،هكذا يفعل لتعلم أنه لن يسمح لها أن تكون مثل والدتها ،ولن يتقبل تلك الأفعال اللئيمة منها ابدا ، فهي لا تليق بها علي كل حال ،،
ظل الملك عبد الله متعجب مما حدث فالاميرة كانت دقيقة ومحددة وأهدافها واضحة ،ارادت الرحيل وما عزز موقفها هو وصول الحاكم اسماعيل بن أحمد ،وبالرغم من أدبه وفطنته إلا أنه أظهر غضبه مما حدث خلال كلماته المهذبة له وأصر بشدة علي أخذ الأميرة معه وخاصة أنها رغبتها أيضا ،ولكن الغريب بالأمر هو عائشة زوجتي لقد وقفت امامي ولأول مرة منذ زواجنا من أحد عشر عام وأصرت علي الذهاب مع ياسمينا وقالت إنها ابنتها ولن تتخلي عنها مهما حدث ،غضب وثار وقال إن قالت ذلك الكلام مرة أخري سوف يطلقها ،فصعق عندما قالت له أنا لا اهتم الآن سوي بطفلتي الصغيرة ياسمينا ،قال لها حتي وإن كلفك ذلك إنهاء زواجنا ،قالت بقوة شديدة وثقة ،نعم
سيطر الغضب علي قلبه ،وقال أنها لن ترحلي ،وبقسوة شديدة غير معهود به قال لها ،انت عقيم يا عائشة لم تنجبي ولن تنجبي أبدا والأميرة ياسمينا ماهي الا ابنة الحاكم ابراهيم رحمه الله ووالدتها توفيت قبله ،هل فهمت أم أن علي تكرار ما قلته لك مرة أخري ،كانت عيناه غاضبة خالية من حنانه المعهود لا نظرة حب ولا عطف فيهما ،وحينها شعرت عائشة أنها غريبة عنه وهو غريب عنها وشعرت أنها ترتجف ،هي لم تكن تشعر بالبرد فلما ترتجف الآن الي هذا الحد ،ندم هذا ما يصف حاله الآن بعدما رأي حالها وظهر عليه علامات الشفقة مصاحبة لعلامات الندم وهذا ما كرهته هي كثيرا ،وقررت أنها سترحل بعد أن تطلب منه أن يطلقها وقد كان لها ما طلبت بعد محاولات كل من بالقصر التي باءت بالفشل فحتي ياسمينا تدخلت وقالت إنها ستأتي دائما لزيارتهم جميعا وهي بالاخص ،ولكنها رأت علي وجهها الالم من قولها هذا لذا قالت للملك أن يسمح لها أن تذهب معها دون أن يطلقها لعلها تهدأ قليلا وترجع في طلبها لكن فاجأتهم عائشة باصرارها علي الطلاق ،وفهم الملك أنه نزع حبه من قلبها بكلماته البغيضة نزعا، لن يلومها فهو المخطئ ،ولم يكن يتخيل أن يقول مثل تلك الكلمات يوما ،فهو يعلم كم هي حنونة رقيقة وتفتقد الأمومة عكس زوجتاه الاخرتان وهما لم تنجبا منه أيضا ولكنهن حملا من قبل ولكن حملهن لم يكتمل ولا يعلم السبب ولم يحدث حمل لهن بعد ذلك وعائشة الوحيدة التي لم تحمل من قبل لذا عرف الجميع أنها عقيم لا تنجب ،لهذا كان حزنها مضاعف ،لانها عقيم ولأن زوجها سكنها وحبها قد طعن فؤادها بكلامه الجارح بأنها عقيم ولن تستطيع الانجاب أبدا تلك حقيقة تعرفها كما عرفها الجميع ،ولكن قولها لها بتلك القسوة كسرة بقلبها شئ لن تصلحه الايام ،او هكذا ظنت هي،،،،،،
كان كل ذلك علي مرأي ومسمع من الحاكم اسماعيل ولكنه فضل إلا يتدخل ظل جالس مكانه وهو منبهر من حب الأميرة عائشة للأميرة ياسمينا لقد ضحت من أجلها بكل ما لديها حتي تظل معها تحميها كأما لها ،تنهد اسماعيل وأكمل حديث نفسه ولما العجب ف ياسمينا فتاة رائعة هو نفسه تمني أن تكون ابنته ولكن الله سبحانه لم يرزقه بأولاد وهذا رزقه وقدره فالحمد لله علي جميع نعمه ،،،بعد أن أدوا صلاة العصر استأذنت ياسمينا الملك أنها ستحضر اغراضها هي وامها عائشة لترحلا مع الحاكم اسماعيل الليلة ،ظهر الغضب جليا علي وجه الملك ،فخفضت نظرها لكنها لاحظت وجود الأمير ولفت انتباها ذلك الالم الواضح علي وجهه الاسمر ،لا تدري لما شعرت أن أحدا ما أمسك قلبها واعتصره بقوة لتشعر أنها لا تستطيع التنفس اطلاقا ،فانسحبت بسرعة وهي تحاول جاهدة إلا تلفت الأنظار إليها وهي تجاهد لتستنشق كمية من الهواء لتتحسن ،وصلت لجناحها الفخم الجميل ،ستفتقده كما ستفتقد ذلك المنظر المطل عليه شرفتها علي ورود الياسمين ،ومن بالقصر جميعهم ورمانة تلميذتها المتفوقة والملك والأميرة زينب والأميرة أمينة والأميرة سارة والامي،،،،لم تستطع أن تكمل اسمه حين تذكرت تلك النظرة المتألمة علي وجهه ولم تدري انها زرفت الكثير من الدموع ،ولكنها لا تقبل علي كرامتها وكرامة والدها الراحل أن تستمر بالمكوث بقصر المملكة وتتم الزيجة من الأمير بعد ما قيل عنهما ،نعم هو ليس له ذنب ولا هي أيضا لكن الأمر الآن لا يتعلق بها فقط بل يتعلق بشرف والديها الراحلان والذان تركا لها السمعة الطيبة بكل مكان شرفا لها ويجب عليها الحفاظ علي كرامتها من أجلهما حتي بعد أن رحلا ،تريد أن يذكر والداها بالرحمة حينما تذكر هي ولا يقول أحد أنهم بئس ما ولدوا تلك الأميرة ، لا تستطيع أن تنكر أن قلبها يتألم بل إنه ينزف من عظم ما حدث ،فهي لم تكن تعلم أن هناك من البشر القاسية قلوبهم بتلك الطريقة لم تكن تتخيل بأسوء كوبيسها أن يتكلم الناس عنها هكذا ،ولكنها ستصبر وتحتسب وتعلم أن الله سبحانه لن يضيعها ،،،أكملت جمع أغراضها ،وبعد فترة انتهت وذهبت لتؤدي صلاة المغرب معهن مع جميع نساء القصر ستجلس معهن الي صلاة العشاء كي تودعهن ،ستشتاق لهن كثيرا ولكن ليس باليد حيلة لقد اتخذت القرار السليم الذي يضمن لها الحفاظ علي كرامتها وسمعتها من القيل والقال،،،،،
يتبع❤️
اتمني منكم أن تدعموا القصة فضلا ❤️❤️❤️❤️❤️
أنت تقرأ
مهرتي عربية أصيلة
Historical Fictionادب نسائي ... التاريخية ... هي أميرة بريئة قوية ووحيده، لكنها سبقت الجميع بعقلها وطموحها ، ونسبها ورجاحة عقلها ، هو قوي جذاب وكان يظن أنه يعيش الحب ويعرفه جيدا ولكنه بعد أن وقع في حبها علم أنه لم يعيش الحب من قبل ،كانت مثل باقي النساء بنظره من قب...