الفصل السادس والاربعون

66 7 0
                                    

وبعد أن انتهيا من شرابهما ذهبا الي المحبس ليري الأمير أحمد ذلك المجرم المنحرف عديم الاخلاق والشرف ، ذهب لرؤيته وقلبه مشتعلا غلا و غضبا ، رأه منكسرا متكورا علي نفسه ، يبدو أنه لم يكن فقيرا فثيابه بالرغم من حالتها السيئة الا أنها تبدو باهظة الثمن ، من ذلك المجرم يا تري ،اصدر صوت فتح الباب الحديدي صوتا يمكنه أن يزعج الموتي ، فنظر انطونيوس له رآه فعرفه منذ النظرة الأولي انه ذلك الامير القوي الذي هزم الجميع وأخذ زوجة أبيه من الوسط وتزوجها أمام الجميع ولم يستطع أحد أن يتجرأ ويعترض ، وبالنسبة للأمير فرأي أن وجهه مألوفا له ولكنه لا يتذكر أين رأه تحديدا ، دخل الأمير أحمد الي داخل غرفة احتجازه و دخل القائد موسي وراءه وبيده مصباح من نار ، وحينما توضح وجه انطونيوس عرفه الأمير أحمد علي الفور انه ذلك الشاب الاحمق ابن الملك السابق للبلاد ، همهم الأمير بتمهل وجلب له أحد الحراس كرسي ليجلس عليه فجلس ونظر له بصبر وقال أسمعك الان ، تعجب موسي قليلا من ردة فعل الأمير فقد توقع أن يبرحه ضربا ولكن الآن هو يريد أن يسمعه بذلك الصبر ، تكلم انطونيوس بهدوء وقال تلك الحمقاء التي تزوجتها هي السبب في كل ما حدث ، هي من اوصلتنا الي تلك الحالة ، غلت دماء الأمير حينما تحدث عن زوجته بتلك الطريقة الفظة ، لكنه حاول التماسك حتي لا يحقق لانطونيوس مراده بالخروج عن شعوره وفقد السيطرة علي غضبه ، لذا قال ، وهي التي قالت لك أسرق فتاة صغيرة وقم بهتك عرضها ، راي توتره ، لكن انطونيوس رد عليه بانفعال كبير وقال ، لقد سلبتم كل شئ مني ماذا تتوقع أن أفعل ؟ حتي الخمر لا أجده لقد سرقت بعض منه قبل أن ينفذ ، أن رجالك يغلقون   الحانات ويكسرون زجاجات الخمر ويفرغون البراميل علي الارض حتي لا يتبقي شئ منه ، لماذا ؟ رد أحمد بهدوء وقال ، لانه محرم يا انطونيوس ، الخمر محرم ، كما الزنا أيضا محرم ، تسائل انطونيوس وما الزنا ؟ رد أحمد وهو محافظا علي هدوءه ، الزنا هو أن تجامع أمراة لا تحل لك وذلك له حد من الله في الشرع ، دارت رأس انطونيوس فهو لا يفهم شئ مما يقوله ذلك الرجل ، اي خمر هذا الذي حرم ومن الله هذا الذي حرمه وحرم مضاجعة النساء ، ما هذا الهراء ، لقد سئمت ، هكذا قال انطونيوس بصوت عال له ، ابتسم أحمد بهدوء وأمر القائد موسي أن يشرح له أكثر ، فشرح موسي له وأوضح له أمورا لم يكن يعلمها ، وتفاجئ منها انطونيوس لأنها عكس ما يعلمه تماما ، فهو تعلم أن المسلمون لا يهتمون الا بالنساء ويخوضون الحروب لأجل خيرات البلاد وأنهم كاذبون ومدعون للشرف والمحبة ولكن الآن ما يراه منهم مختلف تماما عما كان يسمعه ، شعر حينها أنه كان بداخل كذبة كبيرة ورأي ما كان لا يراه من قبل فالحقيقة هم الغارقون في ملذات الحياة لا يفرقون بين حلالا أو حراما يجعلون من أنفسهم ألهة يحكمون كما يشاءون علي الناس بالوقت الذي يبيحون لأنفسهم كل شئ ،،
القي الأمير أحمد عليه نظرة أخيرة ثم أخبره أنه سيتلقي عقابه في الغد، وأنهم سيطبقون به حد الله ،،،،
أما الصغيرة ميليسيا التي كانت تتأوه من الالم ولم يكن بجانبها سوي شقيقتها تبكي وتنوح علي مصابها ، كانت تتذكر كل ما حدث ثانية بثانية  وكان ذلك يزيد من ألمها ، كانت تصرخ وتنتفض وتطلب الرحمة منه لكنه لم يرحمها ولم يرحمها أحد فجاءت امرأة كبيرة تصرخ عليها وتقل لها كلمات لاذعة تعني أنها ساقطة عاهرة مفرطة بشرفها وعندما هبت جوليا للدفاع عن شقيقتها لكمتها المرأة وعنفتها وقالت انت ليس لك الحق في شئ ولولا اولئك المحتلين الذين يجبرونني علي علاج تلك العاهرة لكانت الان بالشوارع بجانب كومة من القمامة فهذا هو المكان التي تستحقه كل عاهرة مثلها ، كانت تستمع لتلك الكلمات القاتلة وتتسائل ما ذنبها ، ما الذي فعلته كي تسمي عاهرة ، هي ليست عاهرة هي ليست مذنبة هي لم تفعل شيئا كي تحاسب عليه ، ظلت ميليسيا تبكي وتأن من الاوجاع و المعاملة السيئة التي تتلقاها وبالرغم من حزن شقيقتها عليها إلا أنها تعاملها بجفاء ، تبكي عليها صحيح ولكن لا تحاول أن تحتضنها وتواسيها ، فقط تدافع من بعيد ، لو فقط تحتضنها ولو دقيقة لو تقول لها أن غدا سيكون أفضل وستعود الحياة كما كانت ، ولكن لا يوجد شئ من هذا ، لن يأخذ بثأرها أحد ، ستباع في الحانات للرجال وستتلقفها أياديهم إلي أن يلقي بها في القمامة ، سقطت وانتهي الأمر ، انتبهت ميليسا الي ذلك الصوت العذب الذي جاءها وكأنه دواء لصدرها ، ما ذلك الصوت ، من الله ، هي تميز تلك الكلمة فقط، من بين جميع الكلمات احبتها لا تعلم لماذا ، أنه نفس الصوت التي سمعته وهي بين براثن قاتلها ولكن الآن وكأنه ازداد حلاوة ، عليها أن تكتشف أمره بالتأكيد ستجد الإجابة ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تعجب الجميع لأمر وردشاه فهي من بعد ما كانت دائمة الصراخ والتذمر أصبحت هادئة جدا بالكاد يراها أحد بالقصر تجلس في زاوية ما بغرفتها فقط ترسم وكلما دخلت عليها حماتها لتتفقدها وجدتها ذابلة حزينة صامتة تكتفي بكلمتين واماءة من رأسها كأجابة  ، ماذا بها تلك الفتاة ولما تغيرت هكذا ،،،
وصل أمرها الي مسامع ياسمينا ولم تتعجب في الحقيقة فهي كانت تتوقع ذلك ، وعزمت الأمر وذهبت الي غرفتها والتقطت أنفاسها و شحذت قواها وطرقت الباب بلطف بالغ لم تنتبه له وردشاه بالبداية ، فطرقت ياسمينا مرة أخري وتلك المرة استجابت وردشاه لطرقاتها ، وعندما فتحت الباب تعجبت لرؤيتها قليلا ولكنها تعلم أنها جاءت لتطمئن عليها ، والغريب انها افسحت المجال لها لتدخل غرفتها الواسعة الجميلة المرتبة والتي تفوح منها رائحة الخوزامي التي يعشقها الكثير ، نظرت لها وردشاه ثم أشارة بيدها الي الركن المفضل لها الان بتلك الغرفة ، وانبهرت ياسمينا برؤية اللوحات التي قامت وردشاه برسمها فأول ما وقعت عينيها كانت علي رسمت والدتها الراحلة فقد أظهرت تفاصيل وجهها بالكامل وكأنها بالفعل تنظر إليها بتلك النظرة النادمة الدامعة ، وما تلك اللوحة أهذه هي أنا ، نعم أنا وانا متكأة علي سور شرفتي ما كل تلك التفاصيل والألوان الزاهية التي بتلك اللوحة اهل حقا انا بذلك الجمال ، لا أصدق اقتربت ياسمينا من اللوحة لتتأملها ثم نظرت إلي وردشاه وهي تشير الي اللوحة وكأنها تريد تفسيرا ولم تلقي تفسيرا من وردشاه فهي نفسها لا تعلم لما اهتم كثيرا بها ورسمتها بتلك الدقة ، ولكنها تعلم أنها لم تعد تكرهها مثل السابق ابدا ، ولا تكن لها أي ضغينة أو تشعر نحوها بالغيرة فقد فكرت مليا بالأمر ووجدت أنها ظلمت أكثر من أي أحد آخر ،واعترفت لنفسها أخيرا أنها مخطئة بحقها ، وبالرغم من ذلك لم تستطيع البوح بذلك الكلام واكتفت بابتسامة بسيطة عبرت عن الكثير واكتفت بها ياسمينا ، تنقلت ياسمينا بين اللوحات الأخري لترين أنها ابدعت برسم ما حولها بدقة شديدة ، وحب شديد أيضا ، فاثنت علي لوحاتها بشدة ، جعلت وردشاه تشعر بالسعادة والتمييز أيضا ، فهي دائما ما كانت تشعر أن لا شئ يميزها وان الجميع أفضل منها ، ولكن كلمات ياسمينا ونظرات الاعجاب برسمها جعلتها فخورة حقا وواثقة بنفسها أكثر ، جلست ياسمينا علي تلك الأريكة التي تبدو مريحة ليس للعين فقط بل للجسد أيضا وكانت محقة ، فجلست معها وردشاه وهي شاردة بابتسامة ، فسألتها ياسمينا ، فيما أنت شاردة ، نظرت لها وردشاه وقالت ببعض الاستغراب ، لو كان أحد أخبرني أننا سنجلس سويا جلسة كهذه لكنت قلت عنه مجنون ، ضحكت ياسمينا وقالت ، ولكني كنت دائما أتمني أن نجلس تلك الجلسة يا ورد ، لقد جئت الي هنا وكنت وحيدة وحزينة وعندما رأيتك سعدت أن هناك من هي مقاربة لعمري حتي اتحدث معها وتشاركني حزني لكنك كنت مستاءة مني كثيرا لذا لم ارد أن أضايقك بوجودي أكثر ، حزنت وردشاه من أجل ذلك فهي حقا كانت لا تريد الاقتراب منها بأي شكل ، وقالت ، نعم لقد كنت مخطئة بحقك يا ياسمينا وأشهد الله اني نادمة علي ذلك ،،، أذن مؤذن صلاة الظهر ، فرددا الاذان ، وامسكت ياسمينا بيد وردشاه وقالت لها هيا بنا نصلي معا بالاسفل ستؤمي بنا اليوم ، ابتسمت ورد بضعف لكنها استجابت لها وقامت ، وبالفعل نزلا سويا ولم يخفي عليهما اندهاش الجميع من وجودهما معا ، ولكنهما تجاهلا الجميع وشرعت ورد بالصلاة ،،،،،،،،،،،يتبع
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

لا تنسوا المقاطعة بل استغنوا عنهم تماما قدر المستطاع ،واسألكم الدعاء لأهلنا بفلسطين وسوريا ولبنان اللهم انصرهم واغثهم واجعل الغلبة لهم اللهم امين ،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ارجو منكم أن تصوتوا علي الفصول ودمتم سالمين ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️

مهرتي عربية أصيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن