في غرفة عائشة ، مازالت جالسة علي الارض هي وياسمينا ، لكنهما تبكيان بشدة فقد قصت ياسمينا ما قاله الأمير للحاكم أسماعيل عن تمسكه بها وأنه قد ظلم معها بتلك الشائعة وأنها لا تنفك عن التفكير به وحتي أنه يأتيها بأحلامها ، وقصت عائشة لياسمينا الموقف الذي حدث معها والحاكم اسماعيل ، وكم أنها نادمة علي تفريطها بفرض من فروض الله سبحانه ، وكم تأثرت ياسمينا بذلك ، وظلتا تبكيان ،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بالقصر الملكي ،طرق الملك محمد بن عبد الله باب غرفة ابنته حكيمة والتي استمعت لحديثه وأخيه عن مقتل ريحانة زوجة أخيه وأمها روميساء علي يد زوجة أخيه الاولي صفية ،،،فتح أسد له الباب ووجهه محمر من الغضب ،ففطن الملك أن حكيمة سردت له ما سمعت ، فشعر بالخجل من نفسه ، فهو لم يكن يتخيل فداحة فعلته حينما فعلها ، بل ظن أنه يفعل الصواب من أجل أبناء أخيه ، أفسح أسد الطريق للملك ليتثني له رؤية ابنته والاطمئنان عليها ، لكنها عندما رأته أغمضت عينيها بشدة وأدارت وجهها وبدأت البكاء مرة أخري ، فجري عليها زوجها أسد وضمها بحضنه كي تهدأ ونظر للملك نظرة قاسية ،فلم يتحمل الملك ذلك ،ووقع علي الارض مغشيا عليه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أصرت عليها ورد أن تحممها وتمشط لها شعرها وعطرتها ،فبدي مظهرها انيق كما بالسابق ، لكن عينيها مازالت خالية من الحياة ،كانت ورد واخويها متأثرون بما وصلت له أمهم ، لكن ما باليد حيلة ، هم ابنائها ولا يستطيعون كرهها ،،،،
انتهت ورد من تزين والدتها ، وبابتسامة قالت لها ،،، انظري يا أمي كم انك رائعة الجمال ،ولكن صفية لم تهتم ابدا بما تفعله ورد لها ،وبدت وكأنها لم تسمعها من الأساس ،، لكن ورد لم تيأس ،،وقالت لها ، امي انظري إلي ، ومرة أخري لم ترد عليها صفية ، جثت ورد علي ركبتيها ، ومدت يدها لتمسك وجه والدتها بحنو بالغ لعلها تنتبه لها ، وقد نجحت هذه المرة ، إذ نظرت إليها صفية أخيرا ،،، لاحت ابتسامة خفيفة علي شفاه ورد ، وقالت لامها ، يا أمي انا أسامحك علي كل شئ ،ما أعلمه وما لا أعلمه ، ولكن ارجوك لا تفعلي بي هكذا ، كوني قوية من أجلي ، أمي انا أشتقت الي صوتك ارجوك أجيبيني ، تأثر الجميع وبكي لبكاء ورد ، فاحتضنتها صفية وجري التوأم ليحتضناهما ، نظر هاشم لامه وقال ، يا أمي الجميع يخطئ ، ولكن عليك بالاعتراف بالخطأ و التوبة منه ،
أعلم أن الأمر صعب عليك الان ، ولكن،،، قاطعته صفية و تحدثت أخيرا وأخرجت ما بصدرها وقالت وهي تبكي ،،، لقد غرتني الدنيا يا ولدي جعلتني تائهه ، لا ادري الصواب من الخطأ ، أحببت والدكم لدرجة جعلتني أنسي ربي وديني وشريعتي ، فبدأت أعصي الله ، وأذي ريحانة ، ليس مرة فقط بل مرة بعد مرة إلي أن ماتت حسرة علي أجنتها التي لم ارحمهم ، وليتني اكتفيت بذلك ، بل زدت عمي علي عمي ، وتفاقمت غيرتي وتلك المرة كانت روميساء ضحيتي ، حاولت فعل نفس الشئ معها وهي حامل للتخلص من جنينها لكن إرادة الله فوق كل شئ ، ولم أستطيع قتل الجنين ، لكني استطعت قتل روميساء بعد ولادتها لها ، ولم أكتفي ، بل اسود قلبي تماما ، ورحت اصنع السحر لعمكم الملك حتي لا ينجب مرة أخري ، واضع له بعض الأعشاب في الطعام والشراب ولزوجاته أيضا حتي أضمن تماما أنه لن ينجب مرة أخري ، والاكدي ، انني من حرضت علي قتل الأمير عبد الله بن الملك محمد الذي مات أثناء الحرب الأخيرة ولكن مالم يعلمه أحد اني من استأجرت الجنديان اللذان قتلاه ، وكنت سأفعل الأمر نفسه مع الامير أحمد ، لكنني كنت سأضع له خطة أخري لأنني أعلم مدي ذكائه وقوته ، ولكن ما اوقفني انني اكتشفت حب ورد له وحبه لها ، فعدلت خطتي ،ووافقت علي زواجهما ورحبت به ، حتي أضمن أن وريث العرش سيكون من نسلي ، هذا كان ما يشغلني ويسيطر علي عقلي فقط الطمع بالملك ، الذي ساقني لفعل الكبائر دون لحظة ندم أو مراجعة للنفس ،،،،،، انهارت صفية بالبكاء ، كما انهار أبناءها ، وخاصة ورد التي لم تكن تعلم كل ذلك ، من قبل كان الشك يساورها أنها السبب بمقتل ريحانه كما سمعت أحدي الخادمات من قبل تقول ذلك فذهبت لامها لتسألها ، لكن أمها صرخت بها وعلمت منها بأمر تلك الخادمة والتي أختفت تماما من بعد تلك الحادثة ، ولكن الآن ما سمعته منها كان أكبر من استيعابها فظلت جالسة علي الارض دون حراك ، وقد سيطرت عليها صدمتها بأمها تماما ،كما سيطرت علي،، علي،، وهشام أخويها ، فأكملت صفية وقالت ،، انا لا استحق أبناء بارين مثلكم ، لا أستحق أن أكون امكم ، لقد جنيت عليكم ، وسيتحدث الجميع عني وعن جرائمي أمامكم وخلف ظهوركم ، لقد جلبت لكم العار بأفعالي ، وظلت تبكي وتبكي ، ولم يستطيع أحد من أبناءها مواساتها فما علموه عن والدتهم فاق الحدود كلها ،،،،،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مسلسلة اليدين والقدمين بأحد زوايا الغرفة شعرها أشعث ووجهها ملطخ بالدماء ،و ثيابها ممزقة ، ومع ذلك لم تنفك عن الذكر وتلاوة بعض السور القصيرة من القرآن والتي حفظتها عن ظهر قلب لتصلي بها ،وتدعو الله أن يخلصها من العذاب ، رق قلب والدها الدوق شيموس عليها ، فتوقف عن تعذيبها بشكل مؤقت ، ولكنها لم تأكل او تشرب منذ يومان ،،،
تأكد أن الممر المؤدي الي غرفتها خاليا ، فأحكم التخفي حتي لا يتعرف عليه أحد أن صادفه ، وفتح باب غرفتها ، وهاله ما رأي ، لقد شعر بوجع بقلبه لحالتها المزرية ، جري عليها ليفك وثاقها ، وأخرج الطعام والشراب المخبئ بثيابه وغطي جسدها وشعرها بردائه ، وقرب قارورة الماء من فمها ، لتروي ظمأها ، شربت إلي أن ارتوت ، واطعمها إلي أن شبعت ، ودخلت الي الحمام لتستحم وتتوضأ وبتلك الأثناء راقب هو الطريق حتي لا يتفاجئ بوجود أحد من الجواري أو الخادمات أو الحراس أمامه ويكشف أمره ،،،،، ارتدت اريانا نفس الثوب الممزق حتي لا يشك بها أحد وارتدت الخمار لتصلي ، تفاجئ منها كثيرا ، فالبرغم مما تمر به حرصت علي الصلاة ، لم يستطع أن يرق قلبه وتدمع عيناه لذلك ، فهي تذكره بنفسه حينما تعرف علي دين الإسلام واختبر الوقوف بين يدي الله بالصلاة ،وان يسجد لله سبحانه ويدعوه بملئ قلبه،، أنتهت من الصلاة وحمدت الله ، ونظرت له ، دققت بملامحه وتعجبت ، فابتسم لها وقال اعلم انك متعجبة لمساعدتي لك ، قاطعته بوهن وقالت ، أبي من ارسلك أو كلاروس ، ايا يكن انا لا اهتم ولن ارجع عن دين الله حتي لو قتلتموني ،، ابتسم لها وقال ، انا مثلك يا اريانا ، انا مسلم ، صدمت اريانا ، فهو اخر من تتوقع أن يكون مسلما ، قال لها ، أعلم أنني مخادع بارع يا اريانا ، لقد خدعت الجميع حتي ظنوا انني أكبر عدو لدين محمد صل الله عليه وسلم ولكني أسلمت منذ عدة سنوات ، قد يفاجئك ، أن كرهي للإسلام كان سبب اسلامي سألته اريانا بتعجب كيف ذلك ؟،،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، يتبع
أنت تقرأ
مهرتي عربية أصيلة
Ficção Históricaادب نسائي ... التاريخية ... هي أميرة بريئة قوية ووحيده، لكنها سبقت الجميع بعقلها وطموحها ، ونسبها ورجاحة عقلها ، هو قوي جذاب وكان يظن أنه يعيش الحب ويعرفه جيدا ولكنه بعد أن وقع في حبها علم أنه لم يعيش الحب من قبل ،كانت مثل باقي النساء بنظره من قب...