ذهبت لتتفقد امها عائشة والتي تشغل تفكيرها كثيرا،فهي الآن أن وافقت علي الزواج من الأمير ،ماذا سيكون موقفها مما يحدث وهل ستتحمل أن تبتعد عنها ،اصبح الوضع الان معقدا أكثر من أي وقت اخر ، ولا تدري ما الذي سيحدث ،،،طرقت الباب ولكن دون اجابة وقد زاد ذلك من قلقها عليها ، فهي من اليوم الأول لرؤيتها قد رأت بها حنان والدتها الراحلة ووجدت الامان بقربها ،وايضا عائشة التي لم يتثني لها معرفة شعور الأمومة التي كانت تشتاقه ، فعوضت اشتياق السنوات بحبها لياسمينا تلك الفتاة الرائعة والتي و للقدر الجميل تشبهها كثيرا وكأنهما بالفعل ام وابنتها ،ولكن الان ماذا عساها تفعل، لن يفيدها الا صلاة الاستخارة ،فلعل امها قد أدت الصلاة المفروضة وحدها ونامت ،،،،
لا يصدق ما حدث في تلك اللحظات القليلة لقد كاد يفقد السيطرة علي نفسه من شدة جمالها ،وذلك الحزن الدفين بعينيها جعلوا منه عاشق لا محالة ،بتلك البساطة وقع بعشقها ،لم يكلفها الأمر إلا لحظات معدودة ،وفرت هاربة من أمامه ،لتتركه نادما وعاشقا ، قام ليصلي ركعتي توبة ودعا الله أن ييسر له أمر خطبتها ،فهو أيقن أنه لن يستطيع نسيانها وأنه بحاجة لوجودها بحياته ،ويأمل الا يكون زواجه منها معقدا كزواج الأمير أحمد بياسمينا ،فهو يري أن أمرهم معقدا قليلا وان كان يري أن ياسمينا تميل للموافقة ، نعم لقد شعر بها ومشاعرها تجاه الأمير فهي كانت مسلمة تماما لما يقول ومتأثرة لما يفعله من أجلها ولكن ،ماذا سيحدث إذا وافقت علي زواجه منها ، هل سترجع معها عائشة الي القصر مرة أخري ، هل سترجع الي زوجها السابق الملك محمد ، ولكن ماذا عنه هو ،ماذا عن قلبه الذي تركه وذهب لها لينعم بدفئها ويتمتع بالنظر بعينيها الحزينتان ،أستغفر ربه مرة أخري ،ودعاه أن يألف بين قلبيهما ،وان كانت له خير ،تكن له زوجة ،،،،،ولم يختلف الحال عندها كثيرا ،فهي ومنذ فرت من أمامه لم تبرح الصلاة والاستغفار ، وجلد نفسها ولومها علي ما فرطت ، كيف لم يمنعها حياءها من النظر إليه بل وصل بها الحال انها حفظت ملامحه عن ظهر قلب ،وكلما تذكرته دق قلبها بجنون كطبول الحرب ، ما الذي يحدث معها ، سمعت دق ياسمينا علي بابها ولكنها تجاهلتها ، فهي لا تريد أن تراها هكذا ، تريد أن تتوب لله عما فعلت ،وتحاول نسيان ملامحه التي كلما تذكرتها شعرت بالطمأنينة ، لا تعرف لماذا ، لكنها هكذا تشعر ،،،،،،،،،
لم يتثني له النوم ، وكيف ينام وهي لا تفارق تفكيره ، يدعو الله أن توافق علي زواجه منها ، وان تصبح له ، لم يعد يستطيع الا التفكير بها ومتابعة كل تفاصيل حياتها ، يكفي ذلك العذاب الذي يشعر به ،فهو يتقلب علي السرير منذ ساعة ، وكأنه الجمر ، يتخيلها بجميع لحظاتهما القليلة التي جمعتهما معا ، كلماتها ،تصرفاتها ، ومواقفها المثالية ،والتي لا ينكر أنها ابهرته ، حتي عندما رحلت من القصر بعد تلك الشائعة بكل عزة وقوة ،كانت رائعة ، رغم انكسار قلبه لرحيلها ، لكنه أعجب بها وبشجاعتها ، تلك الفتاة أخذت عقله تماما ، لم يعد يهتم لاي شئ سواها ،،،،،،
وكعادتها تدعوا الله وهي تصلي أن يهديها ويرشدها الي الصواب ، فهي تعلم أنها بشر ضعيفة ، بصرها محدود كذا بصيرتها ، لا يعلم الخير الا الله وحده ، لذا لن تلجأ الا لوجهه الكريم ،،،
كانت قلقة ، وبذات الوقت سعيدة ، منذ أن علمت أن بأحشائها قطعة من زوجها الحبيب ، لا تصدق انها وأخيرا ستصير أم ، ولكن اين زوجها الحبيب تري أن علم ، أنها حامل ، سيتغير شئ ، هل سيسامحها علي اخطاءها التي علمها عنها ، ولكن ماذا عن التي لا يعلمها ، هو لا يعلم أنني ذهبت مع أمي لطبيب دون علمه وكشف علي دون وجوده أو وجود محرم معي ، تري هل سيغفر لي ، وهل سيغفر لي انني ، كنت أذهب معها الي العرافات ، ليطلعوني علي المستقبل ، ماذا لو علم بذلك ، تري هل سيستطيع أن يسامحني بعد كل ما فعلت ، لم أكن أري اخطائي وقتما فعلتها بل كنت أسير وراء أمي التي تري الصواب لحياتي لذا كنت أفعل ما تقول دونما أفكر ، وها أنا ذا أجني ثمار غبائي ،،،،،،،،،،عندما علم الحال التي وصلت له اريانا صدم حقا وأخبر والدها والذي اندهش بدوره من تصرف ابنته ، بالتأكيد هناك شئ اخر ، لا يمكن أن تكون قد غيرت دينها ودين اجدادها ، بالتأكيد لا ، بعدما وصلت لتلك المكانة العالية تريد أن تقتل ، فهي هربت من الموت ، لتذهب للموت ، فهي أن فعلت ستموت لا محالة ،،،،،
مازال يراقب ما يحدث كالصقر ، عليه التأكد اليوم من الخبر ، ليرسل للمملكة الأخري ،ان صح الخبر ذلك سيغير الكثير ، فالطبع لن يوافق المسلمون أن يتركوا مسلمة في براثن الكفر لتظلم وينكل بها ،لذا عليه سرعة التأكد من الخبر حتي يرسله للمملكة الاخري،،،،
،،،،،،
جالس علي ركبتيه علي فراشها ممسكا بيدها البيضاء الناعمة يفركها تارة ويضعها علي وجنته تارة وآخري يقبلها بشفتيه ،لعلها تشعر به بجانبها ،يدعمها ،اي كان ما حدث فهو معها ،ومستعد أن يقف أمام العالم أجمع لأجلها ، فهي حبيبته زوجته وأم أولاده ،والتي لم يري امرأة مثلها من قبل ،ناداها ،،حكيمة أفيقي حبيبتي ،لا تعذبي حبيبك ، قولي لي ماذا حدث يا قطعة من روحي ، لقد كنت بخير ،فرحة من أجل مجيئك لرؤية اهلك ،لماذا أنت الآن نائمة بالسرير دون حراك ،وراح بوضع يدها علي قلبه عله يهدأ قليلا ويشعر بالاطمئنان ، بينما لازالت هي ساكنة دون حراك،،،،،،،،،،،،،،
جالس علي الكرسي وتبدو علي ملامحه الصدمة الشديدة ،اي قاتلة كانت معه ،اي قاتلة عاشرها ،لقد علم فداحة خطئه عندما ،لم يثبت أن صفية قتلت ريحانة ،لقد تمادت كتيرا بأفعالها السوداء ، وهو الملام علي ذلك إذ أنه لم يردعها منذ علمه بأنها قاتلة لقد باع حبه لريحانه وعشرته لها ، بأولاده الثلاثة ، نعم وأخيرا اعترف أمام نفسه أنه ضعف لأجلهم ، لأجل الحفاظ علي كرامتهم وسلامهم ، سكت عن جريمة صفية النكراء ، وها هو يجني ثمار سكوته وضعفه وتخاذله ،اما شقيقه فيعلم ما به الآن من حزن ويأس لانه هو الآخر يلقي نفس المصير ، لقد سكت مرتين ، مرة لموت ريحانه ومرة لموت روميساء ، حبيبته قطعة من فؤاده التي رحلت مبكرا دون وداعه ، وبالرغم من يقينه أن من قتلت ريحانه هي من قتلت روميساء لكنه سكت ، سكت لسكوت أخيه المعذب ، سكت بسبب أبناء أخيه الثلاثة كي لا يحرموا من حنان أمهم والتي كانت تتفاني لتربيتهم ونشأتهم نشأة صحيحة ، وفي المقابل لقد دمرت كل من تراه عقبة في طريقهم ولم تبالي ،نظر الملك محمد الي أخيه صفي وقال ، حان وقت الحساب يا أخي ، اومأ صفي الدين برأسه مرتين وقال أجل يا أخي ، ولن استثني نفسي من الحساب ، تنهد الملك بحرقة شديدة وقال وانا يا أخي لن استثنينا أيضا من الحساب ، ثم نادي الملك علي أحد الحراس ، فأتاه مهرولا ، فأمره أن يستدعي القاضي إليه ،فذهب الحارس مسرعا يلبي طلب الملك ،،،،،،،،
لازالت غارقة بالصلاة وتقسم أنها لم تفعل شئ في حياتها جميل الا الصلاة لم تشعر بالسعادة لفعل شئ سوي الصلاة ، أحبت الصلاة ووجدت ملاذها بها ،فكلما شعرت أنها بحاجة للاطمئنان ، صلت لله رب العالمين ، فسكنت وهدأت روحها وتعلق قلبها بالله العلي العظيم ،سلمت وجلست تسبح علي أناملها كما تعلمت ،وغرقت في ذكر الله حتي أضاء الذكر وجهها الجميل وزاده حلاوة ونقاء ونضرة ، تفاجأت ببابها يفتح علي مصراعية و يدخل والدها الي غرفتها بخطوات سريعة منفعلة ، وقد فاجأه ما رأه ، وقال ، إذا الخبر صحيح ، لقد أسلمت ،،،،،،،،،
يتبع
أنت تقرأ
مهرتي عربية أصيلة
Historical Fictionادب نسائي ... التاريخية ... هي أميرة بريئة قوية ووحيده، لكنها سبقت الجميع بعقلها وطموحها ، ونسبها ورجاحة عقلها ، هو قوي جذاب وكان يظن أنه يعيش الحب ويعرفه جيدا ولكنه بعد أن وقع في حبها علم أنه لم يعيش الحب من قبل ،كانت مثل باقي النساء بنظره من قب...