بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
______________________________
بعد قضاء اليوم مع صديقهم عادوا مره أخرى للمنزل.
مَر أسبوع بدون أحداث تذكر ومازال "ياسين" لا يتعامل مع "مالك" و"تليد" أصبح بخير قليلًا ، وفي مساء أحد الأيام كان "مالك" في الشرفه شارد گمعظم الأيام ، لمح "سُليمان" ونادي عليه وأخبرهُ أنه يُريد التحدث معهُ قليلًا ، دخل "سُليمان" للشرفه ، سحب "مالك" نفس عميق وتحدث بهدوء:
ـ "سُليمان" أنا هدخل أحضر شنطتي علشان على بكره بليل أمشي ، و قبل متقول حاجة لفتره بس و أهو "عُدي" وصانا أن نقضي يوم الجمعه معاه و كمان علشان الأمور بيني أنا و "ياسين" متوتره فلازم ابعد شويه ، كان نفسي أخد معايا "تليد" بس هنا هيبقى في أمان أكتر و كمان أنتوا هتشتتوا شويه.
تنهد "سُليمان" بقلة حيله فهو يعلم مهما حاول أقناعه لن يتراجع وقد يذهب في الخفاء ، أومأ له وخرج فهو ليس في حاله جيده للمناهده ، ليبقى" مالك" قليلًا وهو يفكر في خطواتهُ القادمه بعد أن عرف من هو المسؤول عن قتل رفيقيهُ ، خرج وأتجه إلي غرفتهُ حتى يبدأ بترتيب حقيبتهُ وجمع الأشياء الخاصه به ، دخل "تليد" للغرفه وتفاجأ بما يفعله "مالك" أردف بتعجب:
ـ أنت بتعمل أيه؟! "مالك" أنت رايح فين؟!.
توقف "مالك" عن ما يفعلهُ وجه نظره له وتحدث بهدوء:
ـ هسافر يومين علشان عندي شغل و راجع ، متقلقش الشباب معاك.
وقف "تليد" أمامهُ وعيناهُ تلمع بها الدموع نبسًا بصوت مختنق:
ـ بس أنا مش عايز حد ، أنا عايزك أنت مش هقدر أكون في مكان أنت مش فيه مش كافيه "عُدي" عايز تسبني أنت كمان ، طب هاجي معاك و مش هعمل مشاكل ، بس متسبنيش لوحدي ، أنا خايف يا بابا ، مش أنت قولت مش هتسبني؟!.
أدمعت عينيَّ "مالك" تأثرًا بكلام هذا الصغير ، ياللّٰه كم هو متعلق بي ، ماذا سيحدث أن فقدني أنا الأخر؟! حاول تمالك نفسهُ وتحدث بجمود مزيف :
ـ مينفعش يا "تليد" ، أنت هتفضل هنا و هتسمع كلام "سُليمان" هو دلوقتي مكاني ، كلامه يتسمع لو أشتكى ليا منك هزعل منك جامد و مش هاجي تاني ، يلا يا بطل روح صلي و تعالى نام.
أومأ له "تليد" بحزن فهو من خلال معاشرتهُ لـ"مالك" يعلم أن رأسهُ يابس ولا يستطيع أحد تغير قرارهُ ، أنتهى "مالك" من حزم أمتعتهُ ووضعها جانبًا وغير ملابسهُ وتوضأ ليُصلي فرضهُ وبعد أن أنتهى ذهب إلي الفراش الخاص به ليحاول أن ينام قليلًا فهو لم ينم منذ وفاة "عُدي" إلا ساعات قليله.
أنت تقرأ
وَ مَازَالَ الْمَاضِي يُلاحِقني (مُكتمله)
Mystery / Thrillerهل يمكن لإنسان أن يُكمل حياتهُ بعد ما تعرض له من خذلان و فقد و ألم هل يمكنه أن يتخطى و ينسى و يصنع مستقبل مُشرق.. هل سيعوضهُ أصدقائه عن ما تعرض له.... أم.. سأترك لكم العنان.. لننطلق في رحلتنا.
