أنتهى هذا اليوم بكل ما يحمله من أحداث غريبه، ليَحل صباح اليوم التالي ، وأستيقظ " مالك" مبكرًا على غير العاده كان وجهُ مُتجهم وخرج للشرفه حتى يُدخن سِيجار وكان يُدخن بشراها ولأول مره ومنذُ فتره طويله يُدخن "مالك" ، دخل " سُليمان " الشرفه وتفاجأ مما يراهُ ، أقترب من "مالك" سريعًا وأخذ منه السجاره التي بيدهُ ألقها :ـ أنت بتهبب أيه؟! أنت أتجننت؟! أزاي ترجع للقرف ده تاني فوق يا "مالك".
أبعدهُ "مالك" عنه بعصبيَّة شديده ونظرة عيناهُ كانت غريبه ويديه ترتجف ، تحدث بصياح ودفعه بقوه:
ـ أنت أتجننت؟! أزاي تعمل كده؟! أنت فاكر نفسك مين ها؟! رد عليا؟! ملكش دعوه بيا و لا بتصرفاتي فاهم؟! أشرب سجاير أشرب زفت على دماغي ملكش فيه.
أقترب "سُليمان " منه وأمسك بكفي يد "مالك" وهو يعلم أن هذه أحدى نوبات الغضب التي تسيطر عليه أحيانًا :
ـ أهدى يا "مالك" أنا أسف خلاص ، و مش هدخل في حاجه ، بس أهدى ، أنا خايف عليك من أنك تتعب.
هدئ " مالك" وشعر أنه أخطأ في حق صديقهُ ولكن هو يشعر أنه ليس بخير أبدًا هناك شعور سَيِّءْ يحوم حوله نظر إلي " سُليمان" وتحدث بـإعتذار:
ـ أنا أسف يا " سُليمان" ، بس أنا حاسس أني مش كويس و كنت عايز أطلع غضبي في حاجه ، و لقيت علبة السجاير أدامي فـ أخدتها ، على العموم أنا هنزل أتمشى شويه لحد ما الظُهر يأذن و أصلي في المسجد و ممكن أقعد شويه متقلقش ماشي.
________________________________________
تركه ورحل لكي يتحمم ويُزيل عنه إرهاق الليله الماضيه خرج ليرتدي جلباب أبيض اللون وضع عطره المفضل وصفف شعره ، بعد أن أنتهى خرج ليأخذ المفاتيح الخاصه به وكذلك الموبايل ، ودع " سُليمان" وتأكد أنه ليس غاضب منه ، خرج من البنايه بأكملها ليتمشى قليلًا ، ذهب ليجلس على أحد المقاعد الخاصه بالحديقة المجاوره للمبنى الذي يسكن به ، شرد مجددًا في الحلم وشعر أنه ليس بخير ليُمرر يدهُ بين خصيلاتهُ.
أرتفع صوت الحق يُنادي الجميع لتلبية النداء وردد "مالك" خلف المؤذن وهو ذاهب جهة المسجد ، قابل الشباب أمام المسجد وربت " سُليمان" على كتف "مالك" ودخلوا ليُصلوا وشعر "مالك" براحه كبيره بعد الصلاه ، و بعد خروجهم ، أقترح "مالك" عليهم أن يتمشوا قليلًا .
ذهبوا إلي أحد الأماكن ليأكلوا فول من على أحدى العربات ، شعر" تليد" بالسعادة لأنها مرتهُ الأولى التي يخرج مع الشباب جميعهم ويتناول أيضًا الطعام من الخارج ، طلب "مالك" ما يريدهُ وكذلك الشباب و"تليد" طلب ما طلبهُ "مالك" ابتسم له مردفًا بمشاكسه:
ـ بتقلدني؟! ماشي يا عم بس حاسب بقى علشان أنا طالب حاجة مشطشطه أوعى تكتر لحسن نقدي اليوم في المستشفى بيك.
أنت تقرأ
وَ مَازَالَ الْمَاضِي يُلاحِقني (مُكتمله)
Bí ẩn / Giật gânهل يمكن لإنسان أن يُكمل حياتهُ بعد ما تعرض له من خذلان و فقد و ألم هل يمكنه أن يتخطى و ينسى و يصنع مستقبل مُشرق.. هل سيعوضهُ أصدقائه عن ما تعرض له.... أم.. سأترك لكم العنان.. لننطلق في رحلتنا.