السادس و الأربعون (تائِهٌ و حَائِرًا)

1.6K 121 77
                                    

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
________________________________
10/1/2024

كان عقل "مالك" يتخيل أنه كان سيتسبب في ألقاء "تليد" من أعلى السور و وضع يدهُ على رأسه بألم و رأى "مار" أمامه و هو يبتسم بسخريه و تحدث بشماته:

ـ قاتل ، شوفت مختلفناش عن بعض ، أنا قاتل و أنت قاتل.

ـ "مارو" كيف حالك يا صغيري؟! . ألتف "مالك" خلفه ليجد "ألبرت".

ـ هقتلك يا أبن "مهدي" مش هسيبك هفضل وراك. ألتف مره أخرى ليرى "عاصي".

ـ "موكا" أنت السبب في كل اللي حاصلي ، مش مسامحك.

نظر "مالك" مره أخرى نحو الصوت ليجدهُ "رائف".

و كان "تليد" ينظر لـ "مالك" بتعجب و هو يراهُ يلتف حول نفسه هكذا و لا يفهم شيء ، بينما "مالك" كان مستمر في رؤية الكثير من الأشخاص و منهم من يُناديه بـ" مار" و أخرين بـ "مالك" ليصرخ و هو يضع يدهُ على ذُنيهُ:

ـ كفايه ، كفــــــــايه.

و لكن جحظت عينيَّ " مالك"  من الصوت خلفهُ و ألتف ببطء و أتجه " تليد" نحو ما ينظر له "مالك" و وقف أمامهُ ، بينما "مالك" كان ينظر لأخر شخص قد يتخيله و كان هذا الشخص هو صغيرهُ "تليد"، الذي أبتسم بسخريه نبسًا:

ـ أنت "رائف" ، و "مار" هو شخصيتك الحقيقه ، أنت حقير.

و هنا "مالك" فقد أخر جزء من عقله ليصرخ بألم و عيناهُ تتحول إلي أخرى شرسه و لكن وضع يدهُ على وجهُ و بدأ في الضحك بخطوات رتيبه إلي أن زادت وتيرة هذه الضحكات و أصبحت قهقهات لشخص مختل مجنون ، توقف عن الضحك أخيرًا و لكن أرتسم على ثغرهُ بسمه مختله و أردف ببرود و بنبره جديده من نوعها :

ـ نعم أنا "مار" ، أنا لم أكن سوى "مار" في نهاية الأمر.

نظر له "تليد" برعب و حرك رأسهُ برفض هو يشعر أنه في أحد أفلام الرعب و أن الشخص الذي أمامهُ تلبسه أحد الأرواح الشريره ، و لكن أستفاق سريعًا و أمسك بذراعي "مالك" و دموعه تهبط و تحدث برعب:

ـ أنت مش "مار" علشان خاطري أنت مش "مار" أنت أيه اللي بيحصل ليك؟! ،" مالك" أيه اللي بيحصلك؟! بابا فوق بابا "تليد" خايف ، "تليد" عايز "مالك".

نظر له "مالك" بنظره غريبه من نوعها لم يعدها "تليد" من أبيه العزيز الحنون و أردف بنفس الجنون :

ـ مفيش "مالك" خلاص انا "مار" طول عمري "مار" بس مكنتش مصدق ، "مالك" شخص جبان ، مريض، تافه ، مشاعره بتتحكـ...

أوقفه عن أسترسال حديثه المجنون صفعه قويه تلقاها من "تليد" و  من ثم أمسكهُ من ملابسهُ بقسوه و هو ينظر في عمق عيناهُ و كان يبحث عن أبيه الحنون بين هذه النظرات البارده ، ليردف و هو يذرف الدموع :

وَ مَازَالَ الْمَاضِي يُلاحِقني (مُكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن