الفصل الخامس و العشرون (آلَم نَفْسِي)

1.7K 153 38
                                    

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
______________________________________

بعد أن هدأ "سُفيان" قليلًا ومسح وجهُ من الدموع تحدث بخفوت :

ـ "لَيْل" المفروض أننا هنعمل جنازه عسكريه ليه ، المشكلة في الزعيم بتاعكم هو ميعرفش أنه كان شرطي ، أنا بفكر أن الدفنه تبقى عادي و أحنا نعمله جنازه عسكريه بعدين أو أنا هشوف حل تاني علشان يدفن في مكان تابع لينا ، المهم هكون على تواصل معاك.

أومأ له "لَيْل" بالإيجاب وأستحسن الفكره ، أستأذن منه حتى يرى "مالك" ، إِتَّجَهَ لغرفتهُ ووَلِجَ بهدوء ولكن وجد أن "مالك" مُستيقظ ولكن شارد في سقف الغرفه لترتسم اللهفه على وجهُ وركض إليه ، جلس أمامهُ نبسًا بلهفه:

ـ "مالك" أنت سامعني؟! أنت كويس؟! و لا أندهلك الدكتور؟!.

أردف "مالك" بكلمه واحده بصوت وملامح خاليه من الحياه :

ـ مات.

لم يُجب عليه "لَيْل" فقط خرج من الغرفه وإِتَّجَهَ للطبيب وأخبرهُ بما حدث ، ليذهبوا مره أخرى للغرفه وبدأ الطبيب بفحصهُ وأرسل بأحضار طبيب نفسي حتى يراهُ ويتحدث معهُ ، وبعد ثواني أتى الطبيب ووَلِجَ للغرفه شرح له الطيب حالة "مالك" ، أومأ له وستأذن منهم أن يبقى معه قليلًا بمفردهُ ، وافقوا وخرجوا من الغرفة ، ظل "لَيْل" أمام الغرفه حتى يرى صديقهُ من الزجاج الفاصل ، وفي الداخل جلس الطبيب على المقعد المُقابل لفراش "مالك" ، وكانت مرتسمه على ملامحهُ بسمه بشوشه تحدث بصوت هادئ مُريح للأعصاب يتعمدهُ :

ـ أزيك يا "مالك" عامل أيه؟! مش أنت أسمك "مالك"؟! أنا أسمي "هادي". نظر له "مالك" سريعًا بملامح سعيده ولكن أدرك على الفور أنه ليس "هادي" الذي يعرفهُ ، أختفت لمعة السعاده وشرد من جديد ، فهم الطبيب أن هذا الأسم قريب لـ"مالك" تحدث من جديد وهو يستدرجهُ:

ـ عارف أتسميت "هادي" علشان لما أتولدت كنت هادي أوي و لحد دلوقتي بيقولولي أني هادي و في حالي.

مَر أمام "مالك" شريط بنفس الكلمات عندما عرض عليهم "لَيْل" أسمائهم وأختار لـ"كايل" أسم "هادي" لأنه هادئ ، وضع يدهُ على أذنهُ وبدأ في الأنين وهو يشعر أن الصداع سيفتك بها وما مر به من تعذيب وقتل صديقهُ أمام عيناهُ.

نهض الطبيب وحاول أن يتحكم به و"لَيْل" أيضًا كان سيقتحم الغرفه ولكنه توقف عندما رأى أن "مالك" قد هدئ ليتراجع ، وفي الداخل بعد أن سيطر عليه الطبيب وهدئ "مالك" قليلًا ، تحدث بنفس النبره الخاليه من الحياه :

ـ قولته يهرب مسمعش كلامي ، مات على إيدي و بسببي.

أردف الطبيب وهو يحاول أن يُجاريه :

ـ تعرف مين اللي خطفكم؟! تعرف توصف شكله؟!.

تذكر "مالك" تهديد الزعيم له ليشعر بالذعر وتحركت مُقلتي عيناهُ بتوتر وأجاب عليه سريعًا بصوت حاول جعلهُ طبيعيًا:

وَ مَازَالَ الْمَاضِي يُلاحِقني (مُكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن