بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
_______________________________________
تحدث بصوت مبحوح و تيه و كأنه يحدث نفسهُ و لا يُلاحظ الأخرين :
ـ هو ليه بعد عني؟ أنت ليه بعدت عني يا توأمي؟ ليه مكملتش معايا و كبرنا مع بعض، ليه أفترقنا و أحنا أطفال؟ و أجتمعانا و أحنا كبار و منعرفش حاجة عن بعض؟ دايمًا كنت حاسس أننا شبه بعض في الشكل و الكلام و الأفعال ، كانوا مسمينا التوأم ، "عُدي" أنا أتكسرت "ياسين" أتكسر يا "عُدي" أخوك أدمر.
ليصرخ صرخة مزقت أحباله الصوتيه و فتت ثانيا قلبهُ:
ـ "عُـــــــــدي".
يعود من شرودهُ و يتحدث بإنكسار:
ـ هو.. هو "عُدي" سبني ليه؟ مفضلناش مع بعض و أتفرقنا ليه ، جاوبوني أرجوكم.
أشار "عاصي" على "رائف" و تحدث بتشفي :
ـ خالك قدامك يحكيلك أو أبوك حبيبك يقولك ، أصل خالك يا عيني سوابق و مافيا و مطرود و منبوذ من كل مكان فممكن ميعرفش.
ـ لا أعرف أنا فضلت فتره مراقبهم لحد ما "عُدي" نزل و راح لـ "سُليمان" و من بعدها أنقطعت أخبارهم عني و أنشغلت بحياتي المدمره.
كان هذا رد "رائف" على حديث الأخر ، تنهد و هو ينظر لـ "ياسين" الذي بدأ في فقدان أعصابه و يشعر بالتراخي و لكن هو يحاول أن يظل مستيقظ حتى يعرف الحقيقه و لماذا تفرق عن شقيقهُ ، و لكن قاطعهم "عاصي" و هو يتحدث بسخريه :
ـ طيب يا جماعه هسبكم مع بعض دا حوار عائلي و مش عايز أكون عازول ، و أنت يا "موكا" فكر بقى بدل الجزء التاني من الخطه مش هيعجبك خالص ، القرار قرارك دلوقتي ، يلا سلام هجلكم بعد ساعه.
سحب "رائف" نفس عميق و نظر لـ "ياسين" و تحدث بهدوء:
ـ طبعًا أنت عارف أن "عُدي" أخو "مؤيد" ، بعد ما أهلوا أفتكره أتوفى سافروا في الوقت دا مامتك كانت في الشهور الأولى فيك أنت و أخواتك و قررت تسافر مع أم "مؤيد" ، و هناك حملت في "عُدي" و أنت و أخواتك أتولدوا الأول و بعدين "عُدي" أتولد و والدتك رضعته معاكم فبقتوا أخوات ، لما كبرتوا شويه عرفت أن "يَكن" كان هيموت "عُدي" بالغلط و تقريبًا أنتوا في الوقت دا كان عندكم 13 سنه أو أكبر شويه ، فأبو "مؤيد" قرر أنه يبعد العيل اللي فاضل ليه عن كل حد لأن "يَكن" بتاع مشاكل ، و برضو من خلال مراقبتي ليكم عرفت أن مش دي المره الأولى اللي يحاول "يَكن" أنه يأذي "عُدي" هو كان بيكرهُ علشان شايفك متعلق بيه أكتر منه ، غيره يعني ،أنما أيه حصل بعد كدا معرفش؟! و البركه في أبو "مؤيد" علشان نزلني و أبوك حكى لـ "سُليمان" المختصر برضو مقدرتش أخد معلومه مفيده ليه مرجعتوش تاني بعد ما كبرتوا؟!، و اه أنا كنت براقب تليفونات الكل و سمعت كل المحدثات بس مقدرتش أوصل لحاجه جديده، و بس كدا دي كل المعلومات اللي عندي، يعني "يَكن" هو السبب.
أنت تقرأ
وَ مَازَالَ الْمَاضِي يُلاحِقني (مُكتمله)
Детектив / Триллерهل يمكن لإنسان أن يُكمل حياتهُ بعد ما تعرض له من خذلان و فقد و ألم هل يمكنه أن يتخطى و ينسى و يصنع مستقبل مُشرق.. هل سيعوضهُ أصدقائه عن ما تعرض له.... أم.. سأترك لكم العنان.. لننطلق في رحلتنا.
