بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
___________________________________بعد تلقيهم الخبر سقط "تليد" مغشي عليه على الفور ، و"ياسين" كان في حاله من اللاوعي فقط ينظر في نقطه ما بشرود ، ركض "تيام" للخارج ، و"سُليمان" كان يُردد (إن للّٰه وإن إليه راجعون) ويبكي ، بينما "مالك" كان يتردد أمامه المنظر من جديد ومن جديد ولا يرأف بعقلهُ.
تم نقل "تليد" إلي غرفه لعلاجهُ و"ياسين" أيضًا أنتقل لنفس الغرفه بعد أعطائهُ حقنة مُهدئ.
فهو بعد أن أستفاق من صدمتهُ ، وعلم أن "عُدي" هو من أنقذ "مالك" جن جنونه وأتجه له وجرهُ إلي خارج المشفى وأخذ يسبهُ بكل الشتائم التي يعرفها ويُكيل له اللكمات وكل هذا و"مالك" مستسلم له ولا يستطيع تحريك أصبع حتى هو شعر أنه شُل ، صرخ به "ياسين" بجنون:
ـ أنت السبب؟! كل مره تكون السبب في أن واحد مننا يحصله حاجه ، أنا بكرهك و بكره اليوم اللي شفناك فيه أخويا مات بسببك ، أخويا اللي عوضني عن بعد أهلي عني راح مني ، أخويا اللي كل حاجة كنا بنعملها مع بعض حتى الكلام حتى في التفكير راح مني ، نصي التاني راح مني بسببك ، أبعد عننا بقى ياريتك أنت اللي موت ، تعرف أنا بكرهك و عمرى ما هسامحك ، بكرهك يا "مالك" من أنهارده أعتبر "ياسين" مات مع "عُدي".
أستمع "سُليمان" إلي أخر كلمه وصفعهُ على هذا الكلام الذي تفوه به وكبل حركته وقام أحد المُمرضين بحقنهُ بمهدئ لينام على الفور ، أخذهُ المُمرض إلي غرفة "تليد".
نزل "سُليمان" على الأرض بجانب "مالك" الذي كان لا يشعر بأحد هو مازال عند اللحظه الذي وقف "عُدي" أمامه وتلقى هو الرصاصات ، ليقوم بوضع كفيهُ على أذنيهُ ليمنع صوت إطلاق الرصاص ولكنه أخذ يتكرر ويتكرر ، ضرب رأسهُ في جذع الشجره خلفه عله يوقف هذا الصوت ولكن لا فائدة ، صرخ من جديد بصوت مبحوح.
___________________________________________
كان "سُليمان" طوال هذا الوقت يتحدث معه عله يفيق وعندما بدأ بالصراخ مجددًا حاول "سُليمان" سحبهُ إليه لكن "مالك" لم يعد يشعر بشيء ودفع "سُليمان" عنه بعنف وركض إلي داخل المشفى ، وقام بـأقتحام غرفة العمليات ووجد الأطباء يجهزونهُ ، صرخ بإنهيار وهو يبكي ، ركض نحوه وحاول أبعاد الأطباء عنه ولكنهم أمسكوا به قبل أن يرفع الغطاء عنه ليتحدث بإنهيار:
ـ "عُدي" أنت بتهزر صح ، يلا أصحى بقى بلاش مقالب في الحاجات دي ، و اللّٰهِ أنا اللي هموت بسببك ، و اللّٰهِ قلبي وجعني ، يلا علشان نجيب الهديه مع بعض لـ"تليد" و نفرحه ، طب "تليد" تعبان هو و "ياسين" مش هتقوم علشانهم ، يا "عُدي" أصحى بقى ، ياريتك سبتهم يقتلوني أنا بدل العذاب ده ، أنت مـ أنقذتش حياتي يا "عُدي" أنت قتلتني بموتك يا صاحبي.
أغلق عيناهُ بألم وتوسل إليهم أن يتركهُ ليودعهُ سمحوا له ولكن معهُ عشر دقائق لا أكثر ، أومأ لهم وأقترب بجسد مرهقك ونزل على ركبتيهُ أمام الفراش الذي ينام عليه "عُدي" حاول سحب الغطاء من على وجهُ بيد مرتعشه ولكن لا يستطيع..لا يستطيع أن يرى صديقهُ ورفيق دربهُ مغلق عيناهُ التي تشع دفئ وأمل ، تشجع وسحب الغطاء ليظهر وجهُ ، ليجد ابتسامه هادئه مطمئنه تزين ثغرهُ.
أنت تقرأ
وَ مَازَالَ الْمَاضِي يُلاحِقني (مُكتمله)
Mystery / Thrillerهل يمكن لإنسان أن يُكمل حياتهُ بعد ما تعرض له من خذلان و فقد و ألم هل يمكنه أن يتخطى و ينسى و يصنع مستقبل مُشرق.. هل سيعوضهُ أصدقائه عن ما تعرض له.... أم.. سأترك لكم العنان.. لننطلق في رحلتنا.