الفصل الخامس و الأربعون ( وَ فِي النِهَايَةِ لَمْ أكنَّ سَوَّى مَار )

1.9K 126 139
                                    

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
____________________________________

وقف "تليد" أمام "مالك" و تحدث بحزن:

ـ يعني أنا معنتش أبنك خلاص، أنت بتقول كدا و مش عايز تحضني علشان شايفني كبرت.

تنهد "مالك" بتعب و رفع يدهُ حتى يُربت على وجه الصغير و لكن أنزلها من جديد و هو يحرك رأسهُ  بعدم فائده و لكن فاجأه حديث الصغير و كم كان مؤلم لـ "مالك":

ـ للدرجادي يا "مالك" ، أنت مش" مالك" أنت "رائف" ، بقيت شخص غريب عليا و مش عارف أنت مين؟! .

و من ثم نظر للجميع و تحدث بهدوء :

ـ حمدللّٰه على السلامه يا شباب ، أنا هروح علشان تعبان شوية و هبقى أجيكم على بليل ، سلام.

و عندما هم بالتحرك أمسك "مالك" به و عانقهُ بقوه و هو يعتذر له و شعر "تليد" أن جسد الأخر يشتعل رفع نظره له و جد عيناهُ زائغه و متجمع بها دموع و وجهُ أصطبغ بالون الأحمر ، حرر "تليد" نفسه بقوه فـ "مالك" لم يكن يُريد أفلاته و تحدث بخوف:

ـ "مالك" أنت كويس؟! حاسس بإيه أنت سخن أوي ، "مالك" أنت سامعني أو شايفني؟! .

و لكن الأخر كان في عالم غير العالم و لم يكن يشعر بأي شيء و لا العناق حتى ، و ألقى نظره على الجميع و من ثم نظر لـ "تليد" مجددًا و تحدث بخفوت :

ـ أنـ..أنا أسف يا صغيري.

و خرج من الغرفه بشرود و خرج الجميع خلفه و لكنه تحدث بنفس الخفوت :

ـ أنا كويس محدش يجي ورايا لو سمحتم.

تحرك ليخرج من المشفى و شعر بالهواء البارد يضرب جسدهُ بقوه ليحاوط نفسهُ بذراعيه و كانت أسنانه تصطك ببعضها و أتجه إلي المنزل و صعد بتعب و بمجرد فتحه للباب وجد هجوم من زوجته عليه:

ـ "مالك" أنت روحت فين؟! و نزلت بهدومك كدا؟! أنت مجنون يا "مالك" الجو تلج ، زمانك أخدت برد.

تخاطها هو دون الرد على أي سؤال فهو مرهق ، و لكن "دعاء" شعرت بالغضب من تجاهله هذا ، لتمسك بكف يدهُ و هي تتحدث بصياح:

ـ أقف بقى و رد عليا ، "مالك" أنا بكلم في حيطه من الصبح ، مالك في أيه فضفضلي يا حبيبي؟! .

أيضًا سحب يدهُ منها و رحل لغرفتهُ ليسمعها تصيح به :

ـ أنت طفل و مش مسؤول مبتفكرش في اللي بتعمله ، أحنا هيبقى عندنا طفل يا "مالك" فوق بقى ، علشان خطارنا فوق.

لكنه أغلق باب الغرفه خلفه و أرمتى على الفراش بأرهاق و هو يشعر أنه يحترق و أستمتع لصوت الباب و هو يفتح ، تنهد بتعب و هو لا يملك الطاقه للحديث حتى لا يمتلك للجدال ، شعر بزوجتهُ و هي تجلس لجواره و تُربت بحنان على شعره و لكن شعرت أن شعرهُ ساخن ، حركت يدها لتضعها على جبينهُ و تحسستها و فزعت رأسهُ يغلي ، و ربتت برفق على وجهُ حتى ينظر لها و رأتهُ و هو يفتح عيناهُ بصعوبه كبيره و تحدث بخفوت:

وَ مَازَالَ الْمَاضِي يُلاحِقني (مُكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن