الفصل الثاني ( مَار)

3.8K 253 102
                                    

أثناء نومهم كان يراوض " مالك" كابوس بشع ، ظهر العرق على وجهه بغزارة و تشنج جسدهُ ، أستيقظ "سُليمان" على أنتفاضه بجانبهُ ، وجد أن جسد " مالك" يتشنج بقوة بدأ في إفاقتهُ و لكنه فشل ، و لكن وجد أن جسدهُ هدئ من التشنج و لكن نبضات قلبهُ باتت تنخفض بشده ، شعر بالذُعْر و بدأ بمحاولة إفاقتهُ بكل الوسائل و هو يتحدث بخوف و تلعثُم :

ـ "مالك" يلا فوق.. يلا حاول معايا.. أنت سامع صوتي صح؟ يلا يا " مالك".. قاوم أنا جنبك يا بطل أنت بتحلم فوق يا "مالك".. علشان خاطري، وو جد أن نبضهُ أنخفض بشده و كاد يكون معدوم نهض و بدأ بالضغط أعلى صدرهُ حتى ينشط عضلة القلب و لكن لا فائده صرخ "سُليمان" بقوه بأسم صديقه العزيز :

ـ " مـــالك"
__________________________

حاول مره أخرى و لم يستسلم هو لن يترك صديقهُ مره أخرى يواجه الموت ، ضغط بعزم ما لديهُ من قوه و هو يتحدث معه ، حتى شعر أن أنه بدأ يستجيب له و على حين غفله نهض " مالك" بجذعهُ هو يسعل بقوة و صدره يرتفع و يهبط بقوة كأنه كان في سباق طويل و عيناهُ يهبط منها الدموع بغزاره.

نهض "سُليمان" أخيرًا و هو يلتقط أنفاسهُ على ما حدث في هذه الثواني القليله ؛ و أتجه لكأس مَلِيءٌ بالماء؛ و أعطاهُ له و لكن يدي "مالك" كانت ترتجف بشده فقام هو بمهمه سقيانهُ و بعد أن أنتهى أعاد وضع الكوب مكانه و أخذ يمسح حبات العرق عن جبين "مالك" و يمسح دموعهُ أيضًا و كل هذا و "مالك" غير واعي لما يحدث ليُربت "سُليمان" على كتفه عله يفوق من هذه الحالة المسيطرة عليه ، و تحدث بصوت هادئ :

ـ "مالك" أنت سامعني؟ فوق يا "مالك" ؛ ده كابوس أنت كويس و نايم في بيتك و على سريرك كل حاجة شفتها مش حقيقيه. وكأن هذه الكلمات كان طوق النجاه له ، بدأ بـ أستعادة أنفاسهُ و نظر إلي "سُليمان" الجالس بجوارهُ و بدأ بالبكاء مره أخرى تحدث بوهن:

ـ شوفتهم تاني يا "سليمان" شوفتهم؛ و واحد ميت على إيدي؛ و التاني و هما بيعذبوا فيه؛ لحد..لحد مش قادر أتحمل ؛ أنا تعبت أنا بقالي تلت سنين بتعالج و لسه بشوف نفس الكابوس ؛ أنا معنتش قادر أنام كل ما أنام أشوفهم؛ و لو أخدت دوا ممكن أموت و أنا نايم؛ زي دلوقتي كده؛ تفتكر ده عقاب ربنا ليا على اللي كنت بعمله زمان ؛ بس أنا تُبت ؛ و اللّٰه تُبت ؛ و بحاول أصلح من نفسي ؛ بس مش قادر خلاص لو نمت يوم مبنمش أسبوع بعدها.

حزن "سُليمان" على حال صديقه فنعم خلف شخصية
"مالك" المرحه شخصيه مُدمره نفسيًا و لكنه يحاول
دائمًا أن يتظاهر بعكس ذلك، ربت بحنان عليه و كان يتمنى لو أنه يستطيع أن يقوم بأحتضانهُ حتى يشعرهُ بالأمان قليلاً ؛ و كأن "مالك" أستمع لما يدور في خاطر الأخر ليرتمى داخل أحضانهُ و هو يتشبث به گطفل صغير يتشبث بوالدهُ و فقط صوت شهقات خفيفه هي ما تصدر منه، شعر "سُليمان" بعد قليل بأنتظام أنفاسه، ليعيدهُ مره أخرى لموضعه و ربت على شعرهُ بحنان فـ أيضًا خلف شخصيه "سُليمان" الشديده شخصيه أخرى حنونه يحتوي الجميع ، فهو گالأب لهم فنعم الأن يتبين لنا الأشخاص الحقيقين خلف شخصية "مالك" و كذلك "سُليمان" فمن يراهم يعتقد أنهم دائمًا في شِجار، أنما في الحقيقه هم أصدقاء مقربين للغايه و "سُليمان" الوحيد الذي يعرف سر هذا الكابوس.
___________________________

وَ مَازَالَ الْمَاضِي يُلاحِقني (مُكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن