الفصل الواحد و الثلاثون (صَفعه غَيْرٌ مُتَوَقِّعه)

2.2K 174 131
                                    

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
_____________________________________

أومأ له "سُليمان" وأستأذن الطبيب منه حتى يرحل ، تنهد "سُليمان" بحزن كبير وجلس على مقعد خلفه وقضى ليلتهُ عليه فلم يستيقظ أحد من الثلاثي وكأن عقلهم أعطاهم أستراحه بعد صراع طويل وأكثر من عانا في هذا الصراع كان بطلنا الصامد حتى هذه اللحظه هل تخلص أخيرًا من شبح ماضيه المسمى بـ"ألبرت ألفريدو"؟! هل تخلص من صراع دام سبع وعشرون عام؟! هل أخيرًا سيحصل على أستراحه بعد عناء طويل؟! حل نهار جديد وأستفاق "مالك" ولم يدخل في غيبوبه الفتى مُثابر للغايه ، رن الجرس الذي بجانبهُ ، وجد "سُليمان" يجلس في الخارج ليلوح له.

فرك "سُليمان" عيناهُ بتعب ولا يعرف هل ما يراهُ حقيقه أم من وحي خياله؟! ولكن وجد "مالك" يضحك ، نهض سريعًا ودخل له ونظر له بلهفه ، تحدث بتوتر:

ـ أنت كويس يا "مالك"؟!.

أومأ له "مالك" بهدوء ودخل الطبيب وفحصه مردفًا بسعاده وتشجيع:

ـ لا صحتنا الحمدللّٰه عال أوي و كده أقدر أقول أنك الحمدللّٰه بخير ، و هننقلك غرفة عاديه.

أومأ له "مالك" وابتسم بهدوء له ، تم نقله إلي غرفه عاديه وأخبر "سُليمان" الجميع أن "مالك" تعدى مرحلة الخطر وتم نقلهُ إلي غرفه عاديه ، رجع مره أخرى إلي "مالك" وبمجرد أن لمحهُ ، تحدث بتعب :

ـ "تليد" كويس؟!.

أومأ له "سُليمان" بنعم وتحدث بهدوء:

ـ كويس يا "مالك" متقلقش بس لسه نايم ، أنت عامل أيه؟!.

تنهد "مالك" وطالع سقف الغرفه وتحدث بحيره مسيطره عليه:

ـ مش عارف يا "سُليمان" ، مش عارف أنا عامل أيه ، أنا واحد تايه ، فارغ ، موجوع جسمنًا و نفسيًا ، خايف ، بالرغم من أن "ألبرت" مات بس خايف يكون في حد وراه و عايز ينتقم ، و خايف على "تليد" أوي.

ومن ثم نظر إلي "سُليمان" بنظره مليئه بالحزن على هذا الفتى الذي يشبه إلي حد كبير وأكمل بألم:

ـ "ألبرت" طلع أبو "تليد" و هو اللي حطه في الملجأ لحد ميكبر علشان محدش من أعدائه يعرف أن عنده طفل ، عارف أنه كان مخطط أن يخلينا نقابل "تليد" بس مش عارف أزاي؟! بس أنا سبقتهُ و أتعرفت عليه ، عارف أنه كان هيقتل "تليد" ، كان هيغرقه ، كان هيقتله بدم بارد و واقف يتفرج عليه و يضحك.

ضحك بمراره وألم وطالع سقف الغرفه مره أخرى نبسًا بألم:

ـ أيوه كان هيقتلني أنا و هو ، مش عارف أيه الراجل ده ، كان هيموت "تليد" غرقان و أنا أنقذته بس حاولت كتير أنعش قلبه و مكنش بيصحى ، كنت حاسس أني اللي بغرق مش هو ، كان هيجرالي حاجه لو هو كمان مات و معرفتش أنقذه ، و أنا حقني بحاجه بس "ماس" غيرها بحقنه تانيه.

وَ مَازَالَ الْمَاضِي يُلاحِقني (مُكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن