بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
___________________________________________
5/3/2024مرت الأيام وتقرب "آمِن" من "جودي" وأصبحوا أصدقاء فهو أصبح معلمها ومرشدها وهي تعلقت بوجوده معها فهو لطيف وحنون وذكي أيضًا وفي أحد الأيام كان يجلس معها ويدرس لها بعض الأشياء تذكرت أمرًا ما لتتساءل:
ـ "آمِن" ممكن أسألك سؤال؟!.
ـ أكيد.
ـ ما..ماما كانت بتدور على شقـ..شقه بس مش لاقين حاجه لسه و المفروض أننا نعزل ، فممكن تسأل باباك لو يـ..يعرف شقة يكون سعرها كويس.
ـ حاضر هسأله.
ومن ثم صمت قليلًا وهو يفكر في أمر ما ليردف ببعض الاحراج:
ـ ممكن أسألك باباكي فين؟!.
ترقرقت الدموع في عينيها ونكسة رأسها بحزن نبْسَةً:
ـ كان ظابط ، و في مرة كان في مهمة مع خالي بس للأسف مات فيها كنت صغيرة أوي ، و خالي "سُفيان" هو اللي أتولى تربيتي بس سافر بره و كان عايز ياخدنا معاه بس ماما رفضت.
شعر "آمِن" بالحزن ربت عليها بحنان وتحدث بنبرة حنونة:
ـ عارف انك زعلانة على باباكي بس هو شهيد مات في الدفاع عن بلدهُ أفتخري أنك بنت الشهيد ، و أنا هفضل دايمًا معاكي و يارب بابا يلاقي حاجة.
لمعة عينها بفرح وتحدث بسعادة:
ـ بجد هتفضل جنبى يا "أمان".
ـ هفضل جنبك على طول علشان أنتي أختي الصغيرة.
ابتسمت بسعادة وهي تتحدث بامتنان:
ـ شكرًا يا "آمِن" شكرًا يا أجمل أخ.
وانتهى اليوم الدراسي وعندما عاد إلي منزله تحدث مع والدهُ عن طلب الفتاة ولحسن الحظ أن العمارة المُقابله لهم والتي يسكن بها "سُليمان" يوجد بها شقة خاليه كان" تليد" يُريد الأنتقال لها من الأساس ولكن أخبر "آمِن" عنها بدلًا من ذلك وبالفعل هاتفها "آمِن" وأخبرها عن الشقة وبعد أيام انتقلوا لها وأصبح "آمِن" و"عُدي" و"لَيْل" و"نور" أصدقاء "جودي".
_____________________________________________
وفي أحد الأيام وخاصةً في المساء أستيقظ "آمِن" من نومه بفزع وظل يلهث بقوة ليضع يدهُ على قلبهُ وحاول تهدئة نفسهُ وظل يستعيذ بالله ، نهض عن فراشهُ حتى يذهب للمرحاض ولكن داهمه دوار شديد وسقط على ركبتيهُ ، أستيقظ "عُدي" من نومهُ على صوت ارتطام بجانبهُ وكان يشعر بنغزه في صدرهُ نهض ليرى ما سبب هذا الارتطام لكن جحظت عيناهُ عندما رأى توأمهُ جاثيًا على ركبتيهُ نهض بفزع وركض نحوه ليرى ما به ، جلس أمامهُ وهو يربت على وجهُ حتى ينتبه له وتحدث بخوف:
أنت تقرأ
وَ مَازَالَ الْمَاضِي يُلاحِقني (مُكتمله)
Bí ẩn / Giật gânهل يمكن لإنسان أن يُكمل حياتهُ بعد ما تعرض له من خذلان و فقد و ألم هل يمكنه أن يتخطى و ينسى و يصنع مستقبل مُشرق.. هل سيعوضهُ أصدقائه عن ما تعرض له.... أم.. سأترك لكم العنان.. لننطلق في رحلتنا.