بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
_____________________________________
وفي اليوم التالي من الرحلة قام "خالد" بمهاتفة والد "مريم" حتى يحصل على معادا منه وتم الأتفاق على أن يكون الموعد في الأسبوع القادم شعر "تيام" بالتوتر الشديد ولكن سلم أمرهُ لله وأبلغ أصدقائهُ بالموعد ، بارك الجميع له مع وعد بالحضور ، وفي أحد الأيام وفي منزل "سُليمان" وأثناء أنشغالهُ بقراءة أحد الكتب أقتربت منه وهي تفرك يدها بتوتر ، أنتبه "سُليمان" لها ليبتسم بهدوء مُتَفَوَّهً:
ـ "ياسمين" مالك يا حبيبتي واقفه كده ليه تعالي.
أقتربت "ياسمين" منه وجلست إلي جوارهُ ولكن كانت متوترة ولاحظ هو توترها هذا ليترك ما بيدهُ واعتدل في جلستهُ حتى ينتبه لها متحدثًا بصوت هادئ:
ـ "ياسمين" مالك متوتره ليه كده ، في حاجه حصلت؟!.
حركت رأسها بالنفي لتبعد نظرها عن "سُليمان" وظلت تفرك كفيها بتوتر نبْسَةً ببعض القلق:
ـ "سُليمان" هـ..هو لو في يوم من الأيام ربنا رزقنا بطفل تانى هتبقى مش عايزه زي ما كنت مش عايز "نور"؟!.
جحظت عينيّ "سُليمان" بصدمة وهو يُفكر هل زوجته خائفه منه هل مازالت تذكر هذا اليوم ، قام بجذب وجهها بلطف حتى تنظر له ولم يهتم بحديثها فقط أَرْدَفَ بحزن:
ـ أنتي خايفه مني؟!.
ـ خايفه ترفض الطفل يا "سُليمان" عارفه أنه كان غصب عنك بس الذكره بتوجعني اوي ، هـترفضه؟!.
نظرت له بترقب ولهفة في أنتظار إجابة تطمئن قلبها ، تنهد "سُليمان" بخفه وتحدث بهدوء وتعقل:
ـ أكيد عمري مهرفض رزق ربنا بعاته ليا يا "ياسمين" الاطفال رزق من ربنا و أني أرفض فأنا بعترض على الرزق ده ، أنا بس كنت متفاجئ ساعتها و دماغي أتحبست في اليوم اللي أهلي أتوفوا فيه و بقيت يتيم بجد يتيم مفيش لا عيلة أب و لا أم أقعد معاهم مفيش أخوات أتسند عليهم و نقوي ضهر بعض مفيش أي حاجة و أنا..أنا كنت صغير و مدلع كمان بما أني الوريث الوحيد ، خفت في لحظه أن أبني يعيد معاناتي ، واللهِ كان غصب عني يا حببتي.
ربتت على كف يدهُ بحنان وأردفت بحماس:
ـ يعني هتفرح لو في يوم ربنا رزق بطفل؟!.
أومأ لها مُتَفَوَّهً بهدوء:
ـ طبعًا هفرح جدًا أن يبقى ليا أطفال كتير و يبقى لـ"نور" أخوات حواليه.
ابتسمت بسعاده وتحدث بنبرة طغى عليها الحماس والسعادة:
ـ عايزه أقولك على مفاجأه أنا حامل بس كنت خايفه من ردة فعلك.
نظر لها "سُليمان" قليلًا إلي أن أستوعب ما تفوهت به وعندها فقط ابتسم ولمعت عيناهُ بالدموع وهو يُردد:
أنت تقرأ
وَ مَازَالَ الْمَاضِي يُلاحِقني (مُكتمله)
Mystery / Thrillerهل يمكن لإنسان أن يُكمل حياتهُ بعد ما تعرض له من خذلان و فقد و ألم هل يمكنه أن يتخطى و ينسى و يصنع مستقبل مُشرق.. هل سيعوضهُ أصدقائه عن ما تعرض له.... أم.. سأترك لكم العنان.. لننطلق في رحلتنا.
