الفصل التاسع و الثلاثون ( هَل يَنقُّصُهُ مَزِيد مَنٌّ المَجَانِين؟! )

1.6K 143 278
                                    

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
___________________________________

بعد أختطاف "مالك" مباشرةً ، و في غرفة " تليد" ، كان  يشعر بكل شيء حوله و كان يشعر أن أبيهُ ليس بخير و حاول التحرك و لكن لم يستطع التحرك و شعر أن جسدهُ يحلق في الهواء و كان يستمع لأبيه و لكل كلامهُ ، فتح عيناهُ ببطء و أبصر المكان حوله لكن الظلام كان يعم المكان و و جد أنه نائم أو عائم لا يعرف ، أستمع إلي صوت همس بجانبهُ ، حرك رأسهُ ببطئ ليُبصر "عُدي" بجانبهُ حاول التحرك و لكن هناك شيء ما يعوقهُ ، أردف بتعب:

ـ "عُدي" أنا مش عارف أقوم هو أنا حاصلي أيه؟ و أنا فين أصلًا؟ أنت عايش؟.

ربت "عُدي" رأس الصغير و أنهضهُ برفق ، تحدث بهدوء:

ـ أنت في غيبوبه يا حبيبي ، بس هتقوم منها أنت قوي و هتقوم يا بطل مراتك و أولادك مستنينك و "مالك" كمان مستنيك.

نظر له "تليد" و كأنهُ تذكر شيء ما نبسًا:

ـ  "مالك" أنا كنت سامعه و كان صوته تعبان أوي ، و كان نفسه يشوفني مش عارف هو رايح فين؟ و كان بيوصني على أبنه هو هو بجد "مالك" هيبقى أب ، أخيرًا بس هو وصاني عليه ليه؟ ، قالي أنت عارف هتسميه أيه، "مالك" حصله أيه؟ بابا تعبان ، أنا عايز أقوم ، عايز أقوم يا "عُدي" هو محتاجني جنبه ، عايز أقوله أني بحبهُ أوي علشان صوته موجوع و كان بيقول أنت شايفني أزاي؟، بابا محتاجني ، بس..بس أنا عايز أفضل معاك هنا.

هدئ "عُدي" الصغير و تحدث بهدوء:

ـ لازم هتقوم أنت ليك حياه يا صغير و الكل مستنيك، و "مالك" كويس أهدى بس أنت محتاج تريح علشان أنت تعبان و أنا هفضل معاك مش هسيبك لحد متقوم واحشتني أوي يا" تالي" كبرت يا حبيبي ، بس لسه شايفك الصغير اللي كان داخل علينا و كفهُ في كف "مالك"، واحشني يا صغير.

تدمع عينين "تليد" و يُعانق" عُدي" بقوه و يردف بحزن:

ـ أنا عايز أفضل معاك يا "عُدي" أنت سبتني من غير متودعني  سبتني في أكتر وقت كنت محتاجك جنبي ، أنت مكنتش شخص عادي أنت كنت جزء مني بتفهم كل حاجه و أي حاجه أنا عايزها ، أنا حققت حلمك يا "عُدي" نجحت في دراستي و بقيت دكتور و كمان أتجوزت و مراتي حامل في توأم و طلعوا ولدين ، هسمي واحد "عُدي" و التاني "مؤيد" علشان أحس أن أدامي الأخين اللي أتحرموا من بعض.

بعثر "عُدي" شعر "تليد" و تحدث بفخر :

ـ الصغير كبر و بقى دكتور ، أنا عارف، أنا دايمًا معاكم و فخور بيك أوي يا "تالي" و إن شاء اللّٰه يكون حظ أولادك أحسن من حظنا كلنا و ميتفرقوش أبدًا يا نور عيني ، يارب يبقوا شبهك كده و نفس طيبة قلبك.

أقترب "تليد" من "عُدي" و عانقهُ و نام على كتفهُ و هو يردف بهدوء:

ـ ممكن أفضل في حضنك يا "عُدي" أنا حاسس بالأمان أوي حاسس بدفى "مالك" فيك أنا محظوظ أن في أتنين مقربين من قلبي دايمًا محتويني كده، بس أنا خايف على "مالك" حسه مش كويس قلبي واجعني أوي حاسس أن فيه حاجه؟.

وَ مَازَالَ الْمَاضِي يُلاحِقني (مُكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن