بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
______________________________________
نزل "مالك" بجذعهُ ليلتقط قطعه من الزجاج المحطم وأستقام من جديد ، بدل أنظارهُ بينها وبين "لَيْل" الملقى على الأرض ، ضغط عليها بقوة ولم يشعر بالدماء التي أغرقت كف يدهُ ، بدأ في الأقتراب منه ببطء وظهر الذعر في عينيَّ "لَيْل" ، صديقهُ جن بالكامل وسيقتلهُ ، صاح "مالك" بنفاذ صبر :
ـ لأخر مره هقولها لو مدتنيش الحقنه هقتلك ، و مش بهزر يلا هاتها.
تحامل "لَيْل" على نفسهُ ونهض بألم وترنح من السقطه وكان ينظر له بصدمه وحزن ، نبس بألم ينبع من روحه أكثر من جسدهُ :
ـ عاش يا صاحبي عاش ، أقتلني بقى لو عايزها ، أتفضل أنا قدامك يا..يا صاحب عمري.
أومأ له "مالك" أقترب منه بسرعه وهو يوجه قطعة الزجاج له حتى يطعنه بها ، أغمض "لَيْل" عيناهُ بحزن ، هل سَيلقى حتفهُ على يد صديقه العزيز؟!.
ولكن لم يشعر بأي ألم هو بخير ولم يصب بأي أذى ، فتح أحدى عيناهُ ببطء حتى يرى ماذا يحدث ، تفاجأ بـ "مالك" واقفًا على بعد وهو يبتسم بألم وتحدث بتيه مسيطر عليه وهو يضرب رأسهُ بكف يدهُ وكأنه يطرد أحدًا منها:
ـ لا..لا "لَيْل" لا ، متأذيش حد بقى كفايه أذى كفايه يا "مالك" كفايه ، أنا أسف يا "لَيْل" ، أسف على كل حاجة ، ممكن تسامحني يا صاحب عمري و أدعيلي ربنا يغفر ليا علشان معنتش قادر أتحمل وجع راسي وجسمي سامحني يا أحن حد قابلته.
لم يفهم "لَيْل" أي شيء من حديثهُ وماذا يقصد ، ولكن فهم عندما رأى "مالك" يضع قطعة الزجاج على رسغ يدهُ ويُقدم على الأنتحار من جديد.
صرخ "لَيْل" بخوف وركض نحوه ليمنعهُ ولكن "مالك" قام بخدش معصمهُ ليصل له "لَيْل" وقام بمنعهُ عن أكمال ما يفعلهُ وأمسك يدهُ بقوه وألقى الزجاجه منها بعيد ونظر إلي "مالك" الذي كان في عالم أخر ، تفحص حال يدهُ ليجد أنه بخير ولم يأذي نفسهُ سوى بخدش ولكن كف يدهُ الأخر ينزف بغزاره ، صفعهُ بقوه ومن ثم سحبهُ إلي أحضانهُ وتحدث بصراخ وإنهيار بعد هذه الأحداث المتتاليه :
ـ فوق بقى حرام عليك ، يا "مالك" بقى علشان خاطري ، تاني! ، تاني هتنتحر؟! أستغفر اللّٰه العظيم ، أنت مش عارف عقاب المنتحر أيه؟! عارف أنه هيفضل يتعذب في جنهم بنفس الطريقه اللي أنتحر بيها في الدنيا ، يا "مالك" ليه دي أول حاجه بتلجألها ليه؟! عارف أنت مش هترتاح لما تنتحر ، أيوه مش هترتاح هتتعذب لحد ما روحك تتطلع بسبب الألم و بعدها هتتعذب في جهنم و بئس المصير ، فوق و أرجع لربنا ، أنت بعيد عنه علشان كده نفسك ضعيفه.
كان "مالك" منصت لكل كلمه ودموعهُ تنزل بصمت ، فهو بعد تلقي الصفعه عاد عقله للعمل وصدم للمره التي لا يعلم عددها بما كان مقدم عليه ، تحدث بتعب :
أنت تقرأ
وَ مَازَالَ الْمَاضِي يُلاحِقني (مُكتمله)
Mystery / Thrillerهل يمكن لإنسان أن يُكمل حياتهُ بعد ما تعرض له من خذلان و فقد و ألم هل يمكنه أن يتخطى و ينسى و يصنع مستقبل مُشرق.. هل سيعوضهُ أصدقائه عن ما تعرض له.... أم.. سأترك لكم العنان.. لننطلق في رحلتنا.
