الفصل الثامن و العشرون (صَدِيقٌ أمّ عَدُوّ)

2K 157 104
                                    

بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
__________________________________

(عَوْدَه للحاضر مره أخرى)

كان "تليد" يبكي بتأثر على حديث "مالك" وشعر بماء يسقط على وجهُ ، رفع نظرهُ ووجد دموع "مالك" تنهمر على صَفْحَتَا وَجْهُ وأرتفع صوت شهقاتهُ ، أبتعد "تليد" عنه وبادر هو هذه المره حتى يكون أبً له ، سحب رأسهُ لأحضانهُ وربت عليه وتحدث بحزن:

ـ أهدى يا "مالك" أنا أسف أن فتحت في جروحك كده أنا أسف.

لم يجب عليه "مالك" فهو مازال عند صديقهُ "لَيْل" وبعد فتره هدئ وأبتعد عن "تليد" نبسًا بصوت مبحوح:

ـ عرفت ليه مبحبش أحضن حد ، علشان بحس أني في الماضي تاني ، أنا بحاول أتعايش على قد مأقدر ، و بس دي قصتي المأساويه ، أنا أدمرت يا "تليد" غير أني بهدلت "سُليمان" معايا الفتره دي ، أنا كنت أتعالجت من الأدمان بس كنت في مرحلة أكتئاب و فقدت النطق لمده كبيره ، و مكنتش بتعامل مع حد ، بعد الحدثه دي هربت من المافيا ، و "ماس" زيف موتى زي محكتلك ، بس طلع كل ده من تخطيط "ألبرت" أصلًا و هو اللي بعت حد يقتل "لَيْل" بعد معرف أنه هيتمرد عليه و أنا معاه ، الوحيد اللي نجي "ماس" علشان فضل تحت طوعه ، يعني بالبلدي كده أحنا كنا عرايس لعبه في إيدهُ بيحركها زي ما هو عايز.

ضحك "مالك" بألم وأكمل بحزن:

ـ أنا فاكر أن صحيت بعد موت "لَيْل" بسنه أو أكتر ، بس عارف كنت مش عايز أصحى ، كنت مع "لَيْل" ، كان معايا بيواسيني و دايمًا يقولي أتحمل و أصبر و أدعيلي ، لما فوقت زهقت "سُليمان" في عيشتهُ ، تقريبًا كان كل ما يجيلي البيت يلاقيني قاطع النفس ، و اللّٰهِ الراجل ده صعبان عليا ، كتر خيره أستحملني و كان خير صاحب ، و لا لما روحت عند "سُليمان" أول مره و "عُدي" أستقبلني و حضاني.

(عَوْدَه لخمس سنوات أو أقل)

بعد تعارف "مالك" و"عُدي" وجذبهُ إليه ليُعانقهُ شعر "مالك" بالدفئ والحنان ليغمض عيناهُ براحه وفقد وعيهُ ، وكان "عُدي" يتحدث بمزاح:

ـ أنت يا أستاذ ، يا كابتن ، يا حج أنت أستحليت الوضع و لا أيه؟! طب أنت مت؟! أعمل أي حاجه طب أنت جاي تموت على إيدي علشان ألبس التهمه؟!. نادى على "ياسين" بصوت مرتفع ، خرج "ياسين" وهو يتحدث بصياح:

ـ أيه في أيه؟! عمال "ياسين" "يا..، شهق بطريقه مضحكه وتحدث بصدمه وهو يخبئ وجهُ:

ـ أستغفر اللّٰه العظيم ، أستغفر اللّٰه العظيم ، على الباب كده ، أختشي يا "عُدي" ، من أنهاردة ملكش كلام معايا.

صاح "عُدي" بنفاذ صبر وهو يشعر أنه سيسقط على الأرض:

ـ هو أنا منادي عليك يا بني أدم علشان تشهقلي شهقة الملوخيه ، و بعدين المشكله أن واقف على الباب يعني لو جوه عادي ، ألحقني يا بني و شيل معايا الجثه دي ، الراجل جاي يموتلنا على الباب؟!.

وَ مَازَالَ الْمَاضِي يُلاحِقني (مُكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن