تظن ان جحيمها قد انتهى....
لا تدري انها....البداية فقط
....
و النار القادمة...ستحرق جنون طاهرأكثر
....بعد ان ختمت اسما...حروف ألامها...
نظراتها الدامعة....و حركة شفتيها...جعلت طاهر..يقول و هو يسحب نفسه
..."أنتي تتألمين"....
صرخت اسما بقوة....من شدة الالم...
انتفض طاهر..بعيدا عن دفئه...داخل البطانية
...
ليجلس على ركبيته بجانبها....
ردد بصوت مبحوح...ما بها أسمائي....ما الدي يؤلمها...
اسما....بألم....ساااقي....
تحولت انظار طاهر ..بعدد ان تلونت بالخوف...الى ساقها...
ليجد عقربا سوداء...تغرس سمها...داخل جسد صغيرته...
هم بسرعة...و هو يبعدها عنها...وضعها تحت قدمه...
بينما عيونه...بقيت على أسمائه...و هي تغمض عيناها...
و تصرخ بشدة...من الوجع...
بينما يدها الصغيرة...تحاول ان تلامس لدغتها...
لم تعد قادرة على الوقوف...
سمع الشيخ انينها....و بكائها...ما جعله يتوجه الى الخارج...
بخطوات سريعة...ليصاب بالدهشة...مما راته عيناه....
طاهر.....كان قد اجلس صغيرته...ارضا..
بعد ان تاكد ان المكان..خال من العقارب...
رفع فستانها قليلا...من جهة ساقها المصابة...
جلس بمقابلتها...ليضع شفتيه...على ساقها...
بقي يمص السم..و يسحبه ..لينفثه خارجا....
بينما اسما....تصبب وجهها عرقا..و هي تتأوه من شدة الالم...
لا يتحمل المها طاهر....أعتصر قلبه...على وقع صرخاتها الاليمة...
و بكائها....ليقول بصوت مبحوح....تحملي يا صغيرتي...
ساخرج السم...بقي القليل فقط....
قاطع طاهر...صوت التوبة...ردد بهدوء...هل تعتقد ان اخراج السم...
بهده السهولة....
جعل طاهر...يناظر الارض...بعد ان احس..بعمق جملته...
يدرك جيدا....ان السم الدي زرعه هو...كان اقوى...
الشيخ عثمان....يا ابني...انك تخرج السم من جسدها...و تلقيه في جسدك....
طاهر....بنبرة ضعف ردد....دعه يدخل جسدي يا شيخي....
ان كان سيخفف ألمها....
اضطربت انفاسه....بصوت اهاتها....مد يديه ليحملها قائلا....
ساخدها الى المستشفى....
أصبحت بين يديه...لتلحق التوأم بابيهما ركضا....
وقفت بهار..عائقا في طريقه..لتناظره بحدة و تقول...
لا داعي...شكرا...انا من سيعالجها...
ابعد صغيرته عنها قائلا....قبل ان يهدأ قلبي...لن اتحرك من هنا خطوة...
ابتسمت بهار بسخرية...لتقول...
يهدأ قلبك ادن......أين كان قلبك...يوم كان قلبها يحترق....
هااا...ما دمت تخاف عليها...و لا تفرط بها...كيف طاوعك لسانك..
على دلك كلام...لم يبقى شيء لم يحل على راسها بسببك....
تقترب تشيشيك من توامتها...و هي تحاول تهدئتها تقول...
انت استمروا بجدالكم....و اتركوا البنت تموت من الوجع....
تحولت نظرات طاهر الدامعة....الى صغيرته....و كان وعيها...بدأ يفقد تدريجيا....
اسرع بها الى الداخل....و هي بين يديه...
قلبه المجنون...يرتجف لصراخها و اهاتها....
وضعها على فرشة...ممتدة على ارض البهو...برقة....
و هو يضبط حجابها من اطرافه...حتى لا يظهر شعرها....
اسما....وضعت يديها الصغيرتين....
على وجهها....حتى لا ترى لدغة العقرب...على ساقها..بعد ان تركت ورمها خلفها....
طاهر....امتلأت عيونه بالدموع...وهو يناظر صغيرته تتالم...
ركضت بهار الى جانبها...و هي ترفع راسها عن الوسادة قليلا....
ناولتها منقوعا للاعشاب الطبيعية....يشربونه اهل البحر الاسود...
اداما تعرضت لهم عقرب....
بقي طاهر..يراقب تعابير وجهها...بينما قلبه..يعتصر الما...و خوفا...
اخدت انفاسها تتسارع....بين تحولت ودمتها...اللون الاحمر....بانتفاخ واضح...
تقول شيشيك...بنبرة خوف....
يا توامتي....ألن يؤثر دلك....وضعها الصحي..لا تنسى قلبها الان...أقل قوة....
بهار...بتالم....لا اعلم يا هده....لكن من اعراض اللدغة....
ان نبضات قلبها....تتسارع....
اسما....قطعت التوتر...بصرخة منها.....و هي تضرب برجلها...
بينما جسدها الصغير....أصبح مرتعشا....
أحس طاهربالمها....ما جعله يحيط بيد الرجولية...
على ساقها بقوة...
ناظره الشيخ عثمان...بحاجبان معقدان...ما الدي تفعله يا ابني....
ردد طاهر..و هو يرفع نظراته اليه...احاول ان ابطئ انتشار السم..داخل جسدها...
الا ترى..كيف تصرخ من الالم....
ردد الشيخ..جمله العميقة...بصوته الهادئ...
يا ابني...لا تفعل اشياء خاطئة...و تظنها صحيحة...
سنتشر السم الان في جسمها...و لا يمكنك توقيفه....
في الاول....سيرفع حرارتها....و يسرع انفاسها....
و بعدها سيجعل جسدها يتزعزع....
انت ابن هده البلدة...تعلم ان العقارب..ليس بالشيء الجديد...
تعودنا على لدغتها....سيفيدها الدواء....
طاهر...ردد بصوت مرتجف...و دمعة يتيمة...نزلت من عيونه العسلية...
أصبت في المكان...الدي لم اتوقعه ابدا....ايها الشيخ...
لقد اختار الله لي عقابا....على كل اهاتها....التي كنت سببا فيها....
اقترب منه الشيخ....ردد بابتسامة....ستصبر يا ابني...
تعلم ان تثق...بكلام الاخرين....
جملته الاخيرة....جعلت تنظرات طاهر...تدهب في شرود بعيد....
ليقطع شروده....انينها الخفيف...و هي تمسك بطرف معطفه...
دون وعي منها....
بصوت متقطع قالت....سااقي....أنا لا احس بها....
وقع قلبه المجنون...مع اخرحروفها....ناظر الشيخ بخوف...
بينما بادله الشيخ ....نظرة الطمانينة...ما جعله يصيح بحزم...
لم افهم بعد...يا شيخي...من اين تحضر كل هدا الهدوء....
ابتسم الشيخ بهدوء...و هو يقول..بمبرته الرحيمة...لا تقلقي يا ابنتي...
غدا ستعود غزالتي الى سابق احوالها....
اما انت...أيها المجنون...لو ملات قلبك بالدكر...و اليقين...
لما بقي فراغا...لجنونك...
تبعثرت نظرات طاهر...من الاستحياء...وقعت على جبين صغيرته...
لمح عليه...قطرات عرق....ابتلع ريقه..و هو يناظر شحوب وجهها...
و اهتزاز يدها....
يود لو يمد يده...و يزيل عنها اوجاعها...
لكن استحياءه من الشيخ...يمنعه....
فاجأته حركته...و هو يمد لها خرقة...ليمسح عنها تصبباتها....اخدها طاهر...
و اخد يمسح على وجهها برقة....بقي يتامل تفاصيل وجهها البريئ...
بملامح جزن رجل...بعد ان غفت عيناها...من تاثير الدواء...
ناظره الشيخ...بثبات عيون...بعد ان لاحظ عليه..دموعه الرجولية...
ليقول بنبرته الهادئة....ان كنت تحبها لهده الدرجة....
لم جعلتها تنزف يا بني....
انت الان تبكي....لعقرب سوداء...نفثت سمها داخل جسدها...
مادا عن سمك انت؟؟....
طاهر....مسح دموع حرقة الرجولة..من عيونه..ليقول بصوت مبحوح....
التوبة يا شيخي....فقدت نفسي...في لحظة جنون....
جعلت منه نارا لهيبة.....اعماني دخانها....
قاطعه الشيخ بهدوئه قائلا....
في الاصل...الشيطانهو من اعمى عيونك....
الشيطان....دائما ما يعصب الانسان..عن رؤية الحق و البيان....
انتضعفت امام شيطانك....و جعلت هده الملاك..تضعف....
قال جملته...و هو يناظر اسما...الممددة امامه...
تضم يديها على خصرها....
بينما لدغة العقرب...لا تزال تحفر اثارها...على ساقها...
ردد طاهر باستحياء....شيخي...ادا سمحت...
سابقى الى جانبها الليلة...اريد لقلبي...ان يطمئن عليها....
ناظره الشيخ بصرامة...جعله يتلعثم و هو يقول...
ليشهد علي ربي...انني لن افعل شيئا خاطئا....
ان اردت..ابقى هنا...حتى تتاكد بنفسك...
الشيخ....بصرامة....
لدي عمل في الغد...ايها الولد....
لينادي الى ابنته تشيشيك....حتى تبقى الى جانبهما....
تقدم الشيخ..بخطواته خارج الغرفة....
بقي طاهر...رفقة اميرته المسمومة....
قام و فتح شباك البهو...حتى تنزل القليل..من حرارتها المرتفعة...
اقترب من صغيرته...و هو يمرر الخرقة على وجهها...
يناظر تفاصيل وجهها البريئ....على ضوء الثريا...و الليل سيد الموقف....
اسما...حتى في حالتها اللاواعية....تهمس باسمه....
رددت اسمه بضعف....طااهر...
اقترب منها طاهر...بنبرة خوف....قولي..يا روح طاهر...
اسما....بعينان مغمضتان....لا تدهب يا طاهر.....
لا تتركني...
ردد طاهر....بصوته المبحوح....
طاهر المجنون...لا يعيش من دون اسماؤه....
مثلما لا ترسو سفينته....في غير البحرالاسود....
اسما....و هي بصدد الاعتراف بحبه....تقولبصوت ناعم....
أنا......أحبــــــــ
قاطع حروف حبها.....تشيشيك...و هي تتقدم نحوهما....
تقول بصوت خافت...كيف اصبحت الان...اخي طاهر....
طاهر....بخوف...هل ستبقى تتصبب عرقا هكدا؟؟....
شيشيك..بابتسامة...رددت...لا تقلق يا اخي...كلما تعرقت...
كلما دهب السم...خارج جسدها...
طاهر....ان شاء الله يا اختي....
شيشيك...لا تواخديني..هلا اريتني الحمام من فضلك...
و انتي ابقي معها....ريثما اتوضا....
أنت تقرأ
"ستكتبين...اجمل حكاية"
Romanceحكاية فتاة عربية.. التجأت باحلامها الكبيرة....الى البحر الاسود... عسى...ان يسعها... حتى تكتب حكايتها...بيدها... و تناظر...احلامها... و تكون حكاية لحلم...آلاف...الفتيات... لكن للقدر دائما....خطط اخرى...