تلونت بين عيونه العسلية....الجنون...و العشق...
تقدم بخطوات سريعة....الى باب الشيخ عثمان.
..
بعد ان اسدل الليل...ظلامه الحالك...على سورميني...بات يعزف سكونه....
قطع طاهر...سكون الليل...بصوت طرقاته العالي...
اخد يطرق الباب....بجنون...و بطرقات متتالية...
جعل لها الشيخ عثمان...نهاية...و هو يفتح الباب و يناظره...
اهدأت انفاس طاهر الغاضبة قليلا....و هو يناظر وجه التوبة..
بتعابير دهشة...ردد بصوت هادئ...يا بني..ما الذي تفعله عند باب فتاة...
في هذا الوقت المتاخر.....
ردد طاهر...و نظرات الجنون..لا تزال بعيونه....
اريد ان اتكلم معها..في موضوع مهم جدا...هلا سمحت لي....
تلاشت حروفه....و هو يناظرها تتقدم ...بنظرة حادة...من وراء الشيخ....
بادلها بنظرة الجنون....و هو يسحب انفاسه...
.نظراتهم...جعلت الشيخ عثمان....ينسحب من معركة المشاعر...
تقدمت اسما...الى جانب الباب...بعد ان وضعت وشاحا
قرويا على راسها....احتفظت بحدة نظراتها....بقليل من الضعف...
رددت بنبرة قوة...جرحي بخير....حضرة الطبيب...
اما ان كنت قد جئت لوصم جراح اخرى....
قاطع حروفها....بجنون البحر الاسود...تنهد قائلا...
لذلك السبب....فعلتي هذا؟؟
ناظرته باستغراب..لتقول....ماذا؟؟...
طاهر...سحب نفسا عميقا...ليقول...
عن المياه...و الاموال اقول...سددت دينك...و ملات داخلك برائحة البحرالاسود...
حتى تذهبي بسلام....اليس كذلك...
اسما....ضغطت على قبضة يدها...
قالت بصوت خافت...ساحرق كليكما ايها التوام...
رفعت انظارها....لتناظر عيناه...فرقا للطول بينهما...
لتقول بثقة...نعم....ساذهب...
قاطع صوتها الناعم...بجنونه...و هو يدفعها على باب البيت الخشبي...
وضع يديه حاجزالها....بينما يده اليمنى...
تعبر عن جنونه...و هو يضرب بها بقوة...ردد بصوت عالي...
لا يمكنكي ان تذهبي...لن اسمح بذلك....
تلعثمت اسما...و هي تحس بانفاسه الحارة...
دفعته قليلا الى الوراء....حتى لا يستسلم عنادها....في ملحمة البحر الاسود...
طاهر..ردد ببحة قاتلة...الم تقولي ان للمياه ذاكرة....
اسما...و هي تحني راسها ارضا..رددت...قلت...
قاطع جملتها...بصوته العالي..و ببحة قال....لديها....
الصخور ايضا...لديها ذاكرة....مثلما احتفظت امواج البحربالامك..و اوجاعك...
ربما هناك صخرة...تحمل لكي افراحا...ما الذي ستفعلينه بها؟؟....
هل ستنتزعينها من مكانها...و تاخذينها معك....
قالها بغصة....جعلت عيونه..تتلون بلون الدم...و هو يقصد بجملته...
قلبه المجنون...الذي انتزعته...بفكرة ذهابها....
حاولت اسما...ان تصمد اكثر..في معركتها...امتلات عيونها الواسعة بالدموع....
لتقول..و هي توجه اصبعها عليه بصيغة التحذير رددت...
انظر الي يا طاهر....اياك...ان تحاول الوقوف في طريقي مثل الصخرة...
و الا اقسم.... انني ارفسها و اعد خطواتي..دون ان انظر ورائي....
بقي نظره..على اصبعها الصغير..و هي توجهه نحوه...
امسكه بقوة...اخذه بين راحة يده الرجولية....
لتنسحب...و تمسك بذراعها....ليقول و هو يسحبها اليه بقوة...
طاهر...اياك..ان تعيدي هكذا كلام...
تلك الصخرة التي تتكلمين عنها....اقوى منك...
عنادكي لا يكفي لمواجهتها....
ستكسر قدمك و انتي ترفسينها....حينها ستكسرين ركبتك معها و تبقين هنا...
اسما..و هي تتخبط بين يده...سحبت ذراعها بقوة....
ناظرته بالم...و هي تحيط بيدها...مسار ذراعها...
لتقول بالم....ما تظن نفسك فاعل....انت...
صاحب الراس السميك....اخبرتك من قبل....انني سفينة صغيرة...
في هذا البحرالاسود...لا اعلم اين ستاخذني امواجه...
قاطع حروفها..ينظرته المجنونة...ردد...و انا اخبرتك الف مرة....
طاهرلا يتركك....هل ترين..راسك اكثر سمكا مني....
اين هي وعودك....هاا...الم تجعلي السماء...و التراب..شاهدان عليك...
حينما قلتي...طير الغربة...لن تترك طاهر المجنون..لامواج البحر الاسود...
اسما...بصوت عالي...ردا على سؤاله...
لم انسى...يومها اخبرتني..."من يركب البحر...لا يخشى الغرق"....
طاهر....تغلبت عليه..دموع حرقة الرجولية...
لقول ببحة صوت....لكنني غرقت يا هذه....
غرقت و كلما اقترب من افق النجاة....اشعر بشيء...يسحبني الى العمق...
فتزيد تخبطاتي....و تحبس انفاسي....
هل تعلمين ما هو هذا الشيء...انت يا اسما....
انتي....عندما تنادينني "سيد"....او "قبطان"....
تضربينني بامواج عاتية....تمام....اعترف...ارتكبت خطأ فادحا...
جرحت قلبك الاحمر...جعلته ينزف...احرقت روحك..
لكن لا تجعلي عقابي...قاسي الى هذه الدرجة...
لا تحرمينني من انفاسي....
توقفت دموعه...و هو يناظر صغيرته تبكي...لم تعد تتحمل المه...
شق بين شفتيه..ابتسامة امل خفيفة...ردد...
و انا ساذهب معك....سنسافر سويا...
و سيفي طاهر المجنون بوعده....ساخبر زوجة اخي اسيا..لتجهز حقيبتي...
اسما...همت اليه...و هي تقف على اصابع قدميها...فوق درج الباب...
حتى تبلغ طوله...
مسحت برقة....على دموعه الحارقة...بيديها الصغيرتين...
بينما عيونها الواسعة...باتت في حديث مع عيونه...
اسما....ما الذي كنت تقوله...قبل قليل....لا استطيع نزع صخرة....
من صخور العشق...و اخذها معي...و هل استطيع ان افرقك...عن البحر الاسود و رائحته...
قالت اخر حروفها....و هي تضع يدها...
تلامس وجنته...بحنان بالغ....بينما عيونها الدامعة...قالت الكثير...
و هي تناظردموعه.....ندمت على كل صفعة قوية....
طبعتها اصابعها الخمسة...على وجهه....
احس طاهر....بحرارة يديها....و هي تلامس لحيته الخفيفة...
تمرر ابهامها....تمسح دموعه الرجولية....
طاهر....لامس بيده....يدها...و هي على وجنته....
ردد بنبرة ضعف....لكن طاهر...لا يعيش من دون اسمائه....
اسما...تقول بدموع....لماذا....لماذا تناظرني بهذه النظرة.....
لم تجعل هذه المشاعر تختلج قلبي الضعيف....
لم لا تعيش من دوني....
توقفت دموعها....و هي تنتظر للصمت...جوابا...على اسئلتها....
تداركت نفسها....و هي تطلب اجوبة....لاسئلة تعرفها...
لكن شجاعتها....لم تكن كافية...لسماع الرد...
بعد ان اقتنعت بفكرة الذهاب...لا تريد ان تترك حبيبا...وراءها...
هل ستجمع شجاعتها يوما؟؟؟
طاهر....و هو بصدد الاعتراف بحبها...
ردد بصوت مبحوح.....لانني أحبـــــــ
انسحبت من ملحمة طاهر...بعد ان كان سيعلن عن نهايتها...و هي تختبئ وراء باب
بيت الشيخ....وضعت له قيودا...و هي تغلقه..على وجه طاهرها....
سحبت حجابها من على راسها بهدوء....بينما دموعها شلال...يروي جفونها...
دون رحمة...
تبكي بحرقة.....على حب...لم يكتمل....
و على حبيب....بات جرحا...
شهقت بالم....و هي تبكي...جعلت صوتها الاليم...
يتردد الى طاهر....الذي بقي واقفا امام باب بيتها...
تلونت ملامحه...بالاسى و الحزن...
بعد ان حالت يدها الصغيرة...جدارا ساندا....يكتم الامها و شهقاتها...
حتى لا يتالم طاهرها....أكثر....
لكنه اصيب بالسعار....و هو يعلم...انها تبكي داخلا....
اسند راسه السميك..على بابه الخشبي....ضربه ضربة قوية...
جعلها تنقز داخلا....و هي تتكئ عليه....
احست بانفاسه....و هو من وراء الباب....
لترد عليه بجنونه....ضربت الباب بطرف كتفها...
ما جعله يحس هو الاخر....ان صغيرته...تبادله الحب...من وراء الباب....
ابتسم بالم....و هو يمسح بيده الرجولية....
بابا خشبيا....و كطفل صغير...يترجى والدته..الا تتركه....
بينما هي....لفت بوجهها الصغير....تسنده على الباب...
و هي تغمض عيونها...تنفست عطر انفاسه...
وضعت يدها الصغيرة...على جانبها الايسر....
تلامسه برقة....همست بحروف ناعمة..."اهدا يا قلبي"...
بينما هو....همس ببحة قاتلة..."لافديكي...ابقي"
أنت تقرأ
"ستكتبين...اجمل حكاية"
Romanceحكاية فتاة عربية.. التجأت باحلامها الكبيرة....الى البحر الاسود... عسى...ان يسعها... حتى تكتب حكايتها...بيدها... و تناظر...احلامها... و تكون حكاية لحلم...آلاف...الفتيات... لكن للقدر دائما....خطط اخرى...