الحلقة 44 (الجزء الثاني) "للمياه ذاكرة"

4 1 0
                                    

اين ترسو السفن.....على ساحل الميناء...
تمد برافعاتها....رمالا هائلة...تاركة اسفلها

....
اوحالها تتمرد
...
هناك...توقفت سيارة اليانغازلار....امام دكان الرمل
...
نزلت اسما بجنون....دون ان تنظر وراءها
....
خرج طاهر من سيارته...و هو يحاول اللحاق به
...
ناظرها بدهول...و هو يستغرب سرعتها في المشي
....
راسها الدي ترفعه دائما....يقف بشموخ
...
مراد...و هو يتقدم الى جانب اخيه....بقيت نظراته الماكرة
...
معلقة بين طاهر..الدي تجمد في مكانه..و نظراته المجنونة
....
و اسمائه....التي انطلقت بسرعة حصان
....
طاهر...و هو يرفع يده عاليا....ردد بحزم من اين احضرت هده البنت..كل هدا العناد
....
ابتسم بمكر....و ردد بلهجة اهل طرابزون
...
منك انت يا اخي....جعل انظاره المجنونة...تحول اليه..و هو ينفث النار من انفه
...
ليقول بتلعثم....أقصد..من البحر الاسود يا اخي
....
لا تنسى...انها لها فترة طويلة..و هي بيننا
...
لا بد و ان عناد البحر الاسود...بات انيسا لنبضها
....
طاهر..بجنون...ساكسر دلك العناد
...
قال جملته...و هو يتقدم بخطوات سريعة...الى مكتب الرمل
....

تاركا مراد...وراءه...يكلم نفسه
....
الكل يسعى وراء فتاته يا هدا....انت فقط..من بقي في الوسط
...
يا مراد المخادع.....يجب ان الحق نفسي
....
طاهر...قطع مساره المجنون..صوت الريس جمال..و هو يناديه الى السفينة....

فاتح....ترك زهرته الزرقاء...عند السوق
...
بينما نظراته العاشقة الخجولة...لا تترك وجهها
...
نزل من السيارة.....اوقفها بنبرة صوته المبحوح..و هو يردد اسمها عاليا
...
شيشيييك
....
التفتت....صاحبة العيون الزجاجية...و بابتسامتها الخجلة..تجملت
....
ناظرته بحب...و بوجنتين محمرتين من الخجل
...
بينما نسائم البحر الاسود الباردة...تلاعب شعرها الاسود
....
رددت بصوت ناعم...هل تريد شيئا...يا فاتح
....
فاتح....اقترب منها...و عيونه لا تفارقها
...
داخله همس...أريد قربك
....
بينما لسانه الخجل...تلعثم و قال
....
شيء....أنت الان...داهبة الى السوق....سيكون حملك ثقيلا
....
هل تسمحين لي...ان احمله عنك
....
شيشيك...رفعت انظارها الخجلة اليه
....
تضاربت امواج البحرالاسود....بين العيون الزرقاء...تحمل لونه
....
ابتسمت بحب....و هي تشعر بعمق جملته
....
الحمل الثقيل...الدي خباته داخل قلبها..لسنوات...بعد ان

حملتها والدتها المرحومة....مسؤولية عائلتها

...
يبدو ان فاتح....سيكون شريكا لهدا

....
التفتت الى الطريق...ليفهم فاتح من حركتها...انها تود مرافقته

...
ما جعل خطواته...لا تبتعد عن خطواتها

...

طاهر.....نزل من السفينة....بعد ان انهى عملا مهما داخلها.....
تقدم الى المكتب برجولة....و هو يعدل معطفه الاسود
....
وقف على الباب...و هو يحيي بتحية الاسلام
...
السلام عليكم
....
ناظره مصطفى بحب....و هو يدخله الى الداخل
....
بينما وقعت نظراته المجنونة...على صغيرته
...
و هي تبتسم ابتسامة باردة....رددت بين شفتيها
....
و عليكم السلام....قبطان طاهر
....
سحب طاهر نفسا عميقا....و النار تحرق داخله
....
ناظره مصطفى بهدوء....و هو يغمز لاخيه
...
ردد بلهجة البحر الاسود الشديدة...أختي اسماا
....
هلا احضرتي ثلاثة كؤوس شاي...و منه تشربين انتي ايضا
...
ابتسمت اسما بمكر...و هي تقترب من طاهر
....
لتقول ...لاحضره يا اخي...غير ان الشاي
...
علاج جيد....للاعصاب المتلفة
...
قالت جملتها...و هي تناظر طاهر...الدي يناظرها بندم...
لتسحب خطواتها خارجا...و هي تلوح بوشاحها
...
ما جعل طاهر....يفقد اعصابه
....
طبع يده..على مكتب اخيه بقوة
....
ليقول بجنون.....هده البنت...ستفقدني عقلي يا هدا
....
انظر كيف تعاملني....
مصطفى....اهدأ يا اسدي...و لا تجعلني افقد اعصابي
....
احمد الله....على انها تعاقبك هكدا...لو كنت مكانها....لا انتظر لحظة
....
اقسم انني كنت قد اطلقت عليك في قلبك
...
تلون وجه طاهر....بالحزن....مسح على راسه بحزن...ردد
...
اقسم لوانها تطعنني سكينا....لن اقول لا
...
لكنني لا احتمل هدا يا اخي....انها تضع قطع الزجاج على قلبي
...
و تغرسها بهدوء....و هي تنادينني بسيد...او قبطان
....
مند متى اصبحت غريبا لها
....
ردد مصطفى...بغضب خافت....يا هذا
...
اقطع صوتك...و لا تجعلني اقيم قيامتك
....
انت اصبحت غريبا..مند ان نظرت الى عيونها و قلت "انتي
.......
توقفت حروف مصطفى...و هو يغمض عيناه
...
محاولا..تهدئة غضبه....ليقول....لا تجعلني اقول كلاما غير لائقا
....
انت...تستحق كل ما يحدث لك
...
اجلس الان...و اكسر راسك السميك
...
كلماته....جعلته انظار طاهر....تناظر الارض
....
بينما اصابعه الرجولية...تشابك بعض
...
بعد ان رن على اذنه...صوته العالي...و الشديد
...
و هو يلقي بنيران غضبه...و انكساره
...
دون ان يعلم....ان قلبها انكسر...أكثر منه
....
اسما....قطعت شريط ذكرياته الاليم...بخطواتها المسموعة..و رائحتها الاخاذة
...
و هي تحمل صينية الشاي....بين يديها
....
تقدمت الى مصطفى...و هي تضع امامه...كاس الشاي خاصته
...
بابتسامة..رددت...تفضل يا اخي...
ابتسم مصطفى...على طيبتها...ليقول و هو يناظر طاهر....سلمت يداك اختي
...
العقبة للايام الخيرة....التي تنتظرنا
....
تنفس طاهر بعمق....و هي تضع كاسه امامه
...
دون ان تقول شيئا
.....
ما جعل نيران الغضب...تنطلق من انفه
...
بينما اسما....تعد خطواتها الى مقعدها ببرود
....
ردد مصطفى..بابتسامة..و هو يسحب ظرفا
....
اوقفها صوته..و هو يقول...برضاي عليكي يا اختي...تعالي قليلا
...
احست اسما...بحنان أخ يناديها
....
اغمضت عيونها الواسعة..و هي تحس بسعادة..تغمر قلبها
...
تقدمت بابتسامة بريئة..و هي تقول...نعم يا اخي
...
ما الدي تريده
...
اتخدت لنفسها...مجلسا امام طاهر...يقابلان..مصطفى على مكتبه
...
ملامح طاهر الحزينة..تفتحت بوضوح
...
و هو يناظر ابتسامتها....أحس بقلبه يطير فرحا
...
مصطفى...وضع ظرفه على يد اسما...ليقول

"ستكتبين...اجمل حكاية"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن