ناك احاسيس...لا قدرة للكلمات...للتعبير عنها...
و هناك كلماتلا قدرة لها....لتعبر عن الاحاسيس....
اما عن شعور الحب....و احساس العشق....ف بالكاد تشرحه عيون....
و تحدث عنه....افعال....و دقات قلوب....
في اواخر الليل....وسط سكونه....ووقع امواج البحر الاسود....و هي ترتطم بصخور تشيفرا....
وضعت يدها على قلبها.....تتحسس نبضها الضعيف...
تطبق على جفونها بألم...سحبت نفسا عميقا....و هي تحاول ان تملأ رئتيها....
بانفاس....حرمت عليها....
شعرت و كان تلك الانفاس...تسحب منها بهدوء....و هي على وشك...ان تفقد وعيها....
كانت ستقع....داخل عمق البحر الاسود....و ظلامه...
لولا ايادي طاهر....التي احاطت بخصرها....
هم اليها.....بحركة سريعة....و هو يسحب انفاسه منها....
رفعها اليه قليلا....و هو يمنع سقوطها....احس بجسمها الضعيف....و هي بين ذراعيه....
اطلقت العنان....لدموعها التي احتبستها.....بعد ان احست بانفاسه الدافئة...
تداعب خصلاتها....وقع راسها....على صدره...
و بلفة واحدة....لفها نحوه...ليقول...وسط تسارع قلبه....كيف تفعلين شيئا كهذا....
كيف تفرطين باسمائي؟؟
اسما....رددت بنبرة ضعف....وسط دموعها....دعني اذهب....
دعني اكون طعام لاسماك هذا البحر الاسود....
ردد طاهر...بغب خفيف....اعيدي قول هذه الجملة...
سترين بعدها....كيف ساجعلك لسانك...طعاما لاسماك البحر الاسود....
اسما....و هي تغرق بين دموع عيونها...تقول و هي تناظر عيونه....
قلبي ضعيف.....انت تعلم ذلك....
ليقول ببحة قاتلة.....انا من تسببت في ذلك....
قاطعت حروفه...بنبرتها الاليمة.....الان و قد ازداد ضعفا....ما الذي سيفرق....طاهر...بنبرة رجولية...قتلها القهر...ردد....
اسمائي...افديكي لا تفعلي هذا بي...اكسري...اهدمي...انتحبي...
لكن لا تبقي ساكنة هكذا ارجوكي....
اسما....ماذا لو....فقدت القدرة عن الصراخ....ما الذي سافعله....
طاهر....سنصرخ معا اذا....
قال جملته....و هو يمسك بيدها بقوة....بعد ان جعلته...يؤمن بها....
يتبادلان نظرات الحزن و القهر...بعيون دامعة....
ليصرخا باعلى صوتهما....ليس حبا...و انما قهرا....و احتراقا...
توقفا....في وقت واحد....ناظرها بألم...بعد ان تلونت عيونها...بلون الدم....
باتت سيلا من الدموع....يروي جفونها..دون رحمة....
استردت انفاسها للحظة....لتواصل صراخها بكل ما اوتيت من قوة....و الم...
طاهر...اغمض عيونه....و هو يتألم داخلا....ما يزيد المه...صراخها القوي...الذي ينتهي بنبرة ضعف...
جعل بدنه...يقشعر....و قلبه...يلتوي...
اسما...عبرت باهاتها....عن الامها....و مصيبتها...و هي تشارك بها...بحرها الاسود....
تدمع عيون طاهر....مع كل صرخة منها....
لتقول بنبرة ضعف....و بصوت عالي....ليتني بقيت هناك...
لاحترقت....و صرت رمادا....كعائلتي...
طاهر....مسح دموعه مرة واحدة....و هو يقول....هل تسمع اذنيك....ما يخرجه فمك....
اسما.....و هل هو خطأ....مع العلم...انه لم يتغير شيء....فانا احترق حية...
طاهر....اسمائي....صغيرتي....اعلم ان مصيبتك كبيرة...
اكون كاذبا....لو اخبرتكي...ان ما اصابكي هين.....
ان اردتي....يمكنني ان اكون البحر الاسود...الذي يطفئ حريقه....
و ان اردتي.....سنحترق معا....
اسما....ابتسمت بالم....و هي تناظر وجهه الحزين...و بحة صوته القاتلة...
لتقول....اخبرتني من قبل....تعالي لنغرق سويا....في هذا البحر الاسود....
و الان ....تقول لنحترق.....
طاهر....لانني افعلها معك....لا الغرق...و لا الاحتراق...يهمني....
يكفيني ان تكوني الى جانبي....امام عيوني....و تحت انفي...
غير ذلك....دعينا نحترق اولا....بعدها نطفئ نارنا في هذا البحر الاسود...
ابتسمت وسط انكسارها....جعلت لسيل دموعها....حفرتين على وجنتيها...اغرقتهما داخلا...
لتقول و هي تقلد لهجته....طاهر....انت بحري الاسود اساسا...
انت الذي اغرق فيه...و انت الذي اطفئ فيه احتراقي....أنت املي...و قوتي...
طاهر....لامس بيديه...غمازاتها الجميلة....
ليقول و هو محيط بوجنتيها....اسمائي....سيفدووم{حبيبتي....بلهجة البحر الاسود}
ليكن المك املا.....اعطيني المك....ليرسو في قلبي...
اقسم انه اهون...من رؤيتك تموتين بين يدي....
في حركة فطرية....حملت نفسها....الى حضن طاهرها....و هي تعانقه بشدة....تقول...
ارضى بالموت....لو كان بين يديك....
يقوي عناقه ليقول......لولا كسرك هذا....لكنت عاقبتكي بنفسي...على هكذا كلام...
اسما.....تركك لي....هو اكبر عقاب....
تقول جملتها....و هي تسحب نفسها من حضنه وريدا...
تعلق يديها على رقبته و هي تقول بنبرة ضعف...
ارجوك طاهر....لا تتركني....لا تذهب بقوتي بعيدا عني....
يدرك طاهر...ضعها بين يديه....نبرة صوتها المرتجفة التي تميل الى البكاء...
تغرز سكاكين....في قلب طاهر....يضمها الى صدره....يغرقها داخله و هو يقول...
لن اتركك.....لن اترك صغيرتي.....بالكاد يفرق الموت بيننا....
اسما....التي تسمع كلمة الموت على لسانه....تتذكر ما حل بعائلتها....
يزيد بكاؤها و انينها....و هي تتعلق بطاهر اكثر...
ينزف قلبه....مع كل دمعة تنزل من عيونها.....شهقاتها و هي تبكي....
اخذت طاهر....الى منصة الاستسلام....
مد قدميه على صخور البحر الاسود....ليحملها و هو يجلسها على حضنه....يمد بقديمها الصغيرتين جانبا...
و كان بين يديه....طفلته الصغيرة....يعانقها بقوة....
ينتبه على نفسه و اخيرا....ان يده الرجولية....تلامس شعرها الطويييل...
بعد ان كان لا يرى شيئا....غير دموعها....و لا يسمع شيئا....غير انينها....
تتبعثر نظراته ....بين صخور تشيفرا...
بينما داخله همس....ايها الغبي....ماذا لو راها احد هكذا....
يسحب ذلك الوشاح....و يضعه على راسها....
اسما....الم تضع هذا الوشاح على راسي يوما....قلت انه...
جعلني اشبه كنائن البحر الاسود....
الان....فقط....تمنيت لو كان كفنا لي....
ردد طاهر....بحزم صوت...و غضب خفيف....
اما ان يكون لسانك...قد تخلى عن جسدك.....او ان اسماك هذا البحر...جائعة للغاية....
تصرين على انني ساقطع ذلك اللسان الطويل....
انتابها الصمت لاول مرة امامه...
نظر اليها و هو ينزل بوجهه....
ليجدها غارقة في حضنه....داخل حضنه....تمسكه بقوة....
و يدها الثانية....معلقة على عنقه....تنام كالملائكة..دموعها جفت على عيونها....بعد ان رسمت
مسارا مؤلما.....على جفونها....
ينظر طاهر ليدها التي تمسك بطرف معطفه....ويده على وشاح البحر الاسود....
بداية شعرها مكشوفة.....يقرب طرفه....من انفه....و هو يسحب رائحتها الى داخله...ردد....
ليتني استطيع سحب النار الذي بداخلك....
لتحرقني...و لا يمسك شيء.....
قاطعت حروفه.....بانينها الاليم....و هي تشد على ياقته اكثر...فينتبه طاهر انها تمر بكابوس....
فقد كانت تهلوس بامها....
لينسى نفسه و يضع يده على وجهها.....يقربه من جانبه الايسر و يقول بصوت مبحوح....
ليطرد قلبي كوابيسك.....ادخلي بيتي...صدري يحميكي....
و هو يشد عليها بحضنك.....لتهدأ قليلا....
و لا يجرؤ طاهر بعدها على تركها...
الليل حالك الظلام....طاهر يناظر سماء البحر السوداء....
و يقول....سمائي...اما ناظري...و اسمائي....بين احضاني....
اعدك....انني ساجعلك تفرغين المك....حتى لو كان بي...
يكفيني ان تكون صغيرتي....بخير...
قالها بقهر...جعلت دموع حرقة الرجولة...تنساب من عيونه كالسيف....
لامست في مسارها...طرف وجنتها....جعلتها تفيق...و هي تحس بحرارتها لتقول....
صغيرتك ليست معتادة على ان تفرغ المها....
ليضع وجهها بين كفيه.....و يجعلها تواجه عينيه و يقول....انتي بخير....
تقول....اريد ان اطلب منك شيئا.....
طاهر يرد بنظرة حزينة....روحي فما رهن دون اشارتك.....انت أومري فقط...
اسما بانكسار....عانقني بقوة....طاهر فتح عينيه قليلا....
لتقول....ان استطعت ان تكسر لي ضلعا.....بعناقك....اكون ممتنة....
على انسى....بعضا من المي.....
طاهر يسحبها لحضنه و يعانقها و يقول...
لتذهب روحي ان المتك يوما يا صغيرتي.....
احميكي بقلبي و بحواسي.....تبقين اسيرة ضلعي....تقف اسما مقابل البحر الاسود؟؟؟؟
و تستند على طاهر و تقول بصوت عالي.و نبرة باكية...كنت اخافك ليلا...ايها البحر....
بحثت طوال عمري عن طريقة ابطل بها مفعول هذا الخوف....
ابتسم ايها البحر....لقد قدم لك القدر جميع عائلتي فداءا لك....
و ها انا عندك....بعد ان احترقوا...اتيت لاطفئ نارري...فوجدتني احترق....
احترقت .....احترقت يا الله......
قالت اخر حروفها.....بنبرة الم....جعلت طاهر....يسحبها الى عنده....و هو يحتويها بحضنه...
وسط نظراته الدامعة.....
هبت نسمة هواء قوية.......جعلت وشاح البحر الاسود ينزل من على راسها....
يمسكه طاهر....و يعيده الى راسها....و هو مشيح لنظره عنها....
لتقول بتردد....و نبرة خجل....يا طاهر....ششيء.....انا اعتذر ....عما حدث....
جعلتك تراني....بصورة غريبة....
قالتها باستحياء.....و هي تقصد شعرها الطويل....الذي خرجت به في خلوة الليل...
دون ان تعي على نفسها.....لم تكن تعلم...انه لم يكن يناظر...غير حزنها و المها....
ليقول طاهر....و هو يناظر عيونها....
مستعد ان اراكي....في اي حالة تتخيلينها....الا حالتك...و انتي تتالمين.
يسندها لتصل الى السيارة....لا قوة فيها....
تقول....اخاف ان اسقط عن هذه الصخور...اشعر بنفسي ثقيلة....
ليقول طاهر.هل يعقل ان تقعي و انتي معي...
حملها بين يديه الى سيارته...و هي شبه واعية....
يضعها داخل السيارة....ليركب و يوصلها الى بيت الشيخ...
بعد ان اتصل و طمأن التوام عن اسمائه....
اسما....تتململ في مقعدها....و هي بنصف وعي....
حتى رمت براسها....على كتف طاهر....
ليفتح طاهر ذراعه و يدخلها حضنه....
كمن يخاف على عصفور طفولته....من الهرب....
و يوصلها الى بيت الشيخ...
و يدخلها و هو يحملها لتنام في سريرها....
ليستأذن طاهر الشيخ....بالبقاء امام الباب...حتى يبقى مطمئنا....حتى لا تساورها نفسها بالشك....
ان تفعل هذا....مرة اخرى
يتبع_بكل_حب❤
أنت تقرأ
"ستكتبين...اجمل حكاية"
Romanceحكاية فتاة عربية.. التجأت باحلامها الكبيرة....الى البحر الاسود... عسى...ان يسعها... حتى تكتب حكايتها...بيدها... و تناظر...احلامها... و تكون حكاية لحلم...آلاف...الفتيات... لكن للقدر دائما....خطط اخرى...