فصل ٢٦

56 3 0
                                    


---

**الفصل 26**

في الجبال، كان الرياح تعصف في الليل بشكل متكرر، تعصف بأوراق الأشجار العالية خارج النوافذ وتحدث صوتًا خفيفًا متقطعًا. كان ضوء القمر يتسلل من خلال الفروع الكثيفة، يلقي بظلال الأشجار المتمايلة بزاوية مائلة على النافذة القديمة، مما يتناغم مع جو المكان الداخلي، ليكون هادئًا ودافئًا. نظرًا لأن هي تشينغ رو كانت نصف راكعة على النافذة، كان عليها أن تخفض رأسها قليلًا للنظر إلى الشخص الآخر. كان هناك بعض الرياح الباردة تمر عبر الفروع وتلامس وجهها، لكنها لم تكن كافية لإيقاظها.

كان عليها أن ترفض، لكن الأفكار كانت تبدأ في التمايل داخلها، تنمو بشكل مجنون، تكاد تتحرر من قيودها. كان مظهر لين ناي يحمل بعض البرودة والتعطش، لكن شفتيها رفيعتين، مما يجعلهما تبدوان مثيرتين. حركة شفتيها الجميلة أثناء التحدث بكلمات معينة كانت أكثر إغراءً، مما جعل هي تشينغ رو تشعر بجفاف في حلقها.

كانت لين ناي دائمًا من النوع الذي يتحرك ويأخذ زمام المبادرة. بينما هي تشينغ رو كانت صامتة، فقد كانت لين ناي تستغل هذا الصمت لتكون أكثر جرأة. كانت تعرف أن هي تشينغ رو لديها مشاعر قوية، فكانت تحاول جذبها نحوها ببطء وبدون مبالغة، بحيث لا تكون متطفلة أو تخيف الطرف الآخر.

خطوة بخطوة، كانت تنتظر بصبر في الظلام، مستعدة عندما تقفز هي تشينغ رو للأسفل. فقط إذا كانت هي تشينغ رو تحمل نية واضحة، كانت لين ناي ستقترب منها بشغف، دون ترك أي مجال للندم.

ترددت هي تشينغ رو لفترة طويلة، أغمضت عينيها، وعندما كانت لين ناي على وشك سحب حافة ملابسها وإدخال يدها، كبتت صوتها وقالت: "لا..."

توقفت لين ناي فجأة، نظرت إلى اليد التي كانت تمسك بذراعها، وبعد لحظة، تركتها تذهب، وأومأت برأسها.

بدا الجو وكأنه تجمد، وكان هناك صمت تام، كلاهما كانا صامتين. حركت هي تشينغ رو ساقيها قليلاً، فكانت نصف راكعة لفترة طويلة، وشعرت بعدم الارتياح، فحررتها لين ناي ودعتها لتجلس بجانبها.

قالت لين ناي: "سأبقى الليلة، ولن أفعل شيئًا آخر."

أمسكت هي تشينغ رو بيدها اليسرى، ومددت إبهامها على ظهر يدها، وقالت: "هل هذا مقبول؟"

قامت هي تشينغ رو بتسريحة شعرها التي جرفها الريح قليلاً من جبهتها، لم تصدق أن لين ناي ستكون متمهلة بهذا الشكل، وعلمت أن وعدها لن يكون له أثر. عندما رأت أنها صامتة ولا تتحدث، تعمدت لين ناي الاقتراب منها، وتحركت بين عنقها، مما جعل هي تشينغ رو ترتعش، واستندت بيدها على الأريكة وأغلقت شفتيها بإحكام.

سألت لين ناي: "هم؟" ودفعت شفتيها بلطف على زاوية شفتيها.

حولت هي تشينغ رو وجهها، وكأن قلبها يحكها من الداخل، شعرت بالحكة والغرابة في نفس الوقت، نظرت بعيدًا بعينين متفادتين، واندفعت للوقوف، لكنها كادت أن تخطئ في شيء رميته لين ناي للتو. رأت شيئًا أسود بدون حمالات، مما جعل وجهها يتحمر أكثر. التقطته وألقتها على لين ناي بغضب، وقالت: "احتفظي به بنفسك، هل ليس من القذر رميه على الأرض؟"

مثل العسل والسكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن