فصل ٨٣

10 2 0
                                    

الفصل الثالث والثمانون

كان الضوء في الغرفة ناعمًا وأبيضًا، وتصميمها العام يشبه الطراز الصيني الحديث من فترة الجمهورية، مما جعلها تبدو عادية للوهلة الأولى، لكنها حملت طابعًا رفيعًا يمكن ملاحظته عند التدقيق في التفاصيل. في وسط الغرفة كانت هناك طاولة مربعة مصنوعة من خشب النان، وعليها مجموعة من أدوات الشاي المصنوعة من طين الزنجبيل.

"تفضلي بالجلوس، آنسة هي"، قال جيانغ هاي وهو يشير بيده بأدب ليقودها إلى الطاولة.

أومأت هي تشينغ رو، ولكن بدافع اللباقة لم تجلس قبل وصول المضيف.

لم يكن لين مينغ تشينغ موجودًا في الغرفة، وكان الجو فارغًا وصامتًا. لم تسأل هي تشينغ رو ولم تُظهر أي علامة على القلق أو الضجر، بل وقفت بهدوء تنتظر. تراجع جيانغ هاي إلى الجانب، ولم يقدم أي تفسيرات، بل وقف بصمت وبظهر مستقيم كأنه تمثال.

كان صوت الساعة القديمة يرن ببطء، والدقائق تمر واحدة تلو الأخرى.

بعد مرور حوالي عشر دقائق، شعرت هي تشينغ رو بأن ساقيها بدأت تتصلب من الوقوف الطويل، فنظرت إلى جيانغ هاي الذي كان ينظر بتركيز نحو الأمام، متجنبًا بمهارة نظراتها.

كانت صبورة للغاية، ولم تسأل عن السبب، بل استمرت في الوقوف.

لم يمضِ سوى أقل من دقيقة حتى فُتح الباب فجأة، وتحولت ملامح جيانغ هاي إلى الجدية والاحترام على الفور. استدار نحو الباب، وشعرت هي تشينغ رو بقلق يجتاح ظهرها، وتأكدت من أن الشخص الذي جاء هو السيد لين مينغ تشينغ.

الرجل الواقف في المدخل كان طويل القامة، ويرتدي ملابس أنيقة حتى أن ياقة قميصه لم تحمل أي تجعد. بسبب ضوء الشمس الذي كان خلفه، لم تستطع هي تشينغ رو رؤية ملامحه بوضوح، لكن رغم المسافة، كانت تشعر بوضوح بتلك الهالة التي لا تحتاج إلى غضب لإظهار الهيبة.

"سيدي المدير"، قال جيانغ هاي بانحناء طفيف ومهذب.

نظره لين مينغ تشينغ إليه للحظة، ثم فهم الرسالة وغادر الغرفة وأغلق الباب بعناية.

هذا المشهد جعل هي تشينغ رو تشعر بتوتر لم تستطع تفسيره، فقامت بضغط أصابعها بهدوء، لكن وجهها بقي بلا أي تعبير.

دخل لين مينغ تشينغ إلى منطقة الضوء، وبدأت ملامحه تتضح تدريجيًا. كان وجهه متينًا بحاجبين كثيفين وأنف مستقيم، وكانت ملامحه عادية للوهلة الأولى، لكن عيناه كانتا تحملان نظرة حادة توحي بالسلطة والخبرة، وقد أضافت الجدية البارزة على وجهه مزيدًا من الرهبة.

كان تانغ جين يو يبدو باردًا ظاهريًا، لكنه كان يظهر لطفًا واهتمامًا في بعض الأحيان، أما لين مينغ تشينغ فلم يكن لديه هذا الجانب. كان مشبعًا بتجارب السوق والتجارة، حضوره كان كافيًا لتحويل هذا اللقاء الشخصي إلى نوع من مفاوضات العمل.

مثل العسل والسكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن