الفصل الخامس:

398 189 16
                                    

ولو بعد حين، الفصل الخامس.
ياسر بتفكير: امممممم. تاني بآ.

آدم بعدم استيعاب: تاني إيه؟
ياسر بنفاد صبر: التحية العسكرية.
آدم بامتثال: حاضر.
ثم ضرب بقدمه الأرض مقدماً إياها.
ياسر بتساؤل ورسمية: عملتوا إيه في شحنة المخضرات الي هاتتسلم بكرة؟
آدم برسمية مماثلة: إحنا عرفنا إنها هتدخل عن طريء المينا، والمقدم حاتم بلغنا إن معاد التسليم هيكون الساعة ٢ بالليل. وإن الشركاء كلهم هيكونوا موجودين. إحنا بآ هانكون موجودين من أبلها بساعتين ٣؛ عشان نبآ مرائبين كل حاجة من بدري.
ياسر بأمر: لازم تسيبوا مسافة كافية؛ عشان ماحدش يحس بوجودكوا.
خصوصا إنهم هايبئوا عدد كبير لا يستهان بيه.
وكمان انت الي هاتكون على رأس القوة. انت عارف إن الي معاك كلهم أأل منك في الرتبة، وكمان دي مش أول مرة تطلع مهمات بالشكل دا.
آدم بامتثال: حاضر.
ثم أكمل بثقة: ماتئلأش حضرتك.
ياسر بثقة: مش الآن.
ثم أكمل بدعاء: يلا ربنا معاكوا يا ولاد.
ثم أكمل برسمية: اتفضل انت يا آدم، روح شوف شغلك.
آدم وهو يضرب بقدمه الأرض: حاضر. عن إذنك.
*****.
هوف، مابيردش ليه دا؟
قالتها عائشة بعصبية.
يا رب يرد بآ. قالت هذه الكلمات بنعاس خفيف.
عمرو بنعاس: في إيه؟
عائشة برسمية: خلاص مشوا يا دكتور.
عمرو بشر خفي: طيب، أنا جاي حالا.
ثم أكمل بعجلة: سلام.
عائشة بخوف: ربنا يستر.
*****.
شمس بنعاس: انتي لسة صاحية يا ماما؟
نادية بنعاس هي الأخرى: آه يا حبيبتي، بستنا آدم.
شمس بحزن على والدتها: ليه يا ماما؟ يا ماما آدم خلاص كبر. وبعدين ما انتي عارفة إنه مش هاييجي غير الصبح.
ثم أكملت لتقنعها: ؤومي نامي يا حبيبتي، وإن شاء الله ربنا يحفظه.
نادية بقلق: بس أنا ألبي مأبوض أوي بآلي كام يوم.
شمس لتطمئنها: متخافيش يا ماما. إن شاء الله ربنا مش هيخسرنا فيه.
ثم أردفت بطفولة لتغير دفة الحديث: يلا بآ. ؤومي نامي جنبي. ماليش دعوة.
ثم أردفت وهي تتشبث بملابسها: أنا خايفة.
نادية بحنان أمومي وهي تضمها إليها: ليه خايفة يا حبيبتي؟ مالك؟
شمس بابتسامة: مش هؤول لك غير الصبح; عشان تؤومي تنامي جانبي.
هِهْ.
نادية وهي تبادلها الابتسام: طب يلا يا لمضة.
شمس بسعادة كالأطفال: هييه.
أنا لما ييجي آدم هاغيظه، وأؤول له: أنا نمت مع ماما وانت لا.
نادية بابتسامة وهي تحتضنها باشتياق: يلا يا شموس. وابئي سلميلي على آدم لما تصحي إن شاء الله.
شمس بابتسامة برعت في رسمها: ليه يا ماما؟ هو انتي مسافرة؟
نادية وقد اختنق صوتها بالدموع: لا يا حبيبتي، بس ماحدش عارف مين هايعيش لبكرة.
شمس لتغير مجرى الحديث: طب يلا بآ يا ندوش. مش هننام ولا إيه؟
نادية بصوت يخلو من أي تعبير: يلا يا حبيبتي.
*****.
استيقظت ليلى على صفعة مدوية على وجهها.
ليلى بصراخ: ااااااااااه. في إيه؟
عمرو بلا وعي: هو انتي فاكرة إن عمرو الألفي بيسيب حؤه؟ تبئي عبيطة أوي يا ليلى. أوي.
ليلى باهتياج: هو أنا عملت إيه عشان دا كله؟ أنا عملت الي المفروض يتعمل. أنا رديت على أهلك ومارديتش على أهلي. ثم أخذ صوت نحيبها يعلو قائلة: يا عمرو أنا اتجوزتك علشان حبيت أبني أسرة سعيدة. وؤولت هأدر أخليك تحبني. ثم أكملت بصوتٍ متهدج: أنا حبيتك أوي، مع إني عارفة إن ألبك مش معايا. وعارفة إنك لسة بتحبها. حبيتك يا عمرو برغم جفاءك وأسوتك معايا. ثم أردفت وقد نبح صوتها من كثرة الصراخ: لما جيبنا حور، افتكرت إنك هاتسعدني، وهاتهتم بيا وببنتك.
ماكنتش أعرف إنك هاتظلمها هي كمان.
ثم أكملت بصراخ هيستيري: ما كنتش أعرف إني هاجرب إحساس الخيانة كل يوم وانت سايب مراتك حلالك ورايح في حضن وحدة غيري. ماكنتش أعرف.
رق قلب عمرو لحالها؛ فاحتضنها بتلقائية قائلا بحنان لم تعتد عليه منه: ليلى، اهدي يا ليلى. اهدي.
ليلى بحركة مفاجئة: ابعد عني. أنا بكرهك. بكرهك.
عمرو بحزن: طب اهدي.
ليلى وهي تحاول أن تفلت من قبضتيه: سيبني. مش عايزة أشوفك.
اطلع برة.
برااااااا.
عمرو وهو يخرج: طيب، حاضر. هخرج.
ثم خرج صافقا الباب بعنف من فرط العصبية.
أما عن ليلى: فأوصدت الباب، ثم انفجرت في بكاء مرير.
*****.
حور بخوف حقيقي على والدتها: مالها مامي يا بابي؟ كانت بتصرخ ليه؟
عمرو بحنان بالغ وهو يحتضنها: مافيش يا حبيبتي. تعبانة بس شوية.
حور بخوف: طب ممكن تنام جنبي. أنا خايفة. وبعدين معتش إلا ساعتين والنهار يطلع.
عمرو بحنان حقيقي: حاضر يا حبيبتي.
*****.
عمرو وهو يتعلق في معصم يمنى: الحئيني يا يمنى. أنا بغرأ. ذنوبي بئت كتير أوي.
يمنى ببكاء وقلة حيلة: لازم تغرأ. أنا مافيش بإديا حاجة.
لسة الطريء طويل يا عمرو.
عمرو بتوسل: أبوس إيدك الحئيني.
ثم ترك  ملابسها وضاع صوته في الأعماق.
ظهر صوتٌ آخر يشق ظلام الليل.
يمنى بصراخ والعرق يتصبب منها: لااااااااااااااا.
عبد الله بخضة: في إيه يا يمنى؟
يوسف وهو يرتدي ملابس العمل ويهرول,  نحوهم: مالك يا ماما؟
يمنى بلا وعي: الحأ باباك يا يوسف.
يوسف باستغاراب: ماله بابا يا ماما؟
ماهو كويس أهو.
سندس وهي تحمل إناء به ماء والقلق باديا عليها: اتفضلي يا ماما. اشربي.
عبد الله بحنق خفي: استعيذي بالله يا يمنى وانسي الكابوس دا.
ثم أكمل بعصبية: أنا نازل شغلي.
سندس بدهشة: هاتسيب ماما يا بابا وهي في الحالة دي وتنزل الشغل؟
عبد الله بلا مبالاة: متخافيش. هي هاتبآ كويسة إن شاء الله.
أصل الكوابيس دي بتجيلها كل فترة.
افتعلت يمنى النوم ببراعة؛ حتى لا يفاتحها أحد في ما حدث.

رواية ولو بعد حين.، الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن