معلش على التأخير بس والله كنت مصدعة جداً جداً.
رمضان مبارك عليكم.
يﻻ. مابقاش على الخمسمائة صوت كتير.
ممكن ننزل بكرة أو بعده في حال الوصول للخمسمائة على حسب.
غير كدة هنلتقي يوم الجمعة إن شاء الله مع الفصل الثﻻثين.
وطبعاً عايزة أقول لكم بس إن الرواية لسة فيها بدري ولسة طويلة جداً واﻷحداث لسة بتسخن وبتبدأ.
يﻻ. قولوا لي رأيكوا في الكومنتات لو عجبتكم، ورجاءً ما تنسوش الفوتينج علشان الرواية توصل لناس أكتر.
ومعلش على قصر الفصل النهاردة بس كنت تعبانة جداً والله وكنت بكتب بالعافية.
ولو بعد حين، الفصل التاسع بعد العشرين، الجزء الثاني:
دخل عبد الله وهو ينظر للمبنى الشاهق أمامه بانبهارٍ جليٍ على مﻻمحه.
أوقفه موظف اﻷمن بسؤاله الرسمي وهو يتفحصه من رأسه حتى أخمص قدميه:
رايح فين كدة يا أستاذ؟
هتف بأدب:
بدور على أي حد يدلني يا بيه على مكتب الاستعﻻمات.
مكتب الاستعﻻمات؟
هتف بها الرجل باستغرابٍ ثم وقف بتحفزٍ وهو يسأله بشك:
وحضرتك بقى عايز إيه من مكتب الاستعﻻمات؟
حضرتك أنا ليا بنت بتشتغل هنا، أنا أبقى أبوها. سكرتيرة المدير هنا.
آه. تقصد اﻵنسة سندس؟
هتف بها الرجل بعد برهةٍ من التفكير ثم أضاف موضحاً:
هي ما جتش هنا غير مرات قليلة قوي. أنا ما عدتش أفتكر شكلها بصراحة من كتر ما هي ما كانتش بتيجي. بس هي ما مشيتش من هنا.
ابتسم عبد الله بسعادة وهو يسأله بعدم فهم:
يعني إيه ما مشيتش من هنا؟ هي لسة بتيجي؟
هو حضرتك ما تعرفش عنها حاجة إزاي كدة؟
هتف بها الرجل بنبرةٍ تقطر شكاً من بين حروفها فهتف بتمسكن:
يا ابني أنا من بين يوم وليلة فوجئت إن مراتي خدت بنتي وهربت، مع إنها كانت مخطوبة وبرضاها، علشان كدة أنا جيت أسأل عليها يمكن أعرف طريقها فين وأعرف أوصل لها. لو مش عايزة الرجل يبقى كل واحد يسيب التاني بالمعروف ونقفل الصفحة دي خالص.
عملت أنا كدة حاجة غلط؟
هتف الرجل بحمائية:
ﻻ طبعاً. دي لو كانت بنتي اللي عملت الحركة دي كنت شربت من دمها. دا معناه إنها ما بتحترمنيش. ثم إزاي والدتها تطاوعها تعمل حاجة زي دي؟
بكى عبد الله كي يحبكَ الدور أكثر وهو يهتف بانكسار:
حطوا راسي في الطين قدام الرجل اللي خاطبها. دا خﻻص. ما كانش على جوازهم غير شهور قليلة. بس أنا ما أملكش غير إني أقول حسبيَ الله ونعم الوكيل في أمها اللي عايزة تفضحني وتمرمط بكرامتي الأرض.
هتف الرجل بعد تفكيرٍ كيف يساعد هذا الرجل الذي ﻻ حول له وﻻ قوة:
بص. هي عنوان بيتها متسجل هنا علشان كان اﻷستاذ خالد باعت لهم شحنة ﻻبتوب علشان هي لسة مكملة شغل من البيت.
كاد أن يقفزَ من السعادة لكنه تدارك نفسه في نهاية اﻷمر وهو يهتف برجاء:
طب الله يبارك لك تكتبهولي في ورقة وأنا هروح وأحاول أسترضيهم لحد ما يرجعوا وأعمل لهم اللي هما عايزينه.
هتف الرجل بشبه عصبيةٍ وهو يتناول ورقة من الدفتر أمامه:
والله يا حاج أنت هتأخدهم على كدة. يعملوا عملتهم وفي اﻵخر أنت اللي تروح وتصالح. ثم البت دي ﻻزم تكسر لها ضلع يطلع لها أربعة وعشرين.
غاب عن ناظريه قليلاً يبحث عن عنوانها ثم أتى بالمطلوب وهو يهتف بزهو:
شوفت بقى نفوذي. أنا لما بحط دماغي في حاجة بعملها. اتفضل يا سيدي.
مد يده يلتقط منه الورقة كأنها كنزه الثمين الذي فقده وحصل عليه للتو ثم أضاف بامتنان:
شكراً يا أستاذ. أنا مش هنسى لك الجميل دا أبداً طول عمري. ربنا يبارك لك يا رب.
أخرج من جيب بنطاله بعض الورقات المالية على مضدٍ يضعها أمامه هاتفاً بفرحةٍ حقيقية:
اتفضل يا سيدي. والله دي حاجة قليلة. بس دول اللي معايا.
سحبهم الرجل بسرعة يضعهم في جيب بنطاله هاتفاً بدعاءٍ صادقٍ:
ربنا يعطرك فيهم يا حاج. وإن شاء الله ابتﻻء ويعدي.
هتف عبد الله برجاءٍ مماثل وهو يبتعد عن مرمى بصره:
يا رب يا أخويا. يسمع من بوقك ربنا.
ثم أضاف في نفسه بحقدٍ وهو يشعر بالحسرة على اﻷوراق المالية التي أهدرها تواً:
حار ونار في جتتك.
خرج من البوابة وهو يلوح بالورقة أمام عينيه بفخرٍ هاتفاً بوعيد ونظراته تنضح بالشر:
ماشي يا يمنى أنتي وسندس. أنا هعلمكم تهربوا مني إزاي؟ هعرفكم إن ما حدش يقدر على عبد الله، وإني لما بنوي على حاجة بعملها.
طوا الورقة بعنايةٍ ثم وضعها برفقٍ في جيب بنطاله وتأكد أنها لم تسقط ثم أخرج هاتفه القديم والذي يظهر على معظمه آثار الزمن يجري مكالمة ﻻطالما تمناها كثيراً وابتسامة سعيدة تملأ وجهه.
انتظر رد عزيز بفارغ الصبر ثم هتف بعد انفتاح الخط دون أن يمهل عزيز فرصة توبيخه:
أيوة يا عزيز. هات المأذون والعقود بتاعة الورشة والرجالة وتعالى في أسرع وقت قبل ما العصافير يطيروا من عششهم.
قفز عزيز من الفرحة وهو يهتف غير مصدق:
بجد يا عمي. دا أنا كنت فقدت اﻷمل خﻻص إني أتجوزها، وكنت بدور على واحد تاني أخطب بنته وأدي له الورشة مهر.
مهر في دماغك يا عزيز.
هتف بها بعصبيةٍ ثم أضاف بتحذير:
طب ياريت ما تتأخرش ﻷن خطاب بنتي كتير وبيتمنوا لها الرضا ترضى. ولوﻻ غﻻوتك عندي أنا ما كنتش هخطبها لك. واللي معروض عليا فيها أكتر بكتير من اللي أنت عارضه.
هتف عزيز بتعالٍ:
العب غيرها يا عبد الله.
أنت بنتك بايرة يا حبيبي. وأنت ما صدقت تلزقها في واحد زيي. لكن أنا مش هتوانا عن الخطة اللي خططناها علشان نكسر عينيها وتعرف إن مالهاش غيري. وعموماً أنا عشان غﻻوتك عندي هقفل معاك بدل ما أديها هي المهر. سﻻم.
أغلق الخط في وجهه بعصبيةٍ لكن عبد الله لم يكترث بكﻻم عزيز كثيراً طالما هو سيستفيد من هذه الصفقة.
أراد أن ﻻ يضيع وقته فعبث بأزرار الهاتف وهو يسير في طريقه نحو القسم يجري مكالمة بهنية وأحمد يبلغهما بآخر اﻷخبار.
هتف أحمد باستحسان:
حلو قوي يا عبد الله. إحنة هنكون موجودين نشهد على عقد جواز بنتك، ونشهد على علقة سخنة ليمنى.
وياريت نرجع لها الذكريات تاني اللي قفلت قلبها عليها من سنين.
.....................
بالقسم:
جلس يوسف أمام مريم يناظرها باشتياقٍ وهو يهتف بحب:
عاملة إيه يا روما؟
لم تملك نبرتها الضائقة وهي تهتف:
كويسة يا يوسف. بس أنت أكيد أستاذ أكرم بيطمنك عليا بقى، بما إنك رميتني هنا وﻻ سألت فيا من بعدها.
قلت لنفسك بقى أنا أمنت لها مكان تقعد فيه بعيد عن المجرمين حفاظاً على صورتك قدام أستاذ أكرم ونسيت إنك المفروض تيجي تسأل عليا.
يا مريم أنا كان في إيدي حاجات كتير كنت عايز أخلصها. حرفياً أنا ما كنتش بدخل البيت غير كام ساعة بس للنوم وأرجع أتسحل تاني في الحاجات اللي ورايا.
ومع ذلك يا ستي حقك عليا أنا آسف.
نهضت من مقعدها ترتمي على صدره هاتفة بعتاب:
يا يوسف أنا تعبت. المكان مهماً كان نضيف وحلو بس في النهاية حريتي مسلوبة فيه.
وقف مصدوماً من فعلتها وجسده متشنج ورعشة خفيفة تسري فيه إثر قربها الشديد منه، لكنه أبعدها عنه ببعض الغلظة هاتفاً بتوبيخ:
في إيه يا مريم. إحنا من إمتا بنتعامل باللمس كدة؟
هتفت باستغراب:
في إيه يا يوسف؟ ما إحنا مخطوبين بقى لنا سنين. أنا عرفت أخﻻقك وأنت عرفت أخﻻقي. يعني مش محتاجين نثق في بعض أكتر من كدة. ثم أنا في ضيقة دلوقتي وأنت المفروض تحتوين. وبعدين لو ما كنتش أنت تعمل كدة مين يعمل كدة غيرك؟
هز رأسه اعتراضاً على ما تقوله وهو يتراجع عدة خطوات للخلف هاتفاً بذهول:
ﻻ ﻻ ﻻ. أنتِ مش كدة وﻻ أنا كدة. أنتي إيه اللي أوحى لك تعملي كدة أصﻻً؟ كدة غلط يا مريم. إحنا مافيش حاجة تربطنا ببعض غير وعد بالجواز.
آه. قول بقى إنك ما بقتش عايز تكمل معايا. أنا فاهمة اللعبة دي كويس وعارفة آخرتها إيه.
ماشي براحتك يا يوسف. اتفضل دبلتك آهي.
قاطعته بها صارخة ثم ألقت خاتم الخطبة في وجهه وهمت بالرحيل لكنه أوقفها بإمساكه لذراعها بعنفٍ لم تعهده منه قبل ذلك اليوم.
أنا ما بحبش سوء الظن. أنا لو كنت عايز أسيبك كنت سبتك من أول يوم. وعمر ما كان دا تفكيري فيكي في يوم من اﻷيام من يوم اللي حصل.
وأنا كنت مشغول عنك علشان كنت بجهز الشقة اللي هنتجوز فيها أول ما تخرجي على طول، بس أنتِ ما استنيتيش تفهمي مني وأصدرتي حكمك المسبق من قبل ما نتكلم. حتى طريقة كﻻمك ما كانش فيها عتاب قد ما كان فيها توبيخ على إني رميتك هنا وكأنك ما تعنيش ليا أي شيء.
ألقى على مسامعها هذه الكلمات بعصبيةٍ شديدةٍ ثم صمت قليلاً وﻻزال ذراعها أسيراً في قبضته القوية ثم أضاف بعصبيةٍ أشد وهو يهز رأسه يمنى ويسرى اعتراضاً عدة مراتٍ ينفض عنه آثار قربها منه المحرم:
وأنا عمري ما اترددت إني أسمعك وأظن أنتي عارفاني من سنين. بس أنا كنت بحافظ على نضافة عﻻقتنا. كنت عايز ربنا يبارك لنا فيها. بتقي الله فيكي لحد ما تبقي حﻻلي. وأظن عم أشرف مش هيرضيه اللي عملتيه دا يا مريم.
ترك ذراعها أخيراً من قبضته ففركته بكفها حتى يخف ألمه قليلاً، ولم تعرف بأي شيءٍ تجيبه فاغرورقت عيناها بالدموع وهي تراه يرفع بنصرها اﻷيمن يضع فيه خاتمه برفقٍ ثم تركها منصرفاً ولم يرد على أي من نداءاتها الباكية.
سمعته يهتف بعتابٍ قبل أن يغلق الباب بهدوء:
ياريت ما تقلعيهاش تاني. وجعتي قلبي قوي يا مريم. سﻻم.
....................
تلفتت حولها لتضمنَ عدم مراقبة أحدهم لها وهي تخرج خارج البيت أخيراً متنهداً براحةٍ والسعادة تملأ مﻻمحها.
طرقت الباب المجاور لمنزلها بخفةٍ وهي تتلفت حولها مخافة وصول أشرف فجأةً من عمله، تشعر أنه متربصٌ بها هذه اﻷيام، لكنها ﻻ تستطيع الاستغناء عن الخمر في يومها.
تنهدت بارتياحٍ عندما فتح عبد الله وأطل بوجهه منه.
دخلت بسرعةٍ تغلق الباب خلفها فهتف باستغراب:
في إيه يا أمنية؟
مشعوفة كدة ليه؟
احتضنته بقوةٍ هاتفةً بتوسل:
دماغي هتضرب يا عبد الله عايزة الجرعة ضروري.
ضرب كفيه ببعضهما بعد ما أبعدها عن حضنه ببعض القوة هاتفاً بقلة حيلة:
منين يا حلوة؟
ما كانش يتعز، بس أنا ظروفي على قدي اليومين دول.
لو كان معايا كنت جبت لك.
بس الحاجة غلت.
وبما أن الممنوع مرغوب، خلعت خاتمها زواجها من إصبعها دون ترددٍ هاتفةً:
خد دا بيعه. هيجيب فلوس كويسة قوي. ساعتها هتقدر تجيب الجرعة وأنت متطمن وأنا آخدها وأعرف أعيش.
قلبه بين كفيه وهو يناظره بجشعٍ ثم أضاف وهو يسلط نظره على بقية ما ترتديه من حلي:
ﻻ يا أمنية. مع الأسف البتاع دا مش هيكفي. الحاجة باقت غالية نار.
فكرت قليلاً في العواقب إذا باعت ما أحضره لها أشرف لكنها حسمت أمرها وهي تخلع كل ما ترتديه في لحظةٍ خرجت فيها عن كل وعيها وهي تهتف بتعبٍ حقيقي:
خد يا عبد الله.
دا كل ما أملك. تقدر تبيعه بقى وتجيب لي الجرعة.
ثم أضافت بحزن:
أنا ما كنتش ناوية أفرط في الحاجات دي في يوم من اﻷيام، ومش عارفة هقول ﻷشرف إيه، بس ما باليد حيلة، وأنا تعبانة قوي ومحتاجة الجرعة ضروري وفي أسرع وقت.
هتف بتعاطفٍ وهو يربت على ظهرها:
ما تقلقيش يا حبيبتي. هو هيعوضهم لك. ابقي قولي له إنك بعتيهم علشان تكملي حاجة مريم بنتك.
هتفت برفضٍ:
ﻻ طبعاً. هيﻻقث الحاجة زي ما هي. ما ينفعش خالص الكذبة دي.
هتف ببساطة:
خﻻص. قولي له إنك اتسرقتي. مش هيقول أي حاجة. المهم إن أنتِ سليمة.
تفحصها من رأسها ﻷخمص قدميها باشتهاءٍ وهو يهتف:
طب يﻻ يا حلوة. ورانا قاعدة طويلة.
تصلبت في مكانها بتشنجٍ هاتفةً برفضٍ قاطعٍ:
ﻻ. انزل بيع الحاجة وهات لي الجرعة اﻷول وبعد كدة هعمل لك اللي أنت عايزه كله. بس والله ما أنا قاعدة وﻻ عاملة حاجة قبل ما آخد الجرعة.
هم بتعنيفها لكنه توقف جبراً على رنين هاتفه القديم الصاخب الذي ينبعث قريباً منهما.
التقطه سريعاً ليتبين له أنه أحمد فرد على الفور بقوله المهذب:
أحمد بيه. أهﻻً أهﻻً.
هتف أحمد بأمرٍ مقتضب:
ما تنساش تبقى تجيب يمنى وسندس عندنا علشان مهما يدوروا عليهم ما يﻻقوهمش.
أماء برأسه ﻷعلى وﻷسفل إيجاباً -كأنه يراه- ثم أردف بطاعة:
حاضر يا أحمد بيه. تحت أمرك. أول ما يكونوا معايا هبلغ حضرتك.
أغلق أحمد المكالمة دون تعقيبٍ فسألت أمنية بفضول:
هما إيه دول يا عبد الله؟
مالكيش فيه.
هتف بها بفظاظته المعهودة ثم أضاف بشهوة:
استنين هنا يا قمر لحد ما آجي. هنزل أجيب الجرعة وأرجع لك طوالي.
لم تستطع السيطرة على فضولها فهتفت بإلحاح:
طب هو مين أحمد دا الي كنت بتتكلم معاه باحترام كدة أول مرة أشوفك عليه؟
هتف بنفاد صبر:
ياباي عليكي يا أمنية. دا أنتي زنانة درجة أولى. أنا نازل.
....................
أخيراً جيت يا كريم. إيه أنا فاضي لك يعني علشان أقعد أنتظرك دا كله.
هتف بها رفعت بضيقٍ فهتف كريم باعتذار وهو يقبل كفيه ورأسه بتوقير:
معلش يا عمي.
أعمل إيه بس؟
الشغل مش بيخلص والله. مش ذنبي.
أوقف رفعت استرساله بإشارةٍ من كفه ثم أردف بنفاد صبر:
اقعد طيب علشان عايزك في موضع بالغ اﻷهمية.
جلس كريم في المقعد المقابل وهو يسلط عينيه على مﻻمح عمه الجدية التي تزينها ابتسامة غريبة لم يفهمها ولم يرها على وجهه يوماً هاتفاً باهتمام:
إيه يا عمي؟ صفقة جديدة دي وﻻ إيه؟
أماء برأسه مؤكداً حديثه فتحمست نظراته أكثر سائلاً إياه بلهفة:
إيه هي طيب؟
لو كنت أعرف كدة ما كنتش اتأخرت على حضرتك خالص.
هتف بتوبيخ:
هو المفروض ما تتأخرش عني من غير حاجة.
أنا أهم وأولى من الشغل الي كان في إيدك يا أستاذ. مش كدة وﻻ إيه؟
هتف كريم بخجل:
والله يا عمي ما كنتش أقصد أي حاجة وحشة وصلت لك. وعموماً يا سيدي ما تزعلش، مش هقررها تاني.
استرخا رفعت أكثر في جلسته ثم استطرد بنبرةٍ حالمة:
الصفقة دي يا أبو المكارم كلهم دي صفقة العمر اللي جاي كله. ﻻزم نبقى أنا وأنت مركزين.
أيوة يا عمي ما هو أنت لو تشرح لي وما تسيبنيش كدة على فضولي هنرتاح كلنا.
تنهد رفعت برومنسيةٍ وهو يشعر أنه قد عاد إلى شبابه تواً:
بص يا كريم الصفقة دي من اﻵخر صفقة جواز.
ضحك كريم وتراخت أعصابه المشدودة وهو يهتف بإحباط:
آه. تقصد جوازي يا عمي. ﻻ اتطمن البت باقت خاتم في صباعي.
وأمها كمان. هتبقى خاتم في صباعي. والدكتور أبو البت غلبان ومرمي في السجن.
فغر فاه بصدمةٍ هاتفاً:
وإيه عﻻقة أم البت بالموضع؟
ما أنا هتجوزها يا غبي افهم بقى.
شهق بذهول هاتفاً:
معقول هتتجوز يا عمي؟ بس دا لو مراتك عرفت مش هيحصل خير، وأنت عارف إنها في إيدها شغل كتير لينا.
ما أنا علشان كدة كلمتك ﻷن ليلى هانم عايزة تصور الفرح في الجرايد والقناوات الرسمية.
هتف كريم بعد تفكيرٍ وجيز:
والله إحنا نقول لها إنه جواز مصلحة، وهي إن شاء الله مش هتقول حاجة؛ ﻷنها يهمها المصالح في اﻷول وفي اﻵخر، وكمان أنت ﻻزم تعرف ليلى هانم إنك متجوز علشان لو هي اتجننت ونزلت مصر وﻻ حاجة.
هتف رفعت باستحسان مؤيد لحديثه:
فعﻻً. معاك حق والله.
هتف كريم بتساؤل:
ويا ترى بقى الجواز إمتا؟
ضحك رفعت وهو يهتف بحماس:
ﻻ. العروسة مستعجلة قوي. هخطبها اﻹسبوع ىاللي جاي وبعد ما عدتها تخلص هنقيم أكبر حفل زفاف على شرف ليلى هانم الجندي.
هتف كريم بفرحة:
مبروك يا أبو الرفع. أنا عايز بقى أروح أفرح أمي وبسمة.
أيوة طبعاً دول ﻻزم يحضروا. وما تنساش تاخد حور وتروح تخطبها من أبوها في أقرب وقت.
هتف كريم بطاعةٍ وهو ينهض بحماسٍ شديد:
حاضر يا عمي. لما أروح بقى أزف الخبر لبسمة وماما. سﻻم.
..........................
أنت تقرأ
رواية ولو بعد حين.، الجزء الأول
Romanceقالوا عنها خائنة فصدقهم وكذبها. حاول أن ينسى فظلم. حاولت أن تعيش فماتت. لم يعرف أنها تمتلك جزءً منه. ولم تعرف أنها ﻻزالت تمتلك قلبه إلى الآن. فهل سيتجدد اللقاء بينهما يوماً ما؟ هل سيعرف الحقيقة؟ وهل بعدما أصبح لكلٍ منهما طريقاً ستلتقي الطرق؟...