ولو بعد حين، الفصل الحادي عشر.
بالنادي الذي تجلس به عائلة عمرو.
عمرو بود: انت هتيجي تتعشا معايا بكرة.
كريم بإحراج: لا معلش يا دكتر، وأت تاني.
ليلى لتقنعه: على فكرة انت مش غريب، أنا وعمرو بنعتبرك ابننا الي ما جيبناهوش.
عمرو وهو يضغط عليه: ها؟ هتكسفنا بآ؟
كريم بقلة حيلة: لا يا دكتر، مش هكسفك. إن شاء الله هكون عندكوا بكرة.
ابتسمت حور على إثر هذه الجملة، قائلة لنفسها بسعادة: هيه. الحمد لله.
*****.
بمنزل شمس.
شمس بسعادة: بجد يا آدم. مش آدرة أسدأ. أخيرا خبر حلو.
آدم وهو يقفز: الله يا شموسة. أنا فرحان.
احتضنته بحنانٍ قائلة بدعاء: ربنا يسعدك ويخلينا لبعض.
آدم برجاء مماثل وهو يضمها إليه: يا رب يا حبيبتي. يا رب.
*****.
في الجامعة: دخلت حور وهي تشعر أنها غريبة بين أصدقائها؛ بسبب هيئتها الجديدة. تشعر بثقة في نفسها، تشعر بسعادة غامرة، تنتظر المساء، تتمنى أن يأتي سريعا. هي تعترف بانجذابها لكريم، هي لا تريد مفارقته، تدعو ربها في كل صلاة: أن يكتب لها الخير والسعادة مع من يهواه قلبها.
*****.
ندى بدهشة موجهة حديثها لمريم: بصي يا مريم: شوفي مين الي جاي هناك.
مريم وهي تنظر إلى الجهة التي ننظر إليها ندى: آه دي حور. ثم أكملت بتذكر: أنا كلمتها من كام يوم، وآلت لي انتوا هتشوفوا حور جديدة خالص.
ندى بحيرة: بس بردو هي إيه الي خلاها تتغير كدة؟
مريم بعدم معرفة: بصراحة معرفش. لما تيجي هنسألها.
قطعت حور حديثهن قائلة بمرح: صباح الخير. إزيكوا يا بنات؟
مريم وندى باستغراب: صباح النور.
أكملت ندى بفضول: بس مافيش لا سلام ولا كلام بيننا غير لما تحكي لنا عن سبب التغيير المفاجئ دا.
حور بطاعة مصطنعة: حاضر بس تعالوا نعد في الكفتيرية.
ندى ومريم: حاضر.
***** .
يمنزل عبد الله: توجه عبد الله باحثا عن عمل، وتوجه يوسف إلى عمله.
سندس بطلب: ماما، أنا عيزة أشتغل. مش هينفع أعد كدة من غير شغل.
يمنى بضيق: ويرجع يحصل الي حصل أبل كدة؟
سندس بتبرير: لا يا ماما. الي حصل دا ممكن يحصل لأي بنت. وبعدين أنا مخلصة تجارة قسم محاسبة، يبآ ليه ما دورش على شغل بشهادتي؟
يمنى بعدم اقتناع: طيب لما ييجي أبوكي وأخوكي استأذنيهم وشوفيهم هيؤولوا لك إيه.
سندس بفرحة: ماشي يا ماما شكرا خالص. ثم أكملت بتذكر: بس انتي ؤولتيلي إن في حاجة تخص يوسف في حكاية باباه. مش هتحكي لي عليها بآ؟
يمنى بأسى: هحكي لك؛ عشان انتي مش هتبطلي زن.
أرجعت رأسها للخلف كعادتها قائلة بحزن: لما خلفت يوسف كنت عايزة أعرف عمرو بابنه؛ عشان التبني حرام.
رحت له في بيتنا لئيته باعه، مالئتش حل غير إني أروح لأمه وأبوه.
*فلاش باك*: يرن جرس المنزل معلنا قدوم أحد الضيوف.
ما إن فتح الباب، حتى تسمرت هنية مكانها من هول المفاجأة.
هنية بصراخ: انتي إيه الي جابك هنا؟ وفين عبد الله؟ أومال أنا اديت له كل الفلوس دي ليه؟ مش عشان يشكمك ويحكمك؟
يمنى بهدوء: جاية أعرف عمرو بابنه، ولا حضرتك عايزاني أنسبه لعبد الله كمان؟
هنية متعمدة إهانتها: آه، انسبيه لعبد الله. فيها إيه دي؟ انتي خدامة، وهو بييجي بالفلوس. عادي. ثم اختطفت الطفل بغتة من يدها ودخلت المنزل قائلة بأمر: تعالي ورايا.
سارت خلفها حتى وصلتا إلى المطبخ.
هنية بأمر للخادمة: هاتي السكينة من عا النار يا بت.
صرخت يمنى في وجهها قائلة: لا. سكينة إيه؟ حرام عليكي.
هنية ببرود: عشان متجيش تاني. ثم سمعت صراخ الطفل بهيستيريا. صرخت يمنى أكثر قائلة بتوسل: لااا. ابنييي.
هنية وهي تضع السكين على كتفيه: عشان متفكريش تأربي لعيلة عمرو الألفي تاني. ثم أكملت بتشفي متعمدة إذلالها: بوسي رجلي بآ عشان أسيب المحروص. يلا. ولا عيزاني أموته؟
يمنى بحرقة: حاضر. ثم انحنت على قدميها مقبلة إياها.
أزالت هنية السكين عن يوسف الذي يبكي بحرقة. ثم أعطته لها قائلة بشماتة: الله. يلا غوري من هنا يا خدامة. أكملت بتهديد قائلة وهي تصوب نظرها نحو يوسف: وياريت متفكريش تروحيله العيادة. وخافي على ابنك يا شطرة. هعرف لو رحتيله على فكرة.
يمنى بخوف حقيقي: حاضر. مش هتشوفوا وشي تاني. ثم احتضنت يوسف أكثر وهرولت مسرعة خارج المنزل.
*باك*. أنهت كلماتها وأخذت تتنفس بصعوبة من شدة بكائها.
سندس بتساؤل باكي: وؤولتي ليوسف إيه يا ماما؟
يمنى بأسى: ؤولتله إني من غير مأصد وأعت شوية شاي عليه.
سندس بتساؤل وعلامات الخوف بادية على وجهها: يعني بابا آل لهم إننا في إسكندرية؟
يمنى بخوف على أولادها: معرفش.
سندس بدعاء: ربنا يستر.
يمنى برجاء: يا رب. ثم قالت مغيرة دفة الحديث قائلة: يلا ؤومي نشوف ورانا إيه.
سندس بطاعة: حاضر.
*****.
بمنزل أماني.
يرن جرس الباب معلنا وصول عمرو.
أماني وهي تتجه نحو الباب: مين؟
عمرو بضيق: أنا يا أماني، افتحي.
أماني بترحاب مصطنع: أهلا أهلا بالدكتور عمرو. نورت الدنيا كلها والله. ثم أكملت وهي تفسح له, الطريق وتضيئ المنزل بأكمله: اتفضل. ولا هتفضل وائف كدة؟
عمرو وهو يجلس على إحدى الأرائك: نعم. كنتي عيزاني آجي. واديني جيت.
أماني بهدوء: إيه؟ حيلك حيلك. مستعجل ليه كدة؟ مش تشرب حاجة الأول.
عمرو باقتضاب: لا مش عايز حاجة. ثم أردف بحدة خفيفة: وؤولي عيزة إيه وخلصيني.
أماني بهدوء وهي تجلس في الجهة المقابلة، وتضع قدما فوق الأخرى: أنا عيزة ١٠ مليون جنيه.
عمرو بحدة: نعم؟ عايزة إيه يختي؟
أماني بنفس البرود: ماليش دعوة. أنا عيزاهم. وبعدين ما انت عندك فلوس أد كدة. هتستخسر فيا بآ شوية ملاليم؟
عمرو بعصبية: أماني. انسي عمرو الألفي بتاع زمان. الي كان بس مبيهموش غير بنات الليل الي زي أمثالك.
أماني ببرود أكثر كي تغيظه: دلوأتي بنات الليل بئوا وحشين؟ عموما ما علينا. هتجيبلي الفلوس ولا لا؟
عمرو بحسم: لا يا أماني.
ثم هم بالنهوض، لكنها استوقفته بكلامها قائلة بتهديد: بص يا عمرو؛ انت لو ماجيبتليش الي أنا طلبته، يبآ بنتك هتفقد شرفها وهي مروحة من الجامعة النهاردة. وكمان ليلى هانم زيها بالظبط، بس وهي راجعة من عيد ميلاد صاحبتها النهاردة. وكمان بآ هؤول إني حامل منك، وعندي ١٠٠٠ دليل أثبت بيه كلامي. والميديا كلها هتعرف عنك كل حاجة. ومعتش حد هيجيلك العيادة ولا المستشفى. يا حرام. فكر في كلامي دا كويس أوي. ولو ملئتش المبلغ ؤدامي النهاردة بالليل، يبآ كل التهديدات هتحصل بكرة الصبح، وخد بالك أنا رجالتي محاوطين المكان.
سار عمرو وهو شارد الذهن ويفكر فيما قالته أماني، ولا بد أن يصل لقرار.
*****.
في الجامعة: كان تلفتايات تتحدثن في مرح.
مريم بمرح: يا سلام. بآ هو كدة. ما كنتش أعرف إنك لما تأعي في الحب.
ارتفع رنين هاتفها فجأة ؛ فنظرت لاسم المتصل بسعادة وشوق معا.
نربن بسعادة: دا يوسف.
حور كي تحثها على الرد: ردي.
مريم رهدوء: ألو. إزيك يا حبيبي؟
يوسف برومنسية: الحمد لله. وحشتيني أوي.مريم برومنسية مماثلة: انت أكتر يا حبيبي.
ثم أكملت بتساؤل: ؤول لي: عامل إيه في الشغل؟
يوسف برضى: الحمد لله تمام. وأستاذ أكرم كمان بيعاملني كويس.
مريم بارتياح: طب الحمد لله. ثم أكملت بود: ماما وسندس وبابا عاملين إيه؟
يوسف بحزن: كويسين.
مريم بقلق: مالك يا يوسف؟ في حاجة؟
يوسف بابتسامة: لا مافيش حاجة يا حبيبتي. ثم أكمل ليغير دفة الحديث قائلا: بؤول لك أنا هاجي أخدك من الجامعة النهاردة عشان نروح نختار الموبيليا.
أنا كلمت باباكي وهو وافئ.
مريم بسعادة: تمام هستناك. ماتتأخرش.
يوسف برومنسية: تمام يا عمري. سلام.
بمريم وهي تقفز: جاي، جاي. الله.
حور بمرح: يا بت اتألي شوية. الله.
ندى بمرح متعمدة أن تغيظها: طب يلا يا حور نروح إحنة بآ ونسيبها.
مريم بعصبية مصطنعة: آه يا ندلة.
ندى بدهشة مصطنعة: أنا ندلة يا مريم؟ ماشي. ليكي يوم.
حور بمرح: بس انتي وهي. وؤولولي ألبس إيه عا العشا.
ندى بأخوة: تسمحيلي آجيلك ونختار سوا؟
حور بترحاب: يا خبر أبيض. طبعا تنوري. تعالي نتغدا مع بعض.
مريم بحزن: يا خسارة. كان نفسي أشارككم الأعدة الحلوة دي.
ندى كي تغيظها: لا معلش. انتي وراكي فرح. وحنة ملناش دعوة بيكي. ثم أكملت بجدية: بس أنا معرفش إحطخواتي هيوافئوا ولا لا.
مريم متعمدة إغاظتها: يا رب مايوافئوا.
حور وهي تضربها برفقٍ على ذراعها: اتهدي يا بت. وانتي يا ندى: كلميهم. ولو ما وافئوش، هكلمهم أنا.
ندى بدعاء: ربنا يستر بآ.
*****.
*****.
بمنزل أماني.
شريف وهو يحتضنها: عملتي إيه؟
أماني بترنح: عملت الي اتفأنا عليه.
شريف بتساؤل: تفتكري هيجيب ولا هيلاوع؟
أماني بثقة: لا هيجيب. مش هيسيب بنته ومراته يتعمل فيهم كدة.
شريف بشر: عموما لو ما جابهمش، يبآ أنا الي أبدأ ببنته.
أماني بعصبية: وانا؟ أبآ طلعت من المولد بلا حمس.
شريف بهدوء: انتي مش بتؤولي هيجيبهم؟
أماني بتفكير: آه.
شريف بنفس الهدوء: يبآ معصبة نفسك ليه؟
أماني بقلق نجحت في إخفائه: لما نشوف. ربنا يستر.
*****.
بإحدى شركات السياحة: تدخل ياسمين على خالد قائلة برسمية مصطنعة: مساء الخير. إزيك يا ابن خالي العزيز؟
خالد بمزاح: هو مين الي عزيز بالظبط؟ أنا ولا خالك الله يرحمه.
ياسمين وهي تداري ابتسامتها الخجلة: لا طبعا خالو يا جزمة.
خالد بحزنٍ مصطنع: الله يسامحك يا سمانة.
ياسمين بعصبية: يوه. ؤولتلك ميت مرة يا خالد مش بحب الدلع دا.
خالد بابتسامة: أخيرا غظتك.
ياسمين بهدوء: لا مش بتغاظ. ريح نفسك.
خالد بجدية: ماشي يا ستي. عيزة إيه؟
ياسمين برسمية: الإعلان الي انت طلبته عن سكرتيرة خلاص نزل.
خالد بنفس رسميتها: طيب هيتأدموا إمتا؟
ياسمين برسميتها المعتادة: المفروض بكرة.
خالد برسمية: تمام. شكرا يا يسو.
ياسمين بمزاح: عفوا. وبعدين أنا هتركك عشان هروح أشرب أهوة.
خالد بنفس مزاحه: هتركك.
ياسمين بنبرة طفولية: آه. وإن كان عاجبك. سلام.
*****.
أنت تقرأ
رواية ولو بعد حين.، الجزء الأول
Romanceقالوا عنها خائنة فصدقهم وكذبها. حاول أن ينسى فظلم. حاولت أن تعيش فماتت. لم يعرف أنها تمتلك جزءً منه. ولم تعرف أنها ﻻزالت تمتلك قلبه إلى الآن. فهل سيتجدد اللقاء بينهما يوماً ما؟ هل سيعرف الحقيقة؟ وهل بعدما أصبح لكلٍ منهما طريقاً ستلتقي الطرق؟...