الفصل السادس بعد العشرين، الجزء الثاني:

232 133 8
                                    

السلام عليكم.
إزيكم يا رب تكونوا بخير.
أنا زعلانة جدا من قلة التفاعل الإسبوع دا.
وبتمنى بجد إن كل اللي يعجبه الفصل ما يخرجش من غير ما يسيب فوتينج.
وبفكركوا تاني إننا لو وصلنا للألف صوت هننزل مرتين في الإسبوع.
يلا بقى هسيبكم مع الفصل علشان ما أطولش عليكم.
سلام وكل عام وانتوا بخير بمناسبة قرب حلول شهر رمضان.
ولو بعد حين، الفصل السادس بعد العشرين، الجزء الثاني:
بمكتب أكرم علي:
دخل يوسف بعد ما طرق الباب بخفةٍ إلى أستاذه بعد استدعائه له.
كان شارد الذهن، ولم يستطع بعد التعايش مع الوضع الجديد والاسم الجديد الذي من المفترض أن يقترن باسمه. شارداً في التحديات التي يجب عليه مواجهتها وكيف يطاوعه ضميره أن يفتح جرحاً ﻻطالما أغلقته والدته بقوة؟
لم ينتبه من شروده إﻻ على قول أستاذه:
اقعد يا يوسف يا ابني واقف ليه؟
تنحنح ينظف حلقه ثم هتف باعتذارٍ مشوبٍ بإجهاد:
أنا آسف جداً يا أستاذ أكرم، بس بقى لي كام يوم مش بنام كويس معلش.
ضحك أكرم بهدوءٍ وهو يهتف بتقدير:
ﻻ وﻻ يهمك يا يوسف، اقعد واحكي لي بقى مالك في إيه؟ أنت فعﻻً مش بعادتك بقى لك كام يوم.
صمت قليﻻً ثم أردف بتساؤلٍ وهو يغرس نظراته غرساً في عينيه:
الست الوالدة واﻵنسة سندس وخطيبتك كويسين؟
تنهد يوسف بضيقٍ وهو يهتف:
أيوة الحمد لله على كل حال.
هما بيحاولوا يبقوا كويسين بس أنا اللي مش كويس يا أستاذ أكرم. أنا اللي شايل هم كبير قوي الحمد لله وحاسس إني زي اللي بيدور في ساقية.
مش عارف أعمل إيه؟
كل ما أحلها من ناحية تتعقد من الناحية التانية.
صمت قلياً ثم أردف برضى:
أنا آسف يا رب أنا مش بعترض على أقدارك والله، بس بفضفض باللي جواية يمكن أرتاح.
هتف أكرم بإشفاق:
احكي لي يا ابني مالك يمكن أساعدك.
انتبه يوسف أن أكرم على عﻻقةٍ وثيقة بليلى فقرر أن ﻻ يتحدث في أمر عﻻقته بعمرو هذا الحين، حتى يخرجَ عمرو للنور ثانيةً ويعترف به كابنٍ شرعيٍ له.
شرد في أمرٍ عظيمٍ حتى انتفض من مقعده وهو يهتف في نفسه:
يعني إيه؟ أنا كنت طول السنين اللي فاتت دي منسوب ﻷب مش أبويا. هما كلهم مش عارفين إن التبني حرام؟
هتف أكرم باستغراب:
يوسف. فوق معايا يا ابني. دا أنت مش هنا خالص.
تنحنح ثانيةً وهو يحاول أن يستعيد رباط جأشه ثم أردف بتعب:
مش عارف أعمل إيه في موضوع مريم. كل ما بشوفها بتصعب عليا يا أستاذ أكرم. ببقى واقف متكتف وأنا مش عارف أصبرها ومافيش بإيدي حاجة أعملها لها.
هتف أكرم بعد برهةٍ من التفكير:
تسمح لي أتدخل في الموضوع دا يا يوسف؟
إزاي يعني؟
هتف بها بأملٍ فهتف أكرم بهدوء:
بص. أنا مش هخالف القانون طبعاً، بس مثﻻً هتكلم مع الظباط اللي هناك يحجزوها في أوضة بعيد عن المجرمين والناس دول. هقول لهم إنها تخصني يعني. وهما هيعملوا معاها الواجب ما تقلقش.
هتف يوسف بحيرةٍ وهو يناظره بامتنان:
طب وليه حضرتك ما عملتش كدة مع الدكتور عمرو؟ يعني هو الأحق بالخدمة دي بما إنه صديقك من زمان.
هتف أكرم بعد ما تهد بضيق:
بص. أنا بأكد عليك إن عمرو رغم كل اللي عمله من أخطاء إﻻ إنه بريء من قتل أماني.
بس هما ما كانوش هيرضوا لﻷسف. أنا حاولت فعﻻً مش هكذب عليك، وكانوا هيعملوا دا، بس بعد ما أهله نشروا إن عمرو اعترف بكل حاجة في الجرايد ونشروا إنهم اتبرأوا منه وإنهم هيخدوا عزاه كل حاجة وقفت في آخر لحظة.
يعني أنت متأكد إن الدكتور عمرو عمل كدة مع الستات دول؟ معقول في حد يضحي باسمه وسمعته بالسهولة دي ويدخل اﻷماكن المشبوهة دي؟
هتف أكرم بضيقٍ أكثر:
أنا بردو كنت هشكك في الصور دي يا يوسف، بس الدكتور نفسه معترف إنه عمل كدة. ما أنكرش معرفته بأماني وﻻ لقاءاته مع بقيت البنات. الصور نفسها اللي اتنشرت عنه شكلها حقيقي جداً وشكلها بيوحي إنها سليمة. لو كان أنكر بس أنا ما كنتش هسكت للصحافة. هو طول الوقت وأنت أكيد شوفته في التحقيقات وعارف اللي بقوله لك دا كويس ثابت إنه كان يعرف أماني فعﻻً وكان بيتردد عليها لكنه ما قتلهاش.
غامت عيناه بحزنٍ شديدٍ ولم يعقب على هذا اﻷمر فاستدرك مغيراً دفة الحديث:
يعني هما هيرضوا يعملوا مع مريم كدة؟
أكيد.
هتف بها أكرم بثقةٍ ثم أضاف شارحاً:
بص. وضع مريم يختلف بالكلية عن وضع الدكتور عمرو زي ما قلت لك. يعني. في دﻻئل وشواهد كتير بتثبت إن مريم ما عملتش حاجة بإرادتها. الوقعة نفسها متسجلة في المحضر إنها محاولة اعتداء على اﻵنسة مريم فهي قتلت الشخص دا دفاعاً عن نفسها. يعني إن شاء الله هيخدموني فيها باعتبارها مجني عليها مش جانية. فاهمني؟
ابتسم أخيراً ﻷول مرةٍ منذ دخوله عليه هاتفاً بامتنان:
أنا مش عارف أقول لك إيه يا أستاذ أكرم.
ربنا يسعدك زي ما بتسعدني كدة على طول.
هتف بحنانٍ أبوي وقد ابتسم لسعادته:
يوسف أنا مؤمن بيك. مؤمن بيك جداً كمان. وحقيقي أنا متأكد إنك هتبقى حاجة كبيرة جداً في المستقبل، وبكرة بقى يا سيدي تفتح مكتب محاماة كبير ينافسني وتنساني.
هتف بسرعة:
أنساك إزاي بس يا أستاذ أكرم، دا أنت أفضالك عليا كتير ومغطياني من ساسا لراسي. أنا حقيقي جمايلك كترت عليا قوي ومش عارف أشكرك إزاي.
ﻻ جمايل وﻻ حاجة يا يوسف. أنت كمان كنت إضافة كبيرة جداً للمكتب هنا. المكتب كان قبلك حاجة وبعدك حاجة تانية خالص.
ييﻻ بقى يا بطل، روح شوف وراك إيه، وما تنساش تجيب لي آخر مستجدات قضية الدكتور عمرو على بال ما أعمل اتصالاتي وأطمنك على اﻵنسة مريم بنفسي.
....................
دخل سيف على آدم بعد أن طرق الباب في سرعة وفتحه دون انتظار إذن آدم كعادتهما هاتفاً بثورته المعتادة:
دمي. إزيك؟ عندي كﻻم كتير قوي عايز نقوله.
اقعد يا آخرة صبري.
خلي الساعي يجيب لنا قهوة اﻷول.
رفع سيف سماعة الهاتف وطلب قهوتهما ثم جلس وهو يهتف:
بص يا سيدي. أنا عايز أنبهك لحاجة مهمة جداً انتبهت ليها وأنا نايم على السرير طيرت النوم من عيني.
خير يا سيدي.
هتف بها باهتمام وهو يترك ما بيده فهتف سيف بعملية:
أنت قلت لنا في الاجتماع اللي فات إن إحنة هنجند بنت الدكتور عمرو اﻷلفي مظبوط؟
أماء برأسه مؤكداً فهتف سيف بتساؤل:
طب ليه لسة ما تحركتش في الموضوع دا؟ إحنة متأخرين وبنسابق الوقت يا عم الظباط كلهم.
هتف آدم بابتسامة:
بص يا سيوف. اليومين اللي فاتوا دول أنا دماغي ما كانتش معايا خالص. كان في كدة كذا حاجة ملخبطة دماغي وما كنتش في الدنيا.
ليه يا آدم؟ مش أنت متعود ما تخبيش عليا حاجة؟ ليه بقى ما عتش بتحكي لي زي زمان؟
هتف آدم بصدق:
ﻷنها حاجة ما تخصنيش يا سيف. وﻷني عارف رأيك من اﻷول. وأنا مش عايز أي رأي يدخل يزعزع العﻻقات اللي ببنيها.
فكر قليلاً ثم هتف بفهم:
يبقى أكيد قصدك في موضوع العﻻقات دا على الدكتور عمرو. القسم كله ما بيحكيش إﻻ عليكم. حتى سيادة اللواء سألني عن الموضوع دا وأنا قلت له إنه جزء من الخطة.
صمت قليلاً ثم أطال النظر في عينيه وهو يهتف وكأنه يقرأ دواخله:
بس مش دي الحقيقة يا آدم. أنت مصدقه؟ مش كدة؟
أماء برأسه مؤكداً على ما قال ثم أضاف:
بص يا سيف. أنا ما اتعودتش أتعامل مع حد أنا معرفش هو عمل قضيته وﻻ ﻻ. ما اتعودتش أثق في حد بسهولة.
أنت عارف شغلنا عموماً بيعتمد على الشك طول الوقت.
بس هو ما قدم لكش دليل واحد إنه بريء وإنه ما ارتكبش جريمة القتل دي. يعني دا مش مبرر علشان تثق فيه.
هتف بها سيف بعدم اقتناعٍ فهتف آدم بدفاع:
بس أنا شوفت صدقه في عينيه. شوفت كسرته وهو بيحكي لي عن.
قطع حديثهما طرقات الباب بالقهوة فحمد الله في سره أنه لم يقع بلسانه ويثرثر أكثر في ماضٍ كان سيحزن عمرو إذا وصله أن آدم أفشى به لأحدهم حتى لو لأقرب الناس له.
دخل عبد الله وهو يتفحص المكان بعينيه الثاقبتين يضع فنجان القهوة على المنضدة ثم اعتدل في وقفته هاتفاً بتساؤل:
معلش يا بهوات. هو أنا ينفع أبلغ عن اختفاء مراتي؟
مراتك اختفت وساكت؟
هتف بها سيف باستغرابٍ فهتف آدم بعملية وهو يشيح بوجهه عنه:
والله لو عدى على اختفائها أكتر من 24 ساعة فمافيش مشكلة. تقدر تبلغ وقواتنا هيشوفوا شغلهم وإن شاء الله يوصلوا لها في أسرع وقت.
هتف عبد الله بصدق:
أنا مراتي اختفت ومعاها بنتي. وابني مش راضي يدلني على طريقهم بعد ما خباهم في حتة بعيد أنا معرفهاش.
صمت قليلاً ثم أضاف بمسكنة:
أنا بنتي كانت مخطوبة لواحد ودلوقتي هو ما يعرفلهاش طريق، ومش عارف أعمل إيه وﻻ أودي وشي من الناس فين؟
أكيد الموضوع فيه مﻻبسات كتير أدت ﻻختفاء مراتك يا عبد الله. يعني مش هتاخد بنتك وتختفي من الباب للطاق كدة. تعالى لي بعد ما أخرج من مكتب آدم بيه وأنا هشوف لك الموضوع دا.
هتف عبد الله بامتنان وهو ينصرف متجهاً نحو باب الخروج:
متشكر جدا يا فندم أكيد هاجي لك ﻷني هتجنن وأعرف طريقهم فين.
تنهد آدم بارتياحٍ بعد ما أغلق عبد الله الباب وهو يهتف بضيقٍ ﻻ يعرف له سبب:
أنا الرجل دا معرفش ليه طلته مش مريحة بالنسبة لي. معرفش ليه بحس إن في طاقة سلبية واتنشرت في المكان.
هتف سيف بابتسامة:
دي روحك الشفافة دي وﻻ إيه؟
شرد آدم قليلاً ثم هتف فجأة:
اسم أبوك إيه يا سيف؟
أخرج صوتاً من شفتيه دﻻلةً على التحسر وهو يهتف بحزن:
الحاج متولي الله يرحمه. ساب وراه أمينة ومديحة ونعمة الله ووﻻدهم وأحفاده. دلوقتي الراية باقت في إيد سعيد ابنه.
ضربه آدم بخفةٍ على جانب رأسه بكعب دفتره هاتفاً بخشونة مصطنعة:
تصدق أنت دمك تقيل جداً. حد قال لك كدة قبل كدة؟
قالوا لي آه.
هتف بها من وسط ضحكاته ثم تأوه باصطناعٍ وهو يضع كفه على موضع الضربة هاتفاً بألم:
آه دماغي. حد قال لك قبل كدة إن إيدك مرزبة؟
مرزبة؟
هتف بها آدم باستنكار فهتف اﻵخر وهو يخبط مقدمة رأسه في مقدمة رأس آدم بخفة:
آه. مرزبة. مالها الكلمة دي يا ابن الزوات؟
طيب ماشي يا سيف. مردودة لك. امشي اطلع برة مكتبي لو سمحت.
هتف بها آدم بجديةٍ مصطنعةٍ فهتف سيف ببرودٍ بعد ما جلس واضعاً قدماً فوق الأخرى:
مش طالع. وأعلى ما في خيلك اركبه.
أنت حر. بس مش هقول لك أنا كنت بسأل عن اسم باباك ليه؟ إيه رأيك بقى؟
أنت حر يا أخويا. ما تقولش. أنت الخسران.
وﻻ هدي أختي ﻷخوك.
قفز سيف من مقعده وهو يتعلق في رقبة آدم هاتفاً بفرحة:
بجد يا دمي. يعني معاذ عايز يخطب أختك وساكت؟
تصور؟
هتف بها آدم بفرحةٍ مماثلة وهو ينهض من مقعده محتضناً إياه يربت على ظهره هاتفاً بمودة:
هتيجوا إمتا بقى تخدوها وتخلصوني منها؟ معاذ أخوك ما بيخلصش وقاعد يمطوح في البت ودا ما يرضيكش أكيد. دي أخت صاحبك وقبلها بنت ناس.
شعر سيف ببعض الجدية في نبرة آدم وشعر أيضاً أنه حاول قدر ما استطاع أن يخفف من حدتها إﻻ أنها خانته في آخر اﻷمر فتنحنح حرجاً من أفعال معاذ الصبيانية فهتف بارتباكٍ ﻻحظه آدم على مﻻمحه:
أكيد معاذ هيكلمك. احتمال كبير النهاردة آخر النهار أوب بكرة كدة بالكتير قوي.
ياريت يا سيوف. أصل الخطاب كتير قوي يتمنوا لشمس الرضى ترضى بس أنا قلت أخو صاحبي أولى.
آه. آه. طبعاً أكيد.
أكيد هيكلمك وإﻻ ياكل على ضرسه بقى.
أنا هروح مكتبي كدة هخلص كام حاجة وهرجع لك تاني، بس ما تنساش موضوع بنت الدكتور علشان سيادة اللواء ومن قبله أدهم ما يشلوحناش.
سﻻم.
....................
بالجامعة:
كانت تتناول بعض المشروبات مع صديقتها الوحيدة وهما تتذكران جلسة مريم معهما وحديثها حول أمورٍ شتى وضحكاتها الصاخبة التي كانت تملأ المكان حولهما وتطفي عليه حيوية ونشاط.
أخرجتها من شرودها بهتافها:
إيه يا بنتي. من ساعة ما خلصنا المحاضرة وأنتي ساكتة. مالك؟
هتفت حور بعد ما رفعت رأسها تواجهها:
ماما انفصلت عن بابا يا ندى. حالها ما يصرش عدو وﻻ حبيب.
بس دا مش هو اللي مضايقك. في حاجة تانية. إيه هي بقى؟
هتفت بها ندى بصوتها الحنون الخافت فهتفت ببكاء:
صوري يا ندى. منتشرة في كل حتة.
يعني إيه؟
هتفت بها بخضةٍ بعد ما شهقت بفزع فسمعت حور تضيف بقهر:
المصيبة إن الصور دي حقيقية. وكأني ذنبي بيﻻحقني كل ما أقول خﻻص. كل ما أبدأ أتقرب من ربنا تحصل حاجة وكأنه مش قابل توبتي.
تمتمت ندى بالاستغفار بصوتٍ مسموعٍ ثم هتفت بلينٍ موبخة:
استغفري يا حور، ما تقوليش كدة.
مش أنا اللي بقول يا ندى. دي رسالة من ربنا إني عصيته كتير وهو مش قابلني عنده مهما عملت بقى.
هتفت بها بيأسٍ فارتجفت ندى خوفاً ثم أضافت بعفوية:
بصي يا حور. أنا مش أحسن واحدة تتكلم في الدين. ومعرفش فيه حاجات كتير خالص. بس ربنا بيغفر كل الذنوب لكل الناس إﻻ اللي بيشركوا بيه. هو قال كدة في كتابه العزيز. ربنا هو الرحمن الرحيم. لو ما كانش يغفر لنا زﻻتنا ونلجأ له في الشدائد هنطلب من مين يرحمنا ويغفر لنا ويقبلنا عنده. ويمكن موضوع الصور دا جه علشان تقربي له أكتر وتدعيه يغفر لك ويسامحك. ويمكن دي آخر حاجة علشان تتطهري من كل ذنوبك اللي فاتت وتبدئي من جديد.
زي ما قلت لك. خليكي فاكرة اﻵية دي كويس. وكل ما شيطانك يوسوس لك إنك ترجعي للطريق اللي كنتي ماشية فيه استنجدي بربنا وهو هيعينك عليه. وما تقارنيش نفسك بحد. قارني نفسك بنفسك كل ما تقربي خطوة لربنا. وحفزي نفسك إنك عايزة تقربي له كمان.
وقتها بس يا حور هتبقي قوية تواجهي كل أزماتك. اللي بيتسلح باﻹيمان وباﻷذكار ربنا ما بيخذلوش أبداً. فاهماني يا حور؟
بكت حور تأثراً من كﻻم ندى ثم أضافت بقلة حيلة:
طب وهنعمل إيه في موضوع الصور دا؟
هتفت ندى بتلقائية وهي تجذبها من يدها:
هو في غيره؟ هنروح لسيف طبعاً وهو هيعرف يشوف شغله مع اﻷشكال اللي زي دي.
هتفت حور برفض:
ﻷ. أخوكي ﻻ.
ليه؟
هتفت ندى بها باستغراب فأجابتها حور بضعفٍ لم ترها عليه يوماً:
علشان ما يحرمنيش منك وﻻ من صحبتك. أنا ما عادليش غيرك خﻻص يا ندى. ماما في ملكوتها الخاص وفي اكتئابها اللي شكلها مش هتقوم منه دلوقتي، وبابا أنتي شايفة حاله، وأجدادي أنا مش حاباهم يتدخلوا في موضوع بابا، ومريم حتى بعيد. ولو قريبة فهي بتنبذ أي حد يبقى عنده مشكلة من غير ما تسمع له. وآديكي شوفتي هي كانت بتتكلم عن بابا إزاي؛ فمش بعيد لو عرفت تقطع عﻻقتها بيا.
هتفت ندى وهي تحتضنها:
يا عبيطة ما تخافيش. أنا عمري ما هسيبك وﻻ هسمح لحد يقطع عﻻقتك بيا أبداً.
ربنا يعلم أنا حبيتك وارتحت لك قد إيه يا حور.
خﻻص يبقى ريحيني وما تعرفيش أخوكي بأي حاجة.
هتفت بها وهي تبادلها الاحتضان تستمد منها الدعم واﻷمان على حدٍ سواءٍ فهتفت ندى بعد برهةٍ من التفكير:
يبقى مافيش غير آدم صاحبه أو أدهم رئيسه بس دا ما بينزل ليش من زور الصراحة.
خﻻص. يبقى نروح ﻵدم دا ونشوف هيعمل إيه.
أمسكتها ندى من يدها تشد عليها وتطمئنها أنها في ظهرها هاتفة بتحفيز:
يﻻ بينا.
....................
ثم يا حبيبتي التوبة تجب ما قبلها. وربنا هو الرحمن الرحيم

رواية ولو بعد حين.، الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن