السﻻم عليكم ورحمة الله وبركاته.
ردوا السﻻم في الكومنتات علشان تاخدوا ثﻻثين حسنة زيي، وما حدش عارف. كلنا في عرض حسنة واحدة دلوقتي.
رمضان طار كل سنة وأنتوا طيبين.
ربنا يتقبل منا اللي فات ويسامحنا على تقصيرنا فيه ويعيننا على اللي جاي ويوفقنا لاستغﻻله كما يجب إن شاء الله، ولو أننا مهماً عملنا عمرنا ما هنعبده حق عبادته.
يﻻ. ما تنسوش الفوتينج لو الفصل عجبكم.
ولو بعد حين، الفصل اﻷول بعد الثﻻثين، الجزء الأول:
رفعت يمنى عينيها تواجه هذه الفتاة الشجاعة التي تقف أمامها تدافع عن أبيها بكل فخرٍ وعزةٍ فاتجهت نحوها تهتف بمودةٍ ومﻻمحها ﻻزالت على قلقها على يوسف:
حور يا حبيبتي إزيك؟ أنا آسفة يا بنتي ما شوفتكيش.
هتفت حور وهي تصافحها:
الحمد لله يا طنت أنا كويسة طول ما أنتي بخير.
أنتي هنا ليه يا حور في حاجة؟
هتفت بها يمنى بتساؤلٍ قلقٍ فهتفت حور وقد رسمت ابتسامة خفيفة على وجهها:
ﻻ. دي ندى صاحبتي هنا مع يوسف فكنت بتطمن عليها بس.
هو إيه اللي حصل يا حور؟
هتفت بها بعدم معرفةٍ فابتسمت حور بفخرٍ تجيبها:
مافيش يا ستي، ابنك جدع حبتين تﻻتة كدة. البت ندى حد اتعرض لها وهو شافها في طريقه صدفة وكان ماشي مع أستاذ أكرم فالواد ضربه بعد ما كان أنقذها.
هتفت يمنى بقهر:
منه لله. حسبيَ الله ونعم الوكيل فيه. لو كان ابني ضاع أنا ما كنتش هسامحه لو عمل إيه.
معلش يا طنت. جت سليمة. والحمد لله إنها جت على قد كدة.
هتفت بها حور مواسيةٍ ثم جذبتها من كفها برفقٍ هاتفة:
تعالي نتطمن على يوسف وإن شاء الله هيبقى كويس ويقوم بألف سﻻمة ويبقى زي الحصان.
شهقت يمنى بخضةٍ وهي تهتف بتساؤلٍ وقد مسحت الرواق بعينيها سريعاً:
أومال سندس فين ما تعرفيشض؟
دارت حور بعينيها في أرجاء المكان بحثاً عن سندس لكنهما عادتا خائبتين فهتفت بقلق:
ﻻ. بس هي هتروح فين يعني؟
ما تقلقيش المستشفى أمان.
هبطت شمس الدرج وهي ترفع رأسها بشموخٍ فرأت حور أمامها فهتفت بنبرةٍ مرحبة:
أهﻻً أهﻻً يا آنسة حور. إزي حضرتك؟
الحمد لله يا دكتورة. بس على فكرة ماما متضايقة جداً من حضرتك؛ ﻷنك ما بتجيبي لهاش الدفاتر زي ما طلبت منك.
هتفت بها حور بنبرتها الصارمة كعادتها مع العاملين فهتفت شمس بتذكرٍ وهي تضرب جانب رأسها:
آه. معلش اعتذري لها بالنيابة عني. أنا كنت مشغولة اليومين اللي فاتوا دول، وما كانش في وقت أجيبهم لها، وكمان أنا بصراحة كنت نسيت. عموماً لو عايزة تبصي عليهم تقدري تعملي كدة وتطلعي لي مكتبي أول ما تفضي. ومنورة المستشفى مرة تانية.
مرت من أمامهما بعد ما أنهت حديثها المسترسل متجاهلة يمنى عمداً وكأنها نكرة؛ حيث أنها أصبحت ترى أنها ﻻ يجوز أﻻ تتعامل سوى مع أصحاب الطبقة الراقية وصفوة المجتمع من القوم.
همت حور بالتحرك لكن يمنى ظلت على ثباتها في مكانها ثم هتفت بحياءٍ:
معلش يا حور، ممكن لو معاكي رصيد بس ترني على سندس تشوفيها فين.
آه طبعاً يا طنت يا نهار أبيض. تحت أمرك. مليني رقمها لو حافظاه.
هتفت بهذه الكلمات وهي تخرج هاتفها من حقيبتها بابتسامةٍ ودود كعادتها في اﻵونة اﻷخيرة.
أما على الجانب اﻵخر فعندما سمعت سندس ما قاله الطبيب تحرجت من سماع أحدهم لهذا الحديث فانزوت بنفسها في كفاتيريا المشفى تبكي قليلاً لكن وحدها كي ﻻ تحمل والدتها ما ﻻ تطيق. كفى قلقها على يوسف.
ظلت تبكي لوقتٍ ﻻ تعلم مدته وهي تخبئ وجهها في محرمة ورقية حتى ارتفع رنين هاتفها.
رشفت بأنفها وهي تجفف دموعها لتفتح الخط دون أن تنظر لاسم المتصل حتى.
تحشرج صوتها قليلاً من أثر البكاء فنظفت حلقها وهي تهتف باختناق:
ألو. مين معايا؟
أعطت حور الهاتف ليمنى فهتفت يمنى بصوتٍ عالٍ قليلاً:
أنتِ فين يا سندس؟
قفزت سندس بتوترٍ من مقعدها هاتفة بسرعة:
أنا. أنا في الحمام يا ماما. بطني مغصت عليا فاضطريت أدخل بسرعة. لو كنت استنيتك ما كانش اليوم هيعدي على خير. أنا خارجة حاﻻً.
أنا أصﻻً في الطريق.
هتفت يمنى بنبرةٍ ﻻ تقبل الجدال:
انجزي يا سندس تلت دقايق وتكوني قدامي. وما تقفيش مع حد خالص فاهمة؟
هتفت سندس بطاعةٍ وقد بدأت تخطو نحو باب الخروج:
حاضر يا ماما. أنا عا السلم.
أغلقت يمنى الخط في وجهها دون حديثٍ يُذْكَرْ فأسرعت سندس الخطى نحو الدرج أكثر.
خانها تفكيرها فلم تستعمل المصعد وظلت تركض بأقصى سرعتها حتى اختل توازنها فانكبت على وجهها على الدرج.
تمسكت بحافة الدرج وكلما حاولت الاتزان انزلقت أكثر درجة تلو اﻷخرى.
سمعت أحدهم يهتف بها وصوت أقدام تهرول نحوها بقلق:
استني.
ﻻ يعرف كيف قفز الدرج في بضع خطوات وهي تصرخ مستغيثة بأحدهم.
جذبها بعنفٍ من حجابها فهمت بالسقوط ثانيةً لكنه كان اﻷسرع هذه المرة فحملها على ذراعيه بكل سهولة.
أما هي فشهقت بفزعٍ عندما وجدت نفسها على ارتفاعٍ ليس بالهين ثم تعالا صراخها أكثر بسبب ألم ركبتيها وبسبب وجودها على ذراعي رجل ﻻ تعرفه.
لو أمك شافتك يا سندس هتقتلك.
هتفت بها لنفسها وركلت بقدميها في الهواء وهي تهتف بصوتٍ ضعيف:
نزلني.
هش بقى فضحتينا.
هتف بها وهو يصعد الدرج سريعاً لكنه وجد أن المسافة ستطول ففضل استخدام المصعد.
رأت سندس يمنى تسير نحوهما توقف أحدهم تسأله بصوتٍ مسموع:
معلش هي حمامات السيدات فين؟
هتف الرجل برسمية:
على حسب الدور بس ممكن للاستسهال تروحي الكفاتيريا.
تمسكت بجلبابه هاتفة بتوتر:
اجري بسرعة. ماما بتسأل على الحمام. ونزلني بقى.
هتف بهدوء:
ماتخافيش هنركب اﻷسنسير مش هتعرفي تمشي على رجليكي.
كانت تود تأييده لكنها توعدته في سرها على حمله لها بهذه الطريقة لكنه نجاتها الوحيدة اﻵن من يد والدتها على اﻷقل فهتفت باستجداء:
أنا خايفة. اطلع على رجليك أرجوك.
ماما ممكن ييجي في بالها تركب الأسنسير علشان تقفشني وأنا كذابة.
تنهد بضيقٍ وهو يكمل طريقه نحو الدرج فسحبت القبعة من فوق رأسه بتوترٍ هاتفة بهمسٍ ﻻ يسمعه سواه:
والنبي علشان خاطري صلحها على وشي. علشان ماما ماتشوفنيش. ولو سألتك عني انكر معرفتك بيا.
أنزلها أرضاً فتمسكت بثيابه لعدم قدرتها على الوقوف فهتف بهمسٍ هو اﻵخر:
يعني مالقيتيش غير دي. آدم هيقتلني يا بنت المجنونة.
لم تعبأ بحديثه ﻷنها لم تفهم معظمه وهي تهتف بتعبٍ وقد اغرورقت عيناها بالدموع:
آه. مش قادرة أقف.
غطى وجهها بالفعل بالقبعة متوكﻻً على الله ثم رفعها على ذراعيه ثانيةً يركض بأقصى سرعةٍ لديه نحو غرفة من الغرف.
أوقف أحد العاملين سائﻻً إياه وهو يطرق بوجهه في اﻷرض:
معلش فين اﻷوض الفاضية اللي هنا؟
هتف الرجل بﻻ مبالاة:
معرفش. أنت دكتور هنا؟
أنا أخو الدكتور صاحب المستشفى ولسة راجع من ﻻندن ومراتي وقعت على رجليها. هتنجز بقى وﻻ أكلم الدكتور يأمر الدكتورة برفدك.
وﻻ أكلمه ليه؟ أنا أخوه بردو وليا الحق في التصرف في المستشفى في عدم وجوده. مرفود وما تنساش مالكش حساب عندنا علشان تبقى تحترم الناس اللي بيكلموك.
أشار الرجل بيديه نحو الغرفة المنشودة وهو يهتف باعتذار:
أنا آسف سيادتك. أول مرة أعرف إن الدكتور ليه إخوات.
تركه عمرو وانصرف سريعاً فجُلَّ ما كان يهمه هو الحصول على قبعته قبل انكشاف اﻷمر.
أدخلها الغرفة ثم وضعها على الفراش برويةٍ ثم سحب قبعته من فوق رأسها فشهقت من المفاجأة وهي تراه يرتديها بمنتهى البساطة على رأسه هاتفاً بأدبٍ بعد ما تنهد بارتياح:
بصي. هشوف لك حد يدهن لك رجليكي. ما تقوميش من مكانك علشان مش هتقدري تمشي عليها دلوقتي.
هتفت بتساؤل:
فين موبايلي؟ عايزة أكلم ماما. كان في إيدي وأنا طالعة.
اتدغدغ. الله يرحمه ويحسن إليه بقى.
هتف بها ضاحكاً فهتفت ببكاءٍ:
مش هعرف أجيب غيره دلوقتي. يا نهار مش فايت. ماما هتقلق عليا. معاك دقيقة؟
ابتسم لها بإحراجٍ وهو يهتف مصححاً:
اسألي السؤال صح. معاك موبايل؟
ظهر الاستغراب على وجهها فهتفت بضحكةٍ وهي تمسد ركبتيها بكفيها:
نعم. هو في حد مافيش معاه موبايل دلوقتي؟
أنا وأنتي.
هتف بها بابتسامةٍ بسيطةٍ ثم صمت قليلاً مفكراً ليستطرد بعدها بمرح:
ماتخافيش. هحلها إن شاء الله. هحاول أشوف لك حد يشوفها لك.
طب الله يخليك ما تحكي لهاش على اللي حصل.
طرقات خفيفة على الباب فهتف بضحكةٍ وهو يراها تنكمش داخل أغطية المستشفى على نفسها تخبئ حتى وجهها:
باينها كدة هتعرف.
دخل بعض الممرضون وهم يحملون يوسف على الفقراش النقال يسحبونها نحو الفراش الذي تجلس فوقه سندس برويةٍ فأوقفهم عمرو بإشارةٍ هاتفاً بصوتٍ منخفضٍ قليلاً:
في مريضة هنا.
تبعهم آدم ينظر لعمرو باستغراب لوجوده هنا.
اشرأب بعنقه نحو رأسه يطمئن على استتباب الوضع فهتف بقلقٍ وهو يتجه نحوهما:
في حاجة يا دكتور؟
ﻻ. خلي حور بس تجيب الست اللي كانت واقفة معاها علشان دي بنتها.
هتف بها بابتسامةٍ مطمئنة فهتف آدم وهو يتجه نحو باب الخروج:
هشوفهم لك.
بينما نهض عمرو من جلسته هاتفاً بابتسامة ودود وﻻزال محافظاً على انخفاض نبرته:
أنا هروح كدة وهاجي أبص عليكي تاني ماتخافيش.
وجدها تضع وجهها بين كفيها وتومئ برأسها إيجاباً دون ردٍ فﻻحظ اهتزاز جسدها دﻻلةً على بكائها فهتف بجزع:
ما لك بس يا بنتي؟ رجلك بتوجعك أشوف لك دكتور؟
رفعت عينيها الباكيتين تواجهه هاتفة بحزن:
أنا عايزة أشوف يوسف. عايزة أحضنه زي ما أنا كنت متعودة أعمل أول ما أشوفه.
ابتسم رغم الحزن الذي غشى عينيه وهو يهتف بغموض:
كلنا عايزين نشوفه.
رفع سماعة الهاتف الداخلية وانتظر قليلاً حتى أتاه الرد ليهتف بصوته اﻻمر:
عايز ترولي هنا في أوضة رقم.
صمت قليلاً يسمع السؤال المعتاد:
مين حضرتك معلش يا فندم؟
هتف بنبرته العملية:
أنا الدكتور المختص بالحالة اللي قدامي. وننجز كدة علشان مافيش وقت.
لم ينتظر كثيراً بعد ما أغلق الهاتف في وجه محدثه لكن تلك الفضولية قد طرحت سؤالها أخيراً:
هو مين حضرتك؟
وليه مغطي وشك كدة؟
وليه صممت تاخد الطقية من على وشي؟
طرقات الباب أنقذته ىمن اﻹجابة تبعها دخول أحدهم بطلبه لكنه ارتد خطوتين للخلف وهو يراه ﻻ يرتدي الزي الرسمي لﻷطباء ويخفي وجهه بقبعة هاتفاً باستياء:
حضرتك بتلعب معانا يعني وﻻ إيه؟
هو مافيش دكتور ما بيخلعش البالطو هنا؟
ثم أنا بردان. ولما أخرج فكرني أجيب لك بطاقتي لو عايز تتأكد.
هتف بها بنبرته الواثقة ثم حمل اﻵخر سندس برويةٍ يضعها على الفراش ثم هتف بتساؤل:
أوديها فين حضرتك؟
ﻻ. الممرضة اللي بتشتغل معايا اللي ما بتتعبنيش جاية دلوقتي. روح أنت.
وبطاقة حضرتك فين؟
هتف بها بشك فهتف عمرو بنفس ثقته:
في مكتبي لما أخلص الحالة هجيبها لك.
خرج الرجل عازماً أمره بالصعود نحو شمس يشتكي لها ما حدث تواً فاستغل عمرو الفرصة ودفع الفراش أمامه برفقٍ هاتفاً بابتسامة بعد رؤيته لابتسامةٍ صغيرة ترتسم على وجهها ثم أخذت في الاتساع رويداً رويداً:
ها يا ستي. مبسوطة كدة؟
هزت رأسها إيجاباً ثم أضافت بمرح:
على فكرة حضرتك ما جاوبتنيش. بس أنا مش لحوحة خالص.
بس مش هسامحك لو مشيت من هنا وما عرفتش كل اﻹجابات دي.
..................... انتهوا من ضربه أخيراً وجلسوا جميعاً يستريحون من فرط المجهود الذي بذلوه، بينما عبد الله غارقاً في دمائه ﻻ يقوى على النطق بحرف بعد كل هذه المشاجرات التي دخلها منذ أمس دون راحةٍ منها ودون شفاءٍ من الجروح التي تسببت فيها هذه المشاجرات.
هتفت هنية بصوتها اﻵمر:
قوم اعمل لنا شاي يا عزيز.
نهض عزيز من جلسته يهتف بطاعةٍ مصحوبةٍ بقليلٍ من الخوف بعد ما رأى ما حدث مع عبد الله:
حاضر. تحت أمرك يا هنية هانم.
ابتعد عن أنظار هنية وأحمد فهتف اﻷخير بتساؤلٍ وهو يتفحص المكان الذي أصبح في فوضى عارمة:
يا أختي هما جابوا البتاع دا منين؟
هتفت هنية بتفكير:
مش عارفة يا أخويا والله.
ثم أضافت بقسوة:
لما يمنى تيجي ونمسكها في إيدينا نبقى نسألها. تﻻقيها رمت بﻻها على حد من الناس التقال قوي واداها البتاع دا صدقة.
أردف أحمد بتفكير هو اﻵخر:
أو تﻻقيها أغرتهم بجمالها القليل.
مصمصت هنية شفتيها تهتف بسخيرة:
جمالها القليل؟ الله يرحم لما كانت طالعة من عينك. وإزاي ابنك لحق المهلبية دي قبلك.
هتف أحمد بوعيد:
اهدي أنتي بس واتَّكِّي عا الصبر. أنا مخطط لها البت دي على تقيل قوي. وهعوض بقى إنها كانت طالعة من عيني.
بدل ما أنت حاططها في دماغك كدة وهي هلفوتة وﻻ تسوى كدة ركز في ابنك اللي ضيع فلوسه والله أعلم وداها فين وﻻ في إيد مين.
هتفت بها وقد بدأت الغيرة تنهش قلبها فهتف أحمد بضيق:
مش إحنا اللي قطعنا معاه، ومش كدة وبس، دا إحنة كمان عرفناه الحقيقة كلها، لسة بقى هنعرف نروح له ونتودد له ونسأله على الفلوس والمستشفى والعيادة.
ﻻ.
هتفت بها هنية بقسوتها المعهودة ثم أضافت بوحشية:
هنروح له وهنضربه كدة زي ما عملنا معاه المرة اللي فاتت وضربناه على وشه، ومش هنسيبه لحد ما نعرف المستشفى فين ومع مين. ونخليه يتنازل لنا عنها كمان.
جاء عزيز بالشاي أخيراً والقليل من الطعام التي أعدته يمنى انتظاراً ليوسف هاتفاً بابتسامةٍ متكلفة:
يﻻ يا جماعة، لقمة هنية تكفي مية. أنتوا فاتكوا جعتوا.
أصدرت هنية صوتاً من أنفها دﻻلةً على إعجابها برائحة الطعام هاتفة:
البت يمنى دي طول عمرها نفسها حلو في الأكل. وفعﻻً إحنا بذلنا مجهود كبير.
بدأ أحمد في اﻷكل بشراهة كأنه لم يأكل منذ مدة طويلة وهو يهتف باستفزاز:
كان فات البقف اللي إحنا ضربناه دا بياكل معانا دلوقتي.
هزت هنية رأسها بﻻ مباﻻة هاتفة:
ما حدش قال له يجيبنا على مﻻ وشنا كدة، ونتكلف رجالة وعربيات وحاجات قد كدة.
أكمل أحمد مؤيداً:
آه. ونتكلف خدم بقى ييجوا يوضبوا لنا البيت، ونجهز اﻷوضة اللي تليق باستقبال أم حفيدي، ونتكلف تفكير طول الليل، ونحط لها برنامج.
قاسمهما عزيز الطعام هاتفاً بهدوء:
اهدوا يا جماعة. إحنا مش هنتحرك من هنا غير لما يرجعوا. عايزين بس نصحصح كدة ونتكتك بالراحة.
هما يعني هيروحوا فين؟ مالهمش مكان يرجعوا له غير هنا.
على رأيك.
هتفت بها هنية مؤيدة ثم أضافت بتكبر:
دا المكان دا أصﻻً كان عندها عطف وإحسان كدة.
فاكرة نفسها هتقدر علينا البت.
هتف بها أحمد وهو يبتسم بانتصارٍ ثم التفت نحو عزيز يثني عليه بإطراءٍ هاتفاً:
بس براوة عليك يا واد يا عزيز. أنت كﻻمك كله صح الصح كمان. إحنا دلوقتي بعد ما ناكل ندخل نتجمع في أوضة من اﻷوض علشان يدخلوا البيت وما يحسوش بحاجة خالص. وبعدها بقى نهجم في الوقت المناسب بعد ما يتطمنوا كدة للوضع.
والله وهتحلو يا أحمد أخيراً وهتقضي ليلة وﻻ في اﻷحﻻم.
هتف بها بنبرةٍ شهوانية نحو يمنى فهتف عزيز بنفس نبرته:
أنا كمان. هقضي ليلة اﻷحﻻم مع القمورة الصغيرة.
أيوة. خليك في الصغيرة وخليني أنا في الخبرة العاقلة الراكزة الراسية.
هتف بها أحمد بشوقٍ للقاء يمناه كما أطلق عليها حديثاً بينما تملكت الغيرة من قلب هنية فهتفت بوعيد:
والله لهقتلك يا يمنى من قبل ما الزبالة اللي قاعد ياكل جانبي دا يلمس منك شعرة. مش أنتي يا خدامة يا بنت الخدامين أنتي اللي تيجي تاخدي جوزي مني. كفاية عليكي ابني كدة قوي. أنا ماتقاسمنيش في جوزي واحدة خدامة.
جعان.
هتف بها عبد الله بوهنٍ وهو ينظر بشغفٍ نحو الطعام فألقى له أحمد القليل على اﻷرض هاتفاً بقسوة:
كل يا أخويا. هات ببوقك وكل.
هتف عبد الله بنبرةٍ ذليلة:
مش قادر. جعان قوي.
خﻻص ما تاكلش.
هتفت بها هنية ﻻ مبالية بحاله ثم أضافت بتوبيخ:
ما حدش قال لك مشورنا بالشكل دا.
اشرب بقى كل اللي عملته يا عبد الله.
.....................
أنت تقرأ
رواية ولو بعد حين.، الجزء الأول
Romansaقالوا عنها خائنة فصدقهم وكذبها. حاول أن ينسى فظلم. حاولت أن تعيش فماتت. لم يعرف أنها تمتلك جزءً منه. ولم تعرف أنها ﻻزالت تمتلك قلبه إلى الآن. فهل سيتجدد اللقاء بينهما يوماً ما؟ هل سيعرف الحقيقة؟ وهل بعدما أصبح لكلٍ منهما طريقاً ستلتقي الطرق؟...
