السﻻم عليكم ورحمة الله وبركاته.
يﻻ. ردوا السﻻم علشان تخدوا 30 حسنة زيي.
ونكسب كلنا ثواب وحنة بنقرأ الرواية.
وصلوا على النبي كدة علشان يشفع لنا يوم الحشر اﻷعظم وهو فخور بينا.
جمعة مباركة عليكم يا رب.
عدنا لتنزيل الفصول باستمرار بعد العيد الحمد لله.
والنهاردة منزلة فصل طويل، فياريت تشجعوني بقى بفوتات كتير قوي علشان بفرح لما بﻻقي تشجيع وبتحمس أكتب أكتر وأكتر.
كمان كنت عايزة منكم دعوة لخالي بالرحمة والمغفرة.
توفى يوم الاثنين وكتبت بس علشان خاطركم وعلشان وعدتكم.
الفصل مليان أحداث ومفاجآت.
عايزة أعرف توقعاتكم للقادم.
عايزة أشوف كام حد قاري دماغي كدة، ﻷني بحب قوي أحاول أفهم دماغ الكتاب اللي بقرأ لهم.
يﻻ. أنا رغاية قوي بس معلش استحملوني من زمان ما كتبت لكمش.
هسيبكم مع الفصل ويا رب يعجبكم.
وفضﻻً وليس أمراً ما تنسوش الفوت.
ولو بعد حين، الفصل الثاني بعد الثﻻثين:
أنهت ليلى ارتداء مﻻبسها أخيراً، ثم أنهت اللمسات اﻷخيرة، وتممت على حجابها.
وضعت بعضاً من مساحيق التجميل الخفيفة تداري بها شحوب وجهها الملحوظ.
وضعت يدها على قلبها بألمٍ وهي ترمق صورة زفافها مع عمرو المعلقة أمام عينيها.
لو كانت أخرى مكانها -بالتأكيد- كانت لتبتسم من فرط سعادتها، وكانت لتتنهد بعشقٍ ورأسها يعيد عليها ذكرى هذا اليوم، لكن ليلى الجندي تختلف قصتها تماماً عن أي أنثى.
لم تذكر أنه عاملها بحبٍ قط.
لم تذكر أنه ابتسم لها دون تكلف.
كانت يومها تشعر بثقل الأمر على نفسه.
كان بادياً عليه أنه يريد أن يمررَ اليوم على خير وليس مهماً ما سيحدث بعد أن يغلق عليهما باباً واحداً.
هذا القصر الذي شهد على معاناتها معه منذ أول يومٍ.
من تجاهلٍ لوجودها، وبخلٍ في مشاعره، وجفاءٍ في معاملته، وفي النهاية أيقظها من حلمها الوردي أن تمتلكه يوماً وتكون سيدة قلبه اﻷولى واﻷخيرة على كابوس خيانته لها وبأبشع الطرق.
ثم يأتي كالمسكين وكأنه لم يقترف شيئاً يطلب زيارتها له بعد كل ما فعله معها.
فلتذهب. ﻵخر مرة. تشمت به وتبلغه خبر زواجها بنفسها.
قاطع شرودها طرقات عائشة على الباب.
جففت دموعها بمحرمة ورقية، وأعادت ضبط كحل عينيها الخفيف، ثم نظفت حلقها قبل أن تهتف بثباتٍ تدعيه:
ادخلي يا عائشة.
فتحت الباب بهدوءٍ تلقي نظرة على سيدتها قبل أن تدخل وهي تهتف برسمية:
في ضيف عايز يقابل حضرتك تحت يا ليلى هانم.
ظهر الاستغراب على مﻻمحها وهي تسأل:
وإزاي السكيورتي يسيبه يطلع كدة من غير ما يبلغني ويشوف أنا عايزة أقابل حد وﻻ ﻻ؟
ثم أنتِ مش شايفة إني ﻻبسة وخارجة وكمان أنا معرفاكي إني رايحة مشوار مهم؟
هتفت عائشة بخطورة:
هو كان هيبلغك يا ست هانم، بس قدام شخصية زي رفعت بيه الدهان ما قدرش ينطق. أنا نفسي ما عرفتش أقول له ثلث الثﻻثة كام.
شهقت من المفاجأة وهي تهب واقفة تهتف بتوتر:
رفعت الدهان؟
ودا إيه اللي جابه دلوقتي؟
وعايز إيه؟
ثم إزاي تدخليه ومافيش رجل في البيت؟
أنتِ غبية وﻻ متخلفة؟
هتفت بآخر جملتها بصراخها المعتاد ثم أضافت بتوبيخ ولم تمهلها فرصة الرد عليها:
وإزاي هنية هانم وأحمد بيه ما يعرفونيش إنه جاي؟
هتفت عائشة بتبرير:
يمكن ما ادى لهمش خبر يا ليلى هانم. لو حضرتك عايزاني أمشيه مافيش مشكلة.
شوفيه يشرب إيه وهاتي لي قهوة سادة وتقلي البن.
هتفت بها بصوتها الآمر الذي حاولت أن يكونَ ثابتاً -كعادتها- لكنه في نهاية اﻷمر خرج مرتعشاً.
شردت ثانيةً وهي تسلط عينيها على صورة زفافهما ولم تدرِ بإيماءة عائشة برأسها بخفةٍ دﻻلةً على أنها ستنفذ ما أمرتها به.
عادت بذكرياتها ﻷول مرةٍ رأت صورة إحداهن في جيب بنطاله.
عمرو. مين دي؟
هتفت بها بغيرةٍ واضحةٍ وهي تسلط الصورة أمام وجهه، فلما تراءت محبوبته صرخ بعصبية:
وأنتي تفتشي في حاجتي ليه؟
مش قايل لك مالكيش دعوة بهدومي؟
بادلته الصراخ والدموع تترقرق في عينيها:
ما هو لما أﻻقيك ما بتسألش فيا كان ﻻزم أدور وراك.
هتف بأمر:
صوتك يوطى وأنتِ بتتكلمِ معايا. فاهمة وﻻ ﻻ؟
هتفت بتحدٍ:
ﻻ. مش فاهمة يا دكتور. ثم ما تغيرش الموضوع وقول لي مين دي؟
حاول أن يجذبَ الصورة من يدها لكنها تشبثت بها وهو يهتف:
هاتي البتاعة دي، وتاني مرة لما تكون حاجة أنا حاطتها في مكانها ما تجيش جانبها. فاهمة؟
كان يختم جملته بصوته اﻵمر وهو يعيد جذب الصورة وهي تجذبها حتى انقسمت نصفين. نصفٌ في كفه واﻵخر في كفها.
ناظر ما بكفه بحسرةٍ ثم أضاف بغموض:
قطعتيها وارتحتي؟ ارميها.
ألقاها في وجهها ورحل دون أن يضيف كلمة أخرى، ولم يسمع لندائها حتى.
تنهدت بحزنٍ وهي تهز رأسها بعنفٍ تنفض ذكرياتهما معاً سواءً المرة منها أو الحلوة منها هاتفةً بقوةٍ تدعيها:
أنتِ قوية يا ليلى. مش عمرو اﻷلفي مهماً كان حبك ليه هو اللي هيهزمك.
جذبت حقيبتها بعنفٍ وهي تسير بخطاً سريعة خارج الغرفة صافقةً بابها خلفها بعنفٍ وكأنها تغلق على جرحٍ غائر دون تطهير.
ركضت في الرواق وكأن الذكريات تطاردها حتى وصلت نحو الدرج.
حاولت أن تستعيدَ رباط جأشها وهي تهبط برويةٍ ترسم ابتسامة مصطنعة على وجهها الذي يظهر شحوبه للعيان رغم محاولاتها المستميتة في مداراتها بأغلى أنواع مساحيق التجميل.
دخلت تحييه بابتسامةٍ صغيرةٍ فبادرها بهتافه وهو يمد يده يصافحها:
أهﻻً أهﻻً يا ليلى هانم. كل دا السندرلة بتتشيك؟
ابتسمت بتكلفٍ وهي تبادله المصافحة ببرودٍ وهي تهتف:
ﻻ هو أنا في الحقيقة كنت خارجة يا رفعت بيه. يعني أكيد لو كنت خدت ميعاد كنا هننسق مع بعض نتقابل فين وتيجي لي إمتا.
ابتسم بحرجٍ وهو يسحب كفه بهدوءٍ من كفها هاتفاً بدبلوماسيته المعروف بها:
معلش يا ليلى هانم حقك عليا. أنا ما جابنيش عندك غير حاجة مهمة.
تنحنح قبل أن يكمل مصححاً:
ﻻ. هما في الحقيقة حاجتين.
زفرت على مهلٍ بضيقٍ هاتفةً بنبرةٍ جعلتها طبيعية قدر ما استطاعت:
خير يا رفعت بيه؟
إيه هي أول حاجة؟
ابتسم وهو يجلس بأريحيةٍ كأنه في منزله وهو يهتف بعد أن سلط عينيه على وجهها:
أولاً ياريت نشيل الكلفة بقى علشان نعرف نتكلم. يعني أنا أقول لك يا ليلى وأنتي تقولي لي يا رفعت.
هتفت بنفس ضيقها:
تمام. والحاجة التانية؟
ﻻ. دي غير الحاجتين. لسة بقى هبدأ أقول لك على الحاجتين.
هتف بها بنفس ابتسامته وهو يرتشف من كوب الشاي الكبير أمامه فهتفت في نفسها بملل:
اللهم طولك يا روح.
ثم أضافت بصوتٍ مسموع تكظم غيظها:
تمام. اتفضل. أنا سامعاك. بس ياريت بسرعة ﻷني زي ما حضرتك شايف ورايا مشوار مهم.
ﻻ ﻻ ﻻ. بﻻش حضرتك دي بقى. إحنا اتفقنا على إيه؟
نشيل الكلفة.
كدة مش هعرف أتكلم.
شعرت أنه يريد أن يطيلَ مكوثه هنا يتأمل البيت بعينين مبهورتين فهتفت باقتضاب تقطع عليه السبل في الدخول في مواضيع أخرى:
تمام. إيه هي بقى الحاجة التانية؟
قصدي إيه هما الحاجتين اللي جابوا حضرتك عندي النهاردة؟
هتفت بها مصححة قبل أن ينطقَ بكلمةٍ فهتف بابتسامةٍ سعيدة:
أول حاجة أنا حابب نحدد ميعاد خطوبة اﻵنسة حور بنت حضرتك على كريم ابن أخويا. وعايز بالتزامن معاه نحدد ميعاد خطوبتنا.
هتفت ليلى وقد اكتست وجنتاها بحمرة الخجل:
ﻻ. ميعاد خطوبة حور دا نتفق عليه مع باباها. هي بنته زي ما هي بنتي.
ابتسم بفخرٍ هاتفاً:
هي دي اﻷصول بردو يا بنت الأصول.
نهض من مقعده يقترب منها هاتفاً بجوار أذنها:
طب. و. خطوبتنا؟
ارتبكت من قربه فابتعدت بجسدها عنه مخافة أن يتعرض لها بمكروهٍ ثم هتفت بصوتٍ عالٍ تخرج نفسها من هذه الدوامة:
من فضلك اقعد.
لم يتزعزع إنشاً واحداً بينما هي انكمشت على نفسها بتوترٍ واضحٍ وهي تجعل من كفيها حائط صد تمنعه الاقتراب أكثر فسمعته يضحك ببرود:
ما تقلقيش يا ليلى هانم. أنا مش غبي.
لو عايز أعمل حاجة هجيبك عندي وهعملها مش هاجي لك والناس كلها شايفاني وفي أكتر من حد يشهد على وجودي.
وكمان أنا مش غبي علشان أضيعك من إيدي وﻻ أضيع سمعتي وأعرضها للقيل والقال.
أنا بردو رجل أعمال وليا اسمي اللي ما أحبش حاجة تيجي عليه.
هتف بها بنبرةٍ ذات مغزى فهتفت بهدوءٍ:
طب ممكن تقعد لو سمحت. مش بحب الطريقة دي في التعامل. أنا ما حدش قرب لي كدة غير.
قاطعها بصوته الحاسم:
دا كان ماضي وانتهى يا ليلى هانم. أنا الحاضر والمستقبل. زي حور بنتك. كان ليها ماضي مش هنحاسبها عليه. وكريم دلوقتي ليها الحاضر والمستقبل.
ارتجفت من الخوف من نبرته التي حملت تهديداً بين طيات حروفها فهتفت بقوة:
حور حرة. عايزة ما تتخطبش لابنك وﻻ لابن أخوك هي حرة.
وﻻ دي بقى ما فيهاش رفعت بيه الدهان اللي ما يحبش حاجة تبوظ اسمه وﻻ تيجي عليه يا رجل اﻷعمال المحترم؟
هتفت بها بنبرتها اﻷرستوقراطية فهتف بهدوءٍ يحتوي الموقف:
في إيه يا ليلى هانم؟
أنا بوعدك باﻷمان ليكي ولبنتك، يبقى دا ردك عليا؟
هتفت بعدم اقتناع:
آه. بحسب.
دفعته بكفيها فارتد خطوتين للخلف ثم نهضت من مقعدها هاتفة بقوة:
آه. أنت عطلتني عن مشواري. ياريت بعد كدة لما تفكر تيجي تبقى تاخد ميعاد.
ابتسم بنفس هدوئه وهو يتوعدها سراً هي وابنتها هاتفاً:
طب والحاجة التانية اللي كنا عايزين نتكلم فيها؟
ﻻ تانية وﻻ تالتة.
إوعى تكون فاكر إن حد يقدر يهدد ليلى الجندي في بيتها. أو حد يقدر يكسر مناخير بنتها.
تبقى بتحلم.
وأنت بالطريقة دي هتخليني أفكر في قرار جوازي بيك.
المقابلة انتهت يا رفعت بيه. مع ألف سﻻمة. الباب من هنا.
أشارت له على طريق الباب ثم سبقته نحوه تفتحه على مصرعيه فاغتاظ من لهجتها القوية والمتحدية في آنٍ واحدٍ فهتف ببرود:
أوﻻً دا مش بيتك يا ليلى هانم. دا قصر الدكتور عمرو اللي هو اتنازل عنه بمحض إرادته لحد مش معروف لحد النهاردة ليكوا. يعني الدكتور نفسه ما عادش حيلته حاجة. ثم أنا ما كنتش أقصد اللي وصل لحضرتك. وعموماً زي ما تحبي. أنتي حرة في قرارك. بس هتندمي لو فرطتي فيا أكيد. ﻷنك مش هتﻻقي حد يحبك زيي.
سﻻم مؤقت.
....................
لم تستطع الجلوس في مكانٍ واحدٍ على غير عادتها.
تشعر بالتوتر منذ وطأت قدماها مشفى عمرو اﻷلفي.
نبضات قلبها عالية صاخبة ﻻ تعرف لمَ.
تزرع الغرفة ذهاباً وإياباً وهي تتساءل بحيرة:
من صاحب القبعة السوداء؟
لمَ يصر على إخفاء وجهه؟
ترمق يوسف وسندس النائمين بسﻻمٍ بقلقٍ ولسانها يلهج بالدعاء لهما بخير الدنيا واﻵخرة.
ثم تعود بتفكيرها لصاحب القبعة السوداء.
لمَ رحل عندما أخبرت حور يوسف أنها عرفت السر؟
لمَ صارحها عمرو في هذا الوقت بالتحديد؟
لمَ كان صاحب القبعة ملهوفاً على يوسف بهذا الشكل؟
أيُعْقَلْ أن يكونَ هو؟
عمرو اﻷلفي بشحمه ولحمه أمامها وهي ﻻ تعرفه؟
ﻻ. ﻻ.
هيخرج من السجن إزاي؟
مهماً كانت فلوسه ونفوذه. الدنيا مش سايبة كدة.
ثم إزاي ما عرفتوش؟
إزاي قلبي ما طلعوش مهماً كان خافي نفسه؟
يبقى إزاي بقى كنت بحبه ومازلت وأنا ما ميزتوش؟
ما هو لو هو يبقى إزاي يمشي من غير ما أقول له إني مصدقاه.
إزاي يمشي من غير ما أعاتبه على كل السنين اللي ضاعت من عمري وعمره هدر؟
إزاي ما يدورش عليا ويدور على الحقيقة لحد ما يوصل؟
إزاي يضيع نفسه بالشكل دا وتبقى سيرته على كل لسان؟
إزاي ما حطينيش في مرة في مكان مراته قبل ما يظلمها بالشكل دا؟
كان يرضاها لي؟
خرجت من أفكارها رغماً عنها على رنين هاتف يوسف الصاخب فسحبته سريعاً تفتح المكالمة قبل أن يوقظه هو وسندس.
تأخذه دون ردٍ وتخرج خارج الغرفة كي يتسنا لها الحديث بحرية.
هتفت برسمية:
السﻻم عليكم ورحمة الله وبركاته.
رد الطرف اﻵخر السﻻم والذي يتضح أنها فتاة فهتفت باستغراب:
مين حضرتك؟
هتفت اﻷخرى بإحراج:
أنا آسفة جداً. مش دا موبايل يوسف عبد الله؟
الله يسامحه بقى.
هتفت بها سراً بحزنٍ ثم أضافت بنفس رسميته ولم يختفِ التعجب من مﻻمحها بعد:
أيوة هو يا حبيبتي. بس لو عايزاه هو تعبان ونايم.
طب هو حضرتك تقربي له إيه؟
هتفت بها بصوتٍ خفيضٍ للغاية بالكاد يمنى سمعتها فهتفت واستغرابها يتزايد:
أنا أمه. محتاجة حاجة؟
هتفت تسرد عليها ما حدث بتوتر:
أيوة. كنت عايزة أعرفه إنه ما يروحش البيت. في بلطجية اتهجموا على الشاليه بتاعكم من امبارح وبايتين فيه كمان.
يا مصيبتي.
هتفت بها يمنى بفزعٍ وهي تضيف:
مش بتاعنا. هنقول للناس إيه؟
هتفت الفتاة بابتسامةٍ مطمئنة:
ما تقلقيش حضرتك.
إحنة بلغنا البوليس وهما زمانهم في الطريق ليهم.
تنهدت يمنى بارتياحٍ وهي تهتف برجاء:
طب ابقي طمنيني يا بنتي الله يبارك لك.
ابتسمت الفتاة وهي تردف بصوتٍ خفيض:
ما تقلقيش يا مدام. إن شاء الله هيتقبض عليهم. أنا بس قلت أحذركم ما تجوش دلوقتي لحد ما نشوف الدنيا هيبقى فيها إيه.
هتفت بهدوءٍ والدمع يترقرق في عينيها:
شكراً يا حبيبتي. جميلك دا هيفضل في رقبتي ﻵخر العمر.
بس أنتي جبتي الرقم دا منين؟
من ماما.
أجابتها بهدوءٍ ثم أضافت بحياء:
أستاذ يوسف كان بيشيل لنا حاجة من مرتبه كل شهر. ﻷن أمي بتشتغل عند الناس اللي ساكنين في الشاليه اللي جانبكوا. والمرتب ما بيكفيش حاجة. فدي حاجة بسيطة من جمايله علينا يا مدام.
عمله الخير بيعود له.
ربنا يبارك لك فيه يا رب.
ابتسامة فخر زينت شفتيها ولم تعرف بما تجيبها فأردفت بتلعثم:
يا رب. عموماً لما يصحى هخليه يكلمكم.
أنتي اسمك إيه؟
ابتسمت الفتاة بحياء هاتفة:
رضوة.
هتفت يمنى بابتسامةٍ ودود:
عاشت اﻷسامي يا رضوة.
ابتسمت رضوة وهي تهتف بأدب:
الله يبارك لك يا رب.
تناهى إلى سمعهما سرينة الشرطة فهتفت بسرعة:
طيب يا طنت. أنا هقفل معاكي دلوقتي وهبقى أرجع أكلمك تاني لما يتقبض عليهم إن شاء الله.
ماشي يا حبيبتي، ربنا يطمن قلبك يا رب.
أغلقت الهاتف وظلت تقلبه بين راحتيها هاتفة بعجز:
هنروح فين بس يا ربي؟
ما ﻻقوش غير الشاليه اللي مش بتاعنا اللي يتهجموا عليه؟
هنقول لأصحابه إيه بس؟
لو حاجة باظت وﻻ ضاعت يوسف اللي هيتحملها؟
أكيد الموضوع دا مش هيخرج عن عبد الله. بس عرف عنوان الشاليه دا منين؟
استفاقت من شرودها على كفٍ خبطتها على كتفها بخفةٍ فالتفتت خلفها تهتف بابتسامة:
ندى يا حبيبتي. كنتي عايزة حاجة؟
ابتسمت وهي تهتف:
ﻻ يا طنت سﻻمتك. أنا بس لقيتك واقفة لوحدك فقلت أتطمن عليكي. تحبي أساعدك في حاجة؟
تسلمي لي يا حبيبتي.
هتفت بها والحزن يكسو مﻻمحها فأرجعته ندى لقلقها على يوسف فهتفت تطمئنها:
ما تقلقيش يا طنت. الحمد لله إنها جت سليمة. ربنا يبارك لك فيه يا رب ويحفظهولك من كل سوء، وما يحرمكيش منه أبداً.
يا رب يا ندى، ربنا يسمع منك.
هتفت بها بدعاءٍ صادقٍ فهتفت ندى باعتذار:
أكيد سندس دلوقتي زعلت علشان ما سلمتش عليها. أنا كنت مشغولة في يوسف والله واللي حصل له. ما انتبهتش لسندس غير لما حور نبهتني.
حور. هي لسة هنا؟
هتفت بها يمنى باستغرابٍ فهتفت ندى وهي تبحث عنها بعينيها:
أيوة. تقريباً كانت داخلة ليوسف حاجة كدة. مش عارفة بالظبط راحت فين؟
نحلة بتلف في المستشفى يا طنت ما شاء الله عليها.
هتفت يمنى في نفسها بابتسامة:
هي نحلة بتلف في المستشفى وأنتي راديو واتفتح فوق دماغي.
ثم استطردت بدعاء:
ربنا يبارك لها فيها يا رب. وفي كل اللي عندها.
طب إيه. مش هتيجي معايا علشان أسلم على سندس قبل ما أمشي؟
تحركت معها بهدوءٍ وهي تهتف بود:
تعالي يا حبيبتي. أنتي تعبتي النهاردة.
تحركت ندى معها لللللكن حور استوقفتهما بهتافها المبتسم:
إيه يا حلوين؟
رايحين فين وجايين منين؟
ابتسمت يمنى لمرحها هاتفة:
رايحين اﻷوضة. تعالي معانا.
ﻻ. أصل في طوارئ جوة.
هتفت بها بسرعةٍ ثم أضافت بهدوء:
الدكتور بيمر. على يوسف. واﻷفضل نسيبه لما يخلص وبعدين إحنا ندخل.
طب وفيها إيه لما ندخل دلوقتي؟
هتفت بها يمنى باستغراب فهتفت حور بضحكة:
ﻻ. كدة هنشوشر عليه. ومش كل مرة نقطع عليه بقى يا جميل.
نقطع عليه؟
هتفت بها ندى باستغرابٍ مماثل ثم أضافت بعدم فهم:
تقصدي إيه يا حور؟ بﻻش ألغازك دي الله يبارك لك.
ابتسمت يمنى وكادت أن تجيبها لكن يمنى سبقتها بتساؤلٍ قلق وهي ترمق باب الغرفة البعيد نسبياً بعينيها:
في إيه يا حور؟ هو يوسف فيه حاجة؟
ﻻ. يوسف قطة بسبع أرواح. ما تقلقيش عليه. بطل من يومه.
تنهدت يمنى بارتياح هاتفة:
طيب ممكن بقى على بال ما الدكتور اللي بيمر يخلص تيجي معايا نقعد على المقاعد اللي هناك دي علشان عايزاكي في كذا حاجة؟
هتفت حور بابتسامةٍ واسعة:
أيوة طبعاً يا سﻻم. بس تعالي على الكفاتيريا أحسن. أنا بحب اﻷماكن المفتوحة.
همت يمنى بالاعتراض فأمسكت حور بكفها تقنعها وبالكف اﻵخر تضغط على كف ندى هاتفةً بنفس ابتسامتها العفوية وهي تسحبهما بهدوءٍ نحو وجهتها:
تعالوا بس. دا تحت بيعملوا قهوة تجنن. اختيارات الدكتور عمرو بقى. ما شاء الله عليه كَيّيِفْ قهوة من يومه يا طنت. كلنا عارفينه بقى.
توقفت أمام باب الغرفة بينما هزت يمنى رأسها مؤيدة عفوياً دون أن تنبس ببنتشفة وحور تهتف بصوتٍ عالٍ نسبياً:
يا رب بس الدكتور يعد الجمايل.
....................
في حريقة في معرض من المعارض بتاعة حضرتك يا أحمد بيه.
حريقة؟
هتف بها بجزعٍ فهتفت هنية وهي تهب واقفة بقلق:
يا نهار أسود.
حاجة ضاعت من الشغل؟ حاجة باظت؟
هتف الطرف اﻵخر عبر المكبر الصوت الذي فتحه أحمد للتو:
لﻷسف معرفش حاجة. في خسائر بشرية.
هتف أحمد بﻻ مبالاة:
مش مهم دول دلوقتي. نبقى نرمي لأسرهم أي حاجة تعويض. المهم الشغل. فلوسي اللي حطيتهم فيه ما تضيعش هدر كدة.
هتفت هنية مؤيدة:
معاك حق يا أحمد. إحنا ﻻزم نسافر حالاً.
هتف الرجل بضيق:
ادعوا بس النار ما تمسكش في بقيت المعارض بتاعتكم.
هتفت هنية بصراخ:
ﻻ. مش هيحصل حاجة.
إحنا أقوياء وهنقدر نلم الدنيا من تاني. ولو في خسارة هنعوضها.
أغلق أحمد الهاتف في وجه مدير أعماله واﻷخير يهتف باستغراب:
يا ساتر. ناس ما بتختشيش.
طب حتى قولوا إن شاء الله.
بعدين القوي في اللي أقوى منه.
ربنا يهدكم هدة قوية بحق جاه النبي.
بينما أسرع أحمد وهنية -كذلك- في ارتداء مﻻسهما على عجلٍ لكنها سألت بهدوء:
هنعمل إيه في الزفتة يمنى؟
الزفت عبد الله والزفت عزيز هنا قاعدين. ابقي ارمي لهم قرشين اكتميهم بيهم علشان يفضلوا خاضعين كدة. ولما يبقوا يﻻقوها يبقوا يجيبوها على البلد وييجوا.
هتف بها بتغطرسه المعتاد فهتفت هنية مؤيدة:
معاك حق. إحنا ﻻزم نقعد جنب تجارتنا ونشوف مصالحنا.
طول عمر يمنى دي وشها شؤم على حياتنا.
كل ما بتدخلها تحصل مصيبة.
مرة تاخد عمرو مننا، ومرة المعرض يتحرق.
هتفت بها بحقد بينما هتف أحمد بوعد:
ما تخافيش.
تيجي هي بس وأنا هكسر لك مناخيرها وهخليها تقول حقي برقبتي. سلمت يا سيدي خﻻص.
أيدته بقولها القاسي:
وأنا هموتها لك.
إيه؟
هتف بها بذهول فضحكت بعصبية وهي تهتف بكذبٍ متقن:
أقصد يا حبيبي. هموتها لك من الضرب اللي هتاخده على إيدي.
آه. أنا قلت أنتي دخلتي سكة القتل من ورايا وﻻ إيه؟
هتف بها بهدوءٍ فهتفت والغيرة تنضح من حروفها:
ودي تيجي يا أحمد بيه؟ يﻻ علشان نلحق.
رد عليها بوعيدٍ وهو يخطو خارج غرفة النوم:
يﻻ. بس والله ثم والله اللي اتسبب في الحريقة دي ﻻ هطلع روحه.
ابتسمت لنفسها بتهكمٍ ثم أضافت بما يشبه السخرية:
مش لما تبقى تعرفه اﻷول.
أجابها بتحدٍ عارمٍ:
هعرفه يا هنية. وهجيبه. وهتشوفي.
هتفت لنفسها سراً وهي تضع بعض اﻷوراق المالية القليلة على المنضدة:
خلينا ورا الكذاب، والمية تكذب الغطاس يا. أحمد بيه.
أغلق أحمد باب الشاليه خلفهما بهدوءٍ فتنهد عزيز وعبد الله بارتياحٍ لم يدم سوى ربع الساعة فقط.
كانا يجلسان يتناوﻻن اﻹفطار وعزيز يهتف وهو يرتشف من كوب الشاي خاصته بطريقةٍ مقززة:
عهد عليا يا عمي ﻻ هجيب لك ورشتين مش ورشة واحدة بس تديني سندس.
هتف عبد الله بمرواغة:
وأنا إيه اللي يضمن لي بقى إنك ما بتلعبش بديلك معايا، وأول ما تاخد البت وتضمن إنها باقت على اسمك خﻻص تخلا بيا وتبقى فص ملح وداخ؟
دي تبقى خسارة العمر يا عزيز.
ضحك باصطناعٍ يهتف:
ﻻ. أنا وش ذلك بردو يا عمي. إخص عليك. ﻻ ﻻ يا بودي. أنا زعلت منك.
هتف عبد الله بعد قليلٍ بنبرةٍ غريبة:
بقول لك إيه يا عزيز.
إييه.
هتف بها وهو يسلط عينيه على وجهه الذي لم يعد واضح التعبيرات فهتف عبد الله بنفس نبرته الغريبة:
ليك في المغامرة وتجربة كل ما هو جديد؟
أكيد.
هتف بها عزيز بتأهبٍ فهتف عبد الله باشتهاء:
طب إيه رأيك لما تخليهم ورشة واحدة زي ما اتفقنا وتطاوعني في اللي هعوزه منك؟
اللي هو إيه دا يا عمي؟
هتف بها بتوجسٍ من نظراته وطريقة حديثه فصمت عبد الله قليلاً يتﻻعب بأعصابه لبعض الدقائق ثم وضع كوب الشاي بهدوء على المائدة التي فرغت من الطعام ولم تعد تحوي سوى أطباق، ثم نهض من جلسته يخطو نحوه بحذرٍ يقترب منه فهتف عزيز بريبة:
عمي أنت بتعمل إيه؟
احتضنه عبد الله فجأة وهو يهتف بنبرةٍ حالمةٍ وهو يملس على جسده بالكامل:
اللي هنعمله أنا وأنت النهاردة هيبقى بالنسبة لك متعة ﻻ تضاهيها متعة.
فهم عزيز أخيراً مقصده فحاول دفعه عنه بقوةٍ لكن تشبث عبد الله به كان اﻷقوى وهو يهتف مهدئاً:
إيه يا زيزو. اهدا كدة في إيه؟ إحنة هنجرب على خفيف، ولو ما عجبكش الوضع وعد مني هسيبك على راحتك ومش هتكلم معاك في الموضوع دا تاني.
وللعجب. وافق عزيز.
تمكنت منه بذرته الفاسدة واتجه معه نحو غرفة النوم التي كان يستعملها هنية وأحمد.
كان عزيز يخلع مﻻبسه بينما ثبت عبد الله كاميرا هاتفه الرديء كي يستطيع التصوير وهو يهتف بنفسه:
يﻻ. متعة وضمان لحقي بالمرة. وريني هتغدر بيا إزاي يا ابن المعلم كمال.
بدأ عبد الله في ممارسة المحرمات مع عزيز الذي بدى متوتراً نافراً في أول اﻷمر لكنه هتف في النهاية بصوتٍ منهك:
عمي. الله. ما تعمق شوية. اديني من خبراتك.
لكن. سرينة الشرطة التي تقترب حالت دون ذلك؛ فنهض عبد الله سريعاً يهتف برعب:
البوليس دا وﻻ إيه؟
بوليس؟
كان هذا صوت عزيز المرتجف أثر ما كان يفعله به عبد الله لكنه حاول أخراج نفسه من تلك الحالة وهو يرتدي مﻻبسه على عجلٍ وهو يسأل عبد الله بوجل:
هنروح فين؟
ويسرع نحو السطح:
السطوح. هننط من هناك.
...................
هتف عبد الله وهو يحمل الكمبيوتر الشخصي الخاص بسندس طرق عمرو باب الغرفة بهدوءٍ ثم دلف بعد ما سمع صوت سندس تأذن له بذلك.
اعتدلت في جلستها بمشقةٍ قليلاً لكنها هتفت بابتسامةٍ سعيدة:
مبارك يا دكتور، أنا فرحانة قوي إن الحق ظهر أخيراً.
ابتسم لها وهو يهتف بحزن:
حور بس مستعجلة شوية.
ثم استطرد بتذكرٍ بعد صمتٍ قصير:
ثم أنتِ عرفتِ منين؟
ابتسمت باتساعٍ وهي تهتف:
القمورة حور باقت صاحبتي قوي قوي، وما بتخبيش عليا حاجة خالص.
آه. قلتِ لي بقيتوا صحاب.
ابتسمت سندس وهي تهتف بفخرٍ وقد سلطت عينيها على وجهه الذي تغطيه القبعة:
أنا كان نفسي أشوفك من زمان. ماما كلمتني عنك كتير.
دق قلبه بقوةٍ ولم يرد أن يقاطعَ استرسالها حتى تكمل ما ما كانت تحكيه لعله يطمئن عليها ولو قليلاً فأردفت مستطردة وهي تعيد كل ما قالته لها والدتها عنه في رأسها:
أنت عارف. ماما هي الوحيدة تقريباً اللي متأكدة إنك مش ممكن تقتل.
كانت بتدافع عنك قدام حور من قبل ما حور تعرف أي حاجة.
ابتسم باتساعٍ وهي يسألها بعدم تصديق:
معقول؟
كل الناس شايفاني قاتل بدم بارد.
هتف بها بألمٍ واضحٍ فهتفت مواسية:
أنا آه معرفكش قبل كدة بشكل شخصي، لكن أنا بصدق ماما في كل اللي هي بتقوله.
ما حصلش مرة إنها كذبت عليا، علشان كدة أنا بدعي لك كتير ربنا يفك كربك.
ما كانش ييجي على بالي في يوم إني هشوفك وبالذات في الموقف العجيب اللي اتحطينا فيه دا إحنا الاثنين.
ضحك لتذكره منظرها على ذراعيه ﻻ حول لها وﻻ قوة ترتعش من خوفها من يمنى فأضاف بتحذير:
أمك لو عرفت هتولع فيكي. بس أنا والله وقتها ما فكرتش في حل تاني.
أنا اتصرفت بتلقائية.
حقك عليا لو كنت ضايقتك.
قاطعته بابتسامة هاتفة:
حق إيه يا دكتور؟
أنا اللي المفروض أشكرك على كل اللي عملته معايا.
أنا لوﻻك دلوقتي كان ممكن اتجبست في رجلي ﻻ قدر الله.
هتف براحة:
الحمد لله إنها جت على قد كدة. إن شاء الله هتقومي بالسﻻمة وتخفي بسرعة.
آه يا رب. لحسن أنا مش بحب جو المستشفيات دا خالص.
هتفت بها برجاءٍ ثم أضافت بتساؤل:
هو حضرتك ليه عرفت يوسف بكل حاجة؟
الكﻻم جاب بعضه. مش فاكر بصراحة إيه اللي خﻻنا نعمل تحاليل ونتأكد من كل حاجة.
هتف بها وهو يتفحصه بعينيه بحنانٍ أبويٍ بالغٍ فهتفت بحزن:
ماما اتعذبت جامد قوي علشان تعرفك بوجوده، بس أهل حضرتك.
عارف.
قاطعها بها بصوتٍ كسيرٍ ثم أردف بعد أن وضع وجهه بين راحتيه:
يمنى اتظلمت كتير قوي معانا يا سندس.
كلنا جينا عليها وأنا أولهم.
كان ﻻزم ما أصدقهمش.
كان ﻻزم أبذل كل مجهودي وأدور عليها وما أرتاحش غير لما أﻻقيها وأسمع منها.
تنهدت بحزنٍ على ما آل إليه حال والدتها وهي تهتف:
يﻻ معلش. حصل خير. ما حدش عارف الخير فين يا دكتور.
مظبوط.
هتف بها مؤيداً وهو يتجه نحو يوسف يقبله بخفةٍ على وجهه صعوداً إلى جبينه، ثم احتضنه برويةٍ كي ﻻ يؤلمه وهو يهتف بحزن:
كان نفسي أكون هنا وآخد بالي منه بنفسي، بس ما باليد حيلة.
الحمد لله بس إني عرفت أشوفه وأتطمن عليه.
هتفت سندس بحزنٍ لرحيله:
هو حضرتك هتمشي بالسرعة دي؟
وجودي هنا مش بإيدي. والحمد لله إني شوفته. لو كان بنفسه طمني عليه في التليفون ما كنتش هصدقه غير لما أشوفه بعينيا.
خليه بس لما يصحى يحاول يكلمني علشان أتطمن عليه.
ولما يقوم بالسﻻمة ويقدر يقف على رجليه يبقى ييجي يزورني.
وقولي له إنه هيوحشني قوي.
بكت بتأثرٍ من كﻻمه ثم أضافت بمشاكسة تخفف من حدة الموقف:
بردو هتبقى بالطقية دي؟
ضحك بقوةٍ على ما قالته وهو يجيبها:
ﻻ. دي بتستخدم عند اللزوم.
خﻻص. هحاول أفلفص من ماما كدة وآجي لك زيارة.
ابتسم ولم يعقب وهو يقبل يوسف للمرة اﻷخيرة ثم اتجه نحو فراشها يقف على بعد بضع خطواتٍ منها:
مش عايزة حاجة؟
هزت رأسها نفياً دون ردٍ ثم سمعته يستطرد بنبرته المسيطرة:
آه. قولي لمامتك حساب المستشفى اتدفع.
طرقات سريعة على الباب تدخل بعدها يمنى وهي تهتف بصرامة:
ﻻ شكراً. أنا ما باخدش ﻻ عطف وﻻ إحسان من حد أنا ما أعرفش هو مين وﻻ يبقى لابني إيه.
....................
أنت تقرأ
رواية ولو بعد حين.، الجزء الأول
Romanceقالوا عنها خائنة فصدقهم وكذبها. حاول أن ينسى فظلم. حاولت أن تعيش فماتت. لم يعرف أنها تمتلك جزءً منه. ولم تعرف أنها ﻻزالت تمتلك قلبه إلى الآن. فهل سيتجدد اللقاء بينهما يوماً ما؟ هل سيعرف الحقيقة؟ وهل بعدما أصبح لكلٍ منهما طريقاً ستلتقي الطرق؟...