الفصل الثاني بعد العشرين:

289 155 7
                                    

السلام عليكم.
إزيكم يا قرائي الأعزاء؟
يا رب تكونوا بخير وفي أفضل حال.
كل عام أنتم بخيرٍ وربنا يعود علينا وعليكوا الأيام الحلوة دي وأنتوا محققين كل اللي بتتمنوه.
وربنا يبلغنا رمضان إن شاء الله لا فاقدين ولا مفقودين.
وعايزين وحنة بنقرأ الرواية ما ننساش ندعي لإخواتنا الفلسطينيين بالنصر القريب إن شاء الله.
طبعاً أنا عايزة أقدم لكم اعتذاري على إني ما نزلتش الفصل امبارح بس حصلت لي ظروف خليتني ما لحقتش أخلصه.
علشان كدة نزلته النهاردة في موعد استثنائي وإن شاء الله يعجبكوا.
ومعلش أنا عارفة إنكم استحملتوني كتير بس دا العشم بردو.
ياريت لو الفصل عجبكوا ما تنسوش الفوتينج والشير والكومنت علشان أتشجع أنزل لكم روايات أكتر.
وأكيد مستنية آراءكم البناءة وعندي استعداد طبعاً نتناقش فيها.
يلا أسيبكم بقى مع الفصل وآسفة جداً على الإطالة وعلى تأخير الفصول عليكم.
وأوعدكم إني هحاول متأخرش عليكم تاني إن شاء الله.
وكل سنة وأنتوا طيبين مرة تانية.
ولو بعد حين، الفصل الثاني بعد العشرين:
بمنزل عمرو اﻷلفي:
شعرت ليلى بانقباضةٍ غريبةٍ تعتصر قلبها فوضعت يدها تربت عليه بمواساة وبيدها اﻷخرى كانت تمسك بالصور القليلة التي جمعت بينها وبين عمرو.
تنظر لها بحسرةٍ  على ما آل إليه حالها في هذه اﻷيام. 
تتساءل باستغراب كيف أعماها حبها لعمرو بهذا الشكل وجعلها تتخلى عن كبريائها كأنثى وكرامتها؟
كيف سمحت له أن يعرف امرأة واثنتين وثﻻثة وﻻزال القوس مفتوحاً يحوي عدداً ﻻ نهائي من السيدات الﻻئي عرفهن أثناء فترة زواجه بها؟
لكن -ومع اﻷسف- تلك المضغة التي تقبع أيسر صدرها ﻻزالت تميل له وتحنو عليه كما لم يحن عليه أبويه.
ﻻزالت تشفق عليه من وجوده في هذا المكان الذي ﻻ يرحم.
صراع. صراعٌ ﻻ يرحم يدور بين عقلها وقلبها.
عقلها يأبى اﻻنتظار ويطالبها بالرحيل وإفﻻت يده أخيراً.
قلبها يطالبها بالقصاص لكرامتها المهدرة وكبريائها المفقود لكنه يشاطر قلبه الحزن على ما آل إليه حال هذه اﻷسرة.
أماءت برأسها بعنفٍ تنحي عنها أفكارها قليﻻً لحين زيارته ومواجهته بكل شيءٍ لعلها تجد مرسى ﻷفكارها وتقرر برويةٍ في شأن عﻻقتهما.
إﻻ أن يمنى أبت أن تتركها في حالها.
من يمنى التي يشغل عمرو نفسه بها رغم ما يعانيه اﻵن؟
لمَ يهتم أصﻻً ﻷمرها؟
ومع اﻷسف اكتشفت بعد كل هذا التفكير أن اﻹجابة أبسط مما تتصور.
يمنى كانت إحدى عشيقات عمرو.
يالها من خائنةٍ لزوجها وابنها كما خانها هو.
إذن ﻻ بد أن تخبرَ يوسف بحقيقتها حتى ﻻ يجد صورة والدته منشورة في الجرائد يتناقلها العامة ويلوكون سيرتها بكل صفاقة.
هي ﻻ ينقصها غراميات عمرو اﻵن.
أخيراً.
هربت دمعة حبيسة من عينيها تفرغ من خﻻلها بعض الطاقة السلبية التي تسيطر عليها اﻵن.
ثم تتبعها شهقات خافتة حتى تحولت رويداً رويداً إلى بكاءٍ مرير.
ظلت تبكي لدقائق ﻻ تعلم عددها حتى استفاقت من شرودها على رنين هاتفها.
رفعته امام عينيها تنظر إلى اسم المتصل لتجده أكرم علي.
كفكفت دموعها بأطراف أصابعها وهي تحاول تنظيف حلقها قبل أن تضغط زر الرد حتى يخرجَ صوتها أقرب إلى الطبيعي ثم وضعته على أذنها وهي تهتف برسميتها المعتادة:
ألو. أهﻻً يا أستاذ أكرم. يا رب يكون عندك اخبار كويسة.
أهﻻً يا ليلى هانم. إن شاء الله خير اطمني.
أنا بس كنت حابب أطمنك إني رحت لدكتور عمرو واتطمنت عليه. وهو كويس ما تقلقيش، وانا دلوقتي بحاول أدبر لك زيارة له في أقرب وقت.
هتف بها بنفس رسميتها فهتفت مقاطعة استطراده العملي بسؤالها:
ونتيجة التحقيقات إيه؟
ارتبك قليﻻً لكنه تدارك اﻷمر هاتفاً:
ﻻ. ما هو أنا لسة معرفش التحقيقات فيها إيه ﻷني عندي ظروف كدة في المكتب وبعت له محامي تاني يحضر معاه.
أتمنى مايكونش يوسف دا يا أستاذ أكرم.
طبعاً طبعاً يا ليلى هانم كﻻمك عى راسي من فوق.
لكن عموماً هي التحقيقات مافيش فيها جديد لحد دلوقتي ﻷن مافيش جديد ظهر في اﻷدلة.
سألته بحزنٍ جلي:
وما قاللكش حاجة عن اللي اسمها اماني دي وعﻻقته بيها إيه؟
هتف بإشفاقٍ على حاله:
في الحقيقة أنا مارضيتش أضغط عليه قوي في الكﻻم ﻷنه كان شكله صعب قوي بصراحة.
ليه؟
هتفت بها بقلقٍ إﻻ أن جرس إعﻻنها بمكالمةٍ اخرى حال دون إجابته فاستطردت بسرعةٍ: طب معلش يا أستاذ أكرم هضطر أقفل معاك علشان معايا مكالمة تانية مهمة، وبالتأكيد هنكمل كﻻمنا بعدها.
لم تسمع رده حيث ضغطت على زر الرد لتسمع صوت أحمد القاسي يأتيها بقوله المقتضب:
إذا كنتِ حابة تيجي تحضرِ عزا عمرو بكرة فمافيش مشكلة.
إحنة هنعلن إنه مات خﻻص ودلوقتي عليكِ الاختيار علشان نقسم التركة. ونشوف حقك الشرعي أنتي وحور.
حور؟
أغلق هو المكالمة في وجهها بينما هي كانت الصدمة تسيطر على مﻻمحها وهي تضغط بسرعة على الهاتف باحثةً عن اسم حور التي لم تشعر بتأخرها إﻻ اﻵن.
وضعت الهاتف على أذنها في انتظار الرد، لكن الرد اﻵلي يبلغها بإغﻻق الهاتف جعلها تشعر بقلقٍ متزايدٍ ولا تعرف كيف تتصرف حيال هذا اﻷمر.
حاولت مراتٍ عدةٍ لكنها لم تلقَ رداً مغايراً. فحسمت أمرها وقررت الذهاب إلى قسم الشرطة للإبﻻغ عن تغيبها، لعلها تنقذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يفوت الأوان.
......................
بمنزل مريم:
ارتدى أشرف مﻻبسه على عجلٍ دون أن يعطِ اهتماماً لمظهره الغير مهندم على اﻹطﻻق، وكل السيناريوهات البشعة تدور في خياله بﻻ رحمة.
كلما اجبر رأسه على التوقف عن التفكير في سيناريو ما، صور له الشيطان ومن قبله نفسه سيناريو أبشع منه بمراحل.
أخذ كل ما كان في المنزل من أموالٍ لعله يحتاجها أو تحتاجها مريم.
تلك الفتاة التي قلبت موازين نبضات قلبه من تماماً قلقاً وخوفاً عليها.
يعلم أنها اﻵن ﻻ تحتاج شيئاً سوى وجوده بجوارها وطمأنتها باحتضانه لها والتربيت عليها.
وبالتأكيد وجود يوسف سيشكل فارقاً كبيراً في حالتها النفسية، كما أنه -بالتأكيد سيستطيع التصرف في هذه اﻷمور بما أنه خطيبها، وغير ذلك له عﻻقة وثيقة بالقانون.
في هذه اﻷثناء دخلت أمنية من باب المنزل الذي كان يخرج منه أشرف في نفس الوقت وهو يعبث بهاتفه باحثاً عن اسم يوسف كي يريا ما الذي يمكن فعله ومحاولة إنهاء المشكلة بأقل الخسائر، لكنه سقط من يده إثر الاستضام الذي حدث بينه وبين زوجته.
أشرف. مش تفتح. يعني مش شايفني.
لم يكن في حالةٍ مزاجيةٍ للشجار معها إﻻ أن منظرها وعدم اتزانها دفعاه للصراخ عليها بقوله الساخط:
طبعاً. ما هو أنا اللي المفروض أفتح في كل حاجة.
أنا اللي المفروض أبقى عارف بنتي فين دلوقتي وبتعمل إيه.
طالما أمها باقت بالنسبة لنا ميتة خﻻص.
هتفت بصراخٍ مماثل وهي تلوح بيديها في وجهه:
أشرف. اسكت شوية مش بحب الزعيق.
فهمني بالراحة كدة في إيه.
مالها مريم؟
مريم!
لسة فاكرة يا هانم إنك ليكي بنت اسمها مريم؟
عموماً مش وقته. لما أرجع لك نتحاسب على كل اللي فات.
نتحاسب ياخويا مانتحاسبش ليه؟
عديني بقى علشان عايزة أنام.
دفعها بعنفٍ نحو اﻷريكة حتى أنها سقطت عليها ثم سقطت على الأرض بسبب عدم اتزانها الملحوظ؛ فتأوهت صارخةً وهي تهتف بغضب:
إيه الهمجية دي؟
أنت اتغيرت خالص يا أشرف وبقيت ﻻ تطاق.
أما هو فتجاهل ما قالت وهو يهتف بحرقة:
نامي.
نامي يا أمنية وسيبي بنتك مرمية في القسم ما نعرفش إيه اللي حصل لها وﻻ هي عملت إيه عشان يجرى لها كل دا.
نامي وارتاحي وسيبيها في أكتر وقت هي محتاجاكي فيه.
نامي وارتاحي بس ماتبقيش تعيطي عليها لما فجأة تروح من إيدك وماعتيش تﻻقيها.
نامي بس ما ترجعيش تندمي يوم ﻻ ينفع الندم.
أما هي فوقفت بصعوبةٍ بعدما استندت على اﻷريكة وهي تهتف بجزعٍ وهي تلطم على صدرها:
يا لهوي.
قسم؟
قسم ليه؟
عملت إيه مقصوفة الرقبة دي علشان تجرسنا وسط الجيران وقدام خطيبها وأهله؟
خرج من المنزل أخيراً ليلحقه بفتاته الذي ﻻ يعلم بحالها إﻻ الله لكنها لحقت به بسرعةٍ قدرما استطاعت وهي تهتف بتأنيب:
في إيه يا أشرف ما تتعاملش معايا كدة.
أنا مش واحدة جايبها من الشارع.
أنا بنت ناس بردو.
وبعدين ما هي بنتي زي ما هي بنتك والمفروض تراعيني شوية يعني.
بنت ناس؟
هتف بها بتهكمٍ ساخرٍ وهو ﻻزال يهرول نحو الشارع ثم أضاف بشكٍ جلي:
وهي بنت الناس بردو تخرج كل يوم والتاني بحجة شكل والله أعلم بتروح فين وبتعد مع مين؟
تجاهلت ما قاله وهتفت مغيرةً الحديث بقلقٍ صادق:
طب هي البت عملت إيه؟
قل لي وطمني.
لم يرد عليها حيث بدأ في الاتصال بيوسف ثانيةً كي يخبره بما حدث ويطلب منهم أن يسبقهم على القسم ليرى ما اﻷمر إﻻ أنه لم يجد رداً.
زفر بضيقٍ وهو يضع الهاتف في جيبه هاتفاً بحنق:
أنا مش عارف لما أنت مش هترد على تليفونك بتشيله معاك ليه.
أعاد الاتصال مرة تلو اﻷخرى وﻻ فائدة حتى أتته رسالته المكتوبة باختصارٍ شديد حتى أنه ﻻحظ وجود بعض اﻷخطاء فيها لكنه فهمها:
)عمي. في حاجة. أنا في تحقيق ولما أخلص هكلم حضرتك إن شاء الله(.
لم يفرط في فرصته التي أتته على طبقٍ من ذهبٍ فأرسل له بصوته:
يوسف.
الحقني أرجوك.
مريم في القسم ومش عارف ليه.
في هذا الوقت أوقفت أمنية سيارة أجرى وأشارت ﻷشرف كي يتبعها ففعل وهو ﻻزال في استطراده المتوتر:
أنا رايح لها أهو في الطريق.
أرجوك. سيب اللي في إيدك وتعالى الحق خطيبتك بتضيع.
ظهر أمام مؤشر قراءته للرسالة، لكنه وضع الهاتف في جيبه وأخرج مصحفه وبدأ يقرأ آيات الذكر الحكيم حتى يصلَ إلى القسم لعله يكون تفريجاً لكربة فلذة كبده وقطعة فؤاده.
بل.
فؤاده كله.
....................
أما عند يوسف:
كان عمرو يقف بتعبٍ واضحٍ وعﻻمات أصابع هنية وأحمد تظهر جلية على وجهه تجسد مدى الألم النفسي قبل الجسدي الذي يعانيه اﻵن.
يرد على اﻷسئلة ويكاد يرى يوسف دموعه المتحجرة في مقلتيه لكنها تأبى الخضوع حتى اﻵن.
هتف رئيس النيابة بلهجة صارمة:
وبعدين يا دكتور؟
أنت مش ناوي تجيبها لبر يعني؟
كل اﻷدلة ضدك ومافيش داعي لﻹنكار.
رد هو بهدوءٍ قدر المستطاع:
وأنا عند كﻻمي. أنا فعﻻً ما قتلتهاش.
أيده يوسف بقوله:
وبعدين هو هيقتلها ليه؟ أكيد مش هيفرط في سمعته وﻻ في اسمه علشان خاطر واحدة زي دي.
أجابه الرجل بتهكم:
ما كانش هيفرط في سمعته من اﻷول ويعرف اﻷشكال دي.
أرجوك ما تتخدعش في الناس والمظاهر بسرعة.
مش كل الناس بريءة وعلى نياتها.
أجابه يوسف بثقة:
وأنا واثق في براءة موكلي.
في الحقيقة ﻻ يعلم من أين أتى بهذه الثقة؟
ﻻ يعلم لمَ أصﻻً يشفق عليه كلما رآه؟
وﻻ يعلم -وللعجب- لمَ يشعر أن هناك شيئاً ما يربطه بهذا الرجل الذي يقف على بعد أمتارٍ منه ﻻ حول له وﻻ قوة؟
وﻻ يعلم ما هذا الشبه الكبير الذي يجعل دقة غير مألوفةٍ من قلبه تؤلمه ربما كلما تقابﻻ؟
أخرجه من شروده صوت رئيس النيابة وهو يجيبه:
ما تتخدعش أنت بس في البدل النضيفة والماركات العالمية والعربيات اﻵخر موديل والمكانة المرموقة والمنصب الكبير.
هتف عمرو بمرارة:
فعﻻً. معاه حق.
لكن دا مش معناه إني قتلتها.
فدا كان بسبب ظروف حصلت لي مافيش داعي نتكلم عنها دلوقتي.
ودا طبعاص ما يعفينيش من الغلط، لكني دفعت تمنه غالي قوي من نفسيتي وكرامتي ويمكن هفضل أدفع فيه عمري اللي جاي كله.
وفكرة إني فرطت في سمعتي وأخﻻقي وعرفت واحدة زي دي وللأسف عرفت غيرها كمان هتف يوسف بإشفاق على حاله:
لو تسمح لي سيدي الرئيس.
عايز أنفرد بموكلي شوية.
طبعاً. حقك. لكن أرجوك ما تطولش.
لسة التحقيق فيه بقية يا دكتور.
هتف بهذه الجملة وهو ينهض من مقعده الوثير متجهاً نحو باب الخروج فأوقفه يوسف بقوله:
معلش. ممكن فنجان قهوة سادة من فضلك لو مافيهاش قلة ذوق يعني.
ابتسم الرجل بمجاملةٍ وهو يهتف:
طبعاً طبعاً مافيش مانع خالص. دقايق وهتﻻقيها عندك.
ابتسم يوسف بامتنانٍ وهو يهتف:
متشكر جداً لحضرتك.
بادله الرجل اﻻبتسام ثم خرج تاركاً إياه يناظر عمرو بفضولٍ شديد.
كلما هم ببداية الحديث تراجع ﻷنه ﻻ يعلم حقاً ما الذي يجب قوله في هذه الظروف.
وللعجب.
رفع عمرو رأسه بعد برهةٍ ليبدأَ الحديث بسؤالٍ ألجم لسانه للحظات:
مامتك أخبارها إيه يا يوسف دلوقتي؟
صمت قليﻻً وهو ثم أردف بتخمين:
أكيد أستاذ أكرم عرف حضرتك. أنا آسف جداً والله إني ما عرفتش أبلغ ليلى هانم برسالة حضرتك، لكن ما تقلقش، أستاذ أكرم بلغها. أنا قلت له.
هتف عمرو بلهفةٍ ظاهرةٍ:
سيبك من ليلى دلوقتي. طمني على والدتك. إيه اللي حصل لها؟
ود لو يسأله عما حدث لها في حياتها منذ فارقته، لكنه أردف بحزنٍ دفين:
أقصد يعني إيه اللي حصل لها خﻻها تتعب بالشكل دا؟
استحى يوسف أن يخبرَهُ بما حدث بينه وبين والديه فهتف بتلعثم:
عادي يا دكتور. أزمة صحية كدة اضطرت على أساسها تشيل الرحم.
شهق بصدمةٍ وهو يهتف بإشفاق:
وهي أخبار نفسيتها إيه دلوقتي؟
أجابه اﻵخر بفخر:
والدتي ست مؤمنة يا دكتور، وعارفة إن كل اللي بيريده ربنا وبيختاره هو اللي فيه الخير لينا. صبرت واحتسبت الأجر على الله وهو قادر يعوضها عن كل اللي شافته.
كان نفسي أكون أنا عوضك يا يمنى وتكوني عوضي. لكن فين بقى؟
كل واحد تاه من التاني واتفرقت طرقنا خﻻص.
في هذه اﻷثناء دخل العسكري بالقهوة وهو يهتف برسميةٍ مشوبةٍ بالاحترام:
حاجة تانية يا أستاذ؟
هتف يوسف بابتسامةٍ وهو يعطيه بعض اﻷوراق المالية:
شكراً يا أستاذ. كتر خيرك.
ابتسم الرجل له وخرج دون أن يضيفَ كلمةٍ أخرى دون الدعاء له بالبركة في صحته وماله، بينما مد يوسف يده بفنجان القهوة -الذي تتصاعد منه اﻷبخرة- نحو عمرو قائﻻً بود:
اتفضل يا دكتور. أظن حضرتك محتاج الفنجان دا أكتر مني.
ابتسم عمرو لفعلته تلك وهو يهتف بخجل:
ﻻ. شكراً يا يوسف. اشربها أنت بالهنا.
ﻻ. أنا كدة كدة بعد ما أخلص مع حضرتك هروح لوالدتي وهشرب قهة من كفاتيرية المستشفى.
يﻻ بقى ما تكسفش إيدي قبل ما رئيس النيابة يقتحم خلوتنا.
أخذها منه وهو يبتسم له هاتفاً بامتنان:
شكراً يا يوسف.
انا فعﻻً كنت محتاج القهوة دي جداً.
ثم استطرد باهتمام:
عموماً يا يوسف. لو احتجت تنقل والدتك المستشفى عندي انقلها وعﻻجها كله هيكون على حسابي ماتقلقش.
ابتسم يوسف ﻻهتمامه هاتفاً:
شكراً يا دكتور. هي يوم وﻻ اثنين وهتخرج من المستشفى إن شاء الله.
حاول عمرو إنهاء فنجان القهوة بسرعةٍ قدرما استطاع، ثم ناوله إياه وهو يهتف بغموض:
يوسف. إحنة ﻻزم نتكلم في حاجات كتير قوي مالهاش عﻻقة بالقضية.
هتف اﻵخر باستغراب:
حاجات إيه دي؟
ود لو سأله: ما الذي يربط بيننا كي نتحدث فيه خارج قضيتك لكنه استحى أن يحرجه بعدما كان ودوداً معه.
في هذه اﻷثناء دخل رئيس النيابة وتزامن معه رنين هاتفه باسم أشرف فهتف في نفسه:
يوه يا عمي. يعني ما كنتش عارف تقدم المكالمة دي ثانية واحدة بس علشان أعرف أرد عليك.
بينما كان رئيس النيابة يهتف بود:
ها. عجبتك القهوة يا أستاذ يوسف؟
هتف اﻵخر بسرعة وهو يغلق الهاتف:
طبعاً طبعاً تجنن. دا أنا ما شربتش قهوة حلوة كدة من زمان.
انبسطت مﻻمح عمرو في هذه اﻷثناء بابتسامةٍ لم تزره من فترةٍ ليست بالقصيرة بينما أجاب رئيس النيابة بعمليةٍ:
تمام. كويس إنها عجبتك. كدة نقدر نكمل التحقيق.
عاود أشرف الرنين ثانيةً فأغلق يوسف الهاتف وهو يهتف في نفسه بغيظ مشوبٍ باستغراب:
ياباي يا عمي. من إمتا أنت زنان كدة؟
اصبر شوية. طالما مارديتش يبقى عندي تحقيق.
حاول أن يعودَ بكامل تركيزه نحو عمرو الحوار الدائر بينه وبين رئيس النيابة لكن أشرف أبى أن يتركه في حاله.
كتب له رسالة مختصرة مفادها أنه مشغولٌ اﻵن وهو يهتف في نفسه بنزق:
القضية دي منحوسة يا يوسف. مش راضية تخلص. وأنت ﻻزم تكون مؤمن بالرسايل الربانية اللي بتتبعتلك.
جاءته رسالة أشرف الصوتية فهتف يوسف بعدما تمكن القلق من قلبه أخيراً:
معلش يا فندم. تقدر تكمل التحقيق على بال ما أشوف المكالمة اللي معايا دي ﻷنها واضح إنها مهمة.
مافيش مشكلة.
هتف بها الرجل باقتضابٍ ثم عاد لينهمك في تحقيق الموسم فخرج يوسف ليسمعَ ما صدمه في هذه الرسالة فأرسل له رده المقتضب:
أنا جاي حاﻻً يا عمي. ما تقلقش. ابعت لي بس أنتوا في قسم إيه.
دخل على عجلٍ وهو يهتف بتوتر:
أنا هضطر أستأذن معلش يا فندم وهبقى آجي لك تاني يا دكتور.
هتف عمرو بقلق:
في حاجة يا يوسف؟ 
العيلة بخير.
هتف بقلق:
معرفش. ادعي لنا يا دكتور الموضوع يعدي على خير.
انتقل قلقه لعمرو فهتف رئيس النيابة:
ربنا يقدم لكوا اللي فيه الخير يا أستاذ يوسف.
إن شاء الله لما المشكلة تتحل تقدر تيجي تضطلع على المحضر.
إن شاء الله.
هتف بها باقتضاب ثم أغلق الباب بهدوءٍ عكس ما يجيش به قلبه اﻵن.
هرول بقلبه قبل قدميه نحو الطريق المؤدي للقسم ليلحقَ برفيقة دربه ليقدم لها الدعم قدرما استطاع ولسانه يلهج بالدعاء أن يحفظها الله من كل سوءٍ ومكروه.
..........بالمشفى:
ذهبت شمس تقف مع سندس وياسمين وهي تهتف باحترام:
السﻻم عليكم. في حاجة أقدر أقدمها لكم؟
هتفت ياسمين بصوتٍ مرتعشٍ من أثر القلق على ندى:
شكراً يا حبيبتي. كتر خيرك.
هتفت شمس بمواساة:
هونوا على نفسكوا يا جماعة. إن شاء الله هتكون بخير.
ردت ياسمين باقتضاب:
إن شاء الله يا حبيبتي شكراً ﻻهتمامك.
أما عند سندس فكانت تحاول مهاتفة أشرف ويوسف لتطمئن على مريم لكنها لم تجد ردا من أيٍ منهما فهتفت بضيق:
أوف. ما حدش بيرد عليا ليه؟
على اﻷقل يطمنوني.
هتفت ياسمين محاولةً تهدئتها وهي تربت على ظهر يدها:
اهدي يا سندس. إن شاء الله خير. هما بيحاولوا يخرجوها من الورطة دي أكيد فماهماش فاضيين يردوا عليكي. هما أكيد عايزين يتطمنوا قبل منك.
هتفت شمس باقتراح:
طيب يا جماعة، ما تيجوا نروح المسجد نصلي ركعتين قضاء حاجة وندعي ربنا بكل اللي إحنة عايزينه وإن شاء الله هيكون رحيم بينا ويستجيب لنا.
يبدو أن اﻻقتراح استساغهما فذهبتا معها دون كﻻمٍ بينهن لعلمهن أن راحتهن لن تتحقق إلا بين يدي خالقهن.
انتهين من صﻻتهن وجلسن قبالة بعضهن وكل منهن تمد يدها للأخرى تواسيها وكأنهن يعرفن بعضهن من سنين ﻻ من دقائق.
كانت شمس أهدأهن أعصاباً فهتفت بابتسامة:
اهدوا يا جماعة شوية. ماتخافوش. ربنا هيشفي ندى إن شاء الله يا ياسمين وهيحفظ مريم إن شاء الله يا سندس.
إحنة خﻻص خدنا بالأسباب وتوكلنا عليه، وهو هيقدر لنا اللي فيه الخير إن شاء الله.
هتفت ياسمين باطمئنان:
إن شاء الله. إن شاء الله خير.
بينما نهضت سندس أخيراً تستند بيديها على ركبتيهما وهي تهتف:
بصوا. حصلوني في الاستراحة أو حتى عند ماما جوة في الأوضة على بال ما أجيب لينا حاجة نشربها وآجي على طول.
هتفت ياسمين باستغراب:
مالها مامتك يا سندس؟
لعل اﻷمر يكون بسيط إن شاء الله.
هتفت سندس بابتسامة راضيةٍ:
الحمد لله على كل حال.
هي باقت أحسن الحمد لله.
أزمة بسيطة وعدت على خير.
بكرة وﻻ بعده وهتخرج إن شاء الله وترجع تنور بيتها من تاني.
إن شاء الله يا حبيبتي. ربنا يطمنك عليها. وسﻻمتها ألف سﻻمة.
هتفت بها ياسمين بنبرةٍ عاديةٍ ثم أضافت بود:
واجب نتطمن عليها بقى. تيجي معايا يا شمس على بال ما سندس تيجي؟
هتفت شمس وهي تنهض من جلستها:
مافيش مشكلة تعالي. ياريت تجيبي لي شاي يا سندس.
هتفت سندس بهدوء وهي تتجه خارج المسجد:
حاضر. وانتي يا ياسمين؟
قهوة.
هتفت بها اﻷخرى بنبرةٍ شاردة في حال ندى وتتمنى من قلبها أن يجدوا فصيلة الدم المناسبة لحالتها.
بينما اتجهت سندس نحو الكفاتيرية لكنها استضمت بآخر شخصٍ لم تتوقع رؤيته اﻵن فشهقت بصدمةٍ وهي ترفع رأسها تواجهه بهتافها:
عزيز؟
....................
أما على الجانب اﻵخر فكان معاذ وخالد يهروﻻن للداخل وبحوذتهما أكياس الدم المطلوبة ﻹنقاذ حياة ندى.
بينما كان سيف يقف أمام باب غرفة العمليات ﻻ يبرح مكانه يجوب الرواق ذهاباً وإياباً بتوتر.
تارةً يدعو الله أن يحفظَ أخته وتارةً يقرأ ما تيسر له من القرآن، وتارةً يمسح دموعه وهو يهتف لنفسه أن القادم أفضل؛ حتى لمح معاذ وخالد يهروﻻن نحوه والممرضة تهرول نحوهما حتى التقوا أخيراً فهتفت بخطورةٍ وهي تأخذ منهما الدم:
ادعوا لها يا جماعة ربنا يلطف بيها.
هتف خالد بهدوءٍ مصطنع:
يا رب إن شاء الله ربنا مش هيخسرنا فيها وهيحفظها لنا.
بينما هتف معاذ بنبرةٍ قاطعة:
هي مش هتمشي مع البنات دول تاني.
هز خالد رأسه برفضٍ لما يقول هاتفاً:
إيه يا معاذ الكﻻم دا؟ يعني هما مثﻻً بيكرهوا ندى فدبروا الخطة دي؟
هتف سيف مدافعاً:
وبعدين يا معاذ كلهم كان هيتم اغتصابهم ﻻ قدر الله. والحمد لله ربنا لطف بيهم هما الثﻻثة وما حصل لهمش حاجة. فأكيد مش هيخططوا يضروا نفسهم يعني.
لم يقتنع معاذ بما قيل له للتو لكن هاتفه حال دون اعتراضه، فنظر ﻻسم المتصل ليشهق بتذكر بعدما تبين أنها شمس.
تركهما وانصرف وهو يهتف:
خليكم هنا ماتسيبوش المكان. على بال ما أشوف الدكتورة شمس.
أصلها جت معايا تتطمن على ندىا.
هتف خالد بتساؤل محاوﻻً إخراجهما من حالة التوتر التي تسيطر على اﻷجواء:
طب ودي نتعامل معاها إزاي يا كبير؟ يعني نتعامل معاها على إنها خطيبتك المستقبلية وﻻ رئيستك في الشغل؟
ضربه معاذ بجانب هاتفه على مقدمة رأسه وهو يهتف بابتسامةٍ تحدت الجو العام وارتسمت على وجهه رغماً عن الظروف المحيطة بهم:
اتأدب يا خالد واعقل كﻻمك معايا.
ابتسم خالد بشقاوةٍ محببةٍ هاتفاً يغيظه:
تمام. يبقى نتعامل معاها على إنها رئيستك في الشغل.
اجري بقى يا دكتور قبل ما تخصم منك نص يوم.
الحمد لله. أنا الوحيد فيكم اللي برأس نفسي.
باشا قاعد على مكتبي في الشركة.
تركه معاذ وانصرف دون أن يرد عليه بينما هتف سيف بتهكم:
والله أنت رايق يا خالد. إحنة في إيه وﻻ في إيه؟
هتف خالد وقد عادت مﻻمحه لجديتها:
على فكرة. أنا قلقان جداً على ندى. لكن هنعمل إيه؟ لو ما كناش نضحك ونخرج التوتر اللي بنعاني منه عمرنا ما هنقدر نكمل وﻻ نقف على رجلينا.
وﻻزم ندى لما تفوق تﻻقينا جنبها أقوياء وواقفين على رجلينا ومافيش حاجة تهزنا.
ﻻزم نكون جنبها خطوة بخطوة علشان تقدر تتخطى اللي حصل بسهولة وما يأثرش على نفسيتها.
ﻻزم نكون داعمين ليها بقوة وهي رايحة القسم تدلي بأقوالها عن المجرمين دول وتتعرف عليهم.
مش ﻻزم نسيبها لخوفها لحظة وﻻزم نؤهلها كمان للتعامل مع الناس ونساعدها ترجع تواجههم بشكل طبيعي.
فهمت يا خفيف أنا ليه بعمل كدة؟
ندى لو مالقيتش الدعم مننا هتﻻقيه من مين يعني؟
هتف سيف بفخر:
شوف. مش معاذ الكبير. لكن أنا بحس إن أنت الكبير والله.
حكيم قوي الواد.
هتف خالد بغضبٍ مصطنع:
اتتريق اتتريق كمان. بكرة تفتقد حكمتي وتقول وﻻ يوم من أيام حكمتك يا خالد.
هم سيف بالرد عليه بتهكمٍ إﻻ أن انفتاح باب غرفة العمليات حال دون ذلك فهروﻻ نحو الطبيب هاتفين في نفس الوقت:
خير يا دكتور.
بينما استطرد سيف بلهفة:
طمننا أرجوك.
آه والنبي يا دكتور دا إحنة مالناش غيرها والله.
هتف بها خالد بنفس لهفته وهو يتعلق في ذراع سيف من التوتر فهتف الطبيب بابتسامةٍ مطمئنةٍ:
قول ﻻ إله إﻻ الله بس كدة واتطمن.
الحمد لله الحالة مستقرة.
وشوية وهتفوق إن شاء الله وهننقلها أوضة عادية. وحبة كدة وهنسمح لها بالزيارة إن شاء الله. ما تقلقش. ربنا ما بيجيبش إﻻ الخير.
تنهدا بارتياحٍ هاتفين بالحمد بينما أخرج خالد هاتفه ليهاتف معاذ ليخبره عن الجديد في حالة أخته.
.................
أما بالقسم:
دخل أشرف مهروﻻً ﻻ يدري من يسأل عن وضع ابنته وأمنية تركض خلفه لكنه يسبقها بمسافةٍ ليست بالقليلة فهتفت تستجديه الانتظار:
يا ابني استنا شوية. هوا ماشية معاك أنا؟
لم يعبأ بما قالت فسأل أول شخصٍ قابله هاتفاً بقلقٍ بالغ:
معلش حضرتك ما تعرفش مريم أشرف أﻻقيها فين؟
ممكن أخليك تقابل الظابط الموجود هنا. تقدر تسأله براحتك ﻷني معرفش.
تركه وانصرف دون ان يمهله فرصة للرد عليه، بين دخلت ليلى مهرولة والقلق يعتصر قلبها على ابنتها تسأل أشرف باعتباره يعمل في القسم:
من فضلك كنت عايزة أقابل الظابط الموجود هنا.
هتف بنفس قلقها:
أنا مستنيه بنتي عندها مشكلة هنا تقدري تدخلي معايا.
تمام متشكرة جداً.
هتفت بها باقتضابٍ بينما هتفت أمنية لأشرف وهي تربت على كتفه:
ما شاء الله ياخويا. شايف لبسها عامل إزاي؟ هما الناس بيدخلوا قسم زينا كدة؟
هتف أشرف بتوبيخ:
تعرفي تسكتي دلوقتي يا أمنية.
خرج العسكري متجهاً نحو أشرف وهو يوجه حديثه إليه:
تقدر تتفضل.
ثم حول بصره نحو ليلى هاتفاً بنبرةٍ خشنةٍ:
عايزة إيه يا هانم؟
عايزة أقابل الظابط.
ادخلي يﻻ ما هي وكالة من غير بواب.
بيقول إيه دا؟
هتف بها أشرف باستغراب لكنه تجاهل اﻷمر وهو يطرق الباب بهدوء ودخل بعدما سمع إذن الضابط بالدخول.
دخل هو أوﻻً ثم تبعته أمنية وليلى هاتفاً:
لو سمحت أنا قالوا لي إن بنتي هنا في القسم فكنت عايز أشوفها وأعرف هي عملت إيه.
هتف أدهم باقتضاب:
اسمها إيه؟
مريم أشرف.
هتف بها بسرعةٍ فهتف أدهم زاجراً إياه:
ﻻزم أقول لك يعني الاسم بالكامل؟
أنا آسف حضرتك مش آخد بالي.
اسمها مريم أشرف عبد المقصود.
عبث بلوحة المفاتيح أمامه يبحث في البيانات عن هذا الاسم قليﻻً ثم هتف برسمية:
آه. هي في المستشفى تعبانة شوية لكنها تحت الحراسة المشددة. هديك عنوان المستشفى تروح تسأل عنها الدكتور لكن مش هتقدر تشوفها دلوقتي.
سألته أمنية بقلق:
طب هي متهمة بإيه حضرتك؟
هتف أدهم بنفاد صبر:
معرفش. لما ييجي الظابط اللي قبض عليها اسألوه.
هتفت ليلى بنفس توترهما:
من فضلك كنت عايزة أحرر محضر عن غياب بنتي.
هتف أدهم بعملية:
مقدرش أفتح محضر إﻻ لو مر على غيابها ٢٤ ساعة.
هتفت ليلى بعصبية:
يعني إيه؟
أنا بنتي مش عارفة هي فين؟
ثم دي حور عمرو اﻷلفي يعني أنا بكلمة ممكن أقلب الدنيا على دماغكم.
هتف أدهم بتهكم:
طب اعقلي الكﻻم اﻷول قبل ما تقوليه. وقبل ما تقلبي الدنيا علينا وتطلعي بجوزك السما حطي في اعتبارك إنه اعترف ﻷهله بكل حاجة.
شهقت بصدمةٍ وهي تهتف بعدم تصديق:
إيه؟
..............................

رواية ولو بعد حين.، الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن