ولو بعد حين، الفصل العشرين:
فلاش باك:
كانت الفتيات الثلاث يتسامرن في سيارة حور أثناء طريق العودة بعد أن قمن بزيارة يمنى في المستشفى.
حور باستغراب: يا ترى طنت يمنى تعرف بابا منين؟
مريم: انتي ليه حاسة إنها تعرف بباكي؟
حور بشرح: طريقتها في الدفاع عن بابا وحمقتها عليه بتقول إنها تعرفه قبل كدة.
مريم: بس دي ست متجوزة وملهاش في المشي الي يعني بتاع باباكي.
لكزتها ندى في ذراعها بقوةٍ وهي تهتف مغيرةً الموضوع: بس البت سندس دي عجيبة.
مررت حور ما قالته مريم وهتفت قائلةً: آه فعلاً بس والله أنا حبيتها.
بنوتة زي العسل.
مريم وهي تنظر من النافذة المجاورة لها: مش عارفة حاسة كإن في عربية ماشية ورانا.
هتفت ندى بخوف وهي تحاول أن تنظر هي الأخرى: إيه يا بنتي الأوفر دا مافيش حاجة.
كادت حور أن تهتفَ مؤيدةً لندى إلا أنَ اصطدام سيارتها من الخلف حال دون ذلك.
صرخت الفتايات ولم تستطع حور السيطرة على السيارة.
تقدمت السيارة التي كانت خلفهن بمنتهى السرعة وضربت إطار سيارة حور فتوقفت تماما.
تعمدوا الاصطدام في طريقٍ خالٍ فلم يسمع أحدٌ ما حدث.
استمرت الفتيات في الصراخ وحور تحاول أن تدير السيارة من جديد دون جدوى.
نزل أربعة شباب من السيارة وهتف فيهم برشامة قائلاً: الي هسمع صوتها فيكم هخلص عليها.
قال هذا وهو يشير بمسدسهِ على رأس حور.
بينما فتح أحدهم الباب المجاور لمريم وهو يسحبها من حجابها على الأرضِ قائلاً: يلا يا حلوة وما تقاوميش كتير.
بينما دخلت ندى تحت الكرسي إلا أنها لم تستطع إيقاف صرخاتها فجذبها أحدُهم وهي تصرخ قائلةً: لأ، لأ لأ.
سبني حرام عليك.
ضرب برشامة رأس حور بكعبِ مسدسهِ ففقدت الوعي وحملها بسهولة ووضعها في السيارة.
بينما حاولت ندى مقاومة من يسحبها فصدم رأسها في الأرض أكثر من مرةٍ حتى فقدت وعيها ووضعها في السيارة بجوار حور.
بينما أحكم حاملُ مريم السيطرة عليها تماما وهو يقول: البت دي حلوة قوي يا واد يا برشامة.
هتف برشامة محذراً: ملناش دعوة بيهم، إحنة علينا نوصلهم للي عايزهم وخلاص على كدة.
حاولت مريم أن تركل بقدميها إلا أنها كانت تركلُ في الهواء.
حاولت أن تقاوم بأي طريقة دون نجاحٍ يُذكر.
صدم رأسها برأسهِ أكثر من مرةٍ حتى فقدت وعيها ووضعها في السيارة بجوارِهما.
انطلقت السيارة أخيرا إلى مصيرِها المجهول.
....................
في الوقت الحالي:
بدأت حور تفتح عينيها أخيراً وتحاول تبين المكان حولها. وجدت نفسها في مكانٍ ضيقٍ خالٍ تماما من الأثاث.
حاولت النهوض لتصل إلى الباب إلا أنها لم تستطع حيث كانت قدميها مقيدتين في الفراش الحديدي الذي كانت ترقد عليه.
نظرت إلى ملابِسها في خوفٍ وحاولت تحسسها بيديها إلا أن يديها كانتا مقيدة هي الأخرى.
لكنها لمحت بطرفِ عينيها وشاحها ملقى بإهمالٍ في أحد الأركان.
حاولت أن ترفع رأسها إلا أنها لم تستطع، حاولت أن تصرخ إلا أنَ صوتها لم يخرج منها فعلمت أنَ فمها مقيدٌ هو الآخر.
بدأت عينيها تبكِ بغزارة وهي تتضرع إلى ربها أن ينقذها مما هي فيه.
دخل عليها أخيرا أحدُهم وهو يقول بابتسامةٍ سمجة: يا أهلاً يا حلوة، كنت مستني اليوم دا من زمان.
بس الواد الجزمة غدر بيا.
لكن مين أنا هحسره عليكي وهدوق الحلويات قبله.
نظرت إليه باشمئزاز ولم تتبين ملامحهُ في الظلام.
حاولت أن تصدرَ صوتاً بفمها فحل قيده أخيراً قائلاً لها: معلش يا حلوة كنا محرومين من سماع صوتك لحد ما نكون في مكان أمين.
عايزك بقا تصرخي وتمتعينا بصوتك الجميل دا من هنا للصبح.
لم تستطع إلا أن تستجيب لهُ فصرخت صرخة مدوية وهي تحاول أن تقاوم قيودِها إلا أنها شعرت بأن قدميها ويديها كادتا أن تتمزقا تحت الأربطة من شدةِ مقاومتِها فقال هو بنبرة شريرة: خلي بالك يا حلوة لتتهوري فتتعوري.
أتبع حديثه بضحكة مستفزة بينما قالت حور بصوتٍ مبحوح: انت مين.
الصوت دا مش غريب عليا.
أشعل هو الضوء لتتبين أنها في غرفة ضيقة لا يوجد بها سوى هذا الفراش القديم وفقط فنظرت إليه لتهتف بصدمةٍ: أنس.
انت بتعمل فيا كدة ليه يا أنس؟
هتف بشرٍ قائلاً: هو انتي مش عارفة يا حلوة إنك في دماغي من زمان.
مش عارفة إن أنا وعلي كنا هنموت عليكي.
فاكرة يا حلوة لما كنا بنتكلم فيديو وكنا بنستمتع بالحلويات بتاعتك؟
جيتي فجأة كدة وقررتِ تستشيخي وتتوبي وتتغيري وتحرمينا من النعيم دا كله مرة واحدة كدة؟
أَلا صحيح، أخبارك إيه مع سي كريم حبيب القلب؟
هتفت بانفعال متجاهلةً كل ما قاله للتو: كريم دا أشرف من عشرة زيك، وما تجيبش اسمه على لسانك القذر دا تاني.
قاطع حديثِها بضربةٍ شديدة على وجهِها أدمته وهو يقول: كريم شريف.
ههههههههههههههه.
انتي صدقتي يا حلوة ولا إيه.
دا أنا وعلي الي مرسيينه على الحوار كله.
وأنا الي راسم له الدخلة.
هتفت بعصبية: انت كذاب وواطي وفاكر إن كل الناس واطية زيك.
ضربها على وجهِها مرةً أخرى فأدمى جانب شفتيها وهو يقول: أنا علشان بحبك بس يا حلوة هعرفك حقيقة كريم بتاعك.
علشان بعدها هتبقي تحت طوعي أنا وعلي لحد ما نشبع منك ونحسره عليكي.
جلس بجوارِها على الفراش فحاولت أن تنكمش على نفسها بعيداً عنه دون جدوى.
بدأ يسير بيده على جسدِها بينما أمسك هاتفهُ بيدهِ الأخرى وسلطه أمام عينيها لترى كريم يجلس مع علي وأنس في إحدى الأماكن المشبوهة وتحلق حوله الفتايات من كل اتجاه.
أشاحت بوجهِها عن شاشة الهاتف في عدم تصديقٍ لما تراه لكنه لم يمهلها الفرصة حيثُ جذب وجهها بيدهِ وثبتهُ على شاشة الهاتف وهو يقول: اصبري يا حلوة، انتي هتمشي من دلوقتي ولا إيه.
اسمعي الحوار الي هيدور.
هيعجبك قوي أصلاً.
بدأت تسمع صوت أنس وهو يقول من الهاتف: بقول لك إيه يا أبو الكرم كله.
ضحك كريم منتشياً بلقبِه قائلاً: نعم يا أبو الأُنس والفرفشة.
هتف أنس بعبث: مش عايز تتسلى اليومين دول شوية بعد ما خلصنا من البت دنيا؟
هتف كريم بإقرار: أنا عمري رفضت تسليتك يا أنس؟
هتف أنس بضحك: الصراحة لا.
هتف كريم بتساؤل ماكر: ونوعها إيه بقا التسلية الجديدة يا كبير؟
سمعت صوت علي يتدخلُ في الحديث أخيراً هاتفاً برغبة: ياه يا كبير دي جامدة قوي.
دي شايفة نفسها على الجامعة كلها.
على أساس إنها بنت باشا كبير وكدة يعني.
هتف كريم بثقة: باشا على نفسه يا حبيبي، انتوا مش عارفين أنا مين ولا إيه؟
هتف أنس بسرعة: لا طبعاً عارفين يا كبير، علي ما يقصدش.
هتف كريم بغرور: لا يا ريت ياخد باله من كلامه معايا، المهم وبعدين.
أجابه أنس بشرٍ: هو فعلا زي ما قال لك علي، هي بت شايفة نفسها، وإحنة عايزين خطة جديدة نكسرها بيها، وأهو تدوق معانا من شهدها.
ضحك كريم قائلاً: واضح إنها عجباكم قوي، على إيه يعني؟
صمت قليﻻً ثم أردف بتهديد:
عارف لو ما كانتش حلوة كدة زي ما هي عجباكم والله لأحرمكم من الجرعة.
هتف علي بسرعة: لا أرجوك، دا الواحد خرمان على الآخر.
أكمل أنس بلهفة: والله يا عم هتعجبك، انت مش بتحب البنت الي تكون شايفة نفسها علشان تكسرها ودي كمان مش بس شايفة نفسها دي كمان حلوة.
رد عليه علي قائلاً: وبعدين مش جايز عمك يقتنع ويوافق تخطبها لما يعرف إنها تبقا بنت عمرو الألفي.
أردف أنس بنفس لهفته: أيوة وأهي هتكون وجهة لشغلكم.
هتف كريم بتفكير: خلاص قولوا لي على كل تحاركاتها، وأنا هراقبها كويس.
هتف أنس بشرح: المهم إنك تدخل عليها زي ما أنا راسم.
سأله كريم: وإيه الرسمة الي راسمها سيادتك؟
أجاب أنس بشرح: هي لازم تشوف حاجة جديدة عن الي متعودة تشوفه، يعني تشوف حد شيخ مثلا، فيلفت نظرها ويبقا سهل يدخل عليها.
انت عارف فضول الإنسان ناحية أي حاجة غريبة وهي هتستغرب إنك ولا اهتميت بيها ولا عاكستها زي ما الكل بيعمل.
هتف كريم ضاحكاً: لا جامد يا واد يا أنس، وناصح كمان.
ثم أخرج هاتفه الذي تعالى رنينه قائلاً: دقيقة واحدة هرد على عمي وهرجع لكم.
هتف أنس ملوحاً بيده: براحتك يا باشا.
ابتعد عنهما قليلا فهتف علي بصوتٍ منخفض: ها سجلت له زي ما قلت لي؟
أومأ أنس برأسه بالإيجاب فسأله علي قائلاً: طب مش هتفهمني إحنة بنسجل له ليه؟
هتف أنس بصوتٍ منخفض هو الآخر: علشان يا غبي لو غدر بينا وقرر ياخد البت ليه لوحده زي الكام مرة الي فاتوا نجيب المزة ونعرفها بكل حاجة.
هتف علي مؤكداً: وطبعا هي مش هتصدقنا علشان هيكون داخل عليها الدخلة التمام مش كدة؟
ضحك أنس قائلاً: بدأت تفهم أهو يا غبي، ساعتها لما ما تصدقناش هنوريها التسجيل دا فهتصدق على طول.
هتف علي بفخر: ما أنا طلعت بفهم أهو، أومال بتقول عليا غبي ليه؟
هتف أنس بسخرية: لا مهو واضح، ما شاء الله على الفهم.
أغلق أنس الهاتف عند هذه الجملة بينما كانت حور تبكي بدون توقف وهي تقول: انتو أحقر ناس قابلتهم في حياتي.
انتو مش بني آدمين أصلاً.
قفز أنس فوقها وهو يقول: لا يا حلوة مش وقت صدمات يا حلوة، في لسة علي عايز ياخد دور.
صرخت حور من الخوف ومن ضعفِ قدرتها على المقاومة فكمم صرخاتها بفمه بينما كانت يديه تحاول تمزيق ملابسها.
....................
بينما عند مريم استفاقت أخيرا على يد تتحسس جسدها الذي يبدو أنه عاريا.
شعرت بالخوف والفزع وصرخت عاليا وهي تقول:
في إيه؟
أنتوا مين؟
وعايزين مني إيه؟
الحقوني.
يا حور.
يا ندى.
أنتوا فين؟
صفعها علي على وجهها قائلاً:
بس بقا يا حلوة.
بس أقول لك أنا كنت مستنيكي تفوقي علشان اللعبة تحلو.
حاولت مريم أن تتحرك من تحته لكن دون فائدة فثبتها أكثر وبدأ في انتهاكها.
صرخت عالياً إلا أنه كتم صرختها بعنف.
....................
بينما قبل قليل عند ندى استفاقت لتجد نفسها مقيدة كحال صديقاتها ثم وجدت برشامة يدخل عليها مترنحا من أثر تناوله لجرعة مخدرات وعندما قفز عليها حركت رأسها فجأة وصدمته بعنفٍ في رأسه ففقد وعيه فوقها.
حاولت أن تتحرك أو تحركهُ من عليها لكن دون جدوى.
صرخت كي يلحقها أحدهم لكنهم اعتقدوا أنها تصرخ بسبب ما يحدث معها فلم يلحق بها أحد.
.................
في مكتب سيف:
كان منهمكاً في متابعة قضية ما حتى سمع صوت هاتفه فأخرجه ليظهر له اسم شقيقه معاذ فأجابهُ قائلاً:
أيوة يا معاذ، في حاجة مهمة؟
أجابه معاذ بتعجل:
أيوة يا سيف، حاول كدة من خلال الجهاز الي معاك تشوف ندى فين.
هتف سيف بلهفة:
ندى؟ هي مالها؟
أجابه معاذ بتوتر:
كانت قايلة لي إنها هتروح تشوف حماة صاحبتها في المستشفى وهتيجي على العصر كدة، وأنا لسة واصل البيت دلوقتي وما لقيتهاش، وبرن عليها تليفونها مقفول.
نظر سيف في ساعته وهو يهتف بخوف:
دي الساعة 7 يا معاذ، ما سألتش خالد عليها؟
يمكن تكون عدت عليه.
أجابه معاذ بعصبية:
سألته يا ابني قبل ما أكلمك أومال أنا بكلمك ليه علشان تشوف هي فين.
هتف سيف وهو يعبث في هاتفه فاتحاً تطبيقا معينا:
يا رب تكون لابسة السلسلة علشان نعرف نوصل لها.
هتف معاذ قائلاً: مش انت منبه عليها متقلعهاش؟
هتف سيف بقلق: أيوة بس انت عارف أختك أحياناً بتتعبها السلسلة في رقبتها وبتقلعها.
هتف معاذ بنفس خوفه:
إن شاء الله خير.
ها وصلت لإيه؟
هتف سيف:
دي في مكان مهجور على الطريق السحراوي، مخزن قديم هناك.
أو شقة قديمة.
هتف معاذ بخوف: ودي هتكون بتعمل إيه هناك؟
هتف سيف بقلق:
مش عارف، طالما التليفون مقفول وما رجعتش لحد دلوقتي تبقا في خطر.
أنا هاخد آدم ونروح نشوف في إيه.
هتف معاذ بقلق:
طيب هتروحوا لوحدكم ما تاخد قوة معاك.
هتف سيف بتعجل:
ما ينفعش ما عنديش دليل إنها في خطر علشان أخرج قوة.
لكن هحاول أتصرف.
مع السﻻمةسلامة دلوقتي يا معاذ، ولو رجعت اتصل بيا.
أغلق الهاتف دون أن يسمع رد أخيه وقام من مكانه بسرعة متوجهاً إلى مكتب سيادة اللواء ليعرض عليه الأمر.
....................
في مكتب أدهم:
دخل عليه الشويش شهين أخيرا بعد ساعات من وقوف عمرو كما أمره أدهم ليقول في احترام وهو يقدم التحية العسكرية:
الأستاذ أكرم علي معاه تصريح بزيارة الدكتور عمرو.
هتف أدهم بتهكم:
آه طبعاً مهو لازم يجيب محامي كبير يلحقه بعد الي هو نيله.
خليه يدخل يا أخويا.
ضرب شاهين الأرض بقدميه قائلاً في احترام:
تمام يا فندم.
وبعد لحظات طرق الأستاذ أكرم الباب وفتحه قائلاً:
مساء الخير يا سيادة المقدم، ممكن أدخل.
قام أدهم من مكانهِ قائلاً:
أهلاً وسهلاً يا أستاذ أكرم اتفضل، أنا هسيبكم لوحدكم شوية، بس يا ريت ما تطولش.
تجاهله أستاذ أكرم وأفسح له المكان حتى يخرج ثم أغلق الباب خلفه ودخل قائلاً بود:
إزيك يا دكتور؟
نظر إليه عمرو بودٍ مماثل قائلاً:
إزيك يا أستاذ أكرم؟
جلس أستاذ أكرم على أريكة في المكتب وأشار لعمرو كي يأتي فيجلس فجلس أخيراً بتعب فسأله أكرم قائلاً:
انت أصلاً كنت هنا ليه؟
أجابه عمرو بحزن:
أصل الوالد والوالدة كانوا هنا في زيارة علشان هما طبعاً علاقتهم كتير وما بتخلصش، وطبعاً عملوا الواجب وزيادة، ثم هتف بتهكم:
وبعدين بقا جه أستاذ أدهم دا وقال اشمعنا هو.
إذا كان أهله الي هما أقرب حد ليه عملوا معاه كدة فجت عليا أنا.
لاحظ أستاذ أكرم حزن عمرو الشديد فحاول أن يطمئنه قائلاً:
أنا عارف إنها محنة صعبة بس هتعدي إن شاء الله.
هتف عمرو بلا مبالاة:
ولو بعد حين، الفصل العشرين:
فلاش باك:
كانت الفتيات الثلاث يتسامرن في سيارة حور أثناء طريق العودة بعد أن قامن بزيارة يمنى في المستشفى.
حور باستغراب: يا ترى طنت يمنى تعرف بابا منين؟
مريم: انتي ليه حاسة إنها تعرف بباكي؟
حور بشرح: طريقتها في الدفاع عن بابا وحمقتها عليه بتقول إنها تعرفه قبل كدة.
مريم: بس دي ست متجوزة وملهاش في المشي الي يعني بتاع باباكي.
لكزتها ندى في ذراعها بقوةٍ وهي تهتف مغيرةً الموضوع: بس البت سندس دي عجيبة.
مررت حور ما قالته مريم وهتفت قائلةً: آه فعلاً بس والله أنا حبيتها.
بنوتة زي العسل.
مريم وهي تنظر من النافذة المجاورة لها: مش عارفة حاسة كإن في عربية ماشية ورانا.
هتفت ندى بخوف وهي تحاول أن تنظر هي الأخرى: إيه يا بنتي الأوفر دا مافيش حاجة.
كادت حور أن تهتفَ مؤيدةً لندى إلا أنَ اصطدام سيارتها من الخلف حال دون ذلك.
صرخت الفتايات ولم تستطع حور السيطرة على السيارة.
تقدمت السيارة التي كانت خلفهن بمنتهى السرعة وضربت إطار سيارة حور فتوقفت تماما.
تعمدوا الاصطدام في طريقٍ خالٍ فلم يسمع أحدٌ ما حدث.
استمرت الفتيات في الصراخ وحور تحاول أن تدير السيارة من جديد دون جدوى.
نزل أربعة شباب من السيارة وهتف فيهم برشامة قائلاً: الي هسمع صوتها فيكم هخلص عليها.
قال هذا وهو يشير بمسدسهِ على رأس حور.
بينما فتح أحدهم الباب المجاور لمريم وهو يسحبها من حجابها على الأرضِ قائلاً: يلا يا حلوة وما تقاوميش كتير.
بينما دخلت ندى تحت الكرسي إلا أنها لم تستطع إيقاف صرخاتها فجذبها أحدُهم وهي تصرخ قائلةً: لأ، لأ لأ.
سبني حرام عليك.
ضرب برشامة رأس حور بكعبِ مسدسهِ ففقدت الوعي وحملها بسهولة ووضعها في السيارة.
بينما حاولت ندى مقاومة من يسحبها فصدم رأسها في الأرض أكثر من مرةٍ حتى فقدت وعيها ووضعها في السيارة بجوار حور.
بينما أحكم حاملُ مريم السيطرة عليها تماما وهو يقول: البت دي حلوة قوي يا واد يا برشامة.
هتف برشامة محذراً: ملناش دعوة بيهم، إحنة علينا نوصلهم للي عايزهم وخلاص على كدة.
حاولت مريم أن تركل بقدميها إلا أنها كانت تركلُ في الهواء.
حاولت أن تقاوم بأي طريقة دون نجاحٍ يُذكر.
صدم رأسها برأسهِ أكثر من مرةٍ حتى فقدت وعيها ووضعها في السيارة بجوارِهما.
انطلقت السيارة أخيرا إلى مصيرِها المجهول.
....................
في الوقت الحالي:
بدأت حور تفتح عينيها أخيراً وتحاول تبين المكان حولها. وجدت نفسها في مكانٍ ضيقٍ خالي تماما من الأثاث.
حاولت النهوض لتصل إلى الباب إلا أنها لم تستطع حيث كانت قدميها مقيدتين في الفراش الحديدي الذي كانت ترقد عليه.
نظرت إلى ملابِسها في خوفٍ وحاولت تحسسها بيديها إلا أن يديها كانتا مقيدة هي الأخرى.
لكنها لمحت بطرفِ عينيها وشاحها ملقى بإهمالٍ في أحد الأركان.
حاولت أن ترفع رأسها إلا أنها لم تستطع، حاولت أن تصرخ إلا أنَ صوتها لم يخرج منها فعلمت أنَ فمها مقيدٌ هو الآخر.
بدأت عينيها تبكِ بغزارة وهي تتضرع إلى ربها أن ينقذها مما هي فيه.
دخل عليها أخيرا أحدُهم وهو يقول بابتسامةٍ سمجة: يا أهلاً يا حلوة، كنت مستني اليوم دا من زمان.
بس الواد الجزمة غدر بيا.
لكن مين أنا هحسره عليكي وهدوق الحلويات قبله.
نظرت إليه باشمئزاز ولم تتبين ملامحهُ في الظلام.
حاولت أن تصدرَ صوتاً بفمها فحل قيده أخيراً قائلاً لها: معلش يا حلوة كنا محرومين من سماع صوتك لحد ما نكون في مكان أمين.
عايزك بقا تصرخي وتمتعينا بصوتك الجميل دا من هنا للصبح.
لم تستطع إلا أن تستجيب لهُ فصرخت صرخة مدوية وهي تحاول أن تقاوم قيودِها إلا أنها شعرت بأن قدميها ويديها كادتا أن تتمزقا تحت الأربطة من شدةِ مقاومتِها فقال هو بنبرة شريرة: خلي بالك يا حلوة لتتهوري فتتعوري.
أتبع حديثه بضحكة مستفزة بينما قالت حور بصوتٍ مبحوح: انت مين.
الصوت دا مش غريب عليا.
أشعل هو الضوء لتتبين أنها في غرفة ضيقة لا يوجد بها سوى هذا الفراش القديم وفقط فنظرت إليه لتهتف صادمة: أنس.
انت بتعمل فيا كدة ليه يا أنس؟
هتف بشرٍ قائلاً: هو انتي مش عارفة يا حلوة إنك في دماغي من زمان.
مش عارفة إن أنا وعلي كنا هنموت عليكي.
أَلا صحيح، أخبارك إيه مع سي كريم حبيب القلب؟
هتفت بانفعال: كريم دا أشرف من عشرة زيك، وما تجيبش اسمه على لسانك القذر دا تاني.
قاطع حديثِها بضربةٍ شديدة على وجهِها أدمته وهو يقول: كريم شريف.
ههههههههههههههه.
انتي صدقتي يا حلوة ولا إيه.
دا أنا وعلي الي مرسيينه على الحوار كله.
وأنا الي راسم له الدخلة.
هتفت بعصبية: انت كذاب وواطي وفاكر إن كل الناس واطية زيك.
ضربها على وجهِها مرةً أخرى فأدمى جانب شفتيها وهو يقول: أنا علشان بحبك بس يا حلوة هعرفك حقيقة كريم بتاعك.
علشان بعدها هتبقي تحت طوعي أنا وعلي لحد ما نشبع منك ونحسره عليكي.
جلس بجوارِها على الفراش فحاولت أن تنكمش على نفسها بعيداً عنه دون جدوى.
بدأ يسير بيده على جسدِها بينما أمسك هاتفهُ بيدهِ الأخرى وسلطه أمام عينيها لترى كريم يجلس مع علي وأنس في إحدى الأماكن المشبوهة وتحلق حوله الفتايات من كل اتجاه.
أشاحت بوجهِها عن شاشة الهاتف في عدم تصديقٍ لما تراه لكنه لم يمهلها الفرصة حيثُ جذب وجهها بيدهِ وثبتهُ على شاشة الهاتف وهو يقول: اصبري يا حلوة، انتي هتمشي من دلوقتي ولا إيه.
اسمعي الحوار الي هيدور.
هيعجبك قوي أصلاً.
بدأت تسمع صوت أنس وهو يقول من الهاتف: بقول لك إيه يا أبو الكرم كله.
ضحك كريم منتشياً بلقبِه قائلاً: نعم يا أبو الأُنس والفرفشة.
هتف أنس بعبث: مش عايز تتسلى اليومين دول شوية بعد ما خلصنا من البت دنيا؟
هتف كريم بإقرار: أنا عمري رفضت تسليتك يا أنس؟
هتف أنس بضحك: الصراحة لا.
هتف كريم بتساؤل ماكر: ونوعها إيه بقا التسلية الجديدة يا كبير؟
سمعت صوت علي يتدخلُ في الحديث أخيراً هاتفاً برغبة: ياه يا كبير دي جامدة قوي.
دي شايفة نفسها على الجامعة كلها.
على أساس إنها بنت باشا كبير وكدة يعني.
هتف كريم بثقة: باشا على نفسه يا حبيبي، انتوا مش عارفين أنا مين ولا إيه؟
هتف أنس بسرعة: لا طبعاً عارفين يا كبير، علي ما يقصدش.
هتف كريم برور: لا يا ريت ياخد باله من كلامه معايا، المهم وبعدين.
أجابه أنس بشرٍ: هو فعلا زي ما قال لك علي، هي بت شايفة نفسها، وإحنة عايزين خطة جديدة نكسرها بيها، وأهو تدوق معانا من شهدها.
ضحك كريم قائلاً: واضح إنها عجابكم قوي، على إيه يعني؟ عارف لو ما كانتش حلوة كدة زي ما هي عجباكم والله لأحرمكم من الجرعة.
هتف علي بسرعة: لا أرجوك، دا الواحد خرمان على الآخر.
أكمل أنس بلهفة: والله يا عم هتعجبك، انت مش بتحب البنت الي تكون شايفة نفسها علشان تكسرها ودي كمان مش بس شايفة نفسها دي كمان حلوة.
رد عليه علي قائلاً: وبعدين مش جايز عمك يقتنع ويوافق تخطبها لما يعرف إنها تبقا بنت عمرو الألفي.
أردف أنس بنفس لهفته: أيوة وأهي هتكون وجهة لشغلكم.
هتف كريم بتفكير: خلاص قولوا لي على كل تحاركاتها، وأنا هراقبها كويس.
هتف أنس بشرح: المهم إنك تدخل عليها زي ما أنا راسم.
سأله كريم: وإيه الرسمة الي راسمها سيادتك؟
أجاب أنس بشرح: هي لازم تشوف حاجة جديدة عن الي متعودة تشوفه، يعني تشوف حد شيخ مثلا، فيلفت نظرها ويبقا سهل يدخل عليها.
انت عارف فضول الإنسان ناحية أي حاجة غريبة وهي هتستغرب إنك ولا اهتميت بيها ولا عاكستها زي ما الكل بيعمل.
هتف كريم ضاحكاً: لا جامد يا واد يا أنس، وناصح كمان.
ثم أخرج هاتفه الذي تعالى رنينه قائلاً: دقيقة واحدة هرد على عمي وهرجع لكم.
هتف أنس ملوحاً بيده: براحتك يا باشا.
ابتعد عنهم قليلا فهتف علي بصوتٍ منخفض: ها سجلت له زي %mا قولتلي؟
أومأ أنس برأسه بالإيجاب فسأله علي قائلاً: طب مش هتفهمني إحنة بنسجل له ليه؟
هتف أنس بص4تٍ منخفض هو الآخر: علشان يا غبي لو غدر بينا وقرر ياخد البت بيه لوحده زي الكام مرة الي فاتوا نجيب المزة ونعرفها بكل حاجة.
هتف علي مأكداً: وطبعا هي مش هتصدقنا علشان هيكون داخل عليها الدخلة التمام مش كدة؟
ضحك أنس قائلاً: بدأت تفهم أهو يا غبي، ساؤتها لما ما تصدقناش هنوريها التسجيل دا فهتصدق على طول.
هتف علي بفخر: ما أنا طلعت بفهم أهو، أومال بتقول عليا غبي ليه؟
هتف أنس بسخرية: لا مهو واضح، ما شاء الله على الفهم.
أغلق أنس الهاتف عند هذه الجملة بينما كانت حور تبكي بدون توقف وهي تقول: انتو أحقر ناس قابلتهم في حياتي.
انتو مش بني آدمين أصلاً.
قفز أنس فوقها وهو يقول: لا يا حلوة مش وقت صدمات يا حلوة، في لسة علي عايز ياخد دور.
صرخت حور من الخوف ومن ضعفِ قدرتها على المقاومة فكمم صرخاتها بفمه بينما كانت يديه تحاول تمزيق ملابسها.
....................
بينما عند مريم استفاقت أخيرا على يد تتحسس جسدها الذي يبدو أنه عاريا.
شعرت بالخوف والفزع وصرخت عاليا وهي تقول:
صفعها علي على وجهها قائلاً:
بس بقا يا حلوة.
بس أقول لك أنا كنت مستنيكي تفوقي علشان اللعبة تحلو.
حاولت مريم أن تتحرك من تحته لكن دون فائدة فسبتها أكثر وبدأ في انتهاكها.
صرخت عالياً إلا أنه كتم صرختها بعنف.
....................
بينما قبل قليل عند ندى استفاقت لتجد نفسها مقيدة كحال صديقاتها ثم وجدت برشامة يدخل عليها مترنحا من أثر تناوله لجرعة مخدرات وعندما قفز عليها حركت رأسها فجأة وصدمته بعنفٍ في رأسه ففقد وعيه فوقها.
حاولت أن تتحرك أو تحركهُ من عليها لكن دون جدوى.
صرخت كي يلحقها أحدهم لكنهم اعتقدوا أنها تصرخ بسبب ما يحدث معها فلم يلحق بها أحد.
.................
في مكتب سيف:
كان منهمكاً في متابعة قضية ما حتى سمع صوت هاتفه فأخرجه ليظهر له اسم شقيقه معاذ فأجابهُ قائلاً:
أيوة يا معاذ، في حاجة مهمة؟
أجابه معاذ بتعجل:
أيوة يا سيف، حاول كدة من خلال الجاز الي معاك تشوف ندى فين.
هتف سيف بلهفة:
ندى؟ هي مالها؟
أجابه معاذ بتوتر:
كانت قايلة لي إنها هتروح تشوف حماة صاحبتها في المستشفى وهتيجي على العصر كدة، وأنا لسة واصل البيت دلوقتي وملقتهاش، وبرن عليها تليفونها مقفول.
نظر سيف في ساعته ليهتف بخوف:
دي الساعة 7 يا معاذ، ما سألتش خالد عليها؟
يمكن تكون عدت عليه.
أجابه معاذ بعصبية:
سألته يا ابني قبل ما أكلمك أومال أنا بكلمك ليه علشان تشوف هي فين.
هتف سيف وهو يعبث في هاتفه فاتحاً تطبيقا معينا:
يا رب تكون لابسة السلسلة علشان نعرف نوصل لها.
هتف معاذ قائلاً: مش انت منبه عليها متقلعهاش؟
هتف سيف بقلق: أيوة بس انت عارف أختك أحياناً بتتعبها السلسلة في رقبتها وبتقلعها.
هتف معاذ بنفس خوفه:
إن شاء الله خير.
ها وصلت لإيه؟
هتف سيف:
دي في مكان مهجور على الطريق السحراوي، مخزن قديم هناك.
أو شقة قديمة.
هتف معاذ بخوف: ودي هتكون بتعمل إيه هناك؟
هتف سيف بقلق:
مش عارف، طالما التليفون مقفول وما رجعتش لحد دلوقتي تبقا في خطر.
أنا هاخد آدم ونروح نشوف في إيه.
هتف معاذ بقلق:
طيب هتروحوا لوحدكم ما تاخد قوة معاك.
هتف سيف بتعجل:
ما ينفعش ما عنديش دليل إنها في خطر علشان أخرج قوة.
لكن هحاول أتصرف.
معسلامة دلوقتي يا معاذ، ولو رجعت اتصل بيا.
أغلق الهاتف دون أن يسمع رد أخيه وقام من مكانه بسرعة متوجهاً إلى مكتب سيادة اللواء ليعرض عليه الأمر.
....................
في مكتب أدهم:
دخل عليه الشويش شهين أخيرا بعد ساعات من ليقول في احترام وهو يقدم التحية العسكرية:
الأستاذ أكرم علي معاه تصريح بزيارة الدكتور عمرو.
هتف أدهم بتهكم:
آه طبعاً مهو لازم يجيب محامي كبير يلحقه بعد الي هو نيله.
خليه يدخل يا أخويا.
ضرب شاهين الأرض بقدميه قائلاً في احترام:
تمام يا فندم.
وبعد لحظات طرق الأستاذ أكرم الباب وفتحه قائلاً:
مساء الخير يا سيادة المقدم، ممكن أدخل.
قام أدهم من مكانهِ قائلاً:
أهلاً وسهلاً وا أستاذ أكرم اتفضل، أنا هسيبكم لوحدكم شوية، بس يا ريت ما ططولش.
تجاهله أستاذ أكرم وأفسح له المكان حتى يخرج ثم أغلق الباب خلفه ودخل قائلاً بود:
إزيك يا دكتور؟
نظر إليه عمرو بودٍ مماثل قائلاً:
إذيك يا أستاذ أكرم؟
جلس أستاذ أكرم على أريكة في المكتب وأشار لعمرو كي يأتي فيجلس فجلس أخيراً بتعب فسأله أكرم قائلاً:
انت أصلاً كنت هنا ليه؟
أجابه عمرو بحزن:
أصل الوالد والوالدة كانوا هنا في زيارة علشان هما طبعاً علاقتهم كتير وما بتخلصش، وطبعاً عملوا الواجب وزيادة، ثم هتف بتهكم:
وبعدين بقا جه أستاذ أدهم دا وقال اشمعنا هو.
إذا كان أهله الي هما أقرب حد ليه عملوا معاه كدة فجت عليا أنا.
لاحظ أستاذ أكرم حزن عمرو الشديد فحاول أن يطمئنه قائلاً:
أنا عارف إنها محنة صعبة بس هتعدي إن شاء الله.
هتف عمرو بلا مبالاة:
إن شاء الله.
هي ليلى الي كلمتك مش كدة؟
تنحنح قائلاً:
إحم، أنا بعتذر جدا إن حضرتك حضرت التحقيق لوحدك إمبارح، بس والله حصلت ظروف للمحامي الي بعته لحضرتك.
وكمان أنا عارف إن حضرتك كنت عايزني أكون موجود لكن والله أنا يوميها كنت مشغول جدا، بس اطمن بعد كدة مش هسيبك في أي موقف.
سأله عمرو بلهفة لم يستطع إخفاءها:
هي يمنى عاملة إيه؟
استغرب أكرم من سؤاله فهتف قائلاً:
يمنى مين؟
حضرتك تقصد مدام ليلى؟
أنا آاااا.
قاطعه عمرو قائلاً:
أقصد يعني والدة يوسف عاملة إيه؟
أنا عرفت إنها كانت تعبانة.
استغرب أكرم من اهتمامه الغريب بيمنى لكنه أجابه قائلاً:
الحمد لله فاقت، أنا كنت عندها الصبح لإني بحب يوسف جدا وهو طمني إنها باقت بخير.
سأله بلهفة أكثر:
ما تعرفش هو إيه الي كان حصل لها؟
استغرب أكرم أكثر لكنه رد قائلاً:
لا والله معرفش ثم سأله بسرعة قبل أن يتراجع، لكن ليه يا دكتور كل الأسئلة دي عن والدة يوسف؟ هو حضرتك تعرفها؟
هتف بحزن لم يستطع إخفاءه:
معرفة قديمة قوي قوي، بس سيبك من الحكاية دي دلوقتي، انت مين الي قال لك إني مش عايز يوسف؟
أجابه بتلقائية:
مدام ليلى كانت بتكلمني وقالت لي إن حضرتك قولت لها كدة في المكالمة، بس والله يا دكتور يوسف دا من أشطر المحاميين عندي، أنا مش هبعت لك أي حد كدة وخلاص، بس هي لولا الظروف الي حصلت له بس.
رد عليه عمرو بهدوء:
معلش يا أستاذ أكرم تلاقيني كنت متعصب بس شوية علشان حضرت التحقيق لوحدي عموما خليه يتابع القضية عادي.
رد عليه أكرم بتقدير:
لا عادي يا دكتور طالما مش عايزه خلاص.
حاول عمرو أن يحافظ على هدوئه وهتف قائلاً:
لا يا أستاذ أكرم زي ما قولت لحضرتك خليه يتابع القضية عادي، أنا عايزه معايا، وطبعا مش هنستغنى عن حضرتك، حضرتك هتكون مشرف عليه وتتابعه في كل حاجة.
رد أكرم بارتياح:
بالتأكيد يا دكتور، ويوسف محامي كويس جداً وهيعجبك، لكن إيه حكاية الكلام الي حضرتك قولته لمدام ليلى هي قلقانة جداً؟
أجابه عمرو بنبرة حزينة:
قولت لها الحقيقة الأدلة كلها ضدي والموضوع صعب قوي.
سأله أكرم بتوجس:
دكتور، انت قتلت أماني فعلاً؟
وقف عمرو من مكانه بعصبية وهتف قائلاً:
لما انت مش واثق في براءتي جاي تدافع عني ليه؟
حاول أكرم تهدئته فهتف معتذراً:
اهدا بس يا دكتور، أنا والله ما قصدت حاجة، أنا بس كنت عايز أعرف كل حاجة بما إني المحامي بتاعك.
جلس عمرو في مكانه من جديد وهتف بنبرة حاسمة:
أستاذ أكرم أنا ما قتلتش أماني هتتعامل معايا انت والمساعد بتاعك على هذا الأساس تمام، مش هتتعامل على هذا الأساس وهتفضلوا شاكين فيا وبتسألوني أسئلة من النوعية دي يبقا خلاص أنا مش عايز محاميين.
أردف أكرم بلطف:
تمام يا دكتور.
ممكن تحكيلي عن الي حصل قبل ما يتقبض على حضرتك، وإن شاء الله يوسف لما ييجي يحضر معاك تحقيقات النيابة هيضطلع على المحضر وهيجيب لي صورة منه أو يكتب لي تقرير.
اعتدل عمرو في جلسته وهو يرتب ما سيحكيه له لأن آدم أخبره أن لا يحكي الأشياء الأخرى لأي أحد فقرر أن يتجاهل هذا الموضوع ويحكي له ما يستطيع أن يحكيه.
....................إن شاء الله.
هي ليلى الي كلمتك مش كدة؟
تنحنح قائلاً:
إحم، أنا بعتذر جدا إن حضرتك حضرت التحقيق لوحدك إمبارح، بس والله حصلت ظروف للمحامي الي بعته لحضرتك.
وكمان أنا عارف إن حضرتك كنت عايزني أكون موجود لكن والله أنا يوميها كنت مشغول جدا، بس اطمن بعد كدة مش هسيبك في أي موقف.
سأله عمرو بلهفة لم يستطع إخفاءها:
هي يمنى عاملة إيه؟
استغرب أكرم من سؤاله فهتف قائلاً:
يمنى مين؟
حضرتك تقصد مدام ليلى؟
أنا آاااا.
قاطعه عمرو قائلاً:
أقصد يعني والدة يوسف عاملة إيه؟
أنا عرفت إنها كانت تعبانة.
استغرب أكرم من اهتمامه الغريب بيمنى لكنه أجابه قائلاً:
الحمد لله فاقت، أنا كنت عندها الصبح لإني بحب يوسف جدا وهو طمني إنها باقت بخير.
سأله بلهفة أكثر:
ما تعرفش هو إيه الي كان حصل لها؟
استغرب أكرم أكثر لكنه رد قائلاً:
لا والله معرفش ثم سأله بسرعة قبل أن يتراجع، لكن ليه يا دكتور كل الأسئلة دي عن والدة يوسف؟ هو حضرتك تعرفها؟
هتف بحزن لم يستطع إخفاءه:
معرفة قديمة قوي قوي، بس سيبك من الحكاية دي دلوقتي، انت مين الي قال لك إني مش عايز يوسف؟
أجابه بتلقائية:
مدام ليلى كانت بتكلمني وقالت لي إن حضرتك قولت لها كدة في المكالمة، بس والله يا دكتور يوسف دا من أشطر المحاميين عندي، أنا مش هبعت لك أي حد كدة وخلاص، بس هي لولى الظروف الي حصلت له بس.
رد عليه عمرو بهدوء:
معلش يا أستاذ أكرم تلاقيني كنت متعصب بس اشوية علشان حضرت التحقيق لوحدي عموما خليه يتابع الاقضية عادي.
رد عليه أكرم بتقدير:
لا عادي يا دكتور طالما مش عايزه خلاص.
حاول عمرو أن يحافظ على هدائه وهتف قائلاً:
لا يا أستاذ أكرم زي ما قولت لحضرتك خليه يتابع القضية عادي، أنا عايزه معايا، وطبعا مش هنستغنى عن حضرتك، حضرتك هتكون مشرف عليه وتتابعه في كل حاجة.
رد أكرم بارتياح:
بالتأكيد يا دكتور، ويوسف محامي كويس جداً وهيعجبك، لكن إيه حكاية الكلام الي حضرتك قولته لمدام ليلى هي قلقانة جداً؟
أجابه عمرو بنبرة حزينة:
قولت لها الحقيقة الأدلة كلها ضدي والموضوع صعب قوي.
سأله أكرم بتوجس:
دكتور، انت قتلت أماني فعلاً؟
وقف عمرو من مكانه بعصبية وهتف قائلاً:
لما انت مش واثق في براءتي جاي تدافع عني ليه؟
حاول أكرم تهدئته فهتف معتذراً:
اهدا بس يا دكتور، أنا والله ما قصدت حاجة، أنا بس كنت عايز أعرف كل حاجة بما إني المحامي بتاعك.
جلس عمرو في مكانه من جديد وهتف بنبرة حاسمة:
أستاذ أكرم أنا ما قتلتش أماني هتتعامل معايا انت والمساعد بتاعك على هذا الأساس تمام، مش هتتعامل على هذا الأساس وهتفضلوا شاكين فيا وبتسألوني أسئلة من النوعية دي يبقا خلاص أنا مش عايز محاميين.
أردف أكرم بلطف:
تمام يا دكتور.
ممكن تحكيلي عن الي حصل قبل ما يتقبض على حضرتك، وإن شاء الله يوسف لما ييجي يحضر معاك تحقيقات النيابة هيضطلع على المحضر وهيجيب لي صورة منه أو يكتب لي تقرير.
اعتدل عمرو في جلسته وهو يرتب ما سيحكيه له لأن آدم أخبره أن لا يحكي الأشياء الأخرى لأي أحد فقرر أن يتجاهل هذا الموضوع ويحكي له ما يستطيع أن يحكيه.
....................
أنت تقرأ
رواية ولو بعد حين.، الجزء الأول
Romanceقالوا عنها خائنة فصدقهم وكذبها. حاول أن ينسى فظلم. حاولت أن تعيش فماتت. لم يعرف أنها تمتلك جزءً منه. ولم تعرف أنها ﻻزالت تمتلك قلبه إلى الآن. فهل سيتجدد اللقاء بينهما يوماً ما؟ هل سيعرف الحقيقة؟ وهل بعدما أصبح لكلٍ منهما طريقاً ستلتقي الطرق؟...