الفصل الخامس بعد الثلاثين الجزء الأول:

154 55 5
                                    

ولو بعد حين، الفصل الخامس بعد الثلاثين، الجزء الأول:
بمشفى عمرو الألفي:
دخل الطبيب المعالج ليوسف كي يتفقدَ حالته هاتفاً بابتسامةٍ رسميةٍ:
صباح الخير.
ردت يمنى تحية الصباح بابتسامةٍ رسمتها بمشقةٍ على شفتيها:
صباح الخير يا دكتور.
يا ريت تطمني على حالة يوسف النهاردة.
ابتسم لها الطبيب وهو يهتف مطمئناً:
إن شاء الله يكون خير.
هي حالته بتتحسن مع الوقت.
هتف يوسف برجاء:
يا رب أخرج بقى يا دكتور. في شغل كتير ورايا مستنيني.
هتف الطبيب بدعابة:
معقول زهقت مننا بالسرعة دي يا بطل.
ما تقلقش هكتب لك على خروج بسرعة.
بكرة ولا بعده بالكتير، لأن الجرح ما كانش عميق قوي.
تمتمت يمنى بالحمد في نفسها لكن ما أفسد عليها فرحتها هو خوفها على سندس ويوسف وشعورها أنهم أصبحوا مشردين ثانيةً بعد ما حصلوا على مكانٍ يأويهم شر عبد الله وأهل عمرو.
بينما سمعت يوسف يرد  عليه بابتسامة:
الشغل ما بيستناش حد يا دكتور.
هتف الرجل وهو يكتب بعض ملاحظاته:
عموماً اتطمن يا أستاذ يوسف.
هتقعد معانا بكرة كمان وإن شاء الله تنور بيتكم بعد بكرة.
بيت إيه بقى؟
ما كله راح بسبب عبد الله.
هتفت بها يمنى في نفسها بحزنٍ شديدٍ، ولم تنتبه على شرودها إلا بعد رحيل الطبيب وإغلاقه للباب.
ما تقلقيش يا ماما. إن شاء الله خير. بإذن الله هنلاقي حتة نقعد فيها. ربنا مش هيسيبنا كدة.
لم يمهلها هاتف سندس فرصة للرد عليها حيث تعالى رنينه برقمٍ غير معروف.
دا رقم غريب.
هتفت بها سندس باستغرابٍ فهتف يوسف بحمائيةٍ مشيراً نحو والدته:
هاتي التليفون يا ماما لو سمحتي أنا هرد.
ردت سندس باستحسان:
يبقى أحسن بردو. ماهيش ناقصة هي وجع دماغ.
بينما هتفت يمنى:
طب وليه يا جماعة؟
ما ترفض المكالمة وتعمل له حظر.
رد يوسف برفض:
لا يا ماما. أنا لازم أرد وأعرف اللي بيعاكسوا أختي شغلهم.
انقطع رنين الهاتف لكنه عاد ثانيةً فهتف يوسف بعصبية:
دا مصمم بقى.
هاتي التليفون يا ماما.
هتف بها بتصميمٍ فلم تملك إلا أن رضخت لطلبه وأعطته إياه.
فتح المكالمة يهتف بتحفز:
السلام عليكم. مين معايا؟
بينما سمع صوت عبد الله المألوف يهتف بشماتة:
اللابتوب بتاعة المحروسة معايا. ومعايا أسرار الشركة كلها وممكن أبيعها للمنافسين.
وساعتها لغندورة هي اللي هتشيل الليلة وتلبس الموضوع.
لو عايزين اللاب تقدروا تخلصوا المقابل وتخدوه.
المقابل مش حاجة يعني.
فكر يا جو ورد عليا.
هكلمك تاني. سلام.
استنا.
هتف بها بعصبيةٍ صارخاً فهتفت يمنى بتساؤلٍ وقد تعالى وجيب قلبها:
في إيه يا يوسف؟
إيه اللي حصل؟
مين اللي كان بيكلمك؟
وكان عايز إيه؟
قاطعت سندس استرسالها هاتفةً محاولاً تلطيف الجو:
استني يا ست ماما. 
بالراحة عا الواد.
هيقول لك كل حاجة.
بس اصبري.
بينما هتف يوسف بضيقٍ بعد عدة زفراتٍ متتاليةٍ يحاول فيها تهدئة أنفاسه المرتفعة:
اللي اسمه عبد الله سرق اللاب توب.
قاطعته سندس هاتفةً بجزع:
اللابتوب بتاعي؟
يا نهار مش معدي.
أعمل إيه أنا دلوقتي؟
أقول لخالد إيه؟
ربتت يمنى على ظهرها مهدئةً بينما هتف يوسف موبخاً:
أنتي اللي صممتي تشتغلي يا سندس.
استفادنا إيه دلوقتي من شغلك؟
أكيد وصل لعنوانك  عن طريق الشركة.
واهو دلوقتي اتمكن مننا. وحط صابعنا تحت ضرسه.
حاولت يمنى تهدئة بكاء سندس بهتافها الحاني مدافعةً:
في إيه يا يوسف يعني أنت مش عارف سندس؟
وعارف إنها مش بتحب قاعدة البيت؟
عارف يا يويو بس هي.
هتف بها بنفس ضيقه بينما لا تتوقف سندس عن البكاء وهي تشعر بالندم على تصميمها على العمل وهي تهتف معتذرة مقاطعةً وصلة توبيخه:
أنا آسفة يا يوسف.
بس واضح إن أبويا هيفضل لعنة في حياتي.
تنهد بضيقٍ يحاول تنظيم أفكاره وقد أشفق على حالها وعزت عليه دموع عينيها ففتح ذراعيه في دعوةٍ صامتةٍ منه فهمتها على الفور فاتجهت نحوه ترتمي بين ذراعيه برفقٍ فيضمها بحنانٍ بالغٍ هاتفاً بصدق:
يا سندس أنا بخاف عليكم قوي.
أنا ما عاد ليش غيرك أنتي وماما في الدنيا. هخاف على مين غيركم؟
قبل رأسها وهو يهتف باعتذار:
حقك عليا يا حبيبتي. أنا آسف. ما كنتش أقصد أضايقك. ماتعيطيش بقى. دموعك دي غالية عليا قوي والله وما يهونش عليا أشوفها.
ابتسمت له بحبٍ وهي تجفف الدموع العالقة بأهدابها هاتفةً باعتذار:
والله يا يوسف أنا مش قصدي أضركم.
هي كل الحكاية إني بحب أشتغل.
ما بعرفش أقعد في البيت.
وبعدين قلت أساعد في المصاريف.
في هذه الأثناء كانت طرقات أشرف على باب الغرفة فهتفت يمنى:
ادخل.
دخل أشرف بابتسامةٍ عذبةٍ وهو يحمل حقائب بها فاكهة هاتفاً بفخر:
حمد لله على السلامة يا أستاذ يوسف.
إيه. كنت عايز تقلقنا عليك يا بطل؟
بتشوف غلاوتك عندنا بقى ولا إيه؟
ابتسمت يمنى وهي تتناول منه الحقائب هاتفة:
ليه بس تعبت نفسك يا أستاذ أشرف؟
ما كان لوش لازمة والله تعبك.
ابتسم أشرف مجاملاً يجيبها:
إحنة أهل يا مدام يمنى. مش هنتعب لأعز من يوسف.
ابتسم له يوسف هاتفاً بسعادةٍ من زيارته:
تسلم لي يا أبو خطيبتي العزيز.
هتفت سندس بتذكرٍ:
آه صحيح. هي أخبارها إيه يا عمو؟
والله كل ما بفكر أروح لها تحصل حاجة.
سلم لي عليها كتير قوي.
توجه أشرف ببصره نحوها هاتفاً:
يسلم سؤالك يا سندس.
يوصل إن شاء الله.
وهي كويسة الحمد لله.
هو المفروض كان يبقى في جلسة الإسبوع دا وأستاذ أكرم قال إنه هيحضرها مكاني. 
هتف بها يوسف بقلقٍ فهتف أشرف بابتسامةٍ مطمئنةٍ وهو يطالع ملامحه القلقة:
أنا مش قلقان زيك كدة.
أستاذ أكرم مش سايبنا خالص.
وعلى طول بيطمنني.
وبيقول لي عنك أحلى كلام.
ابتسم يوسف بحرجٍ هاتفاً:
لا هو أستاذ أكرم بيبالغ بس شوية.
بينما هتف أشرف متسائلاً:
ألا صحيح مافيش أخبار عن أستاذ عبد الله؟
هتفت يمنى بضيق:
لا. مافيش من يوم اللي حصل لي.
أنا رفعت قضية خلع ولسة ماشيين في المحاكم وربنا يسهل بقى ويقدم اللي فيه الخير.
يا رب إن شاء الله.
هتف بها بدعاءٍ ولم يمهلهم رنين هاتفه الفرصة للرد فالتقطه سريعاً يرد بجفاءٍ:
خير يا أمنية.
هتفت بابتسامةٍ سعيدةٍ عبر الهاتف مشوبةٍ بالعتاب:
بقى كدة يا أشرف يا وحش.
أقول لك هات لي فلوس وتقول لي مافيش معايا؟
وآجي أبحبث في الشقة وأفتش  فألاقي رزمة حلوة.
كدة يا وحش بتحوش عني الفلوس؟
أنا زعلانة منك.
هب من مكانه صارخاً بعصبية:
اوعي تكوني خدتيهم يا أمنية.
دول أنا قبضتهم من الجمعية اللي كانت معمولة في الشركة علشان أكمل بيهم جهاز مريم.
شهقت بتذكرٍ مصطنعٍ هاتفة:
يا نهار أبيض.
نسيت خالص.
بس أعمل إيه يا أشروف.
ماما كانت محتاجاهم.
كنت أحوشهم عنها يعني؟
يرضيك؟
ما تبقاش راضية عني؟
استفزه برودها فهتف باستنكار:
وأمك بقى محتاجة 20 ألف جنيه في إيه؟
طبعاً ما عندكيش إجابة.
عموماً لو العشرين ألف جنيه ما كانوش قدامي يا أمنية تبقي طالق ومالكيش قعاد عندي في البيت.
.....................
استيقظت من نومها فزعةً على رنين جرس الباب وما لبثت أن سمعت طرقات عائشة تهتف بذعرٍ:
ليلى هانم. الست هنية هانم وأحمد بيه مستنيين حضرتك تحت ووشهم ما يطمنش خالص.
تمطت بجسدها قليلاً تحاول إرخاء أعصابها قبل هذه المواجهة.
سمعتها عائشة تهتف من الداخل:
أنا نازلة حالاً.
هاتي لي قهوة.
انصرفت عائشة بعيداً عن الباب بينما نهضت هي من فراشها بتثاقلٍ تبدل ملابس النوم هاتفةً بحنقٍ:
منكم لله. ضيعتوا عليا الشوية اللي بنام فيهم.
تذكرت عمرو في زيارتهما الأخيرة، وما حدث بينهما كان كفيلاً أن يوقظَ حبه ثانيةً في قلبها.
اللعنة على أي كبرياءٍ يحرمها لحظةً في قربه.
تذكرت فرحة حور بعودتهما زوجين ثانيةً.
لكن ما أرقها حقاً أنه رده له بدافع الحماية، وليس بدافع الحب.
هي ليست متأكدة من حب عمرو لها، لكنها موقنة تماماً من حبها هي له.
نزلت  -أخيراً- بعد فترةٍ ليست بالقصيرة ثم اتجهت نحو صالون الضيافة.
لم يقفا لتحيتها كما اعتادا.
لم يرسما حتى ابتسامة مجاملة لدخولها.
ابتسمت هي بثباتٍ هاتفة بترحاب:
أهلاً وسهلاً. بيتكم ومطرحكم.
هتف أحمد ساخراً:
بيتنا ومطرحنا؟
خسارة يا ليلى.
كنا فاكرين كدة فعلاً، لكن أنتي غيرتي كل حاجة في ثانية.
أيدته هنية بهتافها:
آه. قصرتي رقبتنا قدام رفعت بيه الدهان.
ما بقيناش عارفين نرفع عينينا قدامه، ولا بقينا عارفين نوريه وشنا.
ابتسمت ليلى تحاول امتصاص التوتر بينهم بهتافها:
أنا حسيت إني مش هقدر.
أنا اتسرعت يا هنية هانم.
جرحي من عمرو كان كبير قوي.
وكنت عايزة أجرحه بأي شكل وخلاص.
أنتوا اللي  غلطانين.
ما كانش لازم توافقوني على اللي أنا عايزاه.
هتف أحمد بتساؤلٍ شبه عصبي:
بمناسبة عمرو.
إيه اللي وداكي عنده زيارة امبارح؟
أجابته بثبات:
كان عايز  ينسق معايا علشان خطوبة حور.
المفروض إن كريم مالوش علاقة بالخلافات اللي بيني وبين عمه.
والمفروض إن خطوبته لحور سايرة وكل حاجة في نصابها الطبيعي.
إلا لو كريم نفسه عايز يتراجع بسبب القضية بتاعة عمرو.
هتفت هنية بضيق:
لا كريم ابن أصول. وهيستمر مع البت رغم اعتراف عمرو بكل حاجة. وللأسف كل دا اتنشر في الجرايد.
ما هو أنتوا اللي نشرتوه يا هنية هانم. مش حد تاني.
هتفت بها ليلى بضيقٍ هي الأخرى فهتف أحمد بقسوة:
ويا ترى اللي رفعت بيه قاله لنا بخصوص عمرو حقيقي؟
أيوة. بما إن رفعت بيه بيراقبني مع إني ما أخصوش في شيء فالإنكار مش هيفيد. وما عنديش حاجة أخاف منها أو أخجل إن الناس تعرفها.
بس إحنة بيننا وبين رفعت بيه مصالح كتير.
ودي هتبقى خسارة لينا كلنا وأنتي أولنا يا ليلى.
هتف بها أحمد مهدداً فهتفت بهدوء:
الحمد لله أنا ما عنديش حاجة أخسرها.
هخسر إيه أكتر من اللي خسرته يعني؟
هتخسرينا.
هتفت بها هنية سريعاً باقتضابٍ فهتفت ليلى بحزن:
ما أنا لو كنت أهمكم وكنتم بتحبوني وبتخافوا عليا ما كنتوش هتشجعوني أتجوز دلوقتي على الأقل وكنتوا هتساعدوني أتخطى عمرو.
هتفت هنية بضيق:
عموماً إحنة مش هنيجي تاني.
أنتي حرة.
اللي ياكل على ضرسه ينفع نفسه.
يلا يا أحمد. ما عاد لناش مكان هنا.
نهض أحمد من مكانه هاتفاً بعتاب:
خسارة يا ليلى. كنا فاكرينك غيره. لكن عملتي زيه وخرجتي عن  طوعنا.
....................
دفعه الرجل من كتفه برفقٍ:
إيه يا آدم. مش هتدخلني ولا إيه؟
أنا لحقت شاهين وهو خارج. قال لي إنه هيروح يجيب لك فطار.
قلت نفطر إحنة الثلاثة هنا بقى.
ابتسم آدم بتوترٍ هاتفاً بثباته المعهود:
نورت يا سيادة اللواء. كنت حضرتك عرفني إنك عايز تقابل الدكتور كنت هجيبه لك مكتبك على طول.
ابتسم الرجل له بمودةٍ وقد عزم أن يعرفَ كل شيءٍ يخفى عنه هاتفاً:
ما يجراش حاجة. مرة عليا ومرة عليكم. مين عارف؟ مش ممكن  الدكتور ييجي لي زيارة بعد كدة؟
نهض عمرو من مكانه احتراماً لدخول الرجل فتوجه اللواء له ببصره هاتفاً:
أنا اللواء عبد الرحمن العشري.
ما بقى ليش في القسم  دا كتير.
كان في حد قبلي.
وأنت طبعاً غني عن التعريف.
أشهر دكتور في جراحة المخ والأعصاب.
أهلاً وسهلاً.
ابتسم عمرو بتوترٍ لا يقل عن توتر آدم هاتفاً:
أهلاً بحضرتك.
ابتسم عبد الرحمن بودٍ وهو يمد له كفه هاتفاً:
طب إيه يا دكتور.
مش هتسلم عليا عربون محبة؟
تعجب عمرو من طريقته معه التي تبدو متحفظة لكنها ودودة في نفس الوقت فمد له كفه دون مناقشة وآدم يقف بينهما يسلط عينيه عليهما ببلاهةٍ لا يفهم شيئاً فانتبه على سؤال عبد الرحمن:
خير يا آدم. كنت هنا ليه؟
هتف آدم بهدوء:
أختي الدكتورة شمس كانت بتدير مستشفى الدكتور عمرو وخطيبها كان بيدير العيادة.
وبعدين هما قرروا يستقيلوا يعني ويفتحوا حاجة خاصة بيهم يعني.
اتسعت عينا عمرو صدمة وهو يحسب بسرعةٍ حجم خسائره المهولة دون إدارةٍ من شخصٍ خبيرٍ فابتسم له عبد الرحمن هاتفاً بإدراك:
واضح إن الدكتور ما كانش يعرف يا سيادة العقيد. بدليل إنه متفاجئ دلوقتي.
أماء برأسه مؤكداً ثم أضاف:
لما دخلت عليه لقيته واقع على الأرض وما بينطقش خالص ولقيت الجريدة دي جانبه. أو تحديداً فوق صدره.
تناولها عبد الرحمن يطالع المكتوب فيها سريعاً ثم هتف بعدم فهم:
ودي بقى جت منين؟
أجابه عمرو هذه المرة بقوله المجهد:
أكيد دا رفعت الدهان.
بس أنت مش بتعاديه. دا المفروض ابن أخوك هيخطب بنتك.
هتف عمرو موضحاً:
كان عايز يتجوز طليقتي.
خفت عليها منه ومن شره فرديتها تاني.
هتف بحماس رجل الشرطة:
أوبا. الحرب قامت. وكدة اللعب هيبقى على تقيل قوي. ولازم تاخد بالك يا دكتور.
ربنا يقدم اللي فيه الخير.
هتف بها عمرو بقلقٍ فهتف عبد الرحمن بجديةٍ وهو يغرس عينيه في عيني آدم:
بس مين اللي سهل للرجل دا دخول القسم والخروج منه من غير ما أي حد ينتبه له خالص؟
شكلنا إيه وحنة بنتفاجئ برجالة رفعت؟
وأكيد دي مش أول مرة ييجوا هنا.
هتف آدم بتفكير:
معرفش والله يا سيادة اللواء.
حاجة محيرة جداً فعلاً.
بس أكيد طبعاً مش هنسكت.
بالتأكيد أنا ما اتعودتش أقعد في مكان ما أبقاش عارف دبة النملة فيه.
طرقات شاهين على الباب قاطعت حديثهم فأسرع آدم يفتح الباب ويتناول منه الإفطار هاتفاً بأمر:
روح أنت يا شاهين وهات لنا قهوة من الكفيه اللي جنبنا.
حاضر يا فندم.
هتف بها شاهين بامتثالٍ فهتف آدم مؤكداً:
ثلاثة مش اثنان يا شاهين. خلي بالك علشان ما أرجعكش تاني.
أغلق الباب خلفه واتجه نحوهما بالشطائر مناولاً كل واحدٍ منهما نصيبه ثم جلس يبدأ إفطاره.
سيطر الصمت قليلاً على الغرفة بعدما شكراه لكن عبد الرحمن قطعه بسؤاله الغامض:
وإيه رأي حضرتك يا دكتور في اللي عملوه شمس ومعاذ؟
يعني عندك حل أو عندك حد تشغله؟
فكر عمرو قليلاً ثم أجابه بحزن:
معرفش والله يا سيادة اللواء.
أنا كل اللي أعرفهم حالياً مشغولين في أماكنهم الخاصة. ولو مش مشغولين ما حدش هيقبل يشتغل معايا بعد اللي حصل.
هتف عبد الرحمن بهدوءٍ وابتسامة واسعة ترتسم على شفتيه:
ماسة هتوافق.
هتف آدم باستغراب:
ماسة مين؟
هتف عبد الرحمن بفخر:
بنتي. ولو احتاجت حاجة تبقى تسأل الدكتور.
هتف آدم بسعادة:
حلو جداً. أنا كنت متضايق قوي علشان الدكتور كان هيخسر خساير فادحة بسبب أختي وخطيبها.
ابتسم عبد الرحمن  باطمئنان:
ما تقلقش ولا خسارة ولا حاجة إن شاء الله.
بس هي لازم تقابلني علشان أفهمها النظام ماشي إزاي.
هتف بها عمرو بأدبٍ فهتف عبد الرحمن موافقاً:
أكيد. أنا هتكلم معاها وهي هتقابلك إن شاء الله.
حضرتك ليه عايز تشغل بنتك في مستشفتي رغم اللي حصل؟
مش ممكن أكون قتلت زي ما هما بيقولوا؟
أو حتى اعترفت لأهلي بكل حاجة؟
هتف بها عمرو بتساؤلٍ فهتف عبد الرحمن يجيبه وهو يتوجه ببصره نحو آدم:
أنا بثق في العقيد آدم.
وطالما هو بيتعامل معاك بمنتهى الأريحية يبقى هو مصدقك ومش لازم أعرف ليه.
ابتسم له آدم بحياءٍ يرد:
والله مش عارف أقول لحضرتك إيه. شكراً  لثقتك ويا رب أفضل عند حسن ظنك فيا.
صمت قليلاً ثم استطرد بتساؤل:
بس هو إيه اللي عرف حضرتك إن أنا هنا؟
أدهم.  كان جاي يشتكيك ليا فقلت أنزل أبص بصة وأسلم على الدكتور بنفسي.
هتف عمرو بفضول:
هي الدكتورة ماسة تخصص إيه؟
هتف عبد الرحمن بابتسامة:
زيك بالظبط يا دكتور.
ومش صدفة على فكرة. بس هي بقى تبقى تحكي لك.
هو أنا ينفع أحضرهم علشان أرضي فضولي؟
هتف بها آدم بعفويته المحببة فهتف عبد الرحمن بما فاجأهم:
كلنا هنبقى موجودين يا سيادة العقيد.
لأن المقابلة هتبقى في.
صمت قليلاً يتلاعب بأعصابهما ثم أضاف: في بيتي.
شهقا الاثنان بصدمةٍ بينما هتف آدم باستغراب:
إيه؟
ليه؟
عادي يا سيادة  العقيد. عايز أعمل مغامرة. كمان ماسة بتقلق لما بتدخل أقسام.
ابتسم له عمرو هاتفاً بتوجس:
وهي هترضى تشتغل معايا؟
ابتسم عبد الرحمن بثقة يجيبه:
أكيد.
وليه حضرتك متأكد قوي كدة؟
هتف بها آدم باستغرابٍ فهتف عبد الرحمن بغموض:
ما تستعجلش يا سيادة العقيد. وقوم شوف شاهين اتأخر ليه. وهات الطقية الأثيرة بتاعتنا. ودكتورة ماسة هتبقى تحكي للدكتور كل حاجة. وهتجاوبه على كل الأسئلة اللي هو عايز يعرفها.
....................

رواية ولو بعد حين.، الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن