الفصل الثامن بعد الثلاثين، الجزء الثاني:

134 43 11
                                    

وحشتوني جدا.
زعلانة جدا من قلة التفاعل .
وماعنديش حماس للكتابة بسبب كدة.
ممكن شوية تشجيع بقا علشان أرجع أتحمس تاني، ويلا بقا هسيبكم مع الفصل.
..........
ولو بعد حين، الفصل الثامن بعد الثلاثين، الجزء الثاني:
أسرع نحوه يربت على ظهره ثم يغمره سريعاً بين ذراعيه وهو يتنهد بارتياحٍ ثم يهتف بعدها بلحظاتٍ:
أنت مش عارف أنا عملت إيه علشان آجي لك هنا.
ابتسم له بمودةٍ وهو يهتف بثقة:
كنت عارف إنك أول واحد هتيجي  لي هنا.
كنت حاسس إنك أول إيد هتطبطب عليا بعد اللي حصل.
أشفق آدم على حاله الذي يرثى له وهو يجلسه على المقعد القريب ثم يردف مطمئناً وابتسامة بسيطة ترتسم على وجهه:
أنا مش عايزك تقلق خالص ولا تخاف ولا تشيل هم.
إحنة مش ساكتين والله.
يوسف مستني لما حيثيات الحكم تطلع وبعدها هيقدم نقد على  طول إن شاء الله.
ومكتب أستاذ أكرم علي لسة مصمم على إنه يتولى الدفاع عن القضية.
ابتسم له بثقةٍ وهو يردف بتعبٍ قليل:
أكرم صديقي من زمان. ومحامي المستشفى بتاعتي ومستشاري القانوني في أي حاجة كنت بحتاجها ومن هنا ليلى اتعرفت عليه وبقى بيننا معرفة كبيرة، فكنت عارف إنه مش هيتخلى عني.
ويوسف حبيب قلبي عارف إنه بيعمل كل حاجة ومش ساكت.
وأنت قلت لي إنه كل حاجة بيقدرها ربنا خير لينا وفيها حكمة عظيمة إحنة ما نعرفهاش ومش لازم ندركها لأن عقولنا مهماً وصلت لعلم عمرها ما هتقدر تتخطى علم علام الغيوب فأنا مش قلقان.
وحتى لو اتنفذ الحكم عادي أنتوا مش هتسكتوا وهتظهروا براءتي بعد موتي.
الحق مسيره هيظهر سواء كنت ميت أو عايش.
ويمكن الإعدام دا تكفير عن ذنوبي الكتير اللي عملتها.
زادت معالم الإشفاق على ملامح آدم وهو يهتف بيقين:
ويمكن كل دا رحمة من ربنا علشان ما تتعرضش تاني لكل اللي اتعرضت له على إيد عبد الله.
أصابت جسده بالكامل رجفةً خفيفةً على سيرة عبد الله كانت واضحة لبصر آدم، وكان يعلم أنه يتخيل جميع أفعال عبد الله الشاذة ولمساته الجريءة لكنه تجاهل الأمر -مؤقتاً- كي لا يسيطر عليه وعلى تفكيره بعد رحيله وتركه وحده للفراغ الذي سيقتله إن طال أكثر من ذلك.
فأكمل بقوةٍ وهو يربت على كتفه كي يضمنَ أنه يستمع له بكامل اهتمامه:

ويمكن ربنا بيطهرك دلوقتي من ذنوبك علشان بعدها يظهر براءتك ويدي لك فرصة تعيش حياتك بشكل صحيح.
لم يجد رداً على حديثه فتنهد بتعبٍ واضحٍ وهو يهتف بحزن:
عارف إيه أصعب حاجة هنا؟
أماء الآخر برأسه يحثه على الاستمرار في حديثه المسترسل باهتمامٍ فاستطرد بتعبٍ أكثر:
إني كل يوم ببقى حاسس إن الدور هييجي عليا.
وإننا كلنا ما بنعرفش ننام إلا لما يطلع الفجر علشان نتطمن إن مافيش حد هيتاخد.
كل ما الباب بيتفتح كلنا بنرفع عينينا تلقائي ناحية الشاويش اللي بياخد الناس.
وساعة ما شخص بيتاخد مننا بيسيطر علينا حزن كبير.
أنت متصور واحد كان معاك وفجأة بياخدوه منك علشان يروح يموت؟
حاجة صعبة قوي يا حضرة الظابط.
ما كنتش أتمنى إني أتحط في الموقف البشع دا.
عمري ما هنساه أبداً في حياتي.
هيفضل صوت الباب في ذكرياتي وهتفضل نفس دقة القلب المرعوبة تسيطر عليا كل ما أفتكره لو خرجت من هنا.
مش متصور أنا هيبقى شكلي إيه لو.
قطع حديثه لعدم استطاعته على الاستمرار، فقد تجمعت العبرات في عينيه وهاجمته بضراوةٍ تطالب بتحريرها الآن.
وللعجب. لم يستطع الدكتور عمرو الألفي بكل ما وصل له أن يتحداها أكثر من ذلك فحررها مرغماً وبدأ يصدر صوت شهقات خافتة فرق قلب آدم له فأسرع نحوه يحتضنه ويربت على رأسه مهدئاً وهو يهتف بألم:
إن شاء الله الموضوع دا هيعدي على خير.
ومش هتطول  هنا بإذن الله.
أنا هشوف وكيل نيابة نزيه يمسك القضية علشان ما نتفاجئش.
هتف بتقطعٍ من بين دموعه وهو يتشبث بقميصه كمن وجد توق نجاة:
مش لو القاضي بتاع النقد ما صدقش على الحكم.  الله أعلم ممكن يحكم تاني بإيه.
طمأنه آدم بهتافه وهو يشدد من ضمته له:
ما تقلقش. ربنا أرحم بينا مننا. وإن شاء الله مش هيخزلنا.
أنا عندي حسن ظن في الله ومتفائل بالخير وهلاقيه.
ربت على ظهره ثم أضاف بتحفيز:
وبعدين اجمد كدة يا دكتور.
يوسف لما ييجي لك لازم يشوفك قوي علشان يعرف يشتغل.
ما تنساش معزتك عنده دلوقتي اتغيرت وما بقيتش أنت حد عادي كدة.
القضية دي بالنسبة له أهم قضية في حياته كلها. وإن شاء الله يوسف هيوصل للخيط وأنا معاه.
ابتسم له وهو يهتف معقباً:
إن شاء الله. ربنا يسمع منك.
عاد آدم للجلوس على مقعده وهو يهتف بجدية:
عايزك كمان تطمن على المستشفى. أنا متابع الآنسة ماسة بنفسي. وهي ممشية المستشفى بشكل كويس جداً. أحسن من شمس كمان.
تنهد بارتياحٍ وهو يردف:
الحمد لله. لو احتاجت حاجة خليها تسأل أي دكتور كبير ليه في الإدارة.
إن شاء الله مش هتحتاج لحاجة.
هتف بها بابتسامته التي عادت لترتسم على وجهه بينما أردف عمرو بحياء:
كنت عايز من حضرتك كدة خدمة يا سيادة العقيد.
ابتسم باتساعٍ وهو يهتف:
إيه الكسوف دا يا دوك؟ قول على طول أنا مش غريب.
كنت عايز  ماسة تشوف وظيفة كويسة لسندس بمرتب كويس. أنتوا أكيد لما ترجعوا اللابتوب هي هتستقيل لأن يمنى هتضغط عليها  ومن الواضح إن سندس بتحب تشتغل فخلي ماسة تشوف لها شغل ووقع معاها عقد بمرتب كبير وحلو.
هتف بها بتقطعٍ وهو يخفض وجهه قليلاً إلى الأرض فرفع آدم وجهه بكفه وهو يهتف بتوبيخٍ مصطنع:
طب بلاش وش الكسوف اللي أنت ضاربه ليا دا. أنا ما بعرفش أتعامل مع الناس الكسوفة.
ابتسم عمرو على فعلته تلك وهو يهتف بطاعة:
حاضر يا سيادة العقيد. أنت تأمر بس. يا سلام.
جلس آدم ثانيةً وهو يضع قدماً فوق الأخرى هاتفاً بتواضعٍ مصطنع:
لا يا ابني العفو. الأمر لله وحده.
المهم أنا جايب لك كدة حاجة على ما قسم علشان ناكل.
أنا جاي جعان وأكيد مش همشي جعان.
هتف بها ببساطةٍ وهو يخرج الطعام الذي أحضره يرصه أمامهما على المقعد الموجود بالغرفة والذي دفعه آدم بخفةٍ ليكونَ في المنتصف بينهما.
ابتسم له عمرو وهو يهتف بحياءٍ  كثيراً ما يصيبه مع هذا الرجل:
بس دا كتير قوي. أنا مش هعرف.
ابتسم له آدم وهو يبدأ في تناول الطعام بشهيةٍ مفتوحةٍ:
براحتك بقى أنا عزمت وأنت حر. وعموماً أنا مقسمها قسمة العدل. أنا هاكل الثلاثة أرباع وأنت هتاكل الربع. وطبعاً لو ما كلتش هزعل منك بس في نفس الوقت هخلص على الأكل دا كله وهخش المستشفى وهجيبك تعالجني بقى يا دكتور.
ابتسم لسلاسته في التعامل وهو يمد يده يلتقط شطيرة على استحياءٍ بينما يهتف آدم بفمٍ شبه ممتلئ بالطعام:
بعشق الشاورمة.
وشوف بقى لما تكون بتاكل حاجة بتحبها.
قطع حديثه حتى يبلع ما بفمه ثم يضيف بصدق:
مع حد بتحبه. يبقى الأكل طعمه غير خالص. بيختلف تماماً يا دكتور.
هز رأسه مؤيداً ثم يهتف بصدقٍ هو الآخر:
من زمان ما كلتش حاجة حلوة كدة.
مش على الأكل.
أنا كنت باكل كل اللي نفسي فيه.
بس على الراحة وأنت بتاكل.
على وجود حد بتحبه زي ما بتقول.
وربنا يعلم أنت مكانتك إيه عندي.
ظهرت السعادة على ملامح آدم وهو يلتقط شطيرة أخرى هاتفاً ببساطة:
والله لو ما كانتش دي قاعدة أكل لكنت قمت بوستك فيها.
بس الأكل هيطير أنت مش هتطير.
ضحك عمرو على منظره وعلى عفويته الشديدة في التعامل وهو يهتف:
هبوسك يا حبيبي بعد الأكل حاضر. يا سلام. أنا أفديك الساعة يعني لما أبوس حد فاقد الاهتمام.
أنا؟
هتف بها بذهولٍ ثم أضاف بكذب:
لا لا. أنا جميل أهو.
بلع ما بفمه ثم أضاف سريعاً:
أكيد كريم هيجي لك قريب يطلب حور منك. الزيارة دي لازم تنتظرها وتحضر لها كويس. وعايزك تخرج مشاكلك مع رفعت الدهان تماماً برة موضوع كريم. دي أهم خطوة علشان الآنسة حور تدخل بينهم.
انتهى عمرو من شطيرته فناوله آدم شطيرة أخرى فهتف باعتراض:
لا. أنا شبعت.
قاطعه بوضع طرفها على فمه وهو يهتف:
يلا يا دوك ما تكسفنيش. ما تبقاش عندي وإلا هأكلها لك بإيدي وأنا مش فاضي بصراحة. ورايا حفلة أكل.
وبعدين لو ما أكلتش مش هقول لك على المفاجأة اللي عندي.
مفاجأة إيه تاني؟
هتف بها عمرو باستغرابٍ فهتف آدم بغموض:
حاططها في الشنطة دي فيلا انجز.
علشان هي مش هتطلع إلا إذا كان الأكل دا كله خالص.
مش هرجع بحاجة أنا.
بدأ يكمل تناول طعامه على مضدٍ في سبيل معرفة المفاجأة التي أعدها من أجله آدم لكنه هتف:
عارف لو كانت المفاجأة اللي خليتني آكل بسببها فوق طاقتي ما تستاهلش.
ابتسم له آدم بثقةٍ  وهو يجيبه:
لا ما تقلقش. تستاهل وتستاهل قوي كمان. كل يا دكتور وأنت متطمن.
صمت قصير غلفهما بعد هتاف عمرو  بشكٍ مصطنع:
لما نشوف.
ثم أردف عمرو بتساؤل:
إيه أخبار شمس ومعاذ؟
لينتقلَ الحزن بسرعة البرق من ملامح عمرو إلى ملامحه هو وهو يجيبه بلا مبالاةٍ مصطنعة:
ماشيين في إجراءات الجواز والمستشفى وتجهيزات الفيلا اللي هيقعدوا فيها.
بس شمس بقى لها حياتها الجديدة يا دكتور.
اتغيرت قوي قوي من ساعة ما خطبها معاذ.
مش عايزاني أساعدها في أي تجهيزات خالص. مع إني لو أطول أجيب لها نجمة من السما كنت عملتها.
شعر عمرو بالإشفاق عليه من معاملة شمس المتغيرة بالكلية وهو يهتف بحزنٍ:
سيبها تجرب. اللي مالوش خير في أهله مالوش خير في أي حد. بكرة هتعرف قيمتك وهتيجي تعتذر لك كتير قوي قوي. أنا متأكد.
اللي بيضحي بمبادئه علشان حاجة أياً كانت هي إيه بيخسر كل حاجة.
أنهى  آدم طعامه ثم سحب  الحقيبة من أمامه وهو يهتف بتشويق:
أنا هطلع نص المفاجأة وأمري لله علشان أحمسك تاكل بقيت أكلك كله علشان أنا شبعت جداً ومش هاكل تاني خلاص.
تأهبت حواسه لمعرفة ما يحمله في هذه الحقيبة التي يتعمد آدم فتحها ببطءٍ شديدٍ لكنه توقف في المنتصف وهو يهتف مشيراً إلى ما تبقى من الطعام:
يلا كمل بدل ما أقفلها.
زفر بضيقٍ وهو يكمل طعامه على مضدٍ والآخر مستمر في فتحها ببطءٍ حتى أخرج منها شيءً وهو يهتف بفخر:
الله. مج قهوة حراري. لسة القهوة سخنة فيه. وليك واحد زي بتاعي لو خلصت أكلك. انجز.
فتح المج خاصته فتصاعدت منه الأبخرة وانتشرت رائحة القهوة الشهية في المكان والآخر يشرب باستمتاعٍ هاتفاً وهو يفتح الحقيبة ؤن آخرها:
بص علشان تتطمن. مافيش أكثر من كدة اطمئنان. يلا كل.
انتابه كثير من الحماس وهو يأكل حتى يحصل على حصته من القهوة وهو يهتف بحبٍ صادق:
أنا مافيش حد حسسني إني مهم قوي كدة من زمان.
مافيش حد وقف جنبي في محنتي زي ما أنت عملت.
أنت الوحيد اللي أنا متأكد إنه بيصدقني من غير اصطناع.
ابتسم له آدم وهو يجيبه:
المفروض بقى نشكر خلية رفعت الفاسدة وأعوانه. هما اللي خلونا نتقابل وتبقى علاقتنا بالعمق دا.
مين عارف يمكن كل اللي حصل دا علشان أشوفك وتعوضني عن حنان بابا الله يرحمه.
تمتم عمرو بالرحمة داعياً له وهو يهتف بسعادة:
أخيراً خلصت. هات بقى.
قلت الحمد لله ولا لسة؟
هتف بها بابتسامته البسيطة فرد الآخر بنفاد صبر:
قلت الحمد لله يا سيدي.
أخرج آدم المج الآخر وهو يهتف وكفه يمسك بالغطاء:
افتح يا سمسم.
تصاعدت الأبخرة وانتشرت رائحة القهوة الشهية ثانيةً في المكان وهو يناوله لعمرو هاتفاً بطريقة مسرحية:
اشرب. عمايل إيديا وحيات عينيا.
ضحك على دعابته وهو يشرب بتلذذٍ هاتفاً بصدق:
رائعة يا حضرة الظابط. طلع عندك مواهب مدفونة وحنة ما اكتشفناهاش غير متأخر.
أنت عديتني كدة.
هتف آدم بعفويته المحببة:
مسيرك يا ملوخية هتيجي تاني تحت المخرطة. هتروح مني فين يعني؟
لسة هنقدم  نقد وهترجع لي تاني يا دوك. وهمشورك قهوة وشاي بقى والذي منه.
آه.
هتف بها بابتسامةٍ واسعةٍ فهتف آدم بابتسامةٍ حزينة:
والله القسم مالوش طعم من غيرك.
بص لما براءتك تظهر والقضية دي تنتهي على خير كدة إن شاء الله أنت تيجي تشتغل.
قاطعه بتساؤل:
آه. أشتغل فين بقى؟
دكتور للمساجين. الله الحق عليا يعني بحافظ على صحتهم؟ غلطان أنا؟
هتف مؤيداً:
غلطان مين قال كدة بس؟
دا  مافيش حد بيخاف عليهم قدك والله. أنت هتقول لي. شوفت بعيني ما حدش قال لي.
.....................
بقصر عمرو الألفي:
يرن جرس الباب معلناً عن قدوم زائرٍ جديدٍ.
أسرعت عائشة تفتح الباب ثم تناظر الواقف أمامه بشموخٍ وهي تهتف:
أنا شوفتك قبل كدة.
ابتسم لها رغم الضيق البادي على وجهه وهو يهتف:
آه. أنا كمان شوفتك قبل كدة إزيك يا عائشة؟
هتفت عائشة بنبرةٍ حالمةٍ وهي تناظره من رأسه حتى أخمص قدميه:
الحمد لله يا قمر.
ارتسمت الجدية على ملامحه وهو يهتف بتساؤل:
ليلى هانم موجودة؟
ابتسمت له باتساعٍ وهي تفسح له الطريق للدخول وتفتح الباب عن آخره:
أيوة يا سيدي موجودة. ولو مش موجودة نجيبها لك. اتفضل.
دخل وهو يزفر من طريقتها في التعامل ثم أغلقت الباب بهدوءٍ شديد عازمة أن تتحدث معه لعله يخطبها وخلصها من الخدمة في البيوت.
سارت معه نحو الصالون وهي تهتف بمجاملة:
وحيات غلاوتك عندي الصالون دا ما بيتفتحش إلا للعزاز قوي قوي يا أستاذ.
تلكأت قليلاً تحاول التذكر وهي تسأله بدلال زائد:
قلت لي بقى أنت اسمك إيه؟
هتف بملل: اسمي يوسف. بلغيها لو سمحتي إني عايز أقابلها على بال ما أعمل مكالمة لخطيبتي.
بدى الإحباط على وجهها قليلاً لكنها لم تيأس وهي تهتف بنفسها دلالها السابق وهي تحرك جسدها يمنى ويسرى تستعرض أنوثتها:
أنا أحلى بقى ولا خطيبتك يا أستاذ يوسف؟
أضافت بعض الغنج في اسمه فضاق بها ذرعاً وهو يشيح بوجهه بعيداً هاتفاً بعصبيةٍ هذه المرة:
على فكرة لو ما بلغتيش الهانم أنا هعرف شغلي معاكي وأول ما أكلمها على الموبايل هبلغها بقلة أدبك دي. اتحركي لو سمحتي وما تخلينيش أفقد صبري عليكي علشان أنا على آخري.
انطلقت تضرب الأرض بغضبٍ ثم توقفت على مدخل الصالون وهي تهتف:
مش دي آخر جولة ما بيننا يا أستاذ. مش هسكت غير لما تبقى بتاعي.
ارتقت درجات السلم المؤدي لغرفة نوم ليلى وعمرو ببطءٍ تفكر في خطوتها التالية لكنها لم تصل لشيءٍ.
طرقت الباب بخفةٍ فهتفت ليلى من الداخل:
نعم يا عائشة. عايزة إيه؟
أستاذ يوسف تحت وعايزحضرتك.
لم تكن ليلى هي من أجابتها هذه المرة بل كان صوت حور الملهوف الباكي وهي تهتف برجاء:
يوسف. أكيد جاي علشاني. والنبي يا ماما سيبيني أخرج له بقى. حرام عليكي أنا ما اتعودتش على كدة.
زجرتها ليلى بعصبية وهي تجيبها:
انسي. لما يبقى باباكي يطلقني ساعتها من حقه تبقي تروحي تشوفيه. ومش هتتحركي خطوة واحدة برة الأوضة دي علشان ما تفكريش تبقي تخبي حاجة تانية عليا.
لم تتحمل حور الضغط أكثر من ذلك فهتفت بصراخها المعتاد:
حرام عليكي بقى ارحميني. أنا ما عملتش حاجة غلط. مش كل شوية تخليني أتحمل نتيجة أفعالك أنتي وبابا.
أنتوا مش حاسين بيا خالص.
بابا مش عايز يطلق وأنتي مش عايزة تسيبيني في حالي.
أنا مالي بقى إن أنتي بعد السنين دي كلها ما عرفتيش تكسبي بابا وفضلت طنت يمنى هي اللي مسيطرة على قلبه وعلى عقله لدرجة إنه مش قادر يشوفك أنتي؟
لم تتحمل  ليلى مقارنتها بأخرى على لسان ابنتها وتزامن صفعها لها بقوة وهتافها الصارخ الآمر مع صوت عائشة المتوتر:
صلوا على النبي يا جماعة.
اخرسي.
صرخت بها بكل قوتها بينما وضعت حور يدها على وجهها غير مصدقة تتحسس مكان صفعتها وهي تهتف بعدم تصديق:
أنتي يا ماما عملتي كدة؟
حبستيني وضربتيني وعمرك ما عرفتي تصاحبيني.
وأنتي عمرك ما عرفتي تكسبيني.
هتفت بها ليلى بانهيارٍ ثم أضافت:
طول عمري كنت الطرف الضعيف في المعادلة. وأنتي وباباكي طول الوقت بتستقووا عليا. لكن خلاص. انسي مش  هبقى ليلى بتاعة زمان تاني.
الزمن دا راح وولى.
ماما أنا بكرهك. بكرهك. بكرهك.
.....................

رواية ولو بعد حين.، الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن