الفصل العاشر:

341 168 7
                                    

ولو بعد حين، الفصل العاشر.
بسيارة أماني.
أماني بعصبية عبر الهاتف: مش معؤول يا شريف. مش لأياه لا في المستشفى ولا في العيادة. أعمل إيه ؤول لي.
شريف باقتراح: طب متروحي له بيته. وإن لاوع معاكي، ؤولي لمراته على كل حاجة.
أماني بتفكير: حاجة كويسة.
ثم أكملت بتساؤل: بس هؤول لهم أنا مين؟
شريف بتفكير عميق: ؤولي إنك اسمك أماني عادي. وهو بآ يتصرف مع مراته.
أماني منهية المكالمة: طيب خلاص، أنا هتصرف.
*****.

بقصر عمرو الألفي، تحديدا في الحديقة: نزلت حور متأخرة عن والديها؛ لأنها لا تهتم بالزائرين.
حور وأمارات الحزن بادية على وجهها: السلام عليكم.
الجميع: وعليكم السلام.
عمرو وهو يجلسها بجواره: تعالي يا بنتي، اعدي هنا جنبي؛ عشان انتي وحشتي بابا أوي.
حور بحزن هامسة: بس أنا زعلانة من بابا.
عمرو متفهما: متخافيش يا عبيطة هنروح.
ثم استطرد قائلا بصوتٍ عالٍ: بصي يا حور: دول ماما وبابا. قال هذه الكلمات وهو يشير إليهم.
ثم أكمل بحزن: أنا زمان كنت متجوز وحدة أبل ممتك. كان باباها بيشتغل عند بابا في المعارض بتاعته. حبيتها جدا وهي كمان. بس طبعا بابا وماما ما كانوش موافئين. وحصلت مشاكل كتير بيني وبينهم. بس بعد الي عملته يمنى، أنا خلاص ما بئيتش بفكر فيها. ثم أكمل باعتذار وهو ينظر لليلى: أنا آسف يا ليلى؛ عشان لو كنت اديتك الفرصة إنك تنسيني، أنا كان فاتني نسيت من زمان، وعشت معاكي انتي وحور أحلى أيام عمري.
ليلى وهي تحتضنه قائلة بحنان بالغ: عمرو: أنا مسامحاك على فكرة، وعمري ما زعلت منك، ولا عمري هزعل. عارف ليه؟ تنهدت قائلة وهي تنظر في عينيه: عشان بحبك، بحبك أوي.
عمرو برومنسية: وأنا أوعدك ؤدامهم كلهم إني عمري ما هزعلك تاني.
هنية بمرح: طيب مش هتخلينا نسلم على حور ولا إيه؟
عمرو ومازال يحتضن ليلى: ؤومي يا حور سلمي على تيتة وجدو.
حور بطاعة وأمارات الصدمة بادية على وجهها: حاضر.
مدت يدها إلى هنية قائلة باحترام: إزي حضرتك يا تيتة؟
هنية وهي تربط على ذراعها بحنان: الحمد لله يا بنتي. يلا روحي سلمي على جدك.
حور بطاعة وهي تتجه نحو أحمد: حاضر.
لم يمهلها أحمد الفرصة؛ حيث احتضنها بتلقائية قائلا بحنان؛ إزيك يا حفيدتي؟ عاملة إيه؟
احتضنته هي الأخرى قائلة باحترام: الحمد لله.
عمرو وهو ينهض: ثواني يا جماعة، هدخل التولت.
الجميع: ماتتأخرش.
عمرو وهو يتجه للداخل: ماشي.
*****.
بمنزل عبد الله: تناول الجميع وجبة الفطور، واتجه كل منهم إلى وجهته المنشودة.
سندس بتردد: ماما هو أنا بنت مين؟
يمنى بصدمة: إيه؟ بتؤولي إيه؟ مش فاهمة.
سندس بارتباك: ااا. أصل أنا سمعت بابا، بيؤول إن يوسف ليه أب تاني؛ فؤولت أشوف أنا بنت مين.
يمنى بعدم استيعاب: بنت مين يعني؟ بنت عبد الله طبعا.
سندس بشك: طب أنا عايزة أعمل تحاليل؛ عشان أتأكد.
يمنى بحدة: نعم؟ انتي بتشكي في كلامي يا سندس؟
سندس بحدة مماثلة: لو مش عايزاني أشك فيكي عرفيني ليه ماؤولتيش ليوسف حاجة عن باباه؟
يمنى ببكاء: حرام عليكي. بتفكريني ليه؟ أنا ما سدأت أحاول أنسى.
سندس بتصميم: ماليش دعوة: لا تحكيلي، لا نعمل تحاليل.
يمنى ببكاء: والله عبد الله باباكي.  ماتظلمنيش انتي كمان زي ما ظلموني أبل كدة.  ثم أكملت بأسى: وعموما هحكيلك.
أرجعت رأسها للخلف قائلة بحزن واضح: بصي يا بنتي: أنا محبيتش حد في الدنيا زي عمرو أبو يوسف، والشهادة لله هو حبني أوي. كان مستعد يخسر الدنيا كلها بس عشان نبآ أنا وهو لبعض. لاحت ابتسامة على شفتيها قائلة: وفعلا اتجوزنا، وكان أسعد يوم في حياتي كلها. عشنا أجمل تلت شهور في حياتنا.
سندس مقاطعة: وأهله عملوا إيه؟
إزاي سابوكوا تتجوزوا كدة عادي؟
يمنى بشرح: لا ما هو آل لهم على ميعاد الفرح. وعشان كان خايف عليا ما آل لهمش إحنة هنعد فين. هما طبعا ما خلصهمش: رأبونا وعرفوا مكاني في أسكندرية.  وجولي يوم ما كنت هؤول له إني حامل في يوسف.
*فلاش باك*: في إحدى العمارات الفاخرة جلست يمنى تعد احتفالا عظيما بخبر قدوم يوسف. فاقت من شرودها على طرقات عنيفة أدت إلى تهشم الباب.
يمنى بصراخ: في إيه؟
أحمد وهو يصوب سلاحه نحو رأسها: اسكتي يا بت. مش عايز أسمع نفسك. فاهمة؟
يمنى ببكاء: حاضر. انتوا عايزين إيه؟
أحمد بقسوة: هتيجي معانا دلوأتي أبل ما عمرو ييجي وهنجوزك لحد معرفتنا وهيخدك وتغوروا من هنا.
يمنى ببكاء: حرام عليكم.
هنية بنبرة تشبه فحيح الأفاعي: عموما أعذر من أنذر، أنا هعمل فيكي حاجتين ماتتخيليهمش لو ماجيتيش معانا.
أول حاجة: هبعت لك كل يوم رجالة يعملوا معاكي الي هما عايزينه. وانتي وحظك بآ. ممكن عمرو يشوفك وساعتها هاتطلعي خاينة. ومش هتعرفي تثبتي إنك معملتيش علاقة. وتاني حاجة بآ ودي الأهم: هأتل عمرو، وهأطع جثته، وهحطهالك في التلاجة عندك. وهخلي الجريمة كلها تحصل في البيت هنا. وطبعا الدافع قوي لأتله. أتلتيه عشان تروحي مع عشيئك بعد,  ما كوشتوا على فلوسه.
يمنى ببرود مصطنع: مش هتئدروا تعملوا كدة. اتأخرتوا أوي عا الحكاية دي؛ لإنكوا لو أتلتوني هتموتوا الي في بطني كمان.
أحمد بصدمة: إيه؟ انتي حامل؟ معؤول؟
اشتاقا الاثنان إلى رؤية حفيدهما، لكن الأموال والفخر بالنسب كانا من أهم الأشياء.
أحمد بتهديد: والله يا يمنى لو عرفتي عمرو إنه ليه ابن لا هطلع لك ١ يجزم ويؤول ويؤكد إن الواد دا ابنه.
ثم فوجئت بيد قوية تكتفها من قدمها وأيادي كثيرة تحاول أن تخرجها من المنزل عنوة.
*باك*.
يمنى بحرقة: خدوني ورموني في أوضة عندهم في البدرون لحد ما عدتي تخلص، وبعدين في يوم لئيتهم بيدوني أسيمة جوازي على عبد الله أبوكي.
سندس بتساؤل وعيناها تختنق بالدموع: وآلوا إيه لعمرو؟
يمنى بنفس بكائها: معرفش. بس أكيد سوئوا صورتي.
سندس بفضول: وهما جابوا بابا منين عشان يتجوزك؟
يمنى بشرح: باباكي كان شاب زي شباب كتير، اتخرج من الجامعة وما لآش شغل غير في معارض أحمد الألفي. ادوله يوميها ١٠٠٠٠٠٠٠ جنيه عشان يتجوزني وينسب الولد ليه. بس عبد الله فضل يصرف منهم ولما خلصوا دور على شغل.
سندس بتردد: يعني يوم الخناءة الي كانت بسبب إني رفضت عزيز كان يئصد إن حبيب الألب هو عمرو؟
يمنى بحزن: آه. ثم أردفت بألم: بس الحكاية لسة فيها حاجة تخص يوسف.
سندس بفضول: إيه هي؟
يمنى بتعب: لا بعدين. مش آدرة.
*****. دخلت سندس إلى غرفتها وانفجرت في بكاء مرير. وأصرت أن تكون هي الوسيلة لكشف الحقائق.
*****.
في نفس اللحظات كان عمرو يجري اتصالا بأماني. ما إن فتحت المكالمة حتى انفجر فيها صارخا: بتعملي إيه ؤدام بيتي؟
أماني ببرود: كنت بشوف هؤول للهانم أنا مين.
عمرو بنفس العصبية: انتي عايزة إيه؟
أماني بنفس البرود: تعالى نتفئ. وإلا.
عمرو مقاطعا بعصبية: هتنيل آجي لك بكرة.
أماني بتهديد: لو بكرة عدة وماجيتليش مراتك هاتعرف كل حاجة.
أغلق عمرو الهاتف في وجهها. وانطلقت أماني بسيارتها إلى منزلها.
*****.

رواية ولو بعد حين.، الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن