السﻻم عليكم.
إزيكم عاملين إيه؟
يا رب تكونوا بخير.
قراءة ممتعة ويا رب الفصل يعجبكم.
ما تنسوش الفوتينج فضﻻً وليس أمراً.
ولو حبيتوا تسيبوا كومنت تقولوا فيه آراءكم يا أهﻻً ومرحب.
يلا مش عايزة أطول عليكم.
هسيبكم بقى مع الفصل.
ولو بعد حين، الفصل الثالث بعد الثﻻثين، الجزء اﻷول:
شهقت سندس بصدمةٍ ومن ورائها عمرو من هول المفاجأة، بينما كانت حور تسرع خلف يمنى تسألها بتوتر:
في إيه بس يا طنت؟ قمتي وسبتيني ليه؟ مش كنا بنتكلم مع بعض لسة؟
بينما أقبل آدم عليهم بقلقٍ سائﻻ:
في إيه يا آنسة حور؟
محتاجة حاجة؟
ابتعد عمرو عن فراش يوسف هاتفاً بهدوء:
عن إذنكم.
بينما هتفت يمنى بعصبية آمرة:
يﻻ يا سندس. هناخد يوسف ننقله مستشفى على قدنا، طالما المتبرع مش راضي يعرفنا هو مين.
توترت سندس من تصاعد الموقف فانفرجت شفتاها تناقش والدتها لكنها أطبقتهما ثانيةً مرغمة بسبب هتاف يمنى الحاد:
مش عايزة أسمع منك وﻻ كلمة.
فتح يوسف عينيه على اﻷصوات العالية فهتف بعدم فهمٍ وصوته يطغى عليه أثر النوم:
في إيه يا جماعة؟
صوتكم عالي ليه؟
هتف آدم مهدئاً:
مافيش حاجة يا يوسف. نام أنت دي مشكلة بسيطة كدة وهنحلها إن شاء الله.
ارتاح أنت وما تشيلش هم ﻷنك لسة تعبان.
بينما تشجعت سندس تهتف برجاء:
ماما أرجوكِ اهدِ شوية وفهميني في إيه.
ثم إحنا ما ينفعش ننقل يوسف من المستشفى اللي هو فيها دلوقتي ﻷن دا ممكن يبقى فيه خطر عليه.
ﻻزم نسأل الدكتور، وبالتأكيد هيمضيكي على إقرار إنك بتتحملي أي تدهور يحصل ليوسف في صحته ﻻ قدر الله.
تنهدت يمنى بتعبٍ وهي تجيبها بحزن:
أنا سألت حور ليه هيدفعوا الحساب ليوسف قالت لي علشان هو أخوها.
تمام. مفهوم اهتمام حور بيوسف.
لكن. لما أسألها مين الرجل اللي بعتها للدكتور اللي اتخانق معايا وحرجني ما ردتش عليا.
وأنا ما بحبش حد يقرب من وﻻدي أو أحس إنه بيمثل خطر عليهم وأنا مش عارفاه.
تقدم عمرو نحو الباب بخطواتٍ ثابتةٍ لكنها وقفت أمامه تسد عليه طريق الخروج فهتف بثبات:
عديني لو سمحتي.
شهقت بصوتٍ عالٍ حتى جُرِحَتْ حنجرتها ثم هتفت بذهول:
عمرو.
أنت.
كان الصمت سيد الموقف في هذه اللحظة.
لم يقوَ أياً منهما على الحديث.
لكن العيون والقلوب تواصلوا بلغتهم الخاصة التي ﻻ تعرف حروفاً وﻻ تحتاج لترجمان.
أفسحت له الطريق حتى يمرَ لكنه لم يفعل فربت آدم على كتفه برفقٍ هاتفاً:
مش يﻻ يا دكتور.
كفاية كدة.
المشوار دا استنزفك بما فيه الكفاية النهاردة.
أما عن ندى فكانت تقف بعيداً لم ترد أن تتدخل في ما ليس لها به شأن حتى أتى سيف هاتفاً بابتسامة:
إيه يا بنتي. دورت عليكي كتير وفي اﻵخر يسيبوكي واقفة لوحدك كدة.
ابتسمت بتوترٍ وهي تهتف وقد شرعت في التحرك نحو الدرج:
ما يجراش حاجة.
أنا كنت في الحمام ولسة جاية دلوقتي. يﻻ بقى يا سيوف علشان تعبت قوي ومحتاجة أنام لي كام ساعة قبل ما أبدأ مذاكرة.
تحرك معها تاركاً الغرفة ينشر فيها التوتر ذبذباته في الهواء بين الحضور.
قطعت حور الصمت هاتفة برجاء:
أظن يا طنت مالوش ﻻزمة تنقلي يوسف من المستشفى. أنا هاجي لك على طول أتطمن عليه. والرجل اللي كان عامل لك أزمة مش هييجي هنا تاني ما تقلقيش. وبما إنك عرفتي هو مين فهو كان حنينه غلبه ناحية يوسف بس وكان مربوط بكلمة اداها لحضرة الظابط علشان كدة ما عرفش حد هو يبقى مين.
عن إذنك.
ختمت جملتها بحزنٍ ثم تحركت خارج الغرفة تاركة يمنى متخبطة بين أفكارها ثم تبعها آدم وعمرو يخطوان بثباتٍ نحو الخارج لكنهما توقفا على صوتها الذي حاولت أن يخرجَ ثابتاً لكنه خانها وفضح لهفتها على عمرو:
عمرو. استنا.
هتفت بها بتوسلٍ ﻻ يخفى عليه فتوقفت قدماه عفوياً يسمع بتركيزٍ ما تريد قوله وجميع حواسه متأهبة:
أنا آسفة. ما كانش قصدي أتعامل معاكوا كدة. أنا بس كنت شاكة إنه أنت فكنت عايزة أتأكد.
قلبي معاك. وربنا يفك كربك.
كان واضحاً للموجودين بعض الجفاء في صوتها لكنها تعمدته كي ﻻ يظن أنها تريد العودة له لكنه هتف بهدوء:
مافيش اعتذار يا يمنى. أنتي ما عملتيش حاجة.
على العكس أنا اللي المفروض أقدم لك اعتذار على كل السنين اللي فاتت من عمرك دي.
كان المفروض أصون العهد اللي بيننا لكن أنا اللي رميتك ليهم من غير ما أفكر والتفتت لنزواتي وبس.
أنا آسف قوي وأتمنى تقبلي اعتذاري اللي عارف إنه مستحيل.
بس أنا مافيش بإيدي حاجة أقدمها لك أكتر من كدة.
عن إذنكم.
....................
دخل أشرف غرفة الزيارات على ابنته يرمقها باشتياقٍ وهي أيضاً كانت تبادله نفس الاشتياق.
تنظر خلف ظهره باحثةً عن والدتها لكنها عادت خائبة عندما لم تجدها فهتفت بحزنٍ كسير:
وحشتني يا بابا.
غمرها بين ذراعيه يضمها إلى صدره بقوةٍ يريد أن يحميها من كل شيءٍ حولها وهو يهتف بتأثر:
أنتي كمان يا روح بابا. وحشتيني قوي. البيت مالوش طعم وﻻ حس من غيرك.
البيت بقى ميت طول ما أنتي مش فيه.
ابتسمت على مدحه لها وﻻ تزال أسيرة ضمته القوية واﻵمنى في آنٍ واحدٍ وهي تهتف بثباتٍ تدعيه:
هي ماما ما جتش مع حضرتك ليه؟ هي كويسة؟
تنهد بألمٍ وهو يهتف:
آه. أنتي عارفة أمك ما بقتش بتفضى.
سيبك. يعني أنا مش مالي عينك؟
هتف بها بﻻ مباﻻةٍ مصطنعة فهتفت بتعاطف:
ماما من زمان كدة يا بابا.
معرفش ليه. كل حاجة اتغيرت تقريباً من بعد خطوبتي ليوسف بفترة قصيرة.
كنت دايماً بشكك نفسي وبقول لا يا مريم. إيه يعني اللي هيغير أمك كدة؟
وللأسف سؤالك دا مالوش إجابة.
صدى صوتك بيرجع لك تاني.
هتف بها أشرف بحيرةٍ ثم أضاف بألمٍ جلي:
أنا الحيرة هتقتلني.
الشك هيقضي عليا يا مريم.
أمك ما بقتش طبيعية.
وأنا خﻻص فاض بيا وما بقتش قادر أستحمل خﻻص.
تنهدت بألمٍ على حاله ولم تعقب.
ليس لشيءٍ سوى أنها لم تجد ما هو مناسب لترد به عليه لكنها انتبهت عندما سمعت أشرف يهتف بفخر:
يوسف النهاردة اتضرب بسكينة.
شهقت بفزعٍ هاتفة بعتاب:
إيه دا يا بابا وما تقوليش؟
إيه اللي حصل؟
وضربوه ليه؟
أردف أشرف بنفس فخره وابتسامة واسعة ترتسم على ثغره:
مافيش يا ستي. عمل حركة مجدع مع ندى صاحبتك وأنقذها من شاب كان بيحاول يعتدي عليها.
آه. ندى. هي كانت من اﻷول عاجبها يوسف.
هتفت بها بغيرةٍ تنضح من حروفها فهتف أشرف باستنكار:
مريم. أنتِ بتقولي إيه؟
إزاي تتكلمي عن صاحبتك وخطيبك بالشكل دا؟
طريقة كﻻمك عنهم بالشكل دا بتقول إن أنتِ مش واثقة فيهم.
هتفت مريم مدافعة:
يا بابا أنا ما بتكلمش عن يوسف.
أنا عارفة يوسف بيحبني قد إيه.
وزي ما حضرتك قلت لي إنه لو ما كانش بيحبني كان سابني من أول يوم حصل فيه اللي حصل.
لكن ندى ما حدش بيبص لها وﻻ بيطلبها.
وأكيد ممكن تكون غيرانة من خطوبتي وإني قربت أتجوز.
كمان يوسف ليه مستقبل وشاطر جداً في شغله وبيتطور بسرعة وبيعلا في مكتب أستاذ أكرم زي ما كنت بتقول لي.
فليه لا ما تاخدوش مني؟
مرة تبدأ بمحاولة اعتداء، ومش بعيد تبرع بالدم، وشوية شوية تقول له إن اللي حصل لي هيلوث اسمه وهيأثر عليه في شغله فتقنعه يسيبني.
زفر بضيقٍ من طريقة تفكيرها ثم أضاف بعدم اقتناع:
بصي يا مريم. أنتِ أعصابك تعبانة اليومين دول، وبقى تفكيرك غريب في كل اللي حواليكي. لدرجة إني ما بقتش عارف أنتِ بتفكري فيا أنا شخصياً إزاي. أول مرة أحس إني ما بقتش عارف أفهم دماغك وﻻ قادر أفك شفرتك.
ندى دي بقى لها معاكي ثﻻث سنين. عمرها ما فكرت مرة تحاول تاخد منك خطيبك.
وأنتِ عارفة إنها بنفوذ إخواتها وبالفلوس اللي معاهم كانت تقدر لو هي عايزة كدة ولو يوسف بتاع فلوس.
بطلي تفكيرك السيئ دا في اللي حواليكي يا مريم قبل ما تخسري كل حاجة.
انا نصحتك وعملت اللي عليا.
وكويس إني اتطمنت عليكي.
وحالياً أنا مضطر أمشي.
عايزة حاجة أجيبها لك معايا الزيارة اللي جاية؟
هتف بها وهو ينهض من مقعده متجهاً حولها يربت على ظهرها بحنوٍ بالغٍ ثم قبل جبينها بسرعةٍ ثم رحل عنها دون حديثٍ يُذْكَرْ من ضيقه مما قالته.
توقف قليلاً بجوار الباب يرمقها بنظرات اشتياق سريعةٍ ثم رحل عنها تاركاً إياها تغرق في بحرٍ ظنونها السيئة في من حولها وتغرق في بحر قلقها على يوسف مما حدث له، وفي كل هذا يطفو حديث والدها على السطح لكنها تنفض رأسها عنه بعنفٍ وهي تهتف بتبرير لظنونها:
أنت مش فاهم حاجة يا بابا.
للأسف. أنت مش شايف الصورة زي ما أنا شايفاها.
بكرة هفكرك إن كانت ظنوني كلها صحيحة.
وبكرة مش بعيد.
....................
بسيارة آدم المتواضعة:
تجلس حور في المقعد الخلفي بينما يجلس عمرو بجوار آدم في المقعد اﻷمامي.
ظل آدم يسير بهما عبر الطرقات بهدوءٍ والصمت يخيم على السيارة.
ﻻ يقطعه سوى أصوات السيارات حولهم وأصوات أنفاسهم، بينما كان رأس عمرو يضج باﻷفكار الصاخبة.
ما كل هذا الجفاء الذي تعامل به مع يمنى؟
والغريب أنها بادلته مثله.
لمَ تمنى أن يراها ثم يقابلها بهذا الشكل؟
ماذا سيعتقد آدم عنه اﻵن؟
هل ندم على اصطحابه إياه للمشفى؟
هل هو تسرع في طلبه لزيارة يوسف؟
لم يعد يعلم إجابات لأسئلته، فأسند رأسه على زجاج النافذة المجاور لعله يستريح قليلاً من أفكاره ثم يعود للتفكير فيها بهدوءٍ أثناء وقت فراغه الطويل. الطويل جداً في الحقيقة.
قطع آدم الصمت بسؤاله المهذب وهو يوجه نظره نحو حور:
ها يا آنسة؟
هتروحي البيت وﻻ في مشوار تاني حابة أوصلك فيه؟
لم يغير عمرو من وضعية جلوسه وبدى أنه غير منتبهٍ للحوار الدائر بينما هتفت حور بعد همهمةٍ قصيرةٍ تدل على التفكير:
ﻻ. هروح البيت. أنا ما بقتش قادرة خالص النهاردة أعمل أي حاجة. وبكرة -إن شاء الله- هروح ليوسف من النجمة أشوفهم لو محتاجين حاجة وأتطمن عليه وأطمنك يا بابا.
لم يرد عليها بينما هتف آدم بمرحٍ:
تمام. هوصلك. وعقبال ما تعزميني أشرب حاجة عندكم بقى.
والله اتفضل. يا سﻻم. أنت تنور أي مكان تدخله يا حضرة الظابط.
هتفت بها بمرحٍ مماثلٍ وابتسامتها تتألق على شفتيها فهتف بابتسامةٍ مماثلةٍ بطعم الرجاء:
لما تظهر براءة الدكتور وينور بيته أكيد وقتها هدخل بيتكم.
توقفت السيارة عند مدخل القصر ففتحت الباب وهي تهتف بنفس مرحها:
خﻻص. هنستناك. ودا وعد خلي بالك. ووعد الحر إيه؟
هتف بابتسامة وقد تغيرت دقات قلبه:
دين عليه.
لوحت لهما بيدها وباليد اﻷخرى كانت تطرق على النافذة المجاورة لعمرو بهدوءٍ هاتفة بحزن:
مش عايز مني حاجة يا بابا؟
رفع رأسه أخيراً ينظر في عينيها هاتفاً بجديةٍ قليلةٍ:
خدي بالك من نفسك، ولو مامتك ما كانتش ناوية تيجي لي الزيارة ماتكلميهاش في أي حاجة علشان ما تشكش إنك قلتي لي أي حاجة عن جوازها. سيبيني أنا هكلمها. ما تستعجليش وتقعي بلسانك.
بس يا بابا.
هتفت بها مجادلة فهتف بأمر مقاطعاً إياها:
حور. اسمعي الكﻻم. أنا عارف مامتك. وعارف هتعامل معاها إزاي. وما تقلقيش أنا مش ممكن هسيبها لحد زي رفعت الدهان.
تمام يا بابا. زي ما تحب. أنت أدرى بردو.
هتفت بها بعدم اقتناعٍ وهي تتحرك نحو بوابة القصر المعلق عليها يافطة تدل على صاحبه وهي تهتف من بعيد:
سﻻم.
تحرك آدم بالسيارة بعد اطمئنانه لدخولها القصر سالمة وﻻزال الصمت يخيم عليهما فقطعه عمرو بعد ابتعادهما بمسافةٍ مناسبة عن قصره الذي حمل له ذكرياتٍ كثيرةٍ غير سعيدة هاتفاً باعتذار:
أنا آسف يا سيادة العقيد. ما قصدتش خالص كل اللي حصل.
سأله باستغرابٍ وهو ينظر إلى جانب وجهه:
هو إيه اللي حصل؟
وليه بتعتذر؟
بعتذر على تسرعي في طلبي لزيارة يوسف.
وبعتذر عن اللي حصل مع يمنى. بس والله حور اللي اتسحبت من لسانها وصممت تبلغ يوسف إنها عرفت كل حاجة.
ويمنى.
قاطعه آدم بابتسامته الغامضة:
أنت عارف لو كنت ما بينتش قلقك على يوسف. كنت هحس إنك مش باباه اللي هو فضل يتمناه كل السنين اللي فاتت دي. كنت هحس إن حلمه ضاع بحنان الأب اللي ما صدق إن عبد الله مش أبوه.
أما آنسة حور بقى فهي حست إنها المفروض ترتبط بالعيلة دي. حست إنها هتﻻقي بينهم اﻷمان والدفئ اللي هي كانت مفتقداه معاك أنت ومدام ليلى.
أما مدام يمنى فالقلب ما بيغلطش. أنت من أول لحظة دخلت فيها هنا وهي كانت مشغولة بحاجة واحدة بس بعد ما اتطمنت على وﻻدها.
أنت مين؟ وبتعمل إيه هنا؟ وإيه عﻻقتك بابنها؟
تمسكك بابنها بالشكل دا خﻻ عندها يقين إن أنت عمرو حبيبها اللي دورت عليه من سنين.
كنت أتمنى كان يبقى لقاءكم أفضل من كدة بس هي كانت داخلة شمال. وعشان كنا قدام الناس أنت ما قدرتش تحتوي الموقف. وعشان أنتوا ﻻزم تصفوا اللي بينكم ﻷنكم هتتعاملوا مع بعض كتير قوي بسبب معرفة يوسف بيك.
تنهد عمرو بألمٍ وهو يهتف بصراحته المعهودة معه:
كانت وحشاني قوي.
كان نفسي أقول لها كﻻم كتير قوي. بس كان في حاجة واقفة بيننا في النص.
حاجز مش مرئي كان بيعلا بيننا كل ما حد فينا يوجه كلمة للتاني.
كان نفسي أعتذر لها كتير. كتير قوي. على كل حاجة حصلت مني ومن أهلي. كان نفسي أعوضها عن كل السنين اللي داقت فيها الحرمان والذل والمهانة على إيديهم بمساعدة عبد الله.
كظم آدم غيظه وهو يأخذ نفساً عميقاً ويخرجه على مهلٍ ثم أردف من بين أسنانه بوعيدٍ:
عبد الله. أمسك عليه بس دليل واحد يثبت إدانته. وقتها بس كل البﻻوي بتاعته هتطلع. وساعتها مش هرحمه وما عادش هيشوف الشمس.
هتف آدم بعد برهةٍ من الصمت:
بقول لك إيه. ما تيجي نسهلها له.
تجلت مﻻمح الاستغراب على وجهه وهو يسأله:
نسهلها له؟
إزاي؟
هتف آدم بغموض:
سيبني أظبط الموضوع في دماغي كدة من كل النواحي وبعدين هفهمك على الخطة بالتفصيل.
أيوة طب اديني خيط واحد وأنا أجيب الباقي.
هتف بها بفضولٍ فهتف بغموض:
هنخليه يغلط يا دكتور. ولما يغلط هيقع. افهم دا تكتيك على تقيل قوي من ظابط ما اتعودش مجرمين يهزموه بإذن الله. يﻻ علشان وصلنا.
نزﻻ من السيارة وقد صمت عمرو لفهمه أن آدم لم يبح بأكثر مما باح به اﻵن على اﻷقل.
دخلا القسم وﻻزال يتمسك بقبعته على رأسه حتى دخلا المكتب أخيراً.
تبعهما العسكري بعد دخولهما بفترةٍ وجيزةٍ يطرق الباب بهدوء ثم دلف إلى الغرفة بعد سماعه ﻹذن آدم بالدخول.
هتف برسمية:
مدام ليلى جت من ربع ساعة يا فندم في انتظار زيارة للدكتور عمرو اﻷلفي.
هتف آدم بأمر:
طيب روح أنت وهو هييجي حاﻻً.
قدم له الرجل التحية العسكرية هاتفاً باحترامٍ:
تمام يا فندم.
ثم انصرف مغلقاً الباب بهدوءٍ بينما اتجه آدم بنظره نحو عمرو هاتفاً بابتسامته الودود:
كنت ناوي أعزمك على كيس عصير قصب وحنة ماشيين بس الكﻻم خدنا ونسيت.
ابتسم ببساطةٍ هاتفاً:
خير. تتعوض. ما حصلش حاجة.
هتف آدم بابتسامة غامضة:
ودي تيجي بردو؟
اعمل لي بقى فنجان قهوة واعمل ليك معايا. لما أشوف بقى أنت كَيّيِفْ قهوة وﻻ أي كﻻم؟
....................
أنت تقرأ
رواية ولو بعد حين.، الجزء الأول
عاطفيةقالوا عنها خائنة فصدقهم وكذبها. حاول أن ينسى فظلم. حاولت أن تعيش فماتت. لم يعرف أنها تمتلك جزءً منه. ولم تعرف أنها ﻻزالت تمتلك قلبه إلى الآن. فهل سيتجدد اللقاء بينهما يوماً ما؟ هل سيعرف الحقيقة؟ وهل بعدما أصبح لكلٍ منهما طريقاً ستلتقي الطرق؟...