الفصل الثامن بعد العشرين، الجزء اﻷول:

221 134 5
                                    

السﻻم عليكم.
إزيكم؟
عاملين إيه؟
كل سنة وأنتوا طيبين ورمضان مبارك عليكوا وعلى أسركوا الكريمة.
حرفياً رمضان طار.
ما توقفناش آهو زي ما وعدتكم.
أنتوا كمان همتكوا معايا بقى ﻷن التفاعل اﻹسبوع دا قليل قوي.
جايبة لكم أحداث مولعة آهو وقايمة بالواجب وبزيادة، عايزة أشوف بقى الفوتينج بتاعكم الجميل كدة ينور الفصل.
وما تنسوش لسة فاضل على ال300 صوت بعد ال1000 129.
يﻻ. لو كدة هقابلكم يوم الحد أو اﻷربع. لو كان عدد اﻷصوات زي ما قلت لكم.
حاجة أخيرة.
أنا في رمضان مش ملتزمة بميعاد الساعة 10 ﻷن أنتوا عارفين ظروف رمضان بتختلف.
بس أهم حاجة إن يوميا هنزل لكم الرواية كل ثﻻثاء وجمعة.
يﻻ قولوا لي هتتسحروا إيه؟
آسفة على الإطالة بس ما تنسوش الفوتينج وجروب الفيسبوك هتﻻقوا الرابط بتاعه في آخر الفصل.
ولو بعد حين، الفصل الثامن بعد العشرين، الجزء اﻷول:
وقف عبد الله يتلفت حوله خوفاً من نظرات المارة الفضولية وهو يهتف في يوسف بصوتٍ حاول أن يحافظ على ثباته:
في إيه يا يوسف؟
خضتني.
أنا كنت جاي لك.
ضحك يوسف بسخريةٍ وهو يهتف:
ﻻ والله. طب كنت قول كﻻم غير دا يا رجل، حتى كنت هصدقك، بدل من الكذبة السخيفة دي اللي ما تدخلش دماغ عيل صغير حتى.
صمت قليلاً يرتب أفكاره ويضبط انفعالاته ثم أردف بوضوح:
ما تخليك صريح معايا وتقول لي أنت جاي ليه؟
ساعتها بس ممكن أريحك.
هتف عبد الله بصوتٍ جهوري ونظراته ﻻ تنبئ بالخير أبداً:
أنا كنت جاي لك فعﻻً ما كذبتش عليك. كنت جاي لك علشان أعرف منك أمك فين؟
ليه ما جتش تواجهني وتقول لي إنها عايزة تتطلق؟
بدل ما أتفاجئ إنها رفعت قضية خلع عليا وأنا نايم على وداني؟
آه. تيجي تواجهك. آه مالهاش حق فعﻻً. أمي دي طول عمرها غلطانة الصراحة.
هتف بها يوسف بسخريةٍ شديدةٍ ثم أضاف بعصبية:
ما جت لكش علشان ربنا قال:
ﻻ تلقوا بأيديكم إلى التهلكة.
ومع اﻷسف أنت تهلكتها؛ فإزاي بقى عايزها تخالف كﻻم ربنا؟
قاطعه عبد الله صارخاً بنفاد صبرٍ يهتف بتوبيخ:
ولد. أنت إزاي تكلمني كدة بالشكل دا؟
ظل يوسف محافظاً على برود نظراته وهو يهتف وكأن صراخ اﻷول ﻻ يعنيه، وﻻ حتى نظرات المارة الفضولية حولهم تعنيه:
أنا دي طريقتي اللي أنت ربيتني عليها.
طبيعي أتعامل معاك كدة طول ما أنت بتتعامل مع أمي كدة.
عايز ابنك يطلع إزاي وهو شايف قدوته طول الوقت ما بيعرفش يتعامل غير بالشخط والنطر ومد اﻹيد؟
احصد بقى اللي زرعته يا عبد الله.
هتف عبد الله بندمٍ مصطنعٍ:
كان غصبٍ عني. ما كنتش أقصد أتعامل مع يمنى بالعنف دا وﻻ بالهمجية دي.
أنا عارف إني غلطت في حقها جداً وعشان كدة كنت بدور عليها أصالحها وأرضيها؛ علشان كدة جت لك.
ثم أضاف بصوتٍ شبه عصبي مستمراً في توبيخه:
ثم احترمني شوية، واتكلم معايا عدل، واعرف إني أبوك مش بلعب معاك في الشارع أنا.
تجاهل يوسف توبيخه اﻷخير وهو يواجهه بسؤاله المباغت:
طب وما جيتش تصالحها ليه وأنت كنت عارف إنها في المستشفى؟
يعني كان مكانها واضح وما كنتش محتاج يعني إنك تدور عليها وﻻ تتعب التعب دا كله.
بهت عبد الله من سؤاله ولم يجد له رداً فلجأ إلى قلب الطاولة عله يفوز بهذه المعركة بسؤاله العصبي:
وأنتوا ليه ما فكرتوش تتطمنوا عليا لأكون مت وﻻ جرى لي حاجة؟
وﻻ أنتوا ما عندكوش غير أمكوا وبس؟
لم يجبه ولم يعقب على حديثه وهم بالرحيل بعيداً لكنه توقف بسبب إمساك عبد الله له من طرف مﻻبسه وهم بصفعه على وجهه وهو يهتف فيه بغلظته المعهودة:
اقف هنا يا ولد. أنا مش بكلمك. وﻻ إيه؟ فاكر نفسك كبرت عليا؟
ﻻ. دا أنا عبد الله على سن ورمح.
إن كنت فاكر إني كبرت على الضرب فﻻ يا حبيبي، فوق لنفسك كدة. أنا لسة بصحتي وأقدر أضربك وأربيك من اﻷول وجديد لحد ما تتعلم اﻷدب.
اختنق صوته لكنه حافظ على ثباته بأعجوبةٍ وهو يهتف بصراخ هذه المرة:
ﻻ. أنا اللي من حقه يضربني بس هو أبويا.
هو اللي من حقه يقومني ويعدل سلوكي.
على اﻷقل مش هييجي على الضعيف زيك.
صلوا على النبي يا جماعة. في إيه يا يوسف؟
كان هذا هتاف أكرم وهو يسرع نحوه بأنفاسٍ لهيثة وتجمع أيضاً بعض المارة محاولين فض الاشتباك والعبارات تتوالى على مسامعهما، لكنهما فقدا اﻹحساس بالزمان والمكان ولم يعودا يهتمان بما يقال حولهما ويخوض كل منهما حربه الخاصة على اﻵخر.
ضربه عبد الله بقبضة يده على كتفه وهو يهتف بعصبيةٍ مماثلة:
وهو أنا مش أبوك؟ وﻻ أمك خﻻص جرأتك عليا؟
أنا أمي أشرف من إنك تجيب سيرتها على لسانك؟
وﻻ مش أبويا. أنا عارف كل حاجة.
هتف بها بتحدٍ عارمٍ وهو يغالب دموعه من نظرات أكرم الفضولية وهو يحاول المرور بينهما ليفصلهما عن بعضهما ليسهل حل العراك، بينما هتف عبد الله بوقاحة:
آه. يعني أنت ابن حرام بقى.
استنكر أكرم بفمه وهو يهتف بتوبيخ مخترقاً بصوته الصمت الذي عم المكان:
ﻻ يا أستاذ بتاع أنت غلط كدة. حرام عليك. إزاي ترمي بريء بتهمة زي دي؟
بينما شهق يوسف بصدمةٍ وعز عليه شرف والدته فتصرف بتهورٍ صافعاً عبد الله على وجهه بقوةٍ حتى أدماه وهو يهتف بغضبٍ عارمٍ ولم يعد يعي بنفسه:
أنا ما أسمح لكش تقول عن أمي كدة، حتى لو كان دا فيه قتلك وإعدامي أو سجني.
أنا أمي ست شريفة واتجوزت على سنة الله ورسوله.
اتجوزت دكتور محترم.
ضحك بصوتٍ عالٍ مقاطعاً إياه بهتافه الساخر:
دكتور محترم؟
هو فين الاحترام دا يا أستاذ يوسف يا محامي يا كبير؟
شي الله يا احترام.
إيش حال ما كنت أنت اللي ماسك القضية اللي بانت فيها قذارته؟
ما هو اللي بيخون بيتخان. وأمك بقى كانت بتخونني معاه وﻻ إيه؟
كانت من ضمن عشيقاته.
هتف أكرم بصوتٍ منخفضٍ وهو يتلفت حوله متوتراً من سمعة المكتب التي ستسوء حتماً جراء هذه المشاجرة العنيفة:
أوبااا. أكيد يوسف دلوقتي هيدي له علقة سخنة. أعمل إيه يا ربي. طب روحوا اتشاكلوا في الشارع اللي ورا طيب.
بينما طرحه يوسف أرضاً وجلس فوقه يكيل الضربات في عدة مناطق متفرقة من جسده وهو يهتف بصراخٍ وأخيراً تحررت دموعه من سجن عينيه:
ارحمني بقى وارحمها.
هي عملت لك إيه علشان دا كله؟
سيبها في حالها بقى وابعد عن حياتنا.
أنت إيه؟
شيطان في صورة بني آدم؟
هتف بتقطعٍ وهو يزيحه من فوق صدره:
هموت يا غبي قوم.
انتبه أكرم على الوضع فأسرع نحوه يجذبه من ياقته بعنفٍ يهتف به بصراخٍ آمر:
كفاية بقى يا يوسف، هيموت وأنت مش هتستفيد حاجة.
ضحك عبد الله بتقطعٍ وهو يحاول التقاط أنفاسه بعد ما نجح أكرم من جذب يوسف نحوه:
ﻻ ومش كدة وبس. دا كمان مش هيعرف يدافع عن أبوه المحترم.
هتف يوسف بتحدٍ واثقٍ هو اﻵخر وهو يحفز عضﻻته للهجوم ثانيةً:
أيوة محترم غصبٍ عن عينك.
ولو شوفتك هنا تاني والله هسجنك وأنا عﻻقاتي كتير.
أنت فاهم؟ والله هسجنك.
هتف عبد الله بﻻ مباﻻةٍ وهو يبتعد عنهم:
طب ابقى اسأل الدكتور لو ما كانش قال لك يعني إيه رأيه في اﻷيام اللي قضاها معايا؟ لسة عايز منها كمان؟
....................
بمنزل شمس:
كانت تقف أمام المرآة تصفف شعرها بعنايةٍ ويدها ترتجف من التوتر وهي تتخيل نفسها عروساً بفستانها اﻷبيض.
أميرة يسعى فارسها للظفر بها والتحليق بعيداً عن هذا الكوكب.
تتخيل أين ستقضي شهر عسلها مع حبيبها اﻷول واﻷخير؟
كم بنتاً أو ابناً ستنجب؟ وماذا ستكون أسماؤهم؟
لكنها توترت أكثر وهي تسمع جرس الباب معلناً عن قدوم الضيوف أخيراً.
دخل معاذ أوﻻً بحلته السوداء اﻷنيقة وتبعته ندى بثوبها اﻷنيق الذي يدل على رقي صاحبته، ثم خالد وسيف يتضاحكان حول أمرٍ ما يخص اﻷول مع ياسمين.
هتف آدم بترحيبٍ:
نورتوا يا جماعة. أهﻻً وسهﻻً.
رد معاذ بابتسامةٍ صغيرةٍ وهو يشمل المنزل المتواضع والكﻻسيكي بنظراته المتفحصة و"المستنكرة".
لم يكن يتخيل أنها تعيش في منزلٍ متواضعٍ كهذا.
ﻻحظ سيف هذا من مجرد نظرة نحو أخيه فخاف أن يﻻحظ آدم كما ﻻحظ هو فابتعد عن خالد محتضناً آدم وهو يصافحه بهتافه المداعب:
مرحب يا زميلي.
وحشتني يا كفاءة.
ابتسم له آدم وهو يهتف بحزنٍ مصطنعٍ-ظنه سيف حقيقي-:
أهﻻً يا أكفأ ظابط في الداخلية كلها، بس أنا زعﻻن منك.
هتف سيف وقد توترت مﻻمح وجهه:
ليه؟ في حاجة وﻻ إيه؟
استغرب آدم من توتره فهتف وهو يناظره عن كثب:
إيه يا ابني! في إيه؟
ما تقلقش، الموضع مالوش عﻻقة بميزو المرادي.
اتطمن بقى وتعالى نقعد.
جلس الجميع في أماكنهم على الصالون المرتب والمهندم بعنايةٍ ولكن "المتواضع" بل "المتواضع جداً" في نظر معاذ.
أعرفكم يا جماعة.
دا خالي عيد. خالي الوحيد. لينا خالة كمان بس مسافرة برة مصر هي وجوزها ووﻻدها.
انتبه عيد على نظرات معاذ المتفحصة للمنزل منذ دخوله فهتف بصرامةٍ استغربها آدم من خاله:
أهﻻً نورتونا.
توترت ندى قليلاً من طريقة الرجل شبه الفظة لكنها آثرت الصمت وحاولت إخفاء توترها باﻹمساك بيد خالد بقوة، بينما يهتف معاذ بابتسامةٍ لبقة:
أهﻻً يا حاج. إن شاء الله أنا جاي أطلب إيد شمس ليا وأتمنى يكون فيه قبول.
وفين عيلتكم يا ابني؟
يعني جايين تخدوا البت كدة بطولكم؟
وهو إحنا مش عيلة يا حاج أهو قدام حضرتك؟
هتف بها خالد باستياءٍ فابتسم عيد باصطناعٍ هاتفاً وهو يسلط نظراته الحانقة على معاذ:
ﻻ. بس أنا أحب لبنت أختي المرحومة إنها تاخد شخص من مجاميعه.
لو كان على الفلوس واحتياجاتها اتطمن خالص إحنة هنتكفل بكل حاجة.
استاء آدم من طريقة معاذ تلك فهتف بحمائيةٍ قليلة:
ﻻ. اتطمن يا دكتور.
أنا متكفل بشمس من جنيه لمليون.
أنا باخد رجل مش بنك.
أختي مش ناقصها غير القليل قوي وإن شاء الله هجيبهولها كله قبل ما الفرح يتحدد لو الموضوع تم.
ابتسم سيف بتوترٍ يهتف:
إيه دا يا دمي؟ هو الموضوع ممكن ما يتمش ﻻ قدر الله؟
ﻻ إحنة ما اتفقناش على كدة.
هتف عيد باعتراض:
معلش يا ابني، ما تآخذناش. هي دي الأصول.
من حقنا نسأل عليكم، ومن حقنا تجيبوا لنا كبير ييجي يتكلم معايا ويطلب البت مني.
وقتها نفكر.
هتف معاذ وهو يسلط نظراته الغاضبة نحو آدم:
وأنت إيه رأيك بقى؟
لم يفكر في ردٍ بل هتف سريعاً باحترام:
رأيي من رأي خالي. مع إني عندي ثقة كبيرة جداً في العيلة دي، بس طالما ارتضيت وجوده يبقى الشورى شورته في اﻷول واﻵخر ورأيه هو اللي هيمشي.
نهض معاذ من مقعده وهو يهتف آمراً في إخوته:
يﻻ يا جماعة.
هتف سيف بسرعة:
في إيه يا معاذ؟
الكﻻم أخد وعطا.
مافيش كﻻم في الموضوع دا غير لما تجيبوا لي كبير.
لكن طبعاً أهﻻً وسهﻻً بيكم في أي وقت. البيت مفتوح.
هتف بها عيد بنبرةٍ متأرجحةٍ بين الصرامة واللين والذوق على الترتيب في تمازجٍ عجيب، بينما هتف سيف وهو يجذب آدم من ذراعه:
طب انزلوا أنتوا يا جماعة وأنا هحصلكوا.
تلصصت شمس بنظراتها الفضولية كي ترى ما يحدث لكنها شهقت بصوتٍ عالٍ وهي تراهم يرحلون بكل بساطةٍ هكذا دون أن يناديها أياً من آدم وخالها كما هو المفترض فرفعوا أنظارهم لها وكان أولهم معاذ يطالعها بنظراته الممشطة لجسدها الذي يتوارى خلف ثوبها الواسع، وتمنى لو كان الثوب فقط من ماركة شهيرة.
بالتأكيد كان سيبرز معالم أنوثتها أكثر، لكنها المناسبة له ولعمله، فسيكمل مهماً كان الثمن.
رن هاتف خالد برقم "ياسمينته" كما سجلها على هاتفه فهتف بعجالة:
طب مين نازل معايا؟
هتفت ندى بحياء:
خدني معاك.
بينما هتف عيد وهو يشير نحو شمس:
تعالي يا عروسة.
تقدمت بصنية العصائر والحلوى فهتف عيد بأدب:
اقعدوا يا جماعة. وإن شاء الله القاعدة الرسمية تتم اﻹسبوع الجاي عل بال ما تجيبوا لي حد من عيلتكم.
جلس الجميع وسط تأففات خالد وهو يعبث بهاتفه يراسل ياسمين.
بينما صدح صوت عيد ثانيةً وهو يشير نحو الجميع:
اقعدي يا شمس خمس دقايق مع معاذ بيه اتعرفوا على بعض، وأنا معاكم.
توترت وارتجفت يدها التي تحمل كوبه لكنها حافظت على ثباتها بأعجوبة.
خرج الجميع يجلسون في الردهة تنفيذاً لأمر عيد الذي ﻻ رجعة فيه فانفرد سيف بآدم هاتفاً بتساؤلٍ والحيرة تملأ وجهه:
إيه بقى؟
زعﻻن ليه كدة؟
هتف آدم بتمنع:
ﻻ. مش هقول لك. طالما مانتاش عارف وﻻ فاكر يبقى خﻻص.
حاول سيف الضغط على عقله ليتذكر أي شيءٍ يخص آدم لكنه لم يسعفه فهتف بنبرةٍ حزينة:
بكرة عيد ميﻻدي. أول عيد ميﻻد ليا من غير ندوش الله يرحمها.
قلص المسافة بينهما سريعاً يحتضنه بأخوة وهو يهتف بمشاعرٍ صادقة:
حبيبي يا آدم. وأنا رحت فين؟
بادله الاحتضان وقد سيطر الحزن على مﻻمحه بالكامل هاتفاً:
كانت كل سنة بتحتفل بيه بشكل مختلف. هي أصلها كانت عارفة إن آدم بيحب الدلع.
شعر به يربت على ظهره بمواساةٍ وهو يهتف بوعد:
وأنا مش هسيبك وهفضل معاك على طول.
إذن هتحتفل بيا إزاي؟
هتف بها بابتسامةٍ فهتف سيف سريعاً وهو يرسم ابتسامةٍ حقيقيةٍ ملأت وجهه:
هجيب لك هدية وتورتا.
خﻻص. التورتا عليك، والهدية أنا اللي هختارها.
إيه هي بقى يا سيدي الهدية؟
هتف بها بفضولٍ فهتف باستغﻻل:
بص. أنا عايزك تعفو عن الدكتور.
تاني يا آدم؟
قاطعه بها بجدية فكسى الحزن مﻻمحه فزفر الآخر بضيقٍ فهتف بعد تفكيرٍ لم يدم طويﻻً وهو يراه يبتعد عنه بمسافةٍ مناسبةٍ:
خﻻص يا آدم. هعمل لك اللي أنت عايزه، بس أنا اللي هخرجه. بس ياريت تخليه مرن معايا.
حاضر. بس مرن إزاي يعني؟
هتف بها آدم بعدم فهمٍ فهتف سيف بغموض:
لما يعرف يبقى يحكي لك.
بينما بالعودة لشمس ومعاذ:
أخرج عقداً ماسياً خطف عينيها منذ وقعتا عليه فهتفت بانبهار:
الله.
همت بسؤاله:
دا ليا؟
لكنها توقفت في اللحظة اﻷخيرة حياءً فأتتها اﻹجابة سريعاً وهو يتحرك نحوها يضعه على رقبتها بنعومةٍ يمسدها لها وهي ترتديه والقشعريرة تسري في جسدها بالكامل حتى قطع سحر اللحظة صوت آدم الصارم وهو يسلط نظره عليهما:
معاذ؟
سقط العقد من يديه من إثر الخضة وعادت شمس برأسها للخلف وهي تشبك يديها في حجرها وركبتاها ترتجفان خوفاً وهي تسمع معاذ يتمتم بالاعتذار وتسمع صوت عيد الصارم:
ما عندناش بنات للجواز يا دتور. مع السﻻمة.
....................
احتضن أشرف ابنته بشوقٍ هاتفاً وهو يغرق وجهها الحبيب إلى قلبه بقبﻻته:
حبيبة بابا عاملة إيه النهاردة؟
ابتسمت له بحبٍ وهي تهتف:
الحمد لله يا بابا.
أنا مش عارفة كنت هعمل إيه من غير يوسف.
لوﻻ اﻷوضة اللي وفرها لي ما كنتش عارفة أنا هعيش إزاي وسط المجرمين دول.
هتف أشرف بفخر:
أنا ما غلطتش يوم ما وافقت إنه يتجوزك يا مريم.
ثم هتف برجاء:
ربنا يفك سجنك على خير يا حبيبتي وتخرجي بالسﻻمة بقى علشان نفرح بيكم.
هتفت برجاءٍ مماثل:
يا رب يا بابا يا رب، ربنا يسمع منك.
ربنا مش هيسيبك يا حبيبتي وهو عالم بحالك.
هتف بها بثقةٍ فهتفت بتساؤلٍ حزين:
هي ماما ما جتش مع حضرتك ليه يا بابا؟
هتف بحزنٍ والهم يرتسم على وجهه:
معرفش يا مريم، وبعدين هو أنا يا بت مش مالي عينك؟
حاول بجملته اﻷخيرة إطفاء جو من المرح لكن مﻻمح وجهه لم تسعفه في هذا الدور الذي ﻻ يليق به فهتفت برجاء:
أنا نفسي أشوفها يا بابا. وحشتني. نفسي أترمي في حضنها زي ما بعمل مع حضرتك كدة بالظبط، بس هي بعيدة. بعيدة قوي يا بابا.
ربت على ظهرها بمواساةٍ وهو يهتف:
حبيبتي ما تقلقيش.
هي هاتيجي معايا المرة الجاية إن شاء الله.
ما تعرفش القضية هتبقى إمتا؟
هتفت بها بتساؤلٍ متجاهلة -مؤقتاً- حزنها من والدتها فهتف بحيرة:
أنا برن على يوسف مش بيرد عليا.
مش عارف هو فين كدة وقافل تليفونه.
هتفت بسوء ظن:
يمكن عايز يسيبني يا بابا بعد اللي حصل، ما حدش عارف هو دماغه فيها إيه.
هتف أشرف باستغراب:
يا بنتي منين عايز يسيبك وأنتي كنتي بتقولي إنه ساعدك تقعدي في أوضة عن المجرمين؟
هتفت بحيرة:
معرفش يا بابا. بس أنا كنت فاكرة إنه لما ينزل أسكندرية بقى هنقضيها خروج وفسح، بس دا ما حصلش للأسف، وكل دا راح سدى.
جا لي يومين تﻻتة بعد اللي حصل وبعدها ما عادش جه، بقى بييجي على فترات متباعدة.
يا مريم يعني هو يوسف مافيش وراه حاجة إﻻ أنتي؟
خليكي منطقية شوية في تفكيرك وبﻻش سوء الظن يدخل في عﻻقتكم ﻷنها بعد كدة هتولد الشك وساعتها يا قلبي مش هتعرفي تعيشي.
هتف بها بحزنٍ وكأنه يتحدث عن نفسه فهتفت بدفاعٍ عن حجتها:
يا بابا دا مش سوء ظن، دي استنتاجات بناءً على اللي حصل.
نهض أشرف من مقعده وهو يهتف بعدم اقتناعٍ:
جايز؟
طرقات على الباب قطع حوارهما تبعها دخول ليلى العاصف فهتف أشرف باستغرابٍ وقد تذكرها على الفور:
ليلى هانم؟
....................
رابط جروب روايات لا تنتهي على الفيسبوك.
https://m.facebook.com/groups/2252471544941329/?ref=share&mibextid=NSMWBT

رواية ولو بعد حين.، الجزء الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن