ولو بعد حين, الفصل الثامن.
رقية بصراخ أكثر: في إن أنا حامل من البيه.
نظر الجميع إلى عزيز بصدمة. سناء بعصبية: انت عملت حاجة مع البت دي؟ انطأ. ؤول إنها كذابة.
عزيز بتلعثم: هي كذابة. أنا معملتش معاها حاجة.
رقية وهي تفتح ورقة ما وتلقيها في وجه كمال: اتفضل يا عمي. شوف ورأة الجواز العرفي. مش دي إمضة ابنك؟ ولا أنا مزوراها؟
كمال بعدم تصديق: لا. لا. مش معؤول. أنا ماربيتكش كدة. ثم نزلت صفعة مدوية على وجه عزيز وأكمل بصراخ: ليه تحط راسي في الطين ؤدام الناس الي المفروض كنا رايحين نخطب بنتهم؟ ليه حرام عليك؟ لييييييه؟
عزيز بدفاع: اسمعني بس يا بابا.
سناء بعصبية: انت ليك عين تتكلم؟
كمال بأمر: اتفضلوا ؤدامي عا البيت.
ثم أردف باعتذار: أنا آسف يا عبد الله. بجد أنا آسف.
عبد الله بإشفاق على حاله: لا عادي يا معلم. مافيش حاجة.
*****.
أسرعت سندس إلى غرفتها تبكي. لا تعرف ما الذي يبكيها؟ أهي تبكي فرحا؟ أم تبكي على حال هذه العاءلة؟
*****.
حور بتساؤل: هو إحنة هانروح نشوف كريم إمتا؟
عمرو بتفكير: اممممممم. ممكن بعد بكرة.
حور بسرعة: ليه؟ ثم أكملت باندفاع: مانروح بكرة.
ليلى بابتسامة مرحة: يا بت ماتبئيش مدلوأة عا الواد كدة. يطير من إيدك. ثم حاولت فتح الحوار مع عمرو قائلة بنفس المرح: ولا انت إيه رأيك يا عمرو؟ ولا انت ماشي بفكرة اخطب لبنتك وما تخطبش لابنك.
لم يستطع عمرو منع الابتسامة قائلا: لا ماهو أنا ما عنديش غير حور؛ فهخطب لها وخلاص.
ابتسمت حور هي الأخرى قائلة: صحيح يا بابي: هو انتوا ليه ماجيبتوليش أخ أنائر فيه؟
عمرو وقد زادت ابتسامته: أنا ماليش دعوة. أمك الي آلت كفاية.
ليلى بفرحة: أنا بردو.
عمرو وهو يحتضن الاثنتين: لو عايزة نجرب نجيب ممكن نعمل تجربة دلوأتي, بس نطرد حور برة بآ.
ليلى وهي تجري من شدة الخجل وعدم التصديق: أنا رايحة أؤول لعائشة تجيبلنا حاجة نشربها.
سلام.
*****.
يوسف بإشفاق على حال والديه: معلش يا جماعة. قدر الله ما شاء فعل.
عبد الله وهو يندب حظه: هشتغل فين أنا دلوأتي؟
يمنى بعدم اهتمام لكلامه: ؤول لي يا يوسف: لئيت شغل؟
يوسف بتنهيدة: آه في أسكندرية.
يمنى بصدمة: إيه؟ فين؟ لا بلاش.
عبد الله بتساؤل: وشوفت الشأة الي هاتتجوز فيها؟
يوسف بشرح: آه. هاخد شأة واحد جار مريم. هديها وش دهان ولو كل حاجة مشت تمام, يبآ شهرين ٣ ونتجوز.
عبد الله بغموض: خلاص يا ابني. اعتمد على الله.
يمنى بعدم اقتناع: لا يا عبد الله.
عبد الله كي يقنعها: لا إحنة هاننئل كلنا.
يوسف بفرحة: طب هاطير أنا بآ أطمن مريم.
*****.
هناك سيقضي على حبها الأبدي لعمرو. حتما سينهي كل شيء. هي له وحده. لن تكون لغيره. لن يسمح بذلك أبدا مادام قلبه ينبض وتدب فيه الحياة.
*****.
في الجامعة.
ندى بقلق: صباح الخير. إزيك يا مريم؟
مريم بسعادة ليس لها مثيل: صباح النور يا دودو. الحمد لله. انتي عاملة إيه كدة؟
ندى باستغراب: الحمد لله. ثم أكملت بفضول: مالك كدة النهاردة؟ مبسوطة كدة ليه؟
مريم بسعادة: أصل جو وعيلته خلاص.
ندى بمرح: خلاص إيه؟ استغنوا عنك؟
ضربتها مريم على كتفها قائلة: لا يا عبيطة. بس هاينئلوا أسكندرية. وهرجع أشوف جو على طول.
ندى بسعادة: بجد؟ ماتؤوليش.
مريم باشتياق: وحشني أوي يا دودو.
انتي عارفة: إحنة لو كل حاجة مشت تمام هانتجوز بعد شهرين ٣ كدة.
ندى بسعادة لصديقتها: مبروك يا مريوم. ألف مبروك. ربنا يتمملكوا على خير.
مريم برجاء: يا رب يا دودو. يا رب.
*****.
بقصر عمرو الألفي.
عمرو بتساؤل: حور. لابسة ورايحة فين كدة؟
حور بأدب: رايحة الجامعة يا بابي.
ليلى بسرعة: لا استني مش هاتروحي النهاردة.
حور بتساؤل: ليه؟
ليلى بهدوء: لازم تخلصي من الماضي.
لم تفهم مغزى كلمات والدتها؛ فقالت بتساؤل: يعني إيه؟
عمرو بشرح: يعني لازم تتخلصي من هدوومك الديأة دي. قال هذه الكلمات وهو يشير لملابسها. ثم أكمل: وتشتري هدوم واسعة وحلوة. وكمان تتحجبي؛ عشان أولا: ربنا يرضى عليكي. ثانيا: كريم يرضى يتجوزك.
ليلى مكملة: انت نسيت حاجتين مهمين يا عمرو. لو هي ما عملتش بيهم, يبآ ولا كإننا عملنا حاجة.
حور باستمتاع: إيه هما يا مامي؟
ليلى بهدوء: أول حاجة: لازم تبئي متواضعة مع كل الناس, وماتألليش من حد مهما كان وضعه أو مستواه.
حور وهي تحث والدتها على التكملة: وتاني حاجة؟
ليلى بتنهيدة: تئطعي علاقتك بأي شاب تعرفيه. تبئي خط أحمر. مش مسموح الاقتراب لأي حد كدة وخلاص.
عمرو مكملا: وتيجي تحكيلنا على أي حاجة تدايئك, أو تشوفيها مريبة. ثم أكمل بتمهل: انتي بآ مش هاتعملي أي حاجة من دول غير لما تقتنعي بيها.
ليلى موافقة: صح. باباكي عنده حأ. خدي وأتك.
حور بتلقائية: أومال كريم هايعرف إزاي إني اتغيرت؟
عمرو بتمهل: اصبري يا حور. وبعدين اتألي تخدي حاجة نضيفة.
حور بتذكر: طب إيه أول حاجة هنبدأ بيها؟
عمرو, بهدوء: هنؤوم إحنة التلاتة نصلي دلوأتي؛ عشان نبدأ على نضيف.
ليلى بحماس موافقة: خلاص. يلا.
حور بخجل: بس أنا عمري ماصليت.
عمرو بإشفاق برع في إخفائه: هاعلمك.
*****.
يمنى بتساؤل وهي تعد الحقائب: عرفت هانعد فين يا يوسف؟
يوسف وهو يهز رأسه نفيا: لا لسة يا ماما.
يمنى بلوم: يعني إيه يا يوسف؟ هنروح نعد عند خطيبتك؟
يوسف بتفكير: أكيد لا يا ماما. هانشوف سمسار كويس ناخد شأة كويسة منه.
في هذه اللحظات تدخلت سندس في الحوار قائلة بخجل: تحبي أساعدك في حاجة يا ماما؟
يمنى بجفاء: لا.
يوسف محاولا الصلح بينهن: ما خلاص بآ يا جماعة. ثم لعب على الوتر الحساس بالنسبة ليمنى قائلا: وبعدين المسامح كريم يا يويو.
سندس وهي تقبل رأس والدتها: خلاص بآ يا ماما. أنا آسفة. مش هعمل كدة تاني.
يمنى بحزن: ابعدي عني يا سندس.
*****.
لا حول ولا قوة إلا بالله. قالها أحد العاملين بالورشة بجزع.
عبد الله بخضة: في إيه يا لمعي؟
لمعي بدموع: المعلم كمال تعيش انت.
عبد الله بتساؤل حزين: ماتعرفش مات إزاي؟
لمعي بحزنٍ مماثل: بيؤولوا ضغطه ارتفع فجأة ومات.
وإحنة هانئفل الورشة ٤٠ يوم.
تذكر عبد الله ما حدث قائلا بحزنٍ أكثر: الجنازة إمتا؟
لمعي باقتضاب: بعد الظهر.
*****.
في الجامعة وتحديدا بأحد المدرجات.
مريم بتساؤل هامس: إيه يا بنتي؟ مالك كدة؟
ندى بقلق متزايد: النهاردة دكتر معتز هايؤول مين الي لوحته اتفوقت
مريم بهدوء: طب اهدي. إن شاء الله خير.
ندى بدعاء: يا رب.
*****.
أنت تقرأ
رواية ولو بعد حين.، الجزء الأول
Romanceقالوا عنها خائنة فصدقهم وكذبها. حاول أن ينسى فظلم. حاولت أن تعيش فماتت. لم يعرف أنها تمتلك جزءً منه. ولم تعرف أنها ﻻزالت تمتلك قلبه إلى الآن. فهل سيتجدد اللقاء بينهما يوماً ما؟ هل سيعرف الحقيقة؟ وهل بعدما أصبح لكلٍ منهما طريقاً ستلتقي الطرق؟...