والله إنك عليهم فيك زود وش يجيب الوطى للنايفه

٧

—
« مجلس ال ضيدان »
ظافر كان يسولف على هزاع اللي ما كان معه، وشلون بيكون معه و هو شاف له زولٍ غيّب ازوال؟
فزوا اثنينهم على دخول الجد محمد، باس ظافر راس جده وقال: الله يحيه، يا جدي اعرفك على ولد مسفر ال براق، هزاع.
سلم عليه هزاع و بحُكم كبر سنه باس راسه، ابتسم الجد محمد و هو يشوف رجولة مسفر في ولده: يا مرحبا والله بالغالي ولد الغالي.
ابتسم هزاع و قال: عرفت ابوي؟
الجد محمد: ما نسيته عشان ارجع اعرفه يا ولدي.
دخلوا خليفه و تميم و وراهم عيالهم، صقر و عبدالله و خالد و فارس و شافوا هزاع، قال خليفه: اوه هزاع اهنا! اشوف مجلسنا منور.
ابتسم هزاع و سلم عليهم و تعرف على خالد و فارس بحكم انه اول مره يشوفهم. جلسوا و بدت تاخذهم السوالف.
اما هزاع اللي كان معهم بسالفه اي وسالفه لا، ميت يبي يعرف منهي اللي سوت فيه كذا و قلبت حاله فوق تحت في اقل من خمس دقايق.
حس بيد تمسك كتفه و لف شاف صقر: ولد، جوالك يرن.
رفع جواله و شاف رقم اخوه فيصل، استأذن و طلع برا المجلس يرد على اخوه.
فيصل: ارحب، وينك؟
هزاع و هو يمشي حول المجلس: البقا، بمجلس ال ضيدان.
فيصل: اسمع، اكلم امي ما ترد، اكلم عبير ما ترد، اكلم وجدان ما ترد، حتى عنود البزر كلمتها ما ترد. يا ولد شكل ال ضيدان جازوا لهم.
ضحك هزاع و عض شفته يطالع جدار البيت الي مشى و تكى عليه، تخيلها قاعده مع اهله داخل و تنهد بدون وعي: بختكم يالي مقابلين زوله.
فيصل: هيه! وش مقابلين زوله بعد؟ شارب شي انت؟
هزاع و هو يحك جبينه: تبي شي ولا بس جاي تزن على راسي؟
فيصل: بسألك يا النفسيه طيب، صقر موجود؟
هزاع: ايه موجود.
فيصل: عجل بجيكم.
سكر هزاع و ولع زقاره، لعل و عسى ذا الزقاره تخليه ينسى الموت الاحمر اللي خذا عقله، اول ما قده بيرجع المجلس سمع صوتها اللي كساه الدلع فطره يتردد بأذنه و تجمد بمكانه مره ثانيه.

« داخل الحوش »
عند نايفه اللي كانت خلف الجدار تمشي وهي تكلم هديل صديقتها.
نايفه: لا تفهمني غلط يجننون و كذا لكن مستحيل اتوعد على هالعيشه، قبل يومين كنت بالرياض عايشه احلى حياة، شوفي الحمدالله على كل حال، احاول اواسي نفسي لكن شلون؟ تكفين يعني؟ انا جالسه بين ذا الجدران مع جدي لين الله اعلم متى.
هديل: هدي و فكري بأيجابيه، يعني بكرا بتروحين الجامعه و تتعرفين على ناس جدد و يخف عليك شعور الغربه ذا، لكن بالنسبه لجدك هذا انشاءالله يتغير و يهدى.
ضحكت نايفه، هي ما درت ضحكتها وش سوت باللي جالس متكي على الجدار اللي فاصل بينهم يسمع صوتها و الابتسامه مرسومه على شفافه بسبة حلطمتها..
نايفه وهي تضحك: يتغير؟ ضحكتيني هدول والله العظيم، ما تعرفين محمد بن زايد ال ضيدان انتي؟ لو الناس كلها تغيرت هو ما تغير.
هديل بتنهيده: الله يعينك يا روحي، تحملي انتي بس و حاولي ما تواجهينه.
نايفه: انا لو بيدي ما اخليه يشوف رقعة وجهي حتى.
هديل و هي تغير الموضوع: شفت صورتك اللي طرشتيها، وش ذا الحلا و الزين؟ طالعه قمر قمر! و فستانك مووت!
نايفه: يا قلبي انتي عيونك الحلوه.
حطت نايفه جوالها سبيكر على طاولة المغاسل الخارجيه جنبها و بدت تعدل شعرها اللي لعب فيه الهوا، قالت هديل: اي، علومك بعد؟ صاير شي ولا شي؟
نايفه تذكرت موقفها مع هزاع و عضت شفتها، مو قادره تمسك نفسها ولازم تفضفض لاحد لانها لو جلست كذا بتقول لاحد من اهلها، وهذا اخر شي تبيه يصير.
نايفه: اخخ تكفين هديل اسكتي، احتاج سطل عصفر.
ضحكت هديل: ليه شصار؟
نايفه: تخيلي قالي اخوي ظافر روحي لمجلس الرجال جيبي المدخن، حلو؟ فراحت نايفه الفالحه اللي تسمع كلام اخوها تجيب المدخن و قولي من دخل عليها؟
هديل: من دخل عليك؟
نايفه: خويه...تنهدت و قالت: ويا زين ذاك الخوي يا هديل، مزيون.
هديل جلست تضحك بشكل هستيري لان اول مره نايفه تخق على احد غير نفسها، قالت نايفه: وجع لا تضحكين!
هديل وهي لسا تضحك: جاب راسك عجل؟
نايفه: ما اقول الا حسبي الله عليك يا ظافر، تفشلت تفشلت! تخيلي انتي بفستاني اللي طرشته لك! يعني كنت ادعي ربي انشاءالله تصير معجزة و تنشق الارض و تبلعني. حتى كنت اقوله صد لكن اشوفه ما صد و بعدين استوعبت! يا ربي كنت شوي و ابكي!
ضحكت هديل و قالت بخُبث: ما الومه اذا شاف اللي شفناه، الابيض ذا شكله ما راح يخلي احد صاحي.
ابتسمت نايفه وقالت: شرها علي انا اللي مكلمتك تواسيني! باي.
هديل: والله لا امسكها عليك! يا جماعه! يا قوم! اخيراً! اللحظة المنتظره! نايفه بنت خليفه ال ضيدان خقت على احد غير نفسها!
نايفه و هي تشيل السبيكر و تصرخ بصوت هادي على هديل: وجع! فضحتيني! بكلمك بالليل يا هبله! باي!