والله إنك عليهم فيك زود وش يجيب الوطى للنايفه

٣٦

—
زفر خالد من طلع الدكتور و خلفه أمه، لف أنظاره يشوف الشُباك و تنهد يشوف الدنيا كلها ظلام بحُكم انه مُنتصف الليل، نزلت عيونه على ثوب ابيض و شماغ محطوطين على الكنب و عقد حواجبه بتساؤل هل هذا له او لا.
رفع راسه يشوف الممر و شافه شبه خالي، و كان بيتحرك من السرير لكن تنحنح و سوى نفسه يعدل جلسته من دخلت امه.
سألها خالد: هذاك ثوب من ؟
تنهدت الجوري وقالت: ثوب أخوك فارس، توه طالع من المغسله.
هز خالد راسه بشويش و حط في راسه اول ما يأذن الفجر الأغلب بيكون في المسجد عشان الصلاة، و وقتها بياخذ ثوب اخوه و يتلطم بشماغه و يطلع.

« بيت ال براق - قسم هزاع و نايفه »
خلصت من تنشيف شعرها و لبست قُبعة الهودي البيج فوق راسها و توجهت للمطبخ، ابتسمت تشوفه ياكل و وقفت قدامه تحاوط رقبته و تقبل خده.
لف هزاع جسده عليها و رفع الهودي يكشف عن بطنها يشيك على الجرح و توسعت عيون نايفه من البرو اللي ضربت بطنها وقالت: يويلي هزاع ! برد ترى !
رفع هزاع عيونه لها و وقف وقال: أشيك على اللصقة بس، قبل ما ننام لازم نغيرها ها، مدة أسبوعين.
ابتسمت بحُب تتأمل اعتناءه فيها و حاوطت رقبته و باست فكه وهي تقول: مدري من وين طلعت لي انت لكني احمد ربي و اشكره صبح و ليل عليك.
ابتسم هزاع يمسك فكها و يمرر إصبعه على خدها وقال بهمس: اجل أنا شقول ؟
ابتسمت و تنهدت من طول النظر في عيونها و بهتت ملامح وجها من سمعته يقول: مثلي على غيري، أشوف الحزن في عيونتس.
بلعت ريقها و ابعدت عنه تمسك طرف الطاولة وهي تدمع و همست: احس اني أنا سبب موته هالمره، غبائي و عدم تركيزي و استيعابي هو اللي خلانا نفقده هزاع ! لو اني بس تحركت و تفاديت ذيك السكين كان ما مات !!!
مسك هزاع كتوفها بخفه و صدت نايفه عنه و سمعته يقول: نايفه، شوفيني لا تصدين !
بلعت ريقها و خرت دمعتها على خدها لكن مسحها هزاع باصبعه وقال: انتي مالك ذنب باللي صار، ادري تعبانه و متضايقه لكن انتي مالك ذنب افهمي ! ربي ما كتب له عمر فارضي بقضاء الله مثل ما رضيت و خلي إيمانك قوي ان ربي بيرزقنا !
حطت راسها على صدره و بكت بين احضانه، قّبل هزاع راسها وقال: إذا ودك نسافر نسافر، تغيرين نفسيتك و تنسين اللي صار انتي بس قولي وين تبين و بعد يومين حنا هناك.
تنهدت و مسحت دموعها وقالت بهمس: ما ادري، بس هنا كل زاوية تذكرني بسالفه الحبوب و التبن ذيك ! و كل شي يعـ...قاطعها هزاع.
قال وهو يمسح على وجنتيها: اسمعيني، اليوم بننام و نعين من الله خير و بكرا بنزلك عند اهلك يشوفونك و تجلسين معهم لانهم حرقوا جوالي بالاتصالات لكني قلت لهم بكرا بجيبها لانها تعبانه، و بعدها بنسافر، طيب ؟
هزت راسها بـ اي و حضنته تدفن راسها في صدره.
مسح على راسها و قال: يلا تعالي ابدل لك اللصقه و ننام.
مشوا للغرفه تحت صمتها و جلس هزاع على طرف السرير و رفعت نايفه الهودي مالها تكشف له عن بطنها.
غمضت عيونها من حست فيه يشيل اللصقه القديمه و ودها تنّزل عيونها و تشوف الجرح لكن قلبها يوجعها.
رفع هزاع عيونه لها وقال بهمس: ريحي نفسك ترى خلاص قده رايح بس آثار الخياطه الباقيه.
تنهدت و عقدت حواجبها وقالت: بس حط اللصقه و خلنا ننام، تعبانه مرا.