٩

32.2K 984 86
                                    

• البارت قصير، اعذروني •


فز هزاع و بسرعه مسكها من زندها و دخلها داخل وسكر الباب بقوه وقال والغيره معميته: ما تشوفين العمال برا و واقفه ولا شي مغطيتس؟ عميا؟!
بلعت نايفه ريقها و اطرافها ترجف من نبرته، حاولت تشيل يده من زندها لانه بدا يوجعها بدون ما يحس لكنه ما فكها وقالت: اتركني هزاع! ترا توجعني!
فكها اول ما سمع صوتها اللي هد حيّله ينادي باسمه، قرب منها و عيونه على شفايفها الحمر لين لصقت بالجدار اللي وراها، خافت و رجفت اكثر من قربه و قالت بنبره واضح فيها الخوف: هزاع...تعوذ من الشيطان و صد عني.
قال هزاع بهيام و هو يحط عينه بعينها:
وشلون تبيني اصد بعيون مشتاقه...مشتاقه لزول ذيك اللي على غيرها نايفه
( ترا البيت جبته من راسي واحس خلاص صرت شاعره، فلا تقتبسون حبايبي ما احلل)
دمعت عيون نايفه يوم سمعت اسمها منه و عرفت انه عرفها، عضت شفتها وهي في اعز مراحل توترها و خوفها بسبب قربه: الله يخليك، خلني اطلع.
ابتسم هزاع وهو يناظر لصغرها بالنسبه لطوله و عرض اكتافه و قال: بتنثبرين اهنا لين يروحون العمال، فهمتي؟
عصبت نايفه لانه كلامه كان بصيغة الامر و قالت: يا سلام! حلال عليك و حرام عليهم يعني؟خلنـ... سكتت لما قاطعها و قال.
هزاع: شرايتس تلبخين قبل لا اعبطتس هنيا؟!
سكتت وهي ما فهمت شي من اللي قاله لكن اللي تعرفه انها اذا تبي ترجع سالمه تسكت و تنطم.
نايفه بهمس وهي تشوف عيونه عليها: طيب...صد، لا تناظرني.
هزاع وهو يحاول يقنع نفسه: النظره الاولى حلال، ما تعرفين؟
ضحكت نايفه و بانت غمازاتها و قالت: شدعوه، ما رمشت؟
تحسف انه طاحت عينه على غمازاتها لان ما يدري وش جاه، جابته كله من اقصاه وهو مستسلم لها ولا وده يدافع، تنهد و هو يشوف غمازاتها وقال الابيات:
عليه الغنج ...طبق راحتيه
صغير و مدلع ... ومزيون و نبيه
جيته رجل عاقل ... معه خافق سفيه
أنا فدا الغمازتين ... بوجنتيه
تلعثمت نايفه و ما عاد عرفت شتقول، هي ضحكت استهزاءً فيه وهذا هو قدامها ينشد في غمازاتها شعر.
كانت ايدها ترجف ولاحظها هزاع و قال: ناظري في عيوني.
رفعت عيونها له و ابتسم يشوف عيونها الوساع السود المكحله وقال: لا تخافين مني، لتس وعد اني ما اقربتس ولا المستس وانتي منتب حلالي يا بنت خليفه.
وكمل: وبالنسبه لقبل شوي مسكتس لان العمال بيشوفونتس وانتي منتنحه في مكانتس.
نايفه بقهر: ما كنت متنحه هزاع!
ابتسم هزاع و قال: ويا زين اسمي من شفاياك يا الفارق عن الغّيد كلهن.
نايفه وهي ميته سحى و استوعبت انه اخذ راحته بزياده: هزاع صد خلاص! ارتحت بزياده يا الطيب!
ضحك هزاع و صد عنها بصعوبه وهو ميت على مقابلها، فتح الباب وشاف العمال خلصوا و واقفين ينتظرونه، قال هزاع و كلامه موجه للعمال: خلاص روحوا انتوا، جزاكم الله خير.
طلت نايفه من وراه اول ما راحوا العمال و تعصرت من وراه و تعدته تركض للجهة الخلفيه من البيت وترجع داخل.
ضحك هزاع وهو  يشوفها مثل الغزال اللي يعبر الشارع، غَزالٍ فازع بشعرها اللي لعبت فيه هبّة النود، استوعب انه نسى صداعه بعد شوفتها و ضحك: صّدق ابو نوره...مريـِض المَـحبه داه و دواه بــوُصاَلك.
رجع المجلس و تفكيره كله فيها وبصوتها ومدى نعومت ورقّة جلدها لما مسك زندها، وشلون لاحظ انه حمّر من لمسه بسيطه منه.
مسح على وجهه و أستغفر من الافكار اللي داهمت عقله بسبتها وتعوذ من الشيطان قبل لا يدخل على الرجاجيل. ناظر ظافر و صقر و عبدالله اللي كانوا يسولفون مع فيصل و عيال تركي سلطان و سعود و قال في نفسه: اعوذبالله، كيف ذولا اخوانها؟

والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن