٥٣

27.9K 923 207
                                    


كانت تشوف نايفه بعيونها تمثل الفرح و هي تجلس في الزاويه تتهرب منهم و من الجميع، كأنها تدور حضنه.
زفرت تهز راسها و تبتعد عن غرفته و توجهت للصاله، جلست بجانب الجد مسفر و قالت: يا اخوي ! مهب المفروض تودونه للشيخ يشوفه ؟
تنهد مسفر و قال: إلا، و تركي بيروح فيه بكرا الصبح، كان ودنا اليوم غير إنشغلنا بملكة سلطان.
هزت رأسها بالإيجاب تترك عصاتها مثبته جنبها، التفتت عليه اول ما نطق: إلا يا ام تركي، أخبار نايفه ؟ شفتوها اليوم ؟
ابتسمت الجدة عفرا قبل تنطق: وش أقول وش أخلي ؟ البنت ما شاء الله لا إله إلا الله بدّر بدّر في ليلٍ أسود، غير ان الوجع و الضيق تشوفه في وجها، أنا أقول عجّلوا في علاج هزاع لان لا حاله ولا حالها يسّر العين.
تنهد مسفر يشد على ركبته و همس: نسوي اللي في يدنا و الباقي على الله.

« بعد مرور اسبوع، الصباح - بيت مشعل »
فّركت يدينها في بعض أول ما طرح أبوها السؤال: الرجال و علومه كلها غانمه، و أنا اشوفه زين تبينه ولا ؟
بلعت بدور ريقها تشتت أبصارها و تهمس: شورك يا يُبا و هداية الله.
ابتسم مشعل و قّبل جبين بنته و أتصل على أهل حايل و بلغّهم بالموافقه و اتفقوا ان الملكة بعد أسبوع.
عضت بدور شفتها تتوجه لغرفتها و الفرح و السعاده اللي تشعر فيها ما تنوصف، قّفلت باب غرفتها تنط بفرح ان ربي أخيراً فرجها عليها و لعله يعيشها الحياة اللي تسعدها و تزيّن خاطرها.

« الظهر - بيت ال براق »
جّلسه تركي على كرسي المجلس الرجالي الفاضي من الناس، مّد يده لثوبه يفتح أزرته و سمع تركي ينطق: قمّ قمّ صّل و أنا أخوك، باقي جلستين و بأذن الله بينفك.
تنهد هزاع بتعب يوقف على حيّله، توجه للمغاسل و إرادة الرجوع طاغيه على صدره، و لكنه يقرأ الأذكار و يسبّح لعل هذا الشعور يروح.
أرخى يدينه على المغاسل يرفع راسه و يغمض عيونه بإرهاق، بدء يحس فيها و بفقدها، مع كل جلسة ياخذها مع الشيخ يفتح جرح جديد عليه من فراقها، يحّس فراغ في صدره و جّوفه ولكن جاهل ان الفراغ هذا هي.
هّز راسه من كثرة التفكير و مثل شُعاع البرق أتت صورها في باله، و لكنها مضببه و ملامحها الملائكية غير واضحه له.
بلع ريقه يشغل المويه و يمسحها على وجهه بضيق، بدء يتوضى و هو يحاول يشغل باله لان كل ما طرت عليه صدره عوره و حس بشيء شبيه بالطعنات و لكنها أخف بعد جلسات الشيخ.
تنهد أول ما انتهى من الوضوء و توجه للمجلس يصلي الظهر.
سّلم و انتهى من صلاته و فتح ثاني زرار من ثوبه من حس بلوعه موجعه في بطنه، استغرب تركي وجه هزاع اللي رايح لونه و فّز اول ما وقف هزاع يركض للحمام ~ أكرمكم الله ~.
دخّل عليه تركي و شافه يستفرغ السواد اللي حكى عنه الشيخ و جُزء منه فرح و الآخر خاف على أخوه بسبب كثرة الكمية اللي تخرج منه.
انحنى يشّد على كتف هزاع ينطق: ايه ايه طلعه كله، راح الشر راح الشر !!
كح هزاع و مسك جذور شعره الطايل بتعب، سمّع مسفر استفراغ ولده و صوت بكّره و توجه لهم، توسعت عيونه اول ما شاف هزاع يستفرغ بالسواد و نطق بعّلو صوته: يا ام تركي !!!
فّزوا النسوان على صيحه مسفر، و توجهوا كُل من الجدة عفرا و وجدان و العنود للمجلس و انصدموا من رعب المنظر، خافوا العنود و وجدان بحُكم صغر سنهم علم الموقف، و خاصةً العنود و بأمر من تركي رجعوا للداخل.
تقّدمت الجدة عفرا لهم و هّلت دموعها، بعضها دموع خوف و البعض الآخر دموع فرح.
كح هزاع بشكل مُستمر و كانوا مستغربين من الكمية الهائلة، كان واضح الوجع في وجه هزاع لان فعلاً كان جسمه يؤلمه بشكل كبير، خاصهً صدره اللي مع كل كحة حس بطعنه، و لكن كان يخف ألمها تدريجياً.

والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن