—
كانت تشوف نايفه بعيونها تمثل الفرح و هي تجلس في الزاويه تتهرب منهم و من الجميع، كأنها تدور حضنه.
زفرت تهز راسها و تبتعد عن غرفته و توجهت للصاله، جلست بجانب الجد مسفر و قالت: يا اخوي ! مهب المفروض تودونه للشيخ يشوفه ؟
تنهد مسفر و قال: إلا، و تركي بيروح فيه بكرا الصبح، كان ودنا اليوم غير إنشغلنا بملكة سلطان.
هزت رأسها بالإيجاب تترك عصاتها مثبته جنبها، التفتت عليه اول ما نطق: إلا يا ام تركي، أخبار نايفه ؟ شفتوها اليوم ؟
ابتسمت الجدة عفرا قبل تنطق: وش أقول وش أخلي ؟ البنت ما شاء الله لا إله إلا الله بدّر بدّر في ليلٍ أسود، غير ان الوجع و الضيق تشوفه في وجها، أنا أقول عجّلوا في علاج هزاع لان لا حاله ولا حالها يسّر العين.
تنهد مسفر يشد على ركبته و همس: نسوي اللي في يدنا و الباقي على الله.« بعد مرور اسبوع، الصباح - بيت مشعل »
فّركت يدينها في بعض أول ما طرح أبوها السؤال: الرجال و علومه كلها غانمه، و أنا اشوفه زين تبينه ولا ؟
بلعت بدور ريقها تشتت أبصارها و تهمس: شورك يا يُبا و هداية الله.
ابتسم مشعل و قّبل جبين بنته و أتصل على أهل حايل و بلغّهم بالموافقه و اتفقوا ان الملكة بعد أسبوع.
عضت بدور شفتها تتوجه لغرفتها و الفرح و السعاده اللي تشعر فيها ما تنوصف، قّفلت باب غرفتها تنط بفرح ان ربي أخيراً فرجها عليها و لعله يعيشها الحياة اللي تسعدها و تزيّن خاطرها.« الظهر - بيت ال براق »
جّلسه تركي على كرسي المجلس الرجالي الفاضي من الناس، مّد يده لثوبه يفتح أزرته و سمع تركي ينطق: قمّ قمّ صّل و أنا أخوك، باقي جلستين و بأذن الله بينفك.
تنهد هزاع بتعب يوقف على حيّله، توجه للمغاسل و إرادة الرجوع طاغيه على صدره، و لكنه يقرأ الأذكار و يسبّح لعل هذا الشعور يروح.
أرخى يدينه على المغاسل يرفع راسه و يغمض عيونه بإرهاق، بدء يحس فيها و بفقدها، مع كل جلسة ياخذها مع الشيخ يفتح جرح جديد عليه من فراقها، يحّس فراغ في صدره و جّوفه ولكن جاهل ان الفراغ هذا هي.
هّز راسه من كثرة التفكير و مثل شُعاع البرق أتت صورها في باله، و لكنها مضببه و ملامحها الملائكية غير واضحه له.
بلع ريقه يشغل المويه و يمسحها على وجهه بضيق، بدء يتوضى و هو يحاول يشغل باله لان كل ما طرت عليه صدره عوره و حس بشيء شبيه بالطعنات و لكنها أخف بعد جلسات الشيخ.
تنهد أول ما انتهى من الوضوء و توجه للمجلس يصلي الظهر.
سّلم و انتهى من صلاته و فتح ثاني زرار من ثوبه من حس بلوعه موجعه في بطنه، استغرب تركي وجه هزاع اللي رايح لونه و فّز اول ما وقف هزاع يركض للحمام ~ أكرمكم الله ~.
دخّل عليه تركي و شافه يستفرغ السواد اللي حكى عنه الشيخ و جُزء منه فرح و الآخر خاف على أخوه بسبب كثرة الكمية اللي تخرج منه.
انحنى يشّد على كتف هزاع ينطق: ايه ايه طلعه كله، راح الشر راح الشر !!
كح هزاع و مسك جذور شعره الطايل بتعب، سمّع مسفر استفراغ ولده و صوت بكّره و توجه لهم، توسعت عيونه اول ما شاف هزاع يستفرغ بالسواد و نطق بعّلو صوته: يا ام تركي !!!
فّزوا النسوان على صيحه مسفر، و توجهوا كُل من الجدة عفرا و وجدان و العنود للمجلس و انصدموا من رعب المنظر، خافوا العنود و وجدان بحُكم صغر سنهم علم الموقف، و خاصةً العنود و بأمر من تركي رجعوا للداخل.
تقّدمت الجدة عفرا لهم و هّلت دموعها، بعضها دموع خوف و البعض الآخر دموع فرح.
كح هزاع بشكل مُستمر و كانوا مستغربين من الكمية الهائلة، كان واضح الوجع في وجه هزاع لان فعلاً كان جسمه يؤلمه بشكل كبير، خاصهً صدره اللي مع كل كحة حس بطعنه، و لكن كان يخف ألمها تدريجياً.
أنت تقرأ
والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفه
Romance~~ من غدت همي وانا مالي ديار الا ديرها جالها بين الظلوع الظامية روحة وجية جادل كل الدروب المعشبة تنبت بثرها جت تبي جرح وقصيد وخلت الثنتن لية من يحدثني حديث الثلج للجمر بثغرها والله اني كنت ناوي لي بهاك الجمر نية من نشدهاك الوساع الخرس عن دنيا حورها...