٣٧

39K 1K 255
                                    


طلت من الشُباك و تنهدت براحة تشوف عساف و افتحت له الباب و دخل، توسعت عيونه باستيعاب انها للحين ما مسحت حُمرتها الحمراء اللي كانت المفروض تمسحها لان نظراته أربكتها.
قال عساف بتنهيده وهو يسكر الباب: قدرنا نشوف في اي منطقه هو بكاميرات الشوراع و الرادارات، الحين في مجموعة عسكريه تفتش المنطقه و بنحصله إن شاءالله.
بلعت ريقها تشوفه يلف عليها و صّدت عنه و مشت باتجاه الدرج لكن استوقفها نداءه: جود.
رجفت من نداءه لها و تفكيرها بدء يتوسع و خيالاتها تدور، لفت راسه و ناظرته و قالت بصوت واضح فيه خوفها: هلا ؟
تنهد عساف يمسح على فكه و مشى لها، بلعت ريقها بخوف من وقف قدامها و نطق: ليه ترجفين ؟
زفرت و اكتفت بالصمت، عض عساف شفته يتأمل تفاصيل وجها الملائكي اللي ما تهنى فيه، قرب منها عساف و تراجعت خطوتين بخوف من انه يقرب منها لان الجرح اللي سببه خالد فيها ما انبرى، و خوفها من اي رجل ما قل.
غمض عساف عيونه و مسك ذراعها بخفه و تقدم يقّبل جبينها ويهمس: ما راح يلمس شعره منك وانتي على ذمتي لا تخافين.
بلعت ريقها من شافت ملامح وجهه التعبانه و ابعد، ناظرت في ظهره العريض وهو يمشي للحديقة الخلفيه و نادته بشعور بالذنب: عساف !
ما لف عليها و قال بحده وهو يفتح الباب الزجاجي و يخرج: روحي نامي يا جود !
ميلت شفتها بعدم رضى من صيغة الامر اللي يستخدمها و زفرت تروح فوق، وصلت لغرفتها و سكرت الباب، خذت لها شور سريع و سوت سكن كيرها و انسدحت على السرير بعد ما بدلت و لبست بجامة حرير بيضاء.
بلعت ريقها من عجز النوم يجيها و جلست على السرير تفتح جوالها، جلست تتصفحه شوي لين شافت الشمس أشرقت و زفرت تحطه على الطاوله و اجبرت نفسها على النوم و انها تتناسى وجود خالد حُر في الأرجاء و غمضت عيونها و نامت.

« صباحاً - قسم هزاع و نايفه »
مررت اصابعها في شعرها وهي تشوف الرحلات المتوجهة لـ سويسرا مع هزاع، ريحت راسها على صدره و كملت مُشاهدته وهو يحجز التذاكر من الايباد و بعد ما حجز و خلص تنهدت و رفعت نفسها تدفن وجها في تجويف عُنقه.
حط الايباد جنبه و حاوطها يقّبل راسها وقال: بكرا طيارتنا الفجر، بنروح بليل للمطار.
وقفت وقالت: خلني اجل اجهز أغراضنا.
وقف هزاع قدامها وقال: أنا لازم اروح لدوامي ما اقدر أساعدك، تبين ادعي لك عاملة اهلي تساعدك ؟
طارت عيون نايفه وقالت وهي راصه على أسنانها: ولا عاملة تدخل ذا القسم يا هزاع ! ولا عامله ! عادك للحين عادي مع العاملات بعد اللي صار ؟!
رص هزاع على فكه من صراخها و كتم غضبه مُراعاةً لنفسيتها وقال: أنا سألتك مُجرد سؤال، إذا ما تبين خلاص قولي ما تبين لا تذكريني بأشياء احاول أنساها !
بلعت ريقها و صّدت متوجها للغرفة وهو وراها، ذهب هزاع لغرفة الملابس عشان يبدل و يلبس بدلته العسكريه و اما نايفه بدت في ترتيب كريماتها في شُنط صغيره و سمعته يطلع من غرفة الملابس ولا لفت و كملت ترتيبها.
عقد هزاع حواجبه من تصرُفاتها اللي صايره جافه جداً، لكن قرر يعطيها مساحتها و ترتاح شوي لين على الاقل يتشافى جرحها بالكامل، الداخلي و الخارجي.
لبس جزمته ( أكرمكم الله ) و توجه للباب و قبل يطلع قال: ما ودك بـ وجدان و العنود يجون يساعدونك ؟؟
اكتفت بـ هز راسها بـ لا، رص على اسنانه و طلع، شاف العنود و اخوها سلطان جالسين برا و سلم عليهم و توجه لدوامه.
اما عند العنود و سلطان لفوا على بعض وقالت العنود: وجه عمي هزاع مهب عاجبني.
هز سلطان راسه وقال: لا تلومينه، مرته كانت في اللقعه و الحين رايح دوامه.
زفرت العنود تشوف قسمهم وهي صار لها كثير ما شافتها لكن ما ودها تثقل عليها و خاصهً ان نفسيتها تعبانه الحين. لفت العنود تصب لها قهوة سعوديه هي و سلطان و مدت له الفنجال، ميّل سلطان شفته من طرى عليه شكلها و شعرها الأشقر من لون القهوة و حطها على الطاوله و تنهد بعُمق.
لفت العنود له باستغراب وقالت: بسم الله شفيك ؟ اللي يسمع ذا التنهيده يقول مسروق ولا مخلوع ! علامك ؟؟
مسح سلطان على شنبه وقال: عنود، اسمعي بكلمتس لكن يبقى بينا تسمعين ؟
عقدت العنود حواجبها ولفت عليه وقالت: ولد ! ليكون أعرست من ورانا !
توسعت عيون سلطان وقال: لا وش ذا التفكير التبن يا عنيّد ؟!
ميلت العنود شفتها و ناظرت اخوها بتمعن وقالت: أسمعك يلا ارطن.
لف سلطان على الحوش و تاكد من عدم وجود احد وقال: اسمعي، يوم عرس هزاع من في العرس عندكم شقرا ؟
توسعت عيون العنود وقالت وهي تضرب كتف سلطان وهي تقول: ايا السربوت ! ما لقيت إلا اللي بتتزوج ؟!
بلع سلطان ريقه وقال: متزوجه ؟؟
زفرت العنود و عقدت حواجبها تفكير وقالت: شقرا ؟ اي ما في إلا جود، وهي و عساف خويي عمي هزاع متملكين من اربع شهور تقريباً.
توسعت عيون سلطان وقال: خويي عمي هزاع ؟! مب كبير عليها ؟!
صغرت العنود عيونها وقالت: ايا السربوت، وين شايفها انت انطق ؟!
رشف سلطان من قهوته و عدل عصمته وقال: شفتها بالغلط و صديت، لكن دامها راحت في نصيبها خلاص ربي يوفقها و يستر عليها.
ميلت العنود شفتها وهي مو عاجبها وضع اخوها، و سألت: انت كنت تبيها ؟
تنهد سلطان وقال: تأخرت بعد شنسوي، يمكن خيّره لها ولا لي ما تدرين وفي الاخير ان شاءالله لي نصيب لكن مهب معها وانا راضي بالي ربي كاتبه.
ابتسمت العنود و حاوطت اخوها وقالت: يوه آثاري ودك بالعرس ! ابشر والله لا ادور لك على اجمل وحده !
ضحك سلطان وقال: يختي نبي الستر و وحده أخلاقها حلوه و تعرف السلوم مهب بس مضهر وانا اخوتس.
ابتسمت العنود وقالت: افا عليك بس، ابشر وانا بنت تركي.

والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن