٣٠

32.2K 860 158
                                    


« المستشفى »
لفت و طاحت أنظارها على أهلها اللي نصهم جالس و نصهم الآخر واقف في الممر امام قسم الولادة.
توجهت لهم بخطوات سريعه و مسكت كتف ظافر اللي كان اقرب شخص لها هي و حمده و عبدالله.
لف ظافر عليها و شهقت من ملامح الضيقه و التعب اللي في وجهه، مسكت وجهه وقالت: بسم الله عليك، ليه وجهك كذا؟
ميّل شفته و صّد يقول: صوتها يقطع قلبي، ما بيني و بين اني ادرعم لقسم الولاده إلا شعره قسم بالله.
زفرت نايفه و لفت نشوف اهلها اللي ينتظرون قدوم جوهرة جديدة في عائلتهم و تنهدت. تنحنح عبدالله و حاوط كتوف ظافر وقال: اهدى و مهب اول مره، جايبه لك ورعين المرة.
مشوا نايفه و حمده لدانه و جود اللي واقفين على الجدار و قالت حمده: من متى وهي داخل؟
تنهدت جود وقالت: تقريباً أربعين دقيقه.
لفت نايفه على الدانه اللي وجها قالب اصفر وقالت: وانتي شفيك؟ ليه صفرا كذا؟
عضت الدانه على أصبعها وقالت: اول شي، زايد ما يدري بطلعتي و ثاني شي قدامك وحده حامل و بتولد بعد سبع شهور و صراخ مرة اخوك يفلج !
لفوا من سمعوا صرخة ثانيه لشهد و لفت حمده تشوف ظافر اللي جلس على الكرسي و تلطم و غطى عيونه بيده.
جلسوا البنات على الكراسي و وقفت الدانه تتصل على زايد اللي لا تُنكر انها اشتاقت له و رد عليها من الرنه الأولى و انرسمت الابتسامه على ثغرها بحُب و سمعته يقول: يالله تحّيه ام فهد.
ضحكت و قالت بهمس وهي تبتعد عن اهلها: يمكن فهده مو فهد ؟ ليش مُصر انه ولد كذا ؟
ميّل شفته يقّلب اوراق البيوت الأجار اللي حّول بيوت ال ضيدان وقال: لا عندي احساس قوي انه فهد، واذا ما طلع فهد بنجيبه بعدها.
توسعت عيونه وقالت بضحكه: مو طبيعي انت !
ابتسمت على ضحكتها وقال: توتس تدرين ؟
ابتسمت و تكت على الجدار وقالت: اسمع بقولك شي بس لا تعصب طيب.
صغّر عيونه و خلخل يده في شعره وقال: وش مسويه يا احلى علّه ؟
رفعت حجاجها وقالت: الحين وهقتني اسفل فيك ولا لا ؟
ضحك و تنهدت الدانه و عضت شفته بتوتر وقالت: شوف والله من العّجله ما قلت لك و كل شي صار فجأة !
رفع حاجبه وقال بتحذير: دانه ! لا تفلجيني !
تنهدت وقالت: شوف أنا في المستشفى بس مع اهلي كلهم لان مرة ظافر في الولاده و كلنا استعجلنا و كنا خايفين عليها.
ميّل شفته وقال: يعني طلعتي بدون شوري ؟
بوزت و قالت: يا اخوي توني اقولك كنا مستعجلين !
ابتسم بخُبث وقال: بشوف شغلي معتس فليل، مبروك عليكم الورع الجديد مُقدماً.
رفعت حاجبها بعدم رضى وقالت: ترى اسمها غيم ! غيم بنت ظافر بن خليفه ال ضيدان ! أسمها يسوى قبيله ترى !
ضحك وقال: والله ؟ عجل اسم ولدي يسوى السعوديه كلها ! فهد بن زايد بن فهد ال ضيدان ! شرايك بس ؟ الفخامه طالعه من جنبه !
تأففت و أخفت ابتسامتها وقالت: يلا أنا بروح لهم، توصي بشي يا ابو فهد ؟
ابتسم زايد على ~ ابو فهد ~ من منطوقها وقال: سلامتتس يا روح ابو فهد.
ابتسمت بوسع ثغرها و نزلت الجوال و سكرت، عضت شفتها بحُب و خجل و مشت راجعه لأهلها.

« عزبة ال براق »
رفع طرف ثوبه و حذف الشماغ الأحمر على كتفه و سكر باب الشبك على الأبل بعد ما انتهى الطبيب من حقن حدى النياق بسبب مرضها المُفاجئ بعد فوزها بسباق الهجن الأسبوع اللي فات.
جاه فيصل و معه القفل و قفل باب الشبك وهو يقول: يا رجال عيّن ما صلت على النبي ! طرحت الناقه !
هزاع وهو يجلس في جلستهم الأرضيه بين خيام عزبتهم و شبك الأبل، زفر يصب له قهوة ولف على  فيصل اللي جاء و قعد جنبه بحليب النياق.
فتح جواله و دخل تطبيق الكاميرا و ابتسم هزاع من جاته ناقته الخاصه فيه ~ غزيـّل ~ من ورا و اللي كانت من الأبل المفكوكه في البر و يدخلونها على العصر.
انحنت غزيـّل و رفع هزاع ذراعه يحاوط راسها و قّبلها وقال: ارحبي يا الحُب الأولي !
رفع فيصل حجاجه وقال: لك اسبوع و وجهك مهُب عاجبني، و الحين من الحب الأولي ذي دريت انه به شيٍ بينك و بين ام ذيب، فأرطن و فضفض و طلع اللي في قلبك.
زفر هزاع يمسح على غزيـّل وقال: لا أبد، ما سوت شي، انخلق ذيب و مات ولا دريت عنه بس.
توسعت عيون فيصل باستيعاب و همس: سقطت ؟
عقد هزاع حواجبه دليل على غضبه وقال: ما في قلبي حكي، غير والله في حرّه و قهر مثل الجمر على صدري.
زفر فيصل و رص على كتف هزاع وقال: اسمع، بكلمك بالعقل. ترى مرتك مثلها مثلك و تحس بالحزن و الضيق و يمكن العن منك حتى، حست بوجع فقده جسدياً فوق اللي في قلبها. و تراها صغيره و اكيد بتخاف يا العضيد، وما راح تبوح لك من خوفها، و صدّك عنها بيزيد حزنك انت و حزنها هي.
صّد هزاع يرفع فنجال قهوته لشفتيه و كمل فيصل: روح لها و اقلبوا ذا الصفحه و فالأول و الأخير تراه مكتوب لك و ما تدري يمكنها خيّره.
تكى هزاع على المتكى و مسح على شنبه و همس: اشتقت لها.
ابتسم فيصل و رفع حاجبه وقال باستقعاد: والله ؟
ناظره هزاع بطرف عين و زفر يقول: ابطيت من حضنها و كلامها المعسول، و استقبالها لي كل ما جيت من الدوام و توصياتها لي كل ما طلعت.
تأفف فيصل و دف كتف هزاع وهو يقول: يقلع ابو العزوبيه ! فارق لمرتك ولا تقلب مواجعي تكفى !
توسعت عيون هزاع وقال: تعقب ! وش مواجعه ؟!
ميّل فيصل شفته وقال: اختها...خذت القلب و سكرت باب المواصل.
رفع حاجبه هزاع وقال: والله و طلعت سربوت يا الضابط !
لف عليه فيصل وقال: اقول خلني ساكت عن علومك يا الفريق ! طايح خروف عندها !
لف عليه فيصل وقال: اقول خلني ساكت عن علومك يا الفريق ! طايح خروف عندها !
مسك هزاع الدله و رفعها وقال بتهديد: اقول البخ لا اعدل ملامح وجهك بذا الدله ! بكرا لخذيت حمده بنت خليفه بشوف وش بتسوي !
طارت عيون فيصل وقال: تمون يا الحبيب ؟؟ لا تقول اسمها ! وش عرفك في اسمها اصلاً ؟!
تنهد هزاع و ابتسم يقول: ام ذيب معطتني شجرة العايله كلها.
ناظر فيصل بطرف عين وقال: اقول ! قوم اذلف لنايفه !
ضرب هزاع فخذه وقال بحده: ام ذيب يا تيس !
ابتسم فيصل وقال: عجل قول لمرتي المستقبليه ام كسّار !
ضحك هزاع وقال: تبشّر يا ابو كسّار.
ابتسم فيصل و مد ساقه يرفس هزاع وقال: وقم اذلف اجبر بخاطر ام ذيب، تراني محزنٍ منها وانت مهملها و مقابلني.
ابتسم هزاع وقال: بعدين، الحين هي في المستشفى مرة ظافر في الولاده.
تنهد فيصل وقال: الله يعينها و يطلعها بالسلامه وتقر عينهم في ضناهم.
هزاع بهمس: امين.

والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن