—
« المستشفى »
لفت و طاحت أنظارها على أهلها اللي نصهم جالس و نصهم الآخر واقف في الممر امام قسم الولادة.
توجهت لهم بخطوات سريعه و مسكت كتف ظافر اللي كان اقرب شخص لها هي و حمده و عبدالله.
لف ظافر عليها و شهقت من ملامح الضيقه و التعب اللي في وجهه، مسكت وجهه وقالت: بسم الله عليك، ليه وجهك كذا؟
ميّل شفته و صّد يقول: صوتها يقطع قلبي، ما بيني و بين اني ادرعم لقسم الولاده إلا شعره قسم بالله.
زفرت نايفه و لفت نشوف اهلها اللي ينتظرون قدوم جوهرة جديدة في عائلتهم و تنهدت. تنحنح عبدالله و حاوط كتوف ظافر وقال: اهدى و مهب اول مره، جايبه لك ورعين المرة.
مشوا نايفه و حمده لدانه و جود اللي واقفين على الجدار و قالت حمده: من متى وهي داخل؟
تنهدت جود وقالت: تقريباً أربعين دقيقه.
لفت نايفه على الدانه اللي وجها قالب اصفر وقالت: وانتي شفيك؟ ليه صفرا كذا؟
عضت الدانه على أصبعها وقالت: اول شي، زايد ما يدري بطلعتي و ثاني شي قدامك وحده حامل و بتولد بعد سبع شهور و صراخ مرة اخوك يفلج !
لفوا من سمعوا صرخة ثانيه لشهد و لفت حمده تشوف ظافر اللي جلس على الكرسي و تلطم و غطى عيونه بيده.
جلسوا البنات على الكراسي و وقفت الدانه تتصل على زايد اللي لا تُنكر انها اشتاقت له و رد عليها من الرنه الأولى و انرسمت الابتسامه على ثغرها بحُب و سمعته يقول: يالله تحّيه ام فهد.
ضحكت و قالت بهمس وهي تبتعد عن اهلها: يمكن فهده مو فهد ؟ ليش مُصر انه ولد كذا ؟
ميّل شفته يقّلب اوراق البيوت الأجار اللي حّول بيوت ال ضيدان وقال: لا عندي احساس قوي انه فهد، واذا ما طلع فهد بنجيبه بعدها.
توسعت عيونه وقالت بضحكه: مو طبيعي انت !
ابتسمت على ضحكتها وقال: توتس تدرين ؟
ابتسمت و تكت على الجدار وقالت: اسمع بقولك شي بس لا تعصب طيب.
صغّر عيونه و خلخل يده في شعره وقال: وش مسويه يا احلى علّه ؟
رفعت حجاجها وقالت: الحين وهقتني اسفل فيك ولا لا ؟
ضحك و تنهدت الدانه و عضت شفته بتوتر وقالت: شوف والله من العّجله ما قلت لك و كل شي صار فجأة !
رفع حاجبه وقال بتحذير: دانه ! لا تفلجيني !
تنهدت وقالت: شوف أنا في المستشفى بس مع اهلي كلهم لان مرة ظافر في الولاده و كلنا استعجلنا و كنا خايفين عليها.
ميّل شفته وقال: يعني طلعتي بدون شوري ؟
بوزت و قالت: يا اخوي توني اقولك كنا مستعجلين !
ابتسم بخُبث وقال: بشوف شغلي معتس فليل، مبروك عليكم الورع الجديد مُقدماً.
رفعت حاجبها بعدم رضى وقالت: ترى اسمها غيم ! غيم بنت ظافر بن خليفه ال ضيدان ! أسمها يسوى قبيله ترى !
ضحك وقال: والله ؟ عجل اسم ولدي يسوى السعوديه كلها ! فهد بن زايد بن فهد ال ضيدان ! شرايك بس ؟ الفخامه طالعه من جنبه !
تأففت و أخفت ابتسامتها وقالت: يلا أنا بروح لهم، توصي بشي يا ابو فهد ؟
ابتسم زايد على ~ ابو فهد ~ من منطوقها وقال: سلامتتس يا روح ابو فهد.
ابتسمت بوسع ثغرها و نزلت الجوال و سكرت، عضت شفتها بحُب و خجل و مشت راجعه لأهلها.« عزبة ال براق »
رفع طرف ثوبه و حذف الشماغ الأحمر على كتفه و سكر باب الشبك على الأبل بعد ما انتهى الطبيب من حقن حدى النياق بسبب مرضها المُفاجئ بعد فوزها بسباق الهجن الأسبوع اللي فات.
جاه فيصل و معه القفل و قفل باب الشبك وهو يقول: يا رجال عيّن ما صلت على النبي ! طرحت الناقه !
هزاع وهو يجلس في جلستهم الأرضيه بين خيام عزبتهم و شبك الأبل، زفر يصب له قهوة ولف على فيصل اللي جاء و قعد جنبه بحليب النياق.
فتح جواله و دخل تطبيق الكاميرا و ابتسم هزاع من جاته ناقته الخاصه فيه ~ غزيـّل ~ من ورا و اللي كانت من الأبل المفكوكه في البر و يدخلونها على العصر.
انحنت غزيـّل و رفع هزاع ذراعه يحاوط راسها و قّبلها وقال: ارحبي يا الحُب الأولي !
رفع فيصل حجاجه وقال: لك اسبوع و وجهك مهُب عاجبني، و الحين من الحب الأولي ذي دريت انه به شيٍ بينك و بين ام ذيب، فأرطن و فضفض و طلع اللي في قلبك.
زفر هزاع يمسح على غزيـّل وقال: لا أبد، ما سوت شي، انخلق ذيب و مات ولا دريت عنه بس.
توسعت عيون فيصل باستيعاب و همس: سقطت ؟
عقد هزاع حواجبه دليل على غضبه وقال: ما في قلبي حكي، غير والله في حرّه و قهر مثل الجمر على صدري.
زفر فيصل و رص على كتف هزاع وقال: اسمع، بكلمك بالعقل. ترى مرتك مثلها مثلك و تحس بالحزن و الضيق و يمكن العن منك حتى، حست بوجع فقده جسدياً فوق اللي في قلبها. و تراها صغيره و اكيد بتخاف يا العضيد، وما راح تبوح لك من خوفها، و صدّك عنها بيزيد حزنك انت و حزنها هي.
صّد هزاع يرفع فنجال قهوته لشفتيه و كمل فيصل: روح لها و اقلبوا ذا الصفحه و فالأول و الأخير تراه مكتوب لك و ما تدري يمكنها خيّره.
تكى هزاع على المتكى و مسح على شنبه و همس: اشتقت لها.
ابتسم فيصل و رفع حاجبه وقال باستقعاد: والله ؟
ناظره هزاع بطرف عين و زفر يقول: ابطيت من حضنها و كلامها المعسول، و استقبالها لي كل ما جيت من الدوام و توصياتها لي كل ما طلعت.
تأفف فيصل و دف كتف هزاع وهو يقول: يقلع ابو العزوبيه ! فارق لمرتك ولا تقلب مواجعي تكفى !
توسعت عيون هزاع وقال: تعقب ! وش مواجعه ؟!
ميّل فيصل شفته وقال: اختها...خذت القلب و سكرت باب المواصل.
رفع حاجبه هزاع وقال: والله و طلعت سربوت يا الضابط !
لف عليه فيصل وقال: اقول خلني ساكت عن علومك يا الفريق ! طايح خروف عندها !
لف عليه فيصل وقال: اقول خلني ساكت عن علومك يا الفريق ! طايح خروف عندها !
مسك هزاع الدله و رفعها وقال بتهديد: اقول البخ لا اعدل ملامح وجهك بذا الدله ! بكرا لخذيت حمده بنت خليفه بشوف وش بتسوي !
طارت عيون فيصل وقال: تمون يا الحبيب ؟؟ لا تقول اسمها ! وش عرفك في اسمها اصلاً ؟!
تنهد هزاع و ابتسم يقول: ام ذيب معطتني شجرة العايله كلها.
ناظر فيصل بطرف عين وقال: اقول ! قوم اذلف لنايفه !
ضرب هزاع فخذه وقال بحده: ام ذيب يا تيس !
ابتسم فيصل وقال: عجل قول لمرتي المستقبليه ام كسّار !
ضحك هزاع وقال: تبشّر يا ابو كسّار.
ابتسم فيصل و مد ساقه يرفس هزاع وقال: وقم اذلف اجبر بخاطر ام ذيب، تراني محزنٍ منها وانت مهملها و مقابلني.
ابتسم هزاع وقال: بعدين، الحين هي في المستشفى مرة ظافر في الولاده.
تنهد فيصل وقال: الله يعينها و يطلعها بالسلامه وتقر عينهم في ضناهم.
هزاع بهمس: امين.

أنت تقرأ
والله إنك عليهم فيك زود وش يجيب الوطى للنايفه
Romance~~ من غدت همي وانا مالي ديار الا ديرها جالها بين الظلوع الظامية روحة وجية جادل كل الدروب المعشبة تنبت بثرها جت تبي جرح وقصيد وخلت الثنتن لية من يحدثني حديث الثلج للجمر بثغرها والله اني كنت ناوي لي بهاك الجمر نية من نشدهاك الوساع الخرس عن دنيا حورها...