٤٢

32.6K 864 86
                                    


بدئت السوالف تاخذهم، و سألت جود: ثنيان وين ؟
نايفه: نايم والله بكرا عنده روضه مدري مدرسه.
ضحكت جود تقول: روضه يا بنتي روضه ! عمر الولد اربع سنين !
رفعت أكتافها وقالت: اسكتي مجننيني هو و هزاع !
ضحكت جود على وجها وقالت: ليه ؟ اكيد هزاع حاط دربه دوب ثنيان.
نايفه بضحكه: بموت كأنك تشوفين حالتنا ! لو جيتي و حصلتيني في مستشفى أمراض نفسيه لا تنصدمين !
تعالت ضحكات جود و رفعت راسها من سمعت صوت فتح الباب، نزلت عيونها لنايفه وقالت: يلا يا روحي بكلمك بعدين، عساف جا.
ابتسمت نايفه تودع جود و سكرت تقوم تشيك على ثنيان انه للحين نايم لين ما يخلص هزاع الاتصال اللي تلاقاه من المركز.

« مُنتصف الليل - حائل »
ضمت رجولها لـ صدرها وهي ما طّرف النوم عينها، ما تعودت تنام بين ناس من أهلها، ولا في مكان غير مكانها اللي تعودت عليه.
وقفت و خذت جلالها تخرُج خارج الخيمه، تتأكد من خّلو حوش العزبة، رفعت راسها تشوف النجوم الجميلة في ليلة هاديه و غريبة عليها.
رفعت راسها تشوف سُلم يؤدي لفوق سطح البيت الطيني البسيط اللي شّكل مطبخ ال عجلان، ميّلت شفتها و بعد تفكير قررت تتوجه له و صعدت السُلم.
ابتسمت من جمال إطلالة المكان، خاصةً ان العزبة موقعها أعلى حدى جبال حايل، جلست على الطرف و تلفتت تتأكد من خّلو المكان عشان تنزل جلالها.
نزلت جلالها و حطته في حضنها، ابتسمت على الهبوب البارده و فكّت شعرها تخلي نسيم هوى حايل يلعب فيه.
رفعت راسها تشوف النجوم و القمر، تشوف القمر بدر و ابتسمت تتذكر انه يرمز لأسمها ~ بدور ~.
كّملت تأملها للسماء الصافيه وهي تدندن بداخلها بروقان، أما في الحوش دخل بعد ما خلص سهرته مع عيال عمه و توجه لقسم المطبخ عشان يطفي انوار البيت الخارجية.
عقد حواجبه من شاف ظّل عاكس على الأرض و رفع عيونه يشوف عنّق ريمٍ مستريح على طرف السطح مستمتعه بالنجوم و القمر.
بلع ريقه يشوفها تلعب بشعرها و ركز على عُنقها المنتوق اللي برز طوله وهي رافعه راسها تتأمل السماء.
اخذ نفس عميق يسمعها تدندن بأغنية هو حافظها، و معروفه عند أهل حايل:
حايل بعد حيي .. دار الهوى المنشود
يا عزوتي وغيي .. فيك الزمان يجود
حيوا جبل شمر .. الزهر فيه انضر
ما اجمل المنظر .. يا مرجنا الاخضر
صّد ببصره عنها و مسح شنبه ينطق بصوته الرجولي: يا بنت !
نزلت راسها تحت و شهقت ترجع للخلف و تتغطى بحلالها، توسعت عيونها و بسرعه توجهت للسُلم تنزل تحت، عضت شفتها من تقابلت معه و سمعته ينطق: وش مطلعك في ذا الليل ؟
شتت أنظارها تقول: ما جاني النوم، لكني بروح الحين.
زفر و شافها بتمشي لكن استوقفها من رفع عيونه لعيونها ذات الرموش الطويله ينطق: من بنته انتي ؟
نزلت عيونها للأرض و بلعت ريقها، شّدت على جلالها وهي تقول: مالك حاجة تعرف، بكرا أنا رايحه من هنا ارتاح.
مسح على شعره و قال: من جابك طاري روحتك الحين ؟؟
سكتت تشتت نظرها و سمعته يعيد سؤاله: من بنته انتي، ترى الأجابة واحده.
زفرت وقالت: بنت ال براق، هذا اللي اقدر اقوله.
مشت تاركته بذهن مُشوش، مو غريب عليه الأسم لكن ما يتذكر بالضبط وين شايفه، حك ذقنه و استغفر يتوجه لغرفته عشان ينام و باله مشغول بعنقها الطويل و رموشها الساحره.

والله إنك عليهم فيك زود...وش يجيب الوطى للنايفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن