١٩

50.1K 1.3K 130
                                    


لبست الدانه حجابها الابيض و جكيت اسود طويل و واسع عليها مع بنطلون واسع و ما بين شي من جسمها، حبت انه اهتم لموضوع الستر و شراء لها ملابس ساتره.
خذت شنطتها و جوالها و طلعت له، شافها زايد و ابتسم في داخله وهو يشوفها لابسه اللبس اللي وصى الخدم عليه و خذا له كاب اسود عشان يدفي راسه و طلع من الغرفه و لحقته الدانه.
ما قدرت تخفي حماسها وهي بتمشي في شوارع لندن اللي ما شافتها إلا في الصور ولا اخفت ابتسامتها وهي تشوف شكلها بمرايات الأصنصير.
ناظرها زايد وهو اول مره يشوف ابتسامتها و حماسها و بدا يدقق في ملامحها الهاديه لكن عيونها الحاده شديدة السواد و لف أنظاره و تنحنح من انتبهت له.
رفعت حاجبه ولكن سكتت ولا قالت شي، و انفتحت أبواب الأصنصير و طلعوا. طل زايد من الشباك و شاف رشات مطر خفيفه جداً فخذا مظلته.
عقدت الدانه حواجبها و قالت: وانا أتبلل يعني؟
زايد صد عنها و ابتسم وقال: قربي مني عشان ما تتبللين.
زفرت بغضب و طلعت وراه و بدوا يمشون في الشوارع المزحومه بالناس و الأضواء الجميله جداً بحُكم انه راس السنه، و الصخب و المحلات الموجوده في كل زاويه.
قربت الدانه منه زياده و تمسكت في طرف جكيته بسبب زحمة الناس و خوفها من انها تضيع بينهم.
ابتسم زايد وهو متعمد يمر من ذا الطريق المُزدحم عشان تقرب منه زياده و تحس انه مصدر أمانها الوحيد هنا.
وصلوا للمطعم بعد مشي ما حسوا فيه بالتعب بسبب جمال المناظر.
انصدمت الدانه من مروا بجنب البار المليان أشكال تخليها تحمد ربها انها مُسلمه و انتبه لها زايد و حاوط كتوفها و همس: عيونتس شوي و بتطير.
تمسكت الدانه بيده بخوف وعيونها تناظر الناس السكارى في البار وقالت: انا اللي بطير والله العظيم!! وش ذا!!
زايد قرب من أذنها بسبب على صوت الناس و قال: انتي في غُربه و بلد مو مسلم، تعودي.
رصت على يده وهو كمان رص على يدها عشان يحسسها بالأمن، عبروا البار بسلام و وصلوا لطاولتهم و بدوا يطلبون أكلهم.
الدانه: ابي هاذي الباستا.
ناظر زايد الطبق اللي تبيه وقال: تبين تسكرين اطلبيها.
توسعت عيون الدانه و قربت منه و همست: ايش؟!! ليه فيها خمر؟!!
ابتسم زايد وهو مستمتع بقربها منه بسبب عدم تعودها على ازدحام الناس و الضجيج وقال: اي فيها، انا بطلب لتس اسكتي بس عورتي راسي.
الدانه قلبت عيونها بأستهزاء: سلامة راسك يا ولد عمي.
طلب لهم زايد و حل الصمت بينهم وهم ينتظرون الأكل، ناظرت الدانه زايد و لقته على جواله فقررت تشوف جوالها لكن استوعبت ما في نت.
هزت الدانه كتف زايد لكن ما لف لها وهو يبيها تقول اسمه لانها ما قد قالته، الدانه بغضب لانه مطنشها قالت: ياليل! زايد!! اكلمك انا!
لف لها زايد و اخفى ابتسامته و اعجابه بأسمها من  منطوقها و قال: ها يا العله شتبين؟؟
الدانه: وجع انت العله!! اسمع، ابي نت.
زايد: ايه اشبكي على المطعم.
الدانه بصدمه: شدعوه عندهم؟؟
زايد: اي عندهم اشبكي عليه.
الدانه: طيب، لقيته بس ما اعرف الرقم السري.
زايد: اسألي حدى الموظفات.
ناظرت الدانه حولها و هي تدور على موظفة و مو موظف لكن انجلطت اول ما جاها موظف وقال: How can I help you ma'am؟
طارت عيون زايد و ناظره وقال: I need the WiFi password.
الموظف طلع من جيبه ورقه و قلم وقال: sure here I will write it for you.
وراح الموظف و لف زايد بغضب على الدانه اللي ماسكه ضحكتها من وجه زايد المصفوق.
قال زايد بغضب: الله يخلف على اهلتس!! قلت موظفه يا تبن!! مو موظف!!!
الدانه يضحكه: طيب شفيك؟؟ لا يكون غرت؟؟
زايد: لا يطير تفكيرتس بعيد، قبل ما تصيرين زوجتي انتي بنت عمي و بنت بلادي! اكيد بغار عليتس يعني!! تستهبلين؟!!
الدانه وهي تفتح جوالها و تدخل كلمة السر قالت: يا حياتي غار علي!! بطير من الفرحه يا ناس!!. قلبت الدانه وجهها و تكلمت بجديه: إقول أنا اصلاً ناديت موظفه بس هو ملقوف مثلك.
تنهد زايد و حك شنبه: على آخر عمري ابتلش في ذي اللي تسب من هب و دب.
جلس كل واحد فيهم على جواله و بعد فتره جاء أكلهم و سمو بالرحمن و بدوا يأكلون بصمت. كانت الدانه تناظر في البنات الأجنبيات وهي منصدمه شلون يلبسون زي كذا و ماخذين راحتهم بشكل كامل و انقرفت.
لفت على زايد لما قال: لا تناظرينهم، ما لتس حاجه.
الدانه بأستغراب: انت شلون ما تشوف؟ سؤال.
غص زايد في لقمته من سؤالها وقال: يويلي!! انتي تبيني اسوي الحرام يعني؟!!
الدانه وهي تحرك يدها في الهواء: لا لا لا مو قصدي بس يعني مستغربه شلون ما تناظرهم يعني، حلوات و ما عندك والي يعني.
زايد: الغُربة خلتني أتمسك بديني اكثر، و بعدين كل ذولا نصابات ما همهم إلا الفلوس و بس. و دايماً قبل كل شي ادري ان ربي فوقي و اتذكره دايماً.
الدانه بانبهار: ما شاءالله عليك، الله يثبتك.
تنهد زايد وقال: امين، خلصتي؟
الدانه: اي شبعت.
نادى زايد الموظف و دفع الحساب و طلعوا من المطعم.
طلعوا من المطعم و بدوا يمشون و عقدت الدانه حواجبها لان الطريق ما كان مألوف لها وقالت: هذا مو طريق الرجعه.
ضحك زايد وقال: اي بوديتس لداعوس مظلم و بذبحتس الحين.
قلبت الدانه عيونها وقالت: ها ها تضحك يا سخيف.
كملوا مشي و توسعت عيون الدانه من شافت ألعاب كبيره مزحومة بالناس وقالت: رايحين الملاهي حنا؟؟
زايد: فشلتينا!! في لندن و ملاهي؟!! اسمها ونترلاند يا الخبل!!
الدانه بحماس: اللي هي!! خلنا نروح يلا!!
زايد: انزين اهدي يا السكنيه شوي شوي ما راح أتطير ترى.
وصلوا للاين التذاكر و حاوط زايد كتوف الدانه من زحمة الناس و ثبتها قدامه و قربها لصدره.
الدانه وهي تخفي خجلها: كنك ارتحت بزياده؟؟
زايد: انطمي عشان ما تنسرقين ولا تضيعين.
الدانه قلبت عيونها و همست: طيب.
انتظروا تذاكرهم و خذوها و دخلوا داخل الألعاب وهنا نست الدانه انها تكره و بدت تجرجره بين الألعاب و اماكن بيع الهوت تشوكلت و الوجبات الخفيفه.
ابتسم زايد وهو يشوف شخصيتها الفله و ضحكتها اللي تسوي في أذنه مثل الأنغام الجميله و شلون مخليه يدينه حول كتوفها عادي و بلعكس بعض الاحيان تسحب يديه معها عشان تركبه لعبه من الألعاب.
تنهد من تذكر امه و هو السبب الأساسي اللي مخليه يطلع الدانه هو شلون بيرجع البيت و يصارح امه بدون لا تنهار او تنجلط.
مر الوقت ولا حست فيه الدانه، كانت تشرب لها هوت تشوكلت و اصابعها ترجف من البرد.
تكى زايد على الحديده الي وراه و تأمل تفاصيلها، خشمها و خدودها اللي أحمر لونهم بسبب البرد و عيونها اللي تراقب كل اللي حولها إلا هو و لمعتها بسبب اضواء الألعاب. و شفايفها اللي صاروا حُمر من كثر ما عضتهم من البرد.
ضحك لما شاف شوي من كريمه الهوت تشوكلت على خشمها و لفت عليه وقالت: ليه تضحك؟؟
قرب منها و شال الكريمه من خشمها و قرصه وقال: شوي شوي لا تصيرين مشفوحه.
توسعت عيون الدانه وقالت: شف من جالس يتكلم، اللي لاط بطاطس بالجبن مرتين.
رفع زايد حاجبه وقال: وش عليتس؟؟ حلالي.
الدانه: يحّل في بطنك ان شاءالله...اووف يا ربي مت برد ايش ذا!!
شال زايد وشاحه و حطه حول رقبته و سحبها قريب له وقال: انتي ليه حنا و كلامتس واجد كذا؟؟ شلون اهلتس مستحملين؟؟
ضحكت الدانه و كملت شرب الهوت تشوكلت وقالت: شوف كنت بقول انك بتبرد بدون الوشاح و احزن عليك لكن احسن، امرض و كفر عن سيئاتك شوي.
زايد: شرايك تسكتين عشان ما اطّلع ذا الهوت تشوكلت من خشمتس؟
الدانه قلبت عيونها و ضحكت: يوه لذا الدرجه حاط عينك عليه؟ الله يستر لا اشرق بس.

والله إنك عليهم فيك زود وش يجيب الوطى للنايفهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن